من روائع الشعر العربي 

 




 فهرس المختارات الشعرية





 
--------------------
     --------------------               

 

ِالنفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيهــــــا

لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنـــهـا***إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيـــــها

فإن بناها بخير طاب مسكنُــــــــه *** وإن بناها بشر خاب بانيـــــــــها

أموالنا لذوي الميراث نجمعُهــــــا ***ودورنا لخراب الدهر نبنيهـــــــا

أين الملـــــوك التي ِِِمتسلطنة***حتى سقاها بكأس الموت ساقيـها

فكم مدائنٍ في الآفاق قـــدِِ بنـــــيت***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها

لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهــــــــا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيـــــــها

لكل نفس وان كانت على وجــــــلٍ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــــــــــــا

المرء يبسطها والدهر يقبضُهـــــا ***والنفس تنشرها والموت يطويهـا

إنما المكارم أخلاقٌ مطهـــــــــرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيهـــــــــــا

والعلم ثالثها والحلم رابعهـــــــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها

والبر سابعها والشكر ثامنهـــــــا ***والصبر تاسعها واللين باقيهـــــــا

والنفس تعلم أني لا أصادقهـــــــا ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيهـــــا

واعمل لدارغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيهــــا

قصورها ذهب والمسك طينتهــــا***والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيهـــــا

أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عســـل ***والخمريجري رحيقاً في مجاريها

والطيرتجري على الأغصان عاكفةً***تسبـحُ الله جهراً في مغانيهـــــا

من يشتري الدارفي الفردوس يعمرها***بركعةٍ في ظلام الليل يحييها
 
 

 

---------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

 

مَشَـى الطـاووسُ يومـاً باعْـوجاجٍ؛ * فـقـلدَ شكـلَ مَشيتـهِ بنـوهُ

فقـالَ: عـلامَ تختـالونَ ؟ فقالـوا: * بـدأْتَ بـه ، ونحـنُ مقلـِـدوهُ

فخـالِفْ سـيركَ المعـوجَّ واعـدلْ * فـإنـا إن عـدلـْتَ معـدلـوه

أمـَا تـدري أبـانـا كـلُّ فـرع ٍ * يجـاري بالخـُطـى مـن أدبـوه؟!

وينشَــأُ ناشـئُ الفتيــانِ منـا * علـى ما كـان عـوَّدَه أبـــوه
 



 

---------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

 تمـوتُ الأسـدُ في الـغابـاتِ جُوعـاً * ولَحـْمُ الضـأنِ تـأكلُـهُ الكـِلابُ

وعبــدٌ قـد ينـامُ علـى حـريـرٍ * وذو نَسـَبٍ ينام على التــرابُ

 

---------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

 

مَا الَفضْل إلاَّ لأهْلِ العِلمِ إنَّهُم * عَلى الهدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أدِلاءُ

وَقدْرُ كلِّ امْرِئٍ مَا كان يُحْسِنُه * وللرِّجَالِ عَلى الأْفعَالِ أسْمَاءُ

فقمْ بعلمٍ ولا تطلبْ به بـدلاً * فالنَّاسُ مَوْتى وأهْلُ العِلمِ أحْيَاءُ
 

 

---------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

 

تعصي الإلـهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه * هذا مـحالٌ في القياسِ بديعُ
لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعـَتهُ * إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطـيـعُ

 

 ---------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

 

ولرب نازلـةٍ يضـيقُ لها الـفتى    ذَرْعاً وعندَ اللّهِ منها المخـرجُ

ضاقتْ فلما استحكمَتْ حلقاتُها     فرِّجَتْ وكنْتُ أظنُّها لاتـفرجُ

 
 
 
 
 

 

 ---------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

 

إذا كنت في كـل الأمـور معاتبـا * صديقـك لم تلق الذي لا تعاتبـه
وإن كنت لم تشرب مراراً من الأذى * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربـه
 
إذا رُمت أن تحيا سليمـاً من الرَّدى * ودينـك موفور وعرضك صيّـن ُ
فلا ينطق منك اللِّسـان بسـوأة ٍ * فكلُّك سـوءات وللنـاس ألسُـنُ
وعينـاك إن أبدت إليك معائبـاً * فدعها ، وقل يا عيـن للناس أعيـن

 

 

 ---------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

 

على قدرِ أهـلِ العزمِ تأتي العزائـمُ
وتأتيْ على قدرِ الكرامِ المكـــــارمُ .............
وتعظمُ في عينِ الصغيـرِ صغارُهـا
وتصغرُ في عينِ العظيـمِ العظـائمُ ...........


 

 

---------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

 

ضحكت فقالوا : ألا تحتشم
بكيت فقالوا: ألا تبتسـم .............
بسمت فقالوا : يرائي بـها
عبست فقالوا: بدا ما كتم ...........
صمت فقالوا: كليل اللسان
نطقت فقالوا : كثير الكلم ...........
حلمت فقالوا: صنيع الجبان
ولو كان مقتدراً لانتـقـم ............
بسلت فقالوا: لطيش بـه
وما كان مجترئاً لو حكــم ..........
يقولون: شذ إذ قلـت لا
وإمعة حين وافقتهــــم ..............
فأيقنت أني مهمـا أرد
رضى الناس لابــد لى أن أذم .....

 

 

--------------------------------------------------------------------------------------------------------- 

 

 
  
 
لقلع ضرس و ضرب حبس و نزع نفس و رد أمس
وقر برد وقود فرد و دبغ جلد بغير شمس
و أكل ضب و صيد دب و صرف حب بأرض خرس
و نفخ نار و حمل عار و بيع دار بربع فلس
و بيع خف و عدم إلف و ضرب ألف بحبل قلس
أهون من وقفة حر يرجو نوالا بباب نحس
 
  
 

وليس يصحّ في الأذهان شـيءٌ    إذا ما احتاج النهار إلى دليــل 

 

 





 
  
 

 
 
 
 
 
لعَمْـرُكَ ما الرَّزِيَّة فَقْدَ مـالٍ   ولا شـاةٌ تَمُـوتُ ولا بَعِيـرُ
ولكـنّ الرَّزِيـَّة فَقـْدُ حــــــــر   يمُـوتُ لِمَـوْتِهِ خَلْقٌ كَثِيـرُ


 
 
 

 

 





 

 مشعلقة ) معارضة لعمرو بن كلثوم)



معلقة عمرو بن كلثوم
يقول فيها:



ألاهبى بصحنـك فاصبحينـا = ولاتبقـى خمـور الأندرينـا
مشعشعة كأن الحـص فيهـا = إذا ماالماء خالطهـا سخينـا
-------------------- ****************
ومشعلقة محمد فؤاد منصور تقول:
ألا هبّى بصحنـكِ فاطعمينـا = ولاتبقـى فراخـاً أو طجينـا
محمـرةً يتـوه الـرزُ فيهـا = إذا ماالسمنُ خالطها سخينـا
وقالت هل أكلتَ من المحاشى = أوالطواجن ِبالأوّز أبن اللذينـا
فقلتُ وهل تتوه العينُ عنهـا = ولو جئنا بأكلٍ مـن مارينـا
فهاتى ماأستطعت من الصوانى = ولاتنسى السلاطة َوالطحينـة
إذا مااللحمُ جاء أمـامَ عينـى = فلن أعرف سعاداً من أمينـة
ويوماً قد ذهبتُ إلى صحابـى = وكانوا من الشغـل مزوغينـا
فقالوا هل تروحُ لعنـد حاتـى = لنأكـلَ لحـمَ رأس ٍ ياأخينـا
فقلتُ لعلها من حسن حظـى = إذا كانوا جميعـاً معزومينـا
سآكلُ ماأستطعـتُ ولاأبالـى = وأشربُ بعـدَ ذلـك فخفخينـا
وناديتُ الصبىَّ بكـل ِصوتـى = وكانوا هم جميعاً سـا كتينـا
ولما قـد أكلنـا كـلَّ شـئ ٍ = ولاد الكلـب فـروا أجمعينـا
وعند الدفع ِويحـك لاتسلنـى = فما أدرى شمالا ً مـن يمينـا
رجالٌ كالتيوس ِوراءَ ظهـرى = على الضرب ِالكثيف ِمدربينـا

 

 



"سكن الليل - جبران خليل جبران"

سكن الليل و في ثوب السكون تختبي الأحلام

وسع البدر و للبدر عيون ترصد الأيام

فتعالي يا إبنة الحقل نزور كرمة العشاق

علنا نطفي بذياك العصير حرقة الأشواق

أسمع البلبل ما بين الحقول يسكب الألحان

في فضاء نفخت فيه التلول نسمة الريحان

لا تخافي يا فتاتي فالنجوم تكتم الأخبار

و ضباب الليل في تلك الكروم يحجب الأسرار

لا تخافي فعروس الجن في كهفها المسحور

هجعت سكرى و كادت تختفي عن عيون الحور

و مليك الجن إن مر يروح و الهوى يثنيه

فهو مثلي عاشق كيف يبوح بالذي يضنيه


 

 اعطني الناي - جبران خليل جبران

أعطني الناي وغن فالغنا سر الوجود
وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

هل إتخذت الغاب مثلي منزلاً دون القصور
فتتبعت السواقي وتسلقت الصخور
هل تحممت بعطر وتنشفت بنور
وشربت الفجر خمراً من كؤوس من أثير

هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب
والعناقيد تدلت كثريات الذهب
هل فرشت العشب ليلاً وتلحفت الفضاء
زاهداً في ما سيأتي ناسياً ما قد مضى

أعطني الناي وغن وانسى داء ودواء
إنما الناس سطورٌ كتبت لكن بماء







مواطن سعودي 
صدر أمر بإزالة بيته من جوار مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم بقصد التوسعة فأنشد قصيدة يصف حاله؛ وحق له أن يبكي فراق جوار سيد الخلق محمد صل الله عليه وسلم

يقول: 

ولمّا رأيت الرقم فوق جدارها
      وأيقنت أنَّ الهدم أصبح ساريا

 بعثتُ إليكم بالبريد رسالتي
     وأرفقتها شرحاً عن الدار وافيا

 وأخليتها والعين تذرف دمعها
      والابن يصرخ والبنات بواكيا 

فإن جاءت الآلات تهدم منزلي
وأصبح بنياني على الأرض هاويا

 فلا ترفعوا ذاك الركام بقسوة 
      ستلقون قلبي تحته كان باقيا

 فمَن لي بجارٍ يشرح الصدر ذكره
      و مَن لي بدارٍ كان للخير دانيا 

فإن كنتَ تبكي إن سمعتَ مصيبتي
  .. فإني سأبقى طيلة العمر باكيا

 سلامٌ على دار الرسول وأهلها
  فقد صرتُ بعد القرب بالدار نائيا

 """""""""'""'''''""""""""       

ورد عليه الشاعر عبدالله عقلان :

 أيا صاحب الدار التي جاء ذكرها
        بطيبة والأشواق تهفو دوانيا 

قرأتُ لك الأبيات حين أرسلتها
 ففاضت دموع العين عبر القوافيا

 فدارُك يا هذا بوصفك جنةٌ
         وقلبك فيها رغم بعدك باقيا 

ألا ليت من قاموا بهذا ترفّقوا
     وراعوا حنيناً في فؤادك خافيا 

أما علموا أنَّ القلوب منازلٌ
         وأعظمها ما كان لله صافيا

 وما علموا أن الجوار معادن
 وجيرة خير الخلق أسمى الأمانيا

 ففي ذكره للنفس أُنسٌ وراحةٌ
       وفي قربه تغلوا ديارا خواليا

 فصلِّ وسلم يا إلهي على النبي
    محمد خير الخلق للناس هاديا

        =============

ولما سمع بقصته رجل من أبناء مصر أجابه قائلاً :

ياصاحب الدار التي بلغني ذكرها
لما سمعتُ مصابك هان مصابيا 

قد حق لك البكاء بحرقة
غير أن الدمع لن يفيدك حاليا 

آجرك الله على مبتلاك يا أخي
وطيّب قلبك حتى تصبح راضيا 

كيف بحالك أنت يا مسكين مفارقا 
إذا كنتُ قد بتُّ بالسمع باكيا 

وإن كنتُ أبكي فراق أحمد زائرا
فكيف الحال وقد كان أحمد جاريا

والله لا أرى لمصابك خير خلفة 
إلا جوار أحمد بالجنان العاليا 

فيا رب اخلف صاحبي بجواره
في الفردوس بعد عمر صافيا 

واحشرني معه فقد رق قلبي لحاله
وأنت أعلم ياإلهي بحاليا 

وصلِّ على من جمعنا حبه
واسقني من حوضه واسق أهليا

الرد السوداني:
الشاعر عبد الحليم سر الختم -السودان
أيا مكرهاً اخليت دارك باكيا             
 و كأم موسى صار جوفك خاويا
اذ كنت للحرم الشريف مجاوراً          
تمسي و تصبح للنبي مناجيا
فرمتك داهية الزمان بسهمها             
 و قطنت داراً عن حبيبك نائيا
إملأ فؤادك باليقين موحداً*
و اخضع لحكم الله ربك راضيا
خذ من رسول الله احسن أسوة*
قد فاز من تخِذ الرسول مداويا
من كان للحرم الشريف مجاوراً*
حتى قضى الرحمن امراً ماضيا
ترك الديار و اهل مكة مرغماً*
و أتى المدينة بالرسالة داعيا
نبل القضية أن تضحي أجلها*
والله خير حافظا و مواليا
كفكف دموعك يا اخي مستغفرا*
و اجعل ديارك تلك (وقفاً) باقيا
إني أراك بذاك أسعد حالة*
حيث إرتقيت على المدارج راقيا
فالدار من فضل الجوار توسعت*
حرما يزار و مسجدا و مصاليا
هذي الملايين التي ترتادها*
لك من جزيل ثوابها متساويا
سبحان من يعطي الجميل مضاعفاً*
أجرى( الجوار) عليك اجرا  جاريا
و لكل خطوٍ للمساجد أجره*
فأجعل على الميزان اجراً ثانيا
اني أخالك للبشير مجاوراً*

 

في جنة الرضوان تسكن عاليا
تتأملان من الخلود نعيمها*
و ارى الظلال من الرؤوس دوانيا
فمع الذي احببت تبعث هانئاً*
قال ابن مسعود بذلك راويا

 
قصيدة حسان بن ثابت في فتح مكة

يقول في مطلع القصيدة :  

عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ،

                  إلى عذراءَ منزلها خلاءُ

دِيَارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ،

                   تعفيها الروامسُ والسماءُ

وكانَتْ لا يَزَالُ بِهَا أنِيسٌ،

                                          خِلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ

الى أن يقول :  

عَدِمْنَا خَيْلَنا، إنْ لم تَرَوْهَا

                    تُثِيرُ النَّقْعَ، مَوْعِدُها كَدَاءُ

لا عاشت خيلنا إن لم تهاجمكم من أعلى مكة المكان المسمى كداء وستثير الغبار بسيرها لشدة عدوها وإقبالها على الحرب 

يُبَارِينَ الأسنّة َ مُصْعِدَاتٍ،

                    عَلَى أكْتافِهَا الأسَلُ الظِّماءُ

هذه الخيل لشدة شوقها للحرب سلسة القياد ماضية لا تلوي على أحد وهي ذاهبة في الصعود ومباراتها أن يضجع الفارس على رمحه فيركض الفرس ليسبق السنان وعلى أكتاف فرسانها الرماح المتعطشة لدماء العدو 

تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ،

                  تلطمهنّ بالخمرِ النساءُ

تظل جيادنا مسرعة ثم تخرج نساء المشركين تضرب وجوه الخيل بغطاء رأسها لتردها وكأن سيدنا حسان أوحي إليه بهذا وتكلم بظهر الغيب فقد رووا أن نساء مكة خرجن فعلاً يوم فتحها ولطمن وجوه الخيل بخمرهن ليرددنها

فإما تعرضوا عنا اعتمرنا،

                     وكانَ الفَتْحُ، وانْكَشَفَ الغِطاءُ

يقول إن لم تتعرضوا لنا حين تغزوكم خيلنا وأخليتم لنا الطريق قصدنا إلى البيت الحرام وزرناه وتم الفتح وانكشف الغطاء عما وعد الله به نبيه من الفتح وهذا أيضاً من موافقة الغيب لحسان 

وإلا، فاصبروا لجلادِ يومٍ،

              يعزُّ اللهُ فيهِ منْ يشاءُ

أما إذا لم تعرضوا عنا ونصبتم لنا حرباً فاستعدوا لحرب مضمون لنا فيها النصر 
وفي قوله يعز الله فيه من يشاء من البديع المسمى بالكلام المنصف وهو أن ينصف المتكلم من نفسه أو ممن يتكلم معه فيضطر السامع إلى الإذعان له ولا يجد سبيلاً لإنكاره والمنازعة فيه ومنه قول الله تعالى" وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين "

فمن المعلوم أن المتكلم ومن معه على الهدى وإنما أبهم الأمر بين الفريقين ليكون أدعى للمخاطب إلى الإذعان وترك الجدال إذ أن المتكلم أنصفه وساوى بينه وبين نفسه 

وَجِبْرِيلٌ أمِينُ اللَّهِ فِينَا،

                 وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ

 وفينا روح القدس وهو جبريل عليه السلام ليس له نظير ولا مثيل في الدنيا 

وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ أرْسَلْتُ عَبْداً

                يقولُ الحقَّ إنْ نفعَ البلاءُ

----------------

شَهِدْتُ بِهِ، فَقُومُوا صَدِّقُوهُ!

              فقلتمْ: لا نقومُ ولا نشاءُ

------------------------

وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ يَسّرْتُ جُنْداً،

                  همُ الأنصارُ، عرضتها اللقاءُ

وقال الله تعالى قد هيأت جنداً لنصرة الحق هم الأنصار حيث أنهم أقوياء اعتادوا لقاء العدو ومقاومته همتهم وديدنهم لقاء الصناديد 

لنا في كلّ يومٍ منْ معدٍّ

                سِبابٌ، أوْ قِتَالٌ، أوْ هِجاءُ

فنحكمُ بالقوافي منْ هجانا،

               ونضربُ حينَ تختلطُ الدماءُ

ألا أبلغْ أبا سفيانَ عني،

                     فأنتَ مجوفٌ نخبٌ هواءُ

وأن سيوفنا تركتك عبدا

                   وعبد الدار سادتها الإماء

كَأنّ سَبِيئَة ً مِنْ بَيْتِ رَأسٍ،

                 تُعفيِّها الرّوَامِسُ والسّمَاءُ

هجوتَ محمداً، فأجبتُ عنهُ،

               وعندَ اللهِ في ذاكَ الجزاءُ

لقد تطاولت يا أبا سفيان بالهجاء على خير الخلق أجمعين وها أنا ذا أرد عنه محتسباً أجري عند الله تبارك وتعالى

أتَهْجُوهُ، وَلَسْتَ لَهُ بكُفْءٍ،

              فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُمَا الفِداءُ

أتهجوه استفهام انكاري يقول ما كان ينبغي أن تهجوه ولت من أكفائه ونظرائه فشركما جاء على أسلوب الكلام المنصف (أسأل الله تعالى أن يجعل الشرير منكما فداءً للخير الطيب )

هجوتَ مباركاً، براً، حنيفاً،

             أمينَ اللهِ، شيمتهُ الوفاءُ

هجوت حراً مباركاً مطيعاً لربه عز وجل مائلاً عن الشرك إلى الإيمان أمين الله على رسالته في الأرض

فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ،

             ويمدحهُ، وينصرهُ سواءُ

 ما دام الأمر كذلك فلستم هناك فمدحكم ونصركم له وهجاؤكم له سواء لأنكم من الهوان بحيث لا يؤبه لكم وهو من العزة والمنعة والوجاهة بحيث لا ينال منه ولا يرتقى إليه

فَإنّ أبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضي

              لعرضِ محمدٍ منكمْ وقاءُ


ويختم القصيدة بقوله :  

لساني صارمٌ لا عيبَ فيهِ،

          وَبَحْرِي لا تُكَدِّرُهُ الّدلاءُ

شبه لسانه بالسيف الصارم أي القاطع يقطع ألسنة الأعداء وشبه شعره بالبحر الصافي البعيد الغور الغزير الماء فلا تكدره الدلاء كما لا ينال من شعره نقدنا قد ولا طعن معاند 

 
بشار بن برد ، وربابة

بشار كان شاعراً طريفاً أراد أن يداعب خادمته بعد أن قالت له: قل في شعرا .. فقال 
ربابة ربة البيت ........... تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات .......... وديك حسن الصوت

بيتان لا تكلف فيهما ، فلنرفع الكلفة نحن ولنغير القافية كما يحلو لنا  
ربابة ربة العنز ............ تصب الزيت في الخبز
لها عشر دجاجات .......... وديك حسن القفز

وقد يريد أحدنا قافية يائية ، فعليه أن يقول  
ربابة ربة الحَليِ .......... تصب الزيت للقليِ
لها عشر دجاجات ......... وديك حسن الجريِ

المجال مفتوح في هذه اللعبة . فبإمكانك أن تغير كلمة أو أكثر ، قل مثلاً مع قافية لاميّة 
ربابة ربة الكل ............تصب الزيت في الخل
لها سبع دجاجات .......... وديك حسن الدلِّ

وقد نأتي بقافية فيها لزوم ما لا يلزم كالتزام الدال والراء 
ربابة ربة الخدر ........... تصب الزيت في القدر
لها عشر دجاجات .......... وديك حسن الصدر

وربما تضيف لهجة عامية مصرية للتفكه فتقول في الشطر الأخير من البيت الثاني " وديك صاح من بدري "

أو نقول ملتزمين الخاء والتاء 
ربابة ربة التخت ......... تصب الزيت للأخت
لها عشر دجاجات ......... وديك صاح : يا بختي

أو يقول بعضهم ملتزماً النون والتاء 
ربابة خالة البنت .......... تصب الزيت بالسنتي
لهاعشر دجاجات ......... وديك صاج من أنت؟

ومن لزوم ما لا يلزم قولنا مثلاً ملتزمين الراء والشين 
ربابة ضخمة الكَرش ....... تصب الزيت في الطرشي
لها عشر دجاجات ......... وديك دائم الهرش

بعضهم لا يريد الالتزام بما لا يلزم فيقول  
ربابة ربة الطبخ .......... تصب الزيت للفرخ
لها عشر دجاجات ......... وديك حسن النفخ

وبعضهم لا يريد الخروج على قافية بشار فنقول : لا بأس  
ربابة ربة " الطشت " ...... تصب الزيت في اللفت
لها عشر دجاجات .......... وديك صاح في الوقت
 


قصيدة كانت سببا في فتح مكة

وكان سبب فتح مكة بعد هدنة الحديبية ما ذكره محمد بن إسحاق: حدثني الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم أنهما حدثاه جميعا قالا: كان في صلح الحديبية أنه من شاء أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل، ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم 

فتواثبت خزاعة وقالوا: نحن في عقد محمد وعهده، وتواثبت بنو بكر وقالوا: نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم، فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة أو الثمانية عشر شهرا

ثم إن بني بكر وثبوا على خزاعة ليلا بماء يقال له الوتير، وهو قريب من مكة

وقالت قريش: ما يعلم بنا محمد وهذا الليل، وما يرانا من أحد فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح، وقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله ﷺ، وأن عمرو بن سالم ركب عند ما كان من أمر خزاعة وبني بكر بالوتير، حتى قدم على رسول الله ﷺ يخبر الخبر


وقد قال أبيات شعر، فلما قدم على رسول الله ﷺ أنشدها إياه


يا رب إني ناشد محمدا * حلف أبيه وأبينا الأتلدا

قد كنتموا ولدا وكنا والدا * ثمت أسلمنا فلم ينزع يدا

فانصر رسول الله نصرا أبدا * وادع عباد الله يأتوا مددا

فيهم رسول الله قد تجردا * إن سيم خسفا وجهه تربدا

في فيلق كالبحر يجري مزبدا * إن قريشا أخلفوك الموعدا

ونقضوا ميثاقك المؤكدا * وجعلوا لي في كداء رصدا

وزعموا أن لست أدعو أحدا * فهم أذل وأقل عددا

هم بيتونا بالوتير هجدا * وقتلونا ركعا وسجدا


فقال رسول الله ﷺ: «نصرت يا عمرو بن سالم» فما برح حتى مرت بنا عنانة في السماء

 فقال رسول الله ﷺ: إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب

وأمر رسول الله ﷺ الناس بالجهاز وكتمهم مخرجه، وسأل الله أن يعمي على قريش خبره حتى يبغتهم في  بلادهم ، وكان فتح مكة





 


هذا الذي تعرف البطحاء وطأته - قصيدة الفرزدق



قيل: إنه لما حج هشام بن عبدالملك في أيام أبيه ( وكان الخليفة) طاف بالبيت وجهد أن يصل إلى الحجر الأسود ليستلمه، فلم يقدر عليه لكثرة الزحام، فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أهل الشام. فبينما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وكان من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم أرجاً فطاف بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر الأسود تنحى له الناس حتى استلمه، فقال رجل من أهل الشام: من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام: لا أعرفه! مخافة أن يرغب فيه أهل الشام. وكان أبو فراس الفرزدق حاضراً فقال: أنا والله أعرفه، فقال الشامي: من هذا يا أبا فراس، فقال الفرزدق هذه الأبيات


 

هــذا الــذي تـعـرف الـبـطحاء وطـأته ***  والــبـيـت يـعـرِفُـه والــحـلُ والــحـرمُ

 

هـــذا ابـــن خــيـر عِــبـاد الله كـلـهـم ***  هــذا الـتـقي الـنـقي الـطـاهر الـعلمُ

 

هــذا ابــن فـاطـمةٌ إن كـنـت جـاهله ***  بـــجــدّه أنــبــيـا الله قـــــد خــتــمـوا

 

ولــيـس قـولـكم مــن هــذا بـضـائره ***  الـعُـرب تـعـرف مــن أنـكرت والـعجم

 

كــلـتـا يــديـه غــيـاث عـــم نـفـعـهما ***  يـسـتـوكـفـان ولا يــعـروهـمـا عــــدم

 

ســهـل الـخـليقةِ لاتـخـشى بــوادره ***  يـزيـنه إثـنان: حسن الـخلق والـشيم

 

حــمّـال أثــقـال أقـــوام إذا افـتـدحـوا ***  حــلـو الـشـمـائل تـحـلو عـنـده نـعـم

 

مــا قــال: لاقــطٌ إلا فـــــي تــشــهـدهُ ***  لــــولا الـتـشـهـد كــانــت لاءهُ نــعــم

 

عــمّ الـبـرية بـالإحـسان فـانـقشعت ***  عـنـهـا الـغـيـاهب والإمــلاق والـعـدم

 

إذا رأتـــــه قـــريــش قــــال قـائـلـهـا ***  إلـــى مــكـارم هـــذا يـنـتهي الـكـرم

 

يـغـضي حـيـاءً ويـغضى مـن مـهابتهِ ***  فـــــلا يُــكّــلَـمُ الإ حـــيــن يــبـتـسـم

 

بــكــفّـه خـــيــزران ريــحـهـا عــبــق ***  مــن كــف أرع فــي عـريـنيه شـمـم

 

يــكــاد يـمـسِـكـه عــرفــان راحــتــهِ ***  ركـــن الـحـطـيم إذا مــاجـاء يـسـتلمُ

 

الله شــــرفـــه قِـــدمـــاً وعــضــمــهُ ***  جــرى بــذَاكَ لــه فــي لـوحـة الـقلم

 

أي الـخـلائـق لـيـست فــي رقـابِـهُم ***  لأوّلــــيّـــة هـــــــذا أولــــــه نـــعـــم

 

مــــن يـشـكـر الله يـشـكـر أوّلــيّـة ذا ***  فـالـدين مــن بـيـت هــذا نـالهُ الأُمـم

 

يـنمي إلـى ذروة الـدين التي قصُرت ***  عـنـها الأكــفّ وعــن إدراكـهـا الـقـدم

 

مـــن جـــدّه دان فــضـل الأنـبـيـا لــه ***  وفــضــل أمــتـهِ دانـــت لـــهُ الأمـــم

 

مـشـتـقّةٌ مـــن رســـول الله نـبـعـته ***  طــابـت مـغـارِسه والـخـيم والـشـيَمُ

 

يـنشق ثـوب الـدجى عـن نـور غـرّته ***  كالشمس تنجاب عن إشراقها الظُلم

 

مــن مـعـشرٍ, حـبـهم ديــن ٌوبـغضهم ***  كــفــر وقـربـهـم مـنـجـى ومـعـتـصمُ

 

مـــقــدمٌ بــعــد ذكــــر الله ذكــرهــم ***  فــي كــل بــدء ومـخـتوم بــه الـكـلمُ

 

إن عــد أهــل الـتـقى كـانـوا أئـمـتهم ***  أو قـيل مـن خير أهل الأرض قيل همُ

 

لا يـسـتـطيع جـــوادٌ بــعـد جــودهـم ***  ولا يــدانــيـهـم قـــــومٌ وأن كـــرمــوا

 

هـــم الـغـيـوث إذا مــا أزمــةٌ أزمــت ***  والُسد أُسد الشرى، والبأس محتدمُ

 

لا يـنـقص الـعسر بـسطاً مـن أكـفهم ***  سـيّـان ذلــك : إن أثــروا وإن عـدمـوا

 

يُـسـتـدفعُ الــشـر والـبـلـوى بـحـبهم ***  ويـسـتـربٌّ بـــه الأحــسـان والـنـعـم

 



 


مختارات شعرية

 


مختارات شعرية

 


مختارات شعرية

 


مختارات شعرية

 


مختارات شعرية

 


مختارات شعرية

 


مختارات شعرية

 

Make a free website with Yola