بذل المعروف في مخارج وصفات الحروف 

    صفات الحروف      

شرح فضيلة الشيخ

الدكتور / متولي عبد المجيد

أستاذ القراءات بجامعتي الملك عبدالعزيز، وجدّة - سابقًا

وشيخ الإقراء بالمقارئ المصرية

 دروس عبر برنامج واتس اب - زووم - يونيه 2020




              ... مقدمة   ... 


                                                            5 - الإطبـاق والانفتاح  


                                                            5 - الإذلاق والإصمات  


----------


 صفات الحروف  :   مقدمة   




   المخارج بالنسبة للحرف بمثابة الميزان

   الصفات بالنسبة للحرف .. بمثابة الكيفية  التي  تميز الجيد من الردئ

                         الصفة تعرف بالكيفية ..

 

تذكر أن

            النفس :   الهواء الخارج من الرئتين من غير أن يسمع

         الصوت  :  الهواء الخارج بالتعمد وعرض له تموج يسمع بتصادم جسمين

           الحرف :  الصوت إذا اعتمد على مخرج محقق أو مقدر 

 

الصوت .. اذا عرض له كيفية أو كيفيات بسبب مثلا جريان النفس وغيره .. هذه الصفات


 النفس الخارج إن تكيف بكيفية الصوت حتى يحصل صوت قوي كان الحرف مجهورا 

وان بقي بعضه بلا صوت يجري مع الحرف كان مهموسا 


وإن انحصر صوت الحرف في مخرجه انحصارا تاما فلا يجري جريانا يسمى شديدا 

فمثلا  لو وقفت على كلمة ( الحج ) وجدت صوتك راكدا محصورا .. وحتى لو أردت مد صوتك ما استطعت 

واما إذا جرى الصوت جريانا تاما ولم ينحصر أصلا فيسمى رخوا 

وأما إذا لم يتم الانحصار أو الجرى فإن الحرف يكون متوسطا بين الرخو والشدة .. كما تقول ( فطل)


الفائدة من معرفة الصفات

1 – تميز الحروف المشتركة في المخرج ( ص س  ز )

من مخرج واحد لكن الصاد مستعل .. والسين مستفل ..

 

قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :

      --   كل حرف شارك غيره في مخرج لا يمتاز عنه إلا بالصفات

      --  وكل حرف شارك غيره في صفات فلا يمتاز عنه إلا بالمخرج

                    ولولا ذلك لاتحدت أصوات الحروف في السمع ولما تميزت ذواتها 

 

فلولا الإطباق لصارت الطاء دالا.. ولصارت الصاد سينا . ولصارت الظاء ذالا . 


2 – معرفة القوي من الضعيف ليعرف ما يجوز أن يدغم وما لا يجوز

فان ما له قوة ومزية على غيره لا يدغم في ذلك الغير حتى لا  تزول تلك المزية

يدغم الضعيف في القوى  .. هذا هو الأصل

 

3 – تحسين لفظ الحروف المختلفة المخارج   

فلو أن مرقق جاور مفخم لتأثر به 

فالمفخم يؤثر في المرقق ليصير مفخما مثله  ..فلابد من الانتباه

 

( خلطوا )    الخاء مفخمة    والطاء مفخمة .. وبينهما اللام مرققة .. .فانتبه 

 


-----------------------------------------------------

بيان عدد الصفات

 

الصفة لغة ما قام بالشئ من المعاني كالعلم والسواد ونحوهما  

وليس المراد بالصفة معنى النعت كما يقوله النحويون 


الصفة اصطلاحا :  

  كيفية عارضة للحرف عند حصوله في المخرج من الجهر والرخاوة والهمس والشدة  ونحو ذلك 

الحرف عند خروجه من المخرج يحصل له الصفة ليكتمل الحرف

 وبها تتميز بعض الحروف المشتركة في المخرج


وهي لفظ يدل على معنى في موصوفه إما : 

باعتبار محله  :  الجوفية والحلقية والذلقية ونحو ذلك 

باعتبار ذاته  :   كالجهر والهمس وأمثالهما سواء كان ساكنا أو متحركا 



 

اختلف العلماء في عدد الصفات

17  إبن الجزري وتابعه شراح المقدمة ، وغيرهم 

44   الإمام مكي

14    صاحب الدر اليتيم ، بحذف الإذلاق وضده ، والإنحراف واللين .. وزيادة صفة الغنة 

16  شارح نونية السخاوي ،  ولكنه أسقط اللإذلاق وضدها  .. وزاد صفة الحرف الهوائي ( الألف ) 

17  ولكنه أنقص الإذلاق وضده والإنحراف واللين ، وزاد الغنة  والخفاء والتفخيم والترقيق



والمختار هو مذهب ابن الجزري  وهو أن عدد الصفات 17 صفة

 


تنقسم الصفات إلى قسمين : 

                        

    قسم له ضد  :     5  صفات   وضده   5






وكل حرف يأخذ خمس صفات .. فالحرف إما مهموس أو مجهور .. وإما مستعل أو رخو .. وهكذا 


الهمس وضده الجهر 

 الشدة وضدها الرخاوة وبينهما التوسط

الإستعلاء وضده الإستفال

الإطباق وضده الإنفتاح

الاذلاق وضده الإصمات

 

     قسم لا ضد له  :      7  صفات 


ممكن ألا يأخذ الحرف شيئا

ممكن يأخذ صفة واحدة

(ممكن يأخذ صفتين  (الراء  فقط

الصفير ، القلقلة ، الانحراف ، التكرير 

 اللين  ، التفشي  ، الاستطالة 

 


الهمس ، والجهر

ـــــــــــــــــــ




  قال الناظم

               صفاتها جهر ورخو مستفـــل  .... منفتح مصمتة والضد قل

               مهموسها فحثه شخص سكت .....  ..........................

الهمس الخفاء .. 

قال تعالى : فلا تسمع الا همسا  ، وهو الصوت الخفي (والمرد في الاية صوت مشي الاقدام في المحشر)

اصطلاحا : جريان النفس عند النطق بالحرف لضعفه،  وذلك من ضعف الاعتماد على مخرجه 

وحروفه  عشرة حروف

جمعها صاحب المقدمة في قوله ( فحثه شخص سكت )  ... ويمكن أن نقول   سكت فحثه شخص


              ف   ح   ث   هـ   ش   خ   ص   س   ك   ت   


وهي متفاوتة في الهمس 

 الصاد والخاء أقوى من غيرهما  ( الصاد فيها الاطباق والاستعلاء والصفير ، والخاء فيها الاستعلاء )

  وكذلك الكاف والتاء (لما  فيهما شدة ) 

وأضعفها الهاء والحاء والفاء والثاء  ( ليس فيهن صفة قوة )

أضعفها على الاطلاق الهاء ... 

حيث ان الحاء والفاء الثاء فيها صفة الظهور الذي هو ضد الخفاء ولكن لم يوضع له اسم في هذا الفن



الجهر    معناه لغة الاعلان ..

واصطلاحا : انحباس جري النفس عند النطق بالحرف لقوته وذلك لقوة الاعتماد على مخرجه

وحروفه تسعة عشر حرفا ، الباقية بعد حروف الهمس  

 

 وبعضها أقوى من بعض  فالطاء أقوى من الدال وذلك للاطباق والاستعلاء في الطاء 


والفرق بين الهمس والجهر قائم على جريان النفس في الأول  وانحباسه في الثاني 

 

  

تنبيهات

1 - النفس هوخروج الهواء بدفع الطبع .. والصوت خروج الهواء بالإرادة إذا حصل له تموج بتصادم جسمين مثلا

2 - الحروف موزعة على هاتين الصفتين .. فالحرف إما مهموس أومجهور 


3 - الألف لا يعد من حروف الجهر .. لأن حروف المد الثلاثة لا تتصف إلا بالخفاء 


4 - جريان النفس وعدم جريانه .. في الحرف المتحرك أبين منه في الساكن .. فلا تتكلف عند الحرف المتحرك لأن الصفة واضحة فيه  

5 - الصاد مهموس .. ولكن بعض صوته مجهور .. ولكنه وقع مع المهموس

6 - يتحقق الهمس والجهر في القراء جهرا .. أما في السر فلا يتحقق

7- يجب العناية بتطبيق هاتين الصفتين والا انقلبت بعض الحروف الى حروف أخرى ، فلولا الهمس والرخاوة في الهاء لكانت همزة ، ولولا الجهروالاستعلاء في القاف لكانت كافا .. وهكذا 

 

 

 
 
 


الشدة ، والتوسط ، والرخاوة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



الشدة  لغة .. القوة

اصطلاحا : انحباس جري الصوت عند النطق بالحرف لكمال قوة الاعتماد على المخرج

ويكمل عند الحرف الساكن 

سواء انحبس معه النفس ( الشديدة المجهورة ) أم لا  ( الشديدة المهموسة  التاء والكاف )

 حرف الشدة ( أ ج د ق ط ب ك ت )

جمعت في ( أجد قط بكت )


ووصفت بالشدة لاشتداد الحرف في مخرجه حتى لا يخرج معه صوت


وتتفاوت في الشدة

فإذا كان معها جهر واطباق فغاية القوة ،   فالطاء:   أقوى الحرف – جهر واطباق


فإن قلت : هل يلزم من الشدة انحباس النفس ؟  الجواب : نعم الا في الكاف والتاء (فهما مهموستان)

فإن قلت : كيف يجتمع في الحرف الواحد صفتان متباينتان كالكاف والتاء ( مهموستان شديدتان) ؟

الجواب : الاتصاف بالشدة عند البدء بالنطق بالحرف ثم الهمس في اخر النطق بالحرف فمثلا : 


إذا الشمس كورت .. انحبس الصوت . فالتاء شديدة ، ثم يجري النفس بعد الانحباس مباشرة 

ألم نشرح لك صدرك

انحبس الصوت مع الكاف ( شديد)  ،  ثم بعدها يجري النفس مباشرة ( همس )

فالكاف شديدة مهموسة



منها :    ق ط ب ج د أ .. شديدة مجهورة .... ينحبس فيها الصوت والنفس 

 منها : ت ك .. شديدة مهموسة   ...   ينحبس فيها الصوت ويجري النفس



تنبيهات :

1 - الفرق بين الحروف المجهورة والشديدة

المجهورة لا يجري معها النفس ،  الشديدة لا يجري معها الصوت

فلا يلزم من الشدة الجهر ولا العكس ... لأنه قد يجري النفس مع الحرف ولا يجري معه الصوت ( ك ت ) 

 2 -  يجب العناية بتطبيق الجهر والشدة في الجيم والهمزة ، حتى لا تنقلب الجيم شينا ، والهمزة هاء

3 - صفات الحروف في هذا الباب تجري على كل الحروف ما عدا الألف فهو تابع لما قبله ( جهرا وهمسا وتفخيما وترقيقا وشدة وهكذا ...  ) 

كما ذكر أهل العلم .. ويلتحق بالألف الياء والواو المديتان (حرف هوائية كالألف)


 -----------------



الرخاوة لغة اللين

اصطلاحا : جريان الصوت عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج

 حروفه باقي الحرف بعد حروف الشدة والتوسط 


قال الناظم رحمه الله : 

                وبين رخو والشديد لن عمر


التوسط ..

لغة الإعتدال 


:واصطلاحا 


عدم كمال احتباس الصوت  كما في الشدة  .. وعدم كمال جريانه  كما في الرخاوة 

وحروفه خمسة .. جمعها صاحب المقدمة قي قوله ( لن عمر ) 

               (   ل  ن   ع   م   ر     )        بعض العلماء زاد أحرف المد  


مما سبق يتبين أن الأحرف موزعة بين الشدة والتوسط والرخاوة 


              أجد قط بكت ....... الشدة

              لن عمر ............ التوسط

             باقي الحروف  ...  الرخاوة


 الفرق بين الشدة والرخاوة والتوسط  .. كمال انحباس أو جريان الصوت أو توسطه


فإذا وقفت على كلمة ( الحج ) وجدت الصوت انحبس تماما .. 

وإذا وقفت على كلمة ( غليظ ) وجدت الصوت جرى جريانا ظاهرا

وإذا وقفت على كلمة ( فطـل ) وجدت الصوت لم ينحبس تماما كما في الجيم ولم بجري تماما كما في الظاء 

 

تنبيهات :

1 - الحروف الرخوة والشديدة تنقسم إلى مجهورة ومهموسة

    -  الشديدة والمجهورة 6  ( أ  ب  ج   د  ط  ق  )

    - الشديدة المهموسة    2    (   ك   ت  )

 

    - الرخوة المجهورة   7    (  ذ  ز  ض  ظ  غ   و    ي   )

    - الرخوة المهموسة   8   (  ف    ح   ث   هـ   ش   خ  ص   س  ) 

     - حروف التوسط كلها مجهورة

 

2 - الفرق بين المهموسة والرخوة

            الرخوة يجري معها الصوت ... المهموسة يجري معها النفس

3 - تبدأ أصوات جميع الحروف عند الجهر بالقراء جهري ولو كان مهموسا  .. فحقيقة الصوت النفس . 



4 -  نفس الحرف المجهور قليل ،  نفس الحرف المهموس كثير

5 - النفس قد يجري ولا يجري الصوت معناه أن يجري النفس الكثير ولا يجري الصوت القوي الذي حصل في مبدأ الحرف 

وليس المراد نفي جريان الصوت بالكلية

 6 -  الصوت قد يجري ولا يجري النفس معناه أن يجري الصوت القوي ولا يجري معه النفس الكثير  

وليس المراد نفي جريان النفس بالكلية

 7 - لا تجد حرفا كل صوته قوي ( خفي) عند الجهر بالقراءة ، فمن عد الكاف والتاء من المجهورة بناءا على أن الشديدة تؤكد الجهر قد وهم . إذ لو كان كذلك لكانت جميع الحروف مجهورة 

8 - عند الوقف على حروف التوسط .. إنتبه لا تطيل الحرف ( فطل)

9 - البعض ينطق التوسط شديدا .. هذا خطأ

10 - يجب العناية بصفتي التوسط والرخاوة حتى لا تنقلب بعض الحروف الى أخري ,,, فلولا الهمس والرخاوة في الشين لصارت جيما .. 

 
 
 


الإستعــلاء والإستفــال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاستعلاء  


لغة : الإرتفاع

اصطلاحا : إرتفاع اللسان عند النطق بالحرف الى الحنك الأعلى

حروفه سبعة حروف

جمعها صاحب المقدمة في :

                           خص ضغط قظ

وفيها تفاوت

أشدها استعلاء القاف  .. الإمام مكي

وقال الإمام ابن الجزري وهي حروف التفخيم على الصواب .. وأعلاها الطاء

كما أن أسفل المستفلة الياء التحتية

وقيل حروف التفخيم هي حروف الإطباق والأصح الأول

وسميت مستعلية لأن اللسان يعلو عند النطق بها إلى اللسان الأعلى

أو لخروج صوتها من جهة العلو

وحروفه ( خ ص  ض غ ط ق ظ )


وقوله ( خص ضغط قظ ) لها فائدتان

الأولى

(  قظ:  أمر من قاظ بالمكان اذا أقام فيه .. وخص .. الخص : البيت من القصب ، الضغط : الضيق )

والمعنى : اقم عند حرارة الصيف في بيت من قصب ذي ضيق

أي اقنع من الدنيا بالقليل ولا تغتر بزينتها وزخارفها

كما جاء في الأثر : كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل

 

الثانية :

 قال بعض شراح المقدمة أن المعنى .. خص القبر بالضغطة والحصر .. قظ : أي تيقظ من غفلتك واعمل لآخرتك

 

 

ضده


الاستفال :


لغة : الانخفاض

اصطلاحا :   انخفاض اللسان عند النطق بالحرف عن الحنك الأعلى الى قاع الفم

حروفه باقي الحروف  بعد حروف الاستعلاء

مستفلة .. لأن اللسان لا يستعلى بها الى الحنك الأعلى مثلما يستعلى بالمستعلية

والاسم مجاز .. لأن المستفل هو اللسان لا الحرف

 

فان قلت : غ خ من الحلق .. فكيف يرتفع بهما اللسان عند النطق بهما

الجواب : الاستعلاء  منظور فيه لأكثر الحروف

كون  حروف  غ خ  من الحلق بالنظر للظاهر .. والاعتماد في جميع الحروف على اللسان ..

 

والحروف موزعة على هاتين الصفتين 

            -  فما كان من حروف خص ضغط قظ .. كان مستعليا .. 

           - وما لم يكن منها كان مستفلا

الفرق بينهما مبني على ارتفاع اللسان بالحرف الى الحنك الأعلى عند النطق به أو انخفاضه


كما يترتب على الاستعلاء التفخيم ....  ويترتب على الاستفال الترقيق

 

تنبيهات

 1 - المعتبر في الاستعلاء استعلاء أقصى اللسان سواء ارتفع معه بقية اللسان أو لا

 2 - حروف وسط اللسان لا يستعلى بها اللسان ولهذا لا تعد من المستعلية

 3 - الكاف فيها بعض استعلاء ولم تعد منها لأنه لا يستعلى بها الا ما بين أقصى اللسان ووسطه

 4 - اطلاق لفظ الاستعلاء على الحرف فيه تجوز ,, لأن المستعلى هو اللسان

 5 - يجب العناية بتفخيم حروف الاستعلاء حتى لا تنقلب بعض الحروف الى حروف اخرى .. 

     فلولا استعلاء الطاء واطباقها لكانت تاءا  

 6 - لا يلزم من الاستعلاء الجهر .. فالخاء والصاد ..حرفان مهموسان

 7 - لا يلزم من الاستعلاء الرخاوة .. فالقاف  والطاء شديدان

 8 - اطلاق الاستفال على حروفه  فيه تجوز .. لأن المستفل هو اللسان لا الحرف

 9 - الياء مستفلة جدا

 10 – الراء واللام حال تفخيمهما يشبهان الحروف المستعلية 

        والظاهر أنهما في حالة تفخيمهما من الحروف المستعلية

 11 – يجب العناية باستفال حروف الاستفال حتى لا تنقلب بعض الحروف الى أخرى.. 

       فلولا استفال التاء وانفتاحها  لكانت طاءا 

 
 
 


الإطبـاق والانفتــاح

ـــــــــــــــــــــــــ

الإطباق

 لغة : الإلصاق

اصطلاحا:  إنطباق طائفة أي جملة من اللسان على الحنك الأعلى عند النطق بالحرف

             أو

            إنطباق أي تلاصق ما يحاذي اللسان من الحنك الأعلى على اللسان عند التلفظ بالحرف

وقال القسطلاني رحمه الله هو تلاقي طائفتي اللسان والحنك الأعلى عند النطق بحروفها

وحروفه أربع 


ذكرها صاحب المقدمة

                 وصاد ضاد طاء ظاء مطبقة

 وبعضها أقوى من بعض: 

       فالطاء المهملة أقواها في الإطباق لجهرها وشدتها ... 

      والظاء المعجمة أضعفها في الإطباق لرخاوتها وانحرافها إلى طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا ..            والصاد والضاد متوسطتان

 

ويقابل الإطباق

 

الإنفتاح

 ومعناه لغة الافتراق

 واصطلاحا

 إنفتاح ما بين اللسان والحنك الأعلى بمعنى تجافي كل من طائفتي اللسان والحنك الأعلى عند النطق بالحرف

فلا ينحصر الصوت بينهما فيخرج الهواء من بينهما ولذا سميت هذه الحروف منفتحة

 

وحروف الإنفتاح هي الحروف المتبقية بعد حروف الإطباق

والفرق بينهما قائم على إنطباق اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف أو انخفاضه عنه

الحروف موزعة على هاتين الصفتين

فما كان من حروف الإطباق كان مطبقا .. وما لم يكن منها كان منفتحا

 تنبيهات

 1 – تسمية حروف الإطباق بالمطبقة تجوز لأن المطبق هو اللسان أما الحرف فمطبق عنده .. والكلام في المنفتح كذلك

2 -  الإطباق أبلغ من الإستعلاء وأخص منه إذ لا يلزم من الإستعلاء الإطباق .. ويلزم من الإطباق الإستعلاء

3 – الإنفتاح أعم من الإستفال لأن كل مستفل منفتح من غير عكس .. لأن القاف والخاء والغين .. منفتحة وليست مستفلة


فإن قيل: 

 ينطبق الحنك الأعلى على وسط اللسان وينحصر الصوت بينهما في الجيم .. فلم لم تعد من المطبقة ..

الجواب: 

  أن إستعلاء أقصى اللسان معتبر اصطلاحا في الإطباق كما تقدم 







 
 
 

--------------------------------

 


الإذلاق والإصمــات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإذلاق 

 

الإذلاق  لغة : حدة اللسان وبلاغته وطلاقته

اصطلاحا :

   دقة الحرف وسرعة النطق به لخروجه من ذلق اللسان أو من ذلق الشفتين أو من بطن الشفة السفلى

وسميت مذلقة:

             لخروج بعضها من ذلق اللسان ( ر   ن  ل  )

            وخروج بعضها من ذلق الشفتين ( ب  م  )

            ومن ذلق باطن الشفة السفلى ( ف )


وقد جمعها صاحب المقدمة في قوله

                                    فر من لب  

ومعناها هرب الجاهل من ذي لب أي من عاقل ..

ويمكن أن يكون المعنى .. فر من الخلق من له عقل به عرف الحق

 

وهذه الأحرف يقال لها الذلق ( بضم الذال، وسكون اللام  )

 

 

وضده

 

الإصمات

ومعناه لغة المنع لأن من صمت منع نفسه من الكلام

واصطلاحا.. منع حروفه من الانفراد بتكوين الكلمات الرباعية والخماسية

كل كلمة على أربعة أحرف أو خمسة أصولا لابد أن يكون فيها مع حروف الإصمات حرفا أو أكثر من حروف الإذلاق

   وإنما فعلوا ذلك لخفتها فعادلوا بها الثقيلة

ولهذا قالوا إن 

            كلمة عسجد وهو اسم للذهب .. وكلمة إسحاق ليستا بعربيتين لخلوهما من حروف الإذلاق

           وكذاك كلمة عسطوس وهو نوع من الأشجار

          فلو غيرنا عسجد إلى مسجد .. صارت لفظة عربية

 

وحروف الإصمات هي المتبقية بعد حروف الإذلاق

وسميت مصمتة لأنها حروف منعت أن تختص بناء كلمة في لغة العربية

لذا كثرت حروفها لصعوبتها على اللسان

 

الحروف موزعة بينهما

فما كان من حروف فر من لب كان مذلقا ، وما لم يكن منها كان مصمتا

 

تنبيهات

1 – مقتضى تعريفهم للإذلاق يجعل الواو من الحروف المذلقة .. .. وكذلك الذال والظاء .. إلا أن يقال أن وجه التسمية لا يلزم اضطراده

2 – هاتان الصفتان لا أثر لهما في النطق بالحروف بخلاف باقي الصفات .. إلا أن يقال الكلام فيما هو أعم مما يطلب مراعاة .. أو ذكر الإذلاق ليعلم منه محل خروج حروفه

3 – القول بأن عسجد وعسطوس أعجميان قول مرجوح

4 – متى ثبت أحد أضداد هذه الصفات في بعض هذه الحروف .. ثبت ضده في الباقي منها وعلى هذا لابد لكل حرف من خمس صفات ... فإذا لم يوجد في الهمس كان في ضده وهو الجهر ... وإذا لم يوجد في الاستعلاء كان في الإستفال .. وهكذا

فلو خرجنا صفات الهمزة مثلا

      الهمزة حرف      مجهور  شديد    مستفل   منفتح   مصمت   .. ليس لها صفات من القسم الثاني 


 


صفـات لا ضد لهــا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصفير

----


الصفير لغة : صوت يشبه صوت الطائر

اصطلاحا: صوت زائد يخرج من بين الثنايا وطرف اللسان يصحب حروفه

وحروفه ثلاثة  ( ص  ز  س  )

           قال الناظم :

                     صفيرها صاد وزاي سين

 

سميت صفيرية لخروج صوت منها يشبه صوت الطائر

 - الصاد تشبه صوت الإوز

 - الزاي تشبه صوت  النحل

 - السين تشبه صوت الجراد

 وكله تقريب

 

وأقواها الصاد لاستعلائها وإطباقها

        ثم الزاي لجهرها

وأضعفها السين لهمسها

 

تنبيهات

1 - ينبغي الحرص على بيان صفة صفير السين أكثر من الزاي .. وصفة صفير الزاي أكثر من الصاد

2 - الصفير في المشدد أبين منه في الساكن وفي الساكن أبين منه في المتحرك 

القلقلة

---

 

لغة الاضطراب

اصطلاحا

اضطراب مخرج الحرف عند النطق به ساكنا حتى يسمع له نبرة قوية

وقيل صوت زائد حدث بتحريك الصوت أو بتحريك المخرج

وحروفه

 ق ط ب ج  د

 

جمعها صاحب المقدمة في قوله

                               قلقة قطب جد

وسميت بذلك لأن صوتها لا يكاد تبين به سكونها ما لم تخرج إلى شبه المتحرك ، وذلك لأنها شديدة مجهورة

فالشدة تمنع جريان الصوت

والجهر يمنع جريان النفس

فلما امتنع جريان الصوت وامتنع جريان النفس احتيج إلى التكلف في بيانها ولولا ذلك لم تتبين

 

وقيل أن أصل القلقلة للقاف لأنه حرف لا يقدر أن يؤتى به ساكنا إلا بصوت زائد لشدة استعلائه.. وأشبهه في ذلك باقي حروف القلقلة

ويتعلق بالقلقلة بعض الأمور

  - تنقسم إلى ثلاث أقسام

   أعلى في الطاء وأوسط في الجيم وأدنى في الثلاثة الباقية                       

قال مكي رحمه الله

صوتها أبين في الوقف لقربها من الحلق وقوتها في الاستعلاء

 -  وزاد بعضهم إلى أنها تنقسم  إلى

                         صغيرة  :  ما سكنت في الوصل  نحو – ( لَا أُقْسِمُ )

                         كبيرة : ما سكنت في الوقف وكانت مخففة ، نحو  ( السُّجُودِ ) المجيد

                         أكبر: ما سكنت في الوقف وكانت مشددة  ، نحو  (   وَتَبّ  )  الحق

 

 - مراتبها  أربع

                  1 – الساكن الموقوف عليه مشدد ،  نحو ( الحق )

                 2 - الساكن الموقوف عليه مخفف ،  نحو ( الودود )

                 3 - الساكن الموصول ،  نحو ( يقدر )  أقسم

                4 – المتحرك ، نحو ( طبع )  .. لأن القلقلة من الصفات اللازمة للحرف فلا تنفك عن حروفها عند تحركها وإن لم تكن ظاهرة عند تحركها، كما أن في حرف الغنة عند تحركهما غنة ليست بالغنة الظاهرة

--------------

 

كيفية أدائها : اختلف أهل العلم والمشهور قولان

1 -  القلقلة تتبع ما قبلها مطلقا  ( وهو المشهور وعليه الجمهور )

2 – تكون مائلة تجاه الفتح مطلقا  ( قاله الشيخ الحصري رحمه الله ) ، والمراد بالفتح فتح المخرج لا فتح الحركة


وهنا مسألة: هل القلقلة حركة أو شبيهة بالحركة ؟

ذهب بعض العلماء إلى أنها ليست حركة ولا شبيهة بالحركة بناء على قول الخليل رحمه الله "ليست القلقلة حركة وإنما هي شدة الصياح ، واللقلقة شدة الصوت"  

وذهب بعض العلماء إلى أن فيها أصوات كالحركات ، قال سيبويه" وعلم أن من الحروف حروفا مشربة ضغطت من مواضعها ، فإذا وقف عليها خرج معها من الفم صويت ونبا اللسان عن موضعه وهي حروف القلقلة

وصفها مكي رحمه الله بأن صوتها يشبه صوت النبرة

وتقدم أن صوتها لا يكاد يتبين به سكونها ما لم تخرج إلى شبه المتحركة

                           وقال بعض العلماء تجب المبالغة في القلقلة حتى يسمع غيرك نبرة قوية عالية 

                           بحيث تشبه الحركة ( أي حركة ما قبلها )

وتتبع الحرف بعد سكونه كما هو منقول عن نهاية القول المفيد في علم التجويد

 

والذي عليه أكثر المصريين وغيرهم أن القلقلة تجاه الفتح مطلقا

 

وذهب البعض إلى أن القلقة تتبع حركة ما بعدها لتتناسب الحركات

وإن صح هذا القول يمكن تطبيقه على الساكن الموصول فقط  نحو ( يــقـــد ر  )  لأن الساكن الموقوف عليه نحو الدال في ( إياك نعبد ) لا يتأتى فيه إتباع حركة ما بعده لذهاب حركة ما بعده بسبب الوقف عليه



تنبيهات

1 – تعريف بعضهم بأن القلقلة هي اضطراب اللسان عند النطق بالحرف .. فيه نظر .. لأن الباء ليست لسانية ، والأقرب أن يقال اضطراب المخرج بالحرف

2 – العلة بالقلقلة وجود الشدة والجهر،  والهمزة على الرغم من أنها شديدة مجهورة إلا أن الجمهور أخرجها من حروف القلقلة لأنه حرف جرت عادة العلماء على إخراجه بلطف ورقة وعدم تكلف في ضغط مخرجها ، ولما يدخلها من تخفيف حال السكون ، ولما يعتريها من الإعلال

3 – قلقلة غير حروف القلقلة لحن لا يجوز .. نحو  النون في ( أنعمت ).. اللام  في ( جعلنا )

4 -  لا فرق في القلقلة بين أن يكون سكونها أصلي أو عرضي لأجل الوقف

5 – الكاف والتاء لا يقلقلان وإن كانا شديدين لما فيهما من الهمس

6 – القلقلة لا تكون إلا في حروف محققة ، أما الحروف المقدرة كالباء الأولى المدغمة في ( وتب ) فلا قلقلة فيها .

7 – انتفاء القلقلة يكون بأحد أمرين الأول انتفاء صوت انفتاح مخرج الحرف تماما ، الثاني انتفاء شدة الصوت وانفتاحه وذلك بجريان النفس

8 – البعض يطيل الفصل بين انفتاح المخرج وانطلاق صوت الحرف نحو ( الحق ) وهو غير صحيح

9 – لابد من المحافظة على ترقيق الحرف في حال القلقلة  إذا كان باءا أو جيما  أو دالا ، فلا يفخم ..نحو  حرف الدال في ( القدر )  

10 – يجب بيان القلقلة إذا كررت عند الوقف نحو ( العبد )

11 – لا قلقلة في الحرف إذا أدغم فيما بعده كحرف الطاء في (فرطتم)

12 – ضبط الأداء عند المشدد والمخفف من حروف القلقلة كما في (  وتب )  (كسب)

13 – لا تأتي القلقلة إلا بالجهر البالغ فينبغي بيانه كما هو ظاهر 

اللـيــن

---

اللين لغة ضد الخشونة

اصطلاحا : إخراج الحرف بدون كلفة على اللسان

وحروفه

الواو والياء إذا سكنتا وانفتح ما قبلهما ، 

وسميا بذلك لخروجهما بلين وعدم كلفة على اللسان .. لكنهما نقصتا عن مشابهة الألف لتغير حركة ما قبلهما عن جنسهما

 

تنبيهات

1 – ذهب بعضهم إلى أن اللين صفة عرضية وليست ذاتية كالصفات السابقة واللاحقة .. وعلل ذلك بأنها لا توجد في الحرف إلا في بعض أحواله وهي أن تكون الواو والياء ساكنتين بعد فتح ..ولو كانت صفة اللين ذاتية لوجدت في الحرف  في جميع الأحوال ..  قلت بل توصف الواو والياء باللين إذا سكنتا وانضم ما قبل الواو وانكسر ما قبل الياء  كما عليه الجل من أهل الأداء فتكون صفة ذاتية

2 – حرفا اللين فيهما مد ما بقدر الطبع عند الوصل وقدر بأنه دون المد الطبيعي ولا يضبط إلا بالمشافهة .. أما عند الوقف فيجوز مدهما بمقدار حركتين أو أربع أو ست إذا سكن ما بعدهما لأجل الوقف نحو ( خـوف )

3 – الفرق بين حروف المد وحرفي اللين أن حروف المد موصوفة بالمد واللين وصلا ووقفا ، أما حرفا اللين فلا يتصفان بالمد واللين إلا عند الوقف إذا سكن ما بعدهما

ومن الفروق أن حروف المد أقوى رتبة من حرفي اللين 

ومنها أن حروف المد مخرجها مقدر .. إما حرفي اللين فمحقق

4 – إذا وقف على قوله تعالى : ( فمن اتبع هداي ) فإن الياء في (هداي) توصف باللين وإن فصل بينها وبين الفتحة في الألف .. لأن الألف من جنس الفتح ..وكذا لو أميلت الألف  في رواية الدوري عن الكسائي فلا تخرج عن كونها لينية ..

5 – من اللحن مد حرفي اللين في حالة الوصل بمقدار حركتين،  فمثلا في قوله تعالى:  ( مالك يوم الدين )  . لا تمد الواو في (يوم) في حال الوصل وهو من اللحن الخفي 

الانحراف

---

 

لغة : الميل والعدول

اصطلاحا : ميل الحرف بعد خروجه من مخرجه إلى طرف اللسان حتى يتصل بمخرج غيره ..

                              فاللام فيها انحراف إلى ناحية طرف اللسان ، 

                             والراء فيها انحراف إلى ظهر اللسان وميل قليل إلى جهة اللام ، لذلك يجعلها الألثغ لاما

أما باقي الحروف فلا تتصف بالانحراف

 

قال الإمام ابن الجزري رحمه الله

                              والانحراف صححا ...  

                                                    في اللام والرا                                           

 

                          والتصحيح إنما هو للراء وحدها لأن اللام منحرفة اتفاقا

 

تنبيهات :

 

1 – اللام أكثر انحرافا من الراء وانحراف كل منهما مختلف ، فانحراف اللام في بطن اللسان وانحراف الراء في ظهره

2 – ذهب البعض إلى أن الانحراف في اللام ليس انحرافا في المخرج وإنما انحرافا في الصفة لأن اللام بين الشدة والرخاوة أي متوسطة ... قلت وكذلك الراء فهي متوسطة .. والأكثرون على أن الانحراف فيهما إنما هو في المخرج

 

 3 – انحراف الراء إلى مخرج اللام وانحراف اللام  إلى مخرج الضاد ولهذا إذا فخمت اللام قاربت الضاد في اللفظ 

التكرير

---

 

التكرير لغة : إعادة الشئ مرة بعد مرة

اصطلاحا: 

           ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف

وله حرف واحد وهو الراء

وهذا الوصف وصف لازم للراء سكنت أو تحركت

 

تنبهات :

1 - ذهب بعض العلماء إلى وصف الراء بالتكرير باعتبار قبولها للتكرير،  فيجب التحرز عنه لأن الغرض من هذه الصفة تركها ، كمعرفة السحر يعرف ليجتنب .. والصحيح أن الراء تكرر مرة واحدة .. 

          لأن الناظم قال : وأخف تكريرا إذا تشدد

        فلم ينفي التكرير وإنما نبه على إخفائه إذا شددت فقط                 

2 – التحفظ من التكرير في الراء المشددة آكد من المخففة

3 – ليس معنى إخفاء التكرير انعدامه بالكلية لأن هذا لا يكون إلا بالمبالغة في لصق رأس اللسان باللثة بحيث ينحصر الصوت بينهما بالكلية فتخرج الراء كالطاء وهذا لا يجوز

4 – الأداء الصحيح لنطق الراء كما ذكره الجعبري - رحمه الله – قال:  وطريق السلامة منه - أي من التكرير – أن يلصق اللافظ ظهر لسانه بأعلى حنكه لصق محتمل مرة واحدة بحيث لا يرتعد، لأنه متى ارتعد حدث من كل مرة راء 

التفشي

---

 

التفشي لغة : الانتشار   وقيل الاتساع ..

اصطلاحا : 

                 إنتشار الريح في الفم عند النطق بالشين حتى تتصل بمخرج الظاء المشالة ... 

                 ولهذا سميت الشين متفشية .. عند ابن الجزري والشاطبي

 -  ومع الفاء عند بعضهم ... ومع الثاء عند بعضهم

 -  وقال بعض العلماء .. الضاد تتفشى حتى تتصل بمخرج اللام

 -  وقال بعض العلماء أن في الضاد والسين والراء تفشيا .. إلا أن التفشي في الشين أكثر من غيرها

ولهذا اتفق على تفشي الشين

 

تنبيهات

1 – التفشي في المشدد أبين منه في الساكن أبين منه في المتحرك

2 – سبب تفشي الشين هو إتساع مخرجها مع همسها ورخاوتها حتى اتصلت بمخرج غيرها 

الإستطالة

---

 

الإستطالة  لغة : الامتداد .. وقيل بعد المسافتين

:اصطلاحا 

 إمتداد الصوت من أول إحدى حافتي اللسان إلى آخرها               

وله حرف واحد وهو حرف الضاد

وسميت الضاد مستطيلة لاستطالتها .. أي مخرجا وصوتا حتى اتصلت باللام

والسبب في الإستطالة هو جريان صوت الضاد في حيز مغلق ينحصر معه الصوت للإطباق وعدم خروج اللسان فكان لابد من الاستطالة

كيف يتم تطبيق الاستطالة ؟

الجواب : بضغط إحدى حافتي اللسان مع ما يحاذيها من ألأضراس العليا ضغطا تاما لأجل الإطباق الذي في الضاد فتتحقق الاستطالة

 

تنبيهات

 

1 – الظاء لا تتصف بالاستطالة لأن صوتها لا ينحصر انحصار الضاد

2 – الفرق بين الإستطالة والمد أن الإستطالة تجري في مخرج الضاد بعد استكمال ذاتها ، وأما المد فيجري في مخرجه قبل استكمال ذاته وإنما استكملها بعد تمام مده

3 – معنى أن الإستطالة تجري في مخرجها ، وان حرف المد يجري في نفسه قبل استكمال ذاته :  أن الضاد مخرجه  له طول في جهة جريان الصوت  مجرى مخرجه بقدر طوله ولم يتجاوزه لأن الحرف لا يتجاوز مخرجه المحقق ... وأما حرف المد فليس له مخرج محقق فلا يجري إلا في ذاته 

ذكر كثير من أهل العلم صفتين أخريين من الصفات اللازمة التي لا ضد لها 

وهما صفتا الغنة والخفاء

الغنة .. تقدم الكلام عليها في مخارج الحروف 

وسنتحدث الان عن صفة الخفاء 

الخفاء

--

 

الخفاء لغة : الاستتار

واصطلاحا : خفاء صوت الحرف

وحروفه أربعة

حروف المد الثلاثة ، وحرف الهاء

خفاء حروف المد بسبب سعة مخرجها

قال أبو شامة .. حروف المد أخفى الحروف لاتساع مخرجها ،

                   وأخفاهن وأوسعهن مخرجا  :  الألف ... ثم  الياء  . ... ثم الواو

ولخفاء حروف المد يجب بيانها قبل الهمزة بتطويل مدها خوفا من سقوطها عند الإسراع لخفائها وصعوبة الهمزة بعدها

وأما خفاء الهاء .. لاجتماع صفات الضعف فيها

قال الإمام مكي الخفاء من علامات ضعف الحروف

ولما الهاء حرفا خفيا وجب أن يتحفظ  ببيانها حيث وقعت

ومعنى بيان الهاء هو تقوية صوتها بتقوية ضغط مخرجها  فلو لم يتحفظ على تقوية ضغط مخرجها لمال الطبع إلى توسيع مخرجها لعسر تضييقه لبعده عن الفم فيكاد ينعدم في التلفظ 

تقسيمُ الصِّفاتِ إلى قويةٍ وضعيفةٍ 

------


تنقسم الصفات إلى قسمين: صفات قوية، وصفات ضعيفة 


الصفاتُ القويةُ: إحدى عشرة صفة وهي


الجهر،   الشدة،   الاستعلاء،   الإطباق،   الصفير،   القلقلة 

  الانحرف،   التكرير،  التفشي، الاستطالة،  الغنة

 الصفات الضعيفة: ست صفات وهي 

       الهمس،   الرَِّخاوة،   الاستفال                          

  الانفتاح،   اللِّين،   الخفاء                          


 صفات لا توصف بقوة ولا بضعف وهي ثلاثة 

  الإذلاق،   الإصمات،    التوسط  أو البينِيَّة                           

قال الناظم

ضعيفها همس ورخو وخفا ... لين انفتاح واستفال عرفا

وما سواها وصفه بالقوة ... لا الذلق والإصمات والبينية


 

Make a free website with Yola