----------

 اللقاء الأول :   مقدمة إلى المدود 

 تعريفُ المدِّ

 المدُّ لغةً : الزيادةُ والتطويل .

 واصطلاحاً : إطالةُ الصوتِ بحرفٍ من حروفِ المَدِّ واللِّينِ أو حرفَيِ اللِّينِ 

 وحروفِ المدِّ واللِّين : 

هي الألفُ والواوُ والياءُ السواكنُ ،المجانسُ لها ما قبلَها ، نحو :( نُوحِيهَا) .

 وسُمِّيتْ ( حروفَ المدِّ ) ، لأنَّ لها قابليةَ المَطِّ والتطويل .

 وسُمِّيتْ ( حروفَ اللِّين ) ، لخروجِها بامتدادٍ ولينٍ من غير كُلْفة

حَرْفَا اللِّينِ

 حرفَيِ اللِّينِ هما الواوُ والياءُ الساكنتانِ ، المفتوحُ ما قبلَهما ،

  نحو :   قَوْلٌ ،  يَوْمَ  ،  قُرَيْشٍ  ، وَاللَّيْلِ

أنواعُ المدِّ في القرآنِ الكريمِ

 أولاً : أصليٌّ ( الطبيعيُّ )  يُلحقُ به : البَدَل ، العِوضَ ، الصِّلةُ الصُّغرى .

 ثانياً : فرعيٌّ ( يُمَدُّ أكثرَ من حركتينِ)

                 سببُه همزٌ  : المتصل ، المنفصل ، الصِّلةُ الكُبرى .

                 سببُه سكونٌ  : اللازم ، العارضُ للسُّكون ، اللِّين .

اللقاء الثاني : المد الطبيعي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعريفه 

        هو المدُّ الذي لا تقومُ ذاتُ الحرفِ إلَّا به ، ولا يتوقَّفُ على سببٍ من همزٍ أو سكون ، 

         نحو {قَالُوا يَا مُوسَى} [المائدة: 22] ، ويُمدُّ بمقدارِ حركتَين لا غير  .

والحركتان : 

  هي الفترةُ الزمنيَّةُ اللَّازمةُ للنُّطقِ بحرفين متحرِّكين متتاليين ، نحو ، بَ بَ ، أو : بُ بُ ، أو : بِ بِ.

سبب تسميته طبيعياً : لأن صاحب الطبيعة السليمة لا يزيده ولا ينقصه عن حركتين 

 وقد اجتمعت حروف المد الثلاثة في قوله تعالى : ( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ )

اللقاء الثالث  : المد المتصل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللقاء الرابع : المد المنفصل

ـــــــــــــــــــــــــ

المد المنفصل

ويقال له  : المَدُّ الجائز المُنفصِلُ

 هو أن يأتي حرفُ المَدِّ آخِرَ الكلمةِ الأُولى وهمزةُ القطعِ في أوَّلِ الكلمةِ التي تليها ، نحو :

   {بِمَآ أُنْزِلَ} ، {قَالُواْ ءَامَنَّا}   ، {وَفِي أَنفُسِكُمْ }  

·         ويُقالُ له : ( المدُّ الجائز ) لاختلافِ القرَّاءِ في مدِّه وقصرِه .

·         ويُمَدُّ   في روايةِ حفصٍ  من [طريق المنظومة الشاطبيَّة  ]..  بمقدارِ  (4) أو (5) حركات  .

·         ويمد  في رواية أخرى لحفص بمقدار حركتين (من طريق طيبة النشر) ويقال له قصر المنفصل .. ولها أحكام تترتب عليها ..

·         لا يجوز للقارئ  أن يقرأ بقصر المنفصل لحفص ، إلا إذا كان على دراية بالأحكام المترتبة عليه .

اللقاء الخامس : مد الصلة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مَدٌّ الصِّلةِ

-        هو صِلةُ هاءِ الضميرِ – للمفردِ الغائبِ المذكَّرِ – بواوٍ إنْ كانتِ الهاءُ مضمومةً ، وبياءٍ إنْ كانتْ مكسورةً ، 

-        بشرطِ أنْ تقعَ بينَ متحرِّكينِ ، نحو :  {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} 

أَقْسَامُ مَدِّ الصٍّلَةِ

 أولا:   صِلَةٌ صُغْرَى : ليس بعدَ الهاءَ همزةُ قطعٍ

    مثل :   {مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}

              {وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ}

ثانيا:  صِلَةٌ كُبْرَى : بعدَ الهاءِ همزةُ قطعٍ

 مثل :     {مَالَهُ~ أَخْلَدَهُ}

{إِلَى طَعَامِهِ~ أَنَّا

 مِقْدَارُ مَدِّ الصِّلةَ الصُّغْرَى

تُمدُّ الصِّلةُ الصُّغرَى بمقدارِ حركتَين ، وتُلحَقُ بالمَدِّ الطبيعيِّ ، 

 مثل :

{إِنَّهُ عَلَى} [الطارق: 8]           تُقرأُ هكذا : {إِنَّهُو عَلَى}

{ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } [الطارق: 8]    تُقرأُ هكذا : { رَجْعِهِي لَقَادِرٌ }

 مِقْدَارُ مَدِّ الصِّلةَ الكُبْرَى

 تُمَدُّ الصِّلةُ الكُبْرَى بمقدارِ (4) أو (5) حركات ، وتُلحَقُ بالمَدِّ المُنفصِل ، مثل :

 {مَالَهُ~ أَخْلَدَهُ} [الهمزة: 3]                تُقرأُ هكذا : {مَالَهُو~ أَخْلَدَهُ}

 {إِلَى طَعَامِهِ~ أَنَّا } [عبس: 24، 25]   تُقرأُ هكذا : {إِلَى طَعَامِهِي~ أَنَّا }

 تَنبيه (1)

يكونُ مَدُّ الصِّلَةِ في الوَصلِ لا غيرَ ، فإذا وَقَفْنا ، نَقِفُ بالسُّكونِ ، نحو :

{ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } [المسد: 2] : يُوقفُ عليها : {مَالُهْ }

{إِلَى طَعَامِهِ~ أَنَّا } [عبس: 24، 25] : يُوقفُ عليها : {إِلَى طَعَامِهْ}

     تَنبيه (2)

ليس في الأمثلةِ التَّالية – ولا فيما يُماثلُها – مَدُّ صِلَةٍ ؛ لِانعدامِ الشَّرطِ :

{فِيهِ هُدًى} [البقرة: 2] : لأنَّ قبل الهاء ساكن

{يَعْلَمْهُ اللَّهُ} [البقرة: 197] : لأنَّ قبلَ الهاءِ وبعدَها ساكن

{اسْمُهُ الْمَسِيحُ} [آل عمران: 45] : لأنَّ بعدَ الهاءِ ساكن

اللقاء السادس : مد البدل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مَدٌّ البدل

هو كُلُّ همزٍ مَمْدُودٍ ، وهو حالةٌ خاصَّةٌ من الطبيعيِّ ،

ويُمَدُّ بمقدارِ حركتَينِ ، نحو :

 }ءَامَنُوا} [البقرة: 9]

{أُوتُوا} [البقرة: 101]

 {إِيمَانًا} [آل عمران: 173[ 

}الْقُرْءَانَ} [النساء: 82]

{يُرَاءُونَ} [النساء: 142]

 }رَءَا} [الأنعام: 76]

{وَجَآءُو } [يوسف: 16]

{ءَابَآءِي} [يوسف: 38[

وهو ملحق بالمد الطبيعي ويمد حركتين

اللقاء السابع : مد العوض

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                     

مَدٌّ العوض 

  هو التعويضُ عن تنوينِ النَّصْبِ حالةَ الوقفِ بألفٍ تُمَدُّ بمقدارِ حركتَينِ ويُلحَقُ بالطبيعيِّ ، نحو :

  {عَلِيمًا} [النساء: 11] : يُوقفُ عليها : { عَلِيمَا }

  {أَحَدًا} [المائدة: 20] : يُوقفُ عليها : {أَحَدَا}

  {مَاءً } [البقرة: 22] : يُوقفُ عليها : {مَاءَا }

  {دُعَاءً} [البقرة: 171] : يُوقفُ عليها : {دُعَاءَا}

 تَنبيه

لا يعوَّضُ عن تنوينِ النصبِ بألفٍ إذا كان على هاءِ تأنيثٍ  ' بل يُحذفُ التنوينُ ويوقفُ على هاءِ التأنيثِ بالسكون ، نحو :

{وَشَجَرَةً} [المؤمنون: 20] : يُوقفُ عليها : {وَشَجَرَهْ}

{جَنَّةً} [الإنسان: 12] : يُوقفُ عليها : {جَنَّهْ}

اللقاء الثامن : المد اللازم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                      

المَدُّ اللازمُ

 هو أنْ يأتيَ حرفُ المَدِّ وبعدَه ساكنٌ سكوناً أصليّاً ( وصلاً ووقفاً ) ، نحو :

{الصَّآخَّةُ} [عبس: 33] ،

{الضَّآلِّينَ} [الفاتحة: 7] ،

{أَتُحَآجُّونِّي} [الأنعام: 80] ،

{ آلْآنَ} [يونس: 91] ،

(صَآدْ ، نُونْ ، حَامِيمْ ، طاسيمِّيمْ ) . 

  -----------------------------------

 نعني بالسكون الأصلي أن يكون الحرف ساكنا بالوصل وساكنا بالوقف ، يعني يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن ، هذا الحرف الساكن إن وصلنا الكلمة فيما بعدها يبقى ساكنا وإن وقفنا على هذه الكلمة يبقى ساكنا هذا ما نعنيه بكلمة السكون الأصلي

مثل:  ({ق~ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق: 1] ، (ق~) تقرأ ( قافْ) فإن وقفنا عليها فالفاء ساكنة ، وإن وصلناها بما بعدها ، فالفاء أيضا ساكنة .

وكذلك {آلْآنَ} [يونس: 91] أتى بعد المد حرف ساكن مخفف وقفاً ووصلا

وكذلك {الْحَآقَّةُ } [الحاقة: 1] أتى بعد حرف المد حرف ساكن مشدد ، وصلاً ووقفاً .

  حكمه : يمد مداً لازماً بمقدار 6 حركات .

 تنبيه : الحرف المشدد هو عبارة عن حرفين ، حرف ساكن ، وحرف متحرك .

  الحرف " ق " اسمه قاف ، ونطقه " أَق " ، ففي الأحرف المقطعة التي في أوائل السور  نقرأ اسمها الذي يتكون إما من حرفين أو ثلاثة أحرف مثل ( ق )  ، تقرأ ( قاف ) ، ومثل : طه  [طه/1] ، تقرأ ( طا ها ) ، حرف الميم في {حم} [غافر: 1] تقرأ ( حامِيمْ ) .

-----------------------------------

 أقسامُ الْمَدِّ اللازمِ

   أولاً : ينقسم المدّ اللازم إجمالاً إلى قسمين :

أ- المدّ اللازم الكلمي : وهو أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المدّ في كلمة ، مثل : { الطَّامَّةُ } [النازعات: 34] 

ب- المدّ اللازم الحرفي : وهو أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد في حرف من أحرف الهجاء ، مثل : {ق} [ق: 1]

   ثانياً : ينقسم المدّ اللازم تفصيلاً إلى أربعة أقسام :

1- مدّ لازم كلمي مخفف : نحو : ( آَلْآَنَ ) [يونس/51–91 ]. 

2- مدّ لازم كلمي مثقل ، أي مشدد ، نحو : ( الصَّآخَّةُ ) [عبس/33]

 3- مد لازم حرفي مخفف ، نحو : {ص } [ص: 1]

4- مدّ لازم حرفي مثقل ، نحو حرف اللام في  : {الم } [البقرة: 1] ، تقرأ هكذا ( ألِفْ لامَّيم ) بدون سكت ، فندغم الميم الساكنة في الميم المتحركة  ، فتصبح ميم مشددة ، فاللام مد لازم حرفي مثقل ، والميم مد لازم حرفي مخفف .

مقدارُ المدِّ اللازم

   يُمَدُ اللازمُ بكلِّ أقسامِه بمقدارِ ( 6 حركات ) . 

    أو نقولُ : بمقدارِ ثلاثةِ أضعافِ المدِّ الطبيعيِّ .

    وهو المدُّ الذي أجمع القراء على مدِّه ، وأجمعوا على مقداره ( 6 حركات ) ، 

    نحو : { الطَّامَّةُ } [النازعات: 34] ، 

           حرف اللام في : {الر} [يونس: 1] تقرأ هكذا ( ألف لام را ) .

اللقاء التاسع : المد العارض للسكون

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                      

المَدُّ العارضُ للسُّكونِ

   هو أن يأتيَ حرفُ المَدِّ وبعدَه حرفٌ ساكنٌ سكوناً عارضاً بسببِ الوقفِ مثل :

{الْبَيَانَ} [الرحمن: 4] ،

{تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74] ،

{نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] .

 ويُمَدُّ العارضُ للسكون بمقدارِ : (2) أو (4) أو (6) حركات.

تفصيل:

?  نحن نقرأ في القرآن كلمة ( تعملونَ ) ، فإذا وقفنا عليها فإن العرب لا تقف على متحرك ، بل تقف بالسكون

 فبدلا من أن نقول تعملونَ ( بتحريك النون ) بالفتح نقول تعملونْ ( بسكون النون ) ، فتسكن هذه النون عند الوقف ، ولكنها في الوصل متحركة 

فهذه الواو التي قبل النون ما حكمها ؟

هذا ما يسميه القراء المد العارض للسكون .

?  المَدُّ العارضُ للسُّكونِ : هو أن يأتي حرفُ المدِّ وبعده حرفٌ ساكنٌ سكوناً عارضاً بسبب الوقف .

?  أي يكون حرف المد هو الحرف قبل الأخير من الكلمة ونقف على الحرف الأخير بالسكون العارض .

 مثل :

( الرَّحْمَنُ ) [الرحمن/1]

( تَعْمَلُونَ ) [البقرة/74]

( نَسْتَعِينُ ) [الفاتحة/5]

حكمه : يجوز فيه ثلاثة أوجه :

القصر حركتان ،

والتوسط أربع حركات ،

والإشباع ست حركات ،

 أما عند الوصل فيسقط المد العارض ، ويمد الحرف حركتين كمد طبيعي

 تنبيه في مقدار المد العارض للسكون

1- التناسب في التلاوة أمر مطلوب ، بأن تكون الأمور متقاربة ، فالمد العارض للسكون أربع حركات يناسب التدوير في القراءة ، القصر في العارض للسكون يناسبه السرعة ، الطول يناسبه التحقيق والبطء في التلاوة .

 2- إذا ابتدأ القارئُ تلاوته بأحد المقادير الثلاثة السابقة للمدِّ العارض للسكون ، فإنه يستمرُ عليه إلى أن يُنهي تلاوته ، قال ابن الجزري ” واللفظ في نظيره كمثله ”

 نحو {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن: 1 - 4]

اللقاء العاشر : مد اللين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                       

مَدُّ اللِّينِ

هو أنْ يأتيَ حرفُ اللِّينِ وبعدَه حرفٌ ساكنٌ سكوناً عارضاً بسببِ الوقفِ ، مثل :

{نَوْمٌ} [البقرة: 255] ،

{خَوْفٍ } [قريش: 4] ،

{قُرَيْشٍ} [قريش: 1] ،

{الْبَيْتِ} [قريش: 3]

ويُمدُّ اللِّينُ بمقدارِ : (2) أو (4) أو (6) حركات .

?تنبيه : إذا ابتدأَ القارئُ تلاوتَه بأحدِ المقاديرِ الثلاثةِ السابقةِ لمدِّ اللِّينِ فعليه أن يستمرَّ على ذلك المِقدارِ إلى أن يُنهي تلاوتَه.

ملاحظات

1- حرفا اللين هُمَا الواو والياءُ الساكنتان المفتوح ما قبلهما .

2- سُميا بحرفَي لين لأنهما يخرجان بيسر وَلين من غير كلفة .

اكتملت دروس المدود بحمد الله