المنظومة الجزرية

شرح الشيخ

منديل محمد عبدالله الفقيه


 دروس عبر برنامج واتس اب - نوفمبر 2016





شرح المنظومة



تابع .. شرح المنظومة


11 ثم لأقصى الحلق همز هـــــــــــاء       ثم لوسطـــه فعيــــــــن حـــــاء 


1⃣2⃣ أَدْنَــاهُ غَـيْـنٌ خَـاؤُهَـا والْـقَــــــافُ      أَقْصَـى اللِّسَـانِ فَـوْقُ ثُــمَّ الْـكَـافُ

1⃣3⃣ أَسْفَـلُ وَالْوَسْـطُ فَجِيـمُ الشِّـيـنُ يَـا      وَالـضَّـادُ مِــنْ حَافَـتِـهِ إِذْ وَلِـيَــــــا

1⃣4⃣ لاضْرَاسَ مِـنْ أَيْـسَـرَ أَوْ يُمْنَـاهَـا      وَالـــلاَّمُ أَدْنَــاهَــا لِمُنْـتَـهَـاهَـــــــــا


1⃣5⃣ وَالنُّونُ مِـنْ طَرْفِـهِ تَحْـتُ اجْعَـلُـوا     وَالــرَّا يُدَانِـيـهِ لِظَـهْـرٍ أَدْخَـلُـوا

1⃣6⃣ وَالطَّـاءُ وَالـدَّالُ وَتَـا مِـنْـهُ وَمِـنْ      عُلْيَـا الثَّنَـايَـا والصَّفِـيْـرُ مُسْتَـكِـنْ

1⃣7⃣ مِنْهُ وَمِـنْ فَـوْقِ الثَّنَـايَـا السُّفْـلَـى      وَالـظَّـاءُ وَالــذَّالُ وَثَــا لِلْعُـلْـيَـا


1⃣8⃣ مِـنْ طَرَفَيْهِمَـا وَمِـنْ بَـطْـنِ الشَّفَهْ    فَالْفَـا مَـعَ اطْـرافِ الثَّنَايَـا المُشْرِفَـهْ

1⃣9⃣ لِلشَّفَتَـيْـنِ الْــوَاوُ بَــــــاءٌ مِـيْــــــمُ    .............................


1⃣9⃣ ........................      وَغُنَّةٌ مَخْرَجُهَا الْخَيْشُومُ

التعريف بالناظم

اسمه : محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري الدمشقي العمري الشيرازي الشافعي، وكنيته أبو الخير .. مولده : ولد _ رحمه الله _ يوم الجمعة ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة هجرية . نشأته : نشأ رحمه الله تعالى في دمشق الشام، وفيها حفظ القرآن وأكمله وهو ابن ثلاثة عشر عاماً، وصلى به وهو ابن أربعة عشر. كان رحمه الله صاحب ثراء ومال، وبياض وحمرة، فصيحاً بليغاً .. علمه : اتجهت نفسه الكبيرة إلى علوم القراءات فتلقاها عن جهابذة عصره ، من علماء الشام ومصر والحجاز إفراداً وجمعاً ، ولم يكن الإمام ابن الجزري رحمه الله عالماً في التجويد والقراءات فحسب بل كان عالماً في شتى العلوم من تفسير وحديث وفقه وأصول وتوحيد وبلاغة ونحو وصرف ولغة وغيرها . وفاته : توفي رحمه الله تعالى، ضحوة يوم الجمعة لخمس خلون من أول الربيعين سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بمنزله بسوق الإسكافيين بمدينة شيراز . ودفن بدار القرآن التي أنشأها بها عن اثنين وثمانين سنة رحمه الله تعالى ..

التعريف بالمنظومة

التعريف بالمنظومة .. وسيكون عبر نقاط أذكرها فيما يلي : 


 كان النظم على بحر الرجز إحدى بحور الشعر التي غالباً ما تكتب بها الأبيات ، وهذا البحر نُظِمَ عليه غالب المتون العلمية . 


 عدد أبياته : ( ١٠٧ ) بيتاً ، استوفت غالب موضوعات علم التجويد إن لم يكن كلها . 


 سارت المنظومة على نظام مسلسل تدريجي منطقي واضح ؛ حيث بدأت بمقدمات التجويد ، ثم تكلم عن مخارج الحروف وصفاتها ، وبعدها تحدث عن التجويد وحكمه ، حينها عرج على الأحكام الناشئة عن التركيب من الراءات واللامات وما يلحقها من تفخيم وترقيق ، ثم تكلم عن الفرق بين الضاد والظاء ، ثم عرج على أحكام الميم الساكنة والنون والميم المشددتين وأحكام النُّون الساكنة والتنوين ، ثم ختم المنظومة بالحديث عن أبواب هي من قبيل الأحكام المكملة لعلم التجويد من وقف وابتداء ومقطوع وموصول وأحكام التاءات وابتداءٍ بهمزة الوصل وانتهى باب الوقف على أواخر الكلم . 


 لم يضع الإمام ابن الجزري رحمه الله أبواباً لهذا للنظم ، بل سرد الأبيات سرداً متتابعاً ، وهذا التبويب الموجود هو من صنيع المحققين ؛ فعلوا ذلك تسهيلاً على طلبة العلم . 


 وهي مع ما تضمنته من علم وافر جامع لجميع موضوعات التجويد ؛  صغيرة الحجم ، سهلة العبارة ، غاية في الإيجاز . 


 ذاع صيت هذه المنظومة وصوت نظامها ، إذ اهتم بحفظها الكبير والصغير ، الذكر والأنثى ، وأقيمت المجالس لشرحها ، وألفت فيه الشروح من قديم الزمان إلى عصرنا الحاضر ؛ فمنها : 


 الحواشي المفهمة في شرح المقدمة لابن الناظم . ( ت ٨٣٥ هـ ) .

 الطرازات المعلمة في شرح المقدمة لعبدالدائم الأزهري . ( ت ٨٧٠ هـ ) .

 اللآلئ السنية في شرح المقدمة الجزرية للقسطلاني . ( ت ٩٢٣ هـ ) .

 الدقائق المحكمة في شرح المقدمة لزكريا الأنصاري . ( ت ٩٢٦ هـ ) .

 المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية لعلي القاري . ( ت ١٠١٤ هـ ) . 


 

شرح المنظومة


1⃣ يَقُولُ رَاجِي عَفْوِ رَبٍّ سَامِعِ :: مُحَمَّدُ ابْنُ الْجَزَرِيِّ الشَّافِعِي 




 الرجاء هو : حاد يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب . وهو الله والدار الآخرة . ويطيب لها السير ، ولقد أجمع العارفون على أن  الرجاء لا يصح إلا مع العمل . 


 أنواع الرجاء : للرجاء ثلاثة أنواع ، نوعان محمودان ونوع غرور مذموم : 

1. رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله . فهو راج لثوابه . 

2. ورجل أذنب ذنوبا ثم تاب منها . فهو راج لمغفرة الله تعالى وعفوه وإحسانه  وجوده وحلمه وكرمه .  

3. رجل متماد في التفريط والخطايا . يرجو رحمة الله بلا عمل  . فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب . 


 العفو هو : هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب . 


 والفرق بينه وبين الصفح : أن العفو : ترك المؤاخذة بالذنب ، والصفح : إزالة أثره من النفس . قال الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما : ( لو أنَّ رجلًا شتَمني في أذني هذه، واعتذر في أُذني الأخرَى، لقبِلتُ عذرَه ) . 


 سامع : هو بمعنى اسم الله السميع ، فهو سبحانه يسمع السر والنجوى ، سواء عنده الجهر والخفوت ، والنطق والسكوت . وهو الذي يسمع دعوات عباده وتضرعهم إليه ، لا يشغله نداء عن نداء ، ولا يمنعه إجابة دعاء عن إجابة دعاء . 


وسمع الله نوعان : 

1. سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة الخفية والجلية ، وإحاطته التامة بها . 

2. سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم ، ومنه قوله تعالى : ( إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء ) . 


 الشافعي : نسبة إلى مذهب الإمام الشافعي رحمه الله . 


والمعنى : يقول من يرجو عفو ربه ، السامع لكل نجوى ومجيب لكل  دعاء ، والقائل هو : محمد بن الجزري نسباً الشافعي مذهباً ؛ ماذا يقول ؟ هذا ما سنذكره في الدرس القادم بإذن الله .. 


 


2⃣ الْحَمْدُ لِـلَّـهِ وَصَلَّى اللهُ :: عَلَى نَبِيِّهِ وَمُصْـطَفَـــاهُ 





 الحمد هو : قال ابن القيم : الحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه . اهـ ، فإذا كان الإخبار عن المحاسن مجرداً عن المحبة كان مدحاً لا حمداً. ولا يكون الحمد المطلق إلا لله عز وجل . 


 لله : معناه المألوه المعبود وحده لا شريك له ، فهو المستحق لمعاني الألوهية وحده ، و أصله الإله ، والإله هو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال ، فقد دخل في هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى .


 وصلى الله : صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه في الملأ الأعلى ، ويكون دعاء الملائكة ودعاء المسلمين بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بأن نسأل الله أن يثني الله تعالى عليه في الملأ الأعلى . 


 نبيه : للفظ النبي في اللغة اشتقاقان : 

1. مشتق من النبأ وهو الخبر ، ونبينا صلى الله عليه وسلم مخبِرٌ عن الله وحيَهُ ودينه ، ومخبَرٌ من الله بهذا الوحي . 

2. مشتق من النَّبْوَةِ وهي ما ارتفع من الأرض ، ونبينا عليه الصلاة والسلام مرتفِعٌ شأنُه ، عظيمٌ قدرُه . 


 ومصطفاه : ومختاره من خلقه ومجتباه من عباده وخيرتهم عنده ،  ولقد اصطفى الله لرسوله أشرف نسب وأكرمه حتى قال عليه الصلاة والسلام : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ) . 


معنى البيت : أبدأ منظومتي هذه بحمدي لربي المستحق للحمد المطلق ، المعبود وحده لا شريك له ، كما أثني بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المصطفى المختار من خيرة عباده ، المصفى من كل درن وشبهة وخطيئة . 


 



3⃣ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ :: وَمُقْرِئِ الْقُرْآنِ مَعْ مُحِبِّهِ


 محمد : اسم من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم سماه به جده عبدالمطلب ، جاء على صيغة المبالغة من ‏الحمد ، ومعناه : كَثِيُر الخِصَالِ الْحَمِيدَةِ . 


 وآله : قال الإمام ابن القيم  في جلاء الأفهام : قالت طائفة : يقال آل الرجل له نفسه ، وآله لمن تبعه ، وآله لأهله وأقاربه . 

وجمع ابن عثيمين بين هذه الأقوال فقال : إذا ذُكِر الآل وحده فالمرادُ جميعُ أتباعه على دينه ، ويدخلُ بالأولويَّة مَنْ على دينه من قرابته ؛ لأنهم آلٌ من وجهين : من جهة الاتِّباع ، ومن جهة القَرابة ، وأما إِذا ذُكِرَ معه غيرُه فإِنَّه يكون المرادُ بحسب السِّياق ، وهنا ذُكِرَ الآلُ والصخب ، فنفسِّرُها بأنهم المؤمنون من قرابته ؛ مثل : عليِّ بن أبي طالب ، وفاطمة ، وابن عبَّاس ، وحمزة ، والعبَّاس ، وغيرهم رضي الله عنهم .


 وصحبه : اسم جمع لصاحب مثل راكب ورَكْب ، والمعنى كما قال الحافظ  : أصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي هو ( من لقي النبي مؤمناً به ومات على الإسلام ) . وزاد ابن عثيمين : ولو لم يَرَهُ ولو لم تَطُل الصُّحبةُ .


 ومقرئ القرآن مع محبه : أي معلم القرآن للناس العامل به ، مع محب القرآن ومعلميه وأهله . 


 معنى البيت : خَص الناظم بهذه الصلاة نبي الرحمة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، وصحابته حملة الدين ومبلغي القرآن ، وجميع من تبع النبي صلى الله عليه وسلم على دينه من أهله وأقاربه وجميع من تبعه إلى يوم الدين ، كما شمل بصلاته هذه كل معلم للقرآن عامل به ومن أحبهم

 



4⃣ وَبَعْدُ إِنَّ هَذِهِ مُقَدِّمَة ::: فِـيـمَـا عَـلَى قَـارِئِـهِ أَن يَّـعْلَمَهْ


 وبعد : كلمة يفصل بها بين الكلامين عند إرادة الانتقال من كلام إلي غيره . 


 هذه : أي : الأبيات التي ستأتي بعد هذه المقدمة . 


 *مقدمة ... فيما على قارئه أن يعلمه * : المُقَدَِّمَةُ من كل شيء : أوله ، ومن الجيش : طائف منه تسير أمامه . ومنه يقال : مقدمة الكتاب ، ومقدمة الكلام . 


 معنى البيت : أقول بعد ما تقدم من الحمد والصلاة والتسليم على نبيه فإن هذه مقدمة في تعلم علم التجويد إذ بها يصل الإنسان إلى المُرام في تعلم كتاب الملك العلام ، وهذه المقدمة هي مما ينبغي تعلمها علماً وعملاً

 



5⃣ إِذْ وَاجِـبٌ عَلَيْهِمُ مُـحَتَّمُ ::: قَبْلَ الشُّـرُوعِ أَوَّلاً أَن يَّـعْـلَـمُوا


 *واجب عليهم محتم * : اختلف العلماء في حكم تعلم التجويد ؛ أهو واجب أم لا ؟ والصحيح والله أعلم : أن حكمه الوجوب : 

- وجوباً شرعياً على كل مسلم إذا كانت قراءته تحتوي على الخطأ في مبنى الكلمة بتغيير مبنى أو تحريف  معنى . كضم التاء في قوله تعالى : ( أنعمتُ ) . 

- ووجوباً اصلاحياً على كل مسلم إذا صلح مبنى قراءته ولَم تنقصه إلا الأحكام التي لا تختص بتغيير المبنى أو تحريف المعنى كترك غنة أو إنقاص مد .


 قبل الشروع : مصدر شَرَعَ ، وشَرَعَ من أفعال الشروع ، وهي : الأفعال التي تأتي بمعنى : ابتدأ ، أي : بدء العمل والأخذ فيه ، والمعنى : قبل الشروع في القراءة . 


 أن يعلموا : ذكر الإمام ابن الجزري رحمه الله أموراً ينبغي للقارئ التنبه لها قبل الشروع في القراءة حتى تكون قراءته على ما نزلت . ما هي ؟ سيذكرها في الأبيات القادمة . 


 معنى البيت : يجب وجوبا حتمياً متعيناً على من أراد قراءة القرآن وقبل أن يبدأ في القراءة أن يعلم أحكاماً تتعلق بتزيين القراءة وتحسينها . 


تكملة في معنى الوجوب الشرعي والوجوب الاصطلاحي : 


الوجوب الشرعي : أي إذا أخل بها القارئ فقد أخطأ خطأً يوجب الإثم ، فَلَو قرأ القارئ بضم التاء بدل فتحها في ( أنعمت ) فإنه يأثم لتغييره للمبنى وتحريفه المعنى . 


الوجوب الاصلاحي : أي في اصطلاح علماء التجويد بحيث لو ترك الغنة فقد أخطأ ، لكنه خطأ لا يوجب الإثم .


 



6⃣ مَخَــارِجَ الْحُـرُوفِ وَالصِّفَــاتِ ::     لِيَلْفِظُـــوا بِأَفْصَـــحِ اللُّغَــــــات

                                             


 البيت الثامن : الأمر الأول الذي أوجب الإمام الجزري تعلمه قبل القراءة : مخارج الحروف وصفاتها : 


 مخارج : جمع مخرج ، وهو في اللغة اسم لمكان وموضع الخروج . 


 الحروف : جمع حرف ومعناه الطرف والحد والجانب ، وعند علماء التجويد : هو صوت معتمد على مقطع ( مخرج ) محقق أو مقدر .. 

 المخرج المحقق : هو الذي يعتمد على جزء من أجزاء الفم ( الحلق - اللسان - الشفتان ) . 

 المخرج المقدر :  هو الذي لا يعتمد على جزء من أجزاء الفم . وهي خاصة بمخرجي ( الجوف - الخيشوم ) . 


 الحروف نوعان : 

- حروف مباني : وهي الحروف تتكون منها مبنى الكلمة ، وهي الحروف الهجائية التسعة والعشرون ( أ - ب - ت - .... ) .

- حروف معاني : وهي ما كان لها معنى لا يظهر إلا إذا انتظمت في الجملة ، كحروف الجر والاستفهام وغيرها . فحرف الجر ( مِن ) ، لا يفهم معناه إلا إذا أدخلناها في جملة فنقول : ( من المسجد الحرام ) فصار معنى ( مِن ) : الابتداء . 


 والصفات : الصفات جمع صفة ومعناها في اللغة : ما قام بالشيء من المعاني الـحِـسِّـيَّة كالصفرة والحُمرة ، أو المعنوية كالعلم والأدب . 

واصطلاحا : كيفية ثابتة تعرض للحرف عند حصوله في مخرجه .


 أقسام الصفات : لللصفات قسمان : 


- صفات ذاتية لازمة : وهي الصفات اللازمة للحرف بحيث لا تفارقه أبداً ، وهي نوعان : 

1. صفات لها ضد : وهي خمس ضدها خمس . 

2. صفات لا ضد لها : سبع صفات 

* سيتم التفصيل فيها عند الحديث عن الصفات بإذن الله . 

- صفات عارضة : وهي الصفات التي تلحق الحرف أحياناً وتفارقه أحياناً كالإدغاموالمد ونحوهما . 


*ليلفظوا* : وفِي نسخة أخرى ( لينطقوا ) وهي معناها، وروايتي لهذاالمتن بلفظ ( ليلفظوا ) . 


 بأفصح اللغات : بلغة فصيحة مليحة إذا عرف الطالب كيف يخرج الحرف من مخرجه ، ومن الصفة التي تصاحبه وقت خروجه استطاع أن ينطق بأفصح اللغات .  وأفصح اللغات لغة قريش . واللغات جمع لغة ، وهي الألفاظ الموضوعة . 


 معنى البيت : من أودّ ما يجب أن يعلمه ويتعلمه من أراد القراءة مخارج الحروف والصفات لكي ينطقوا الحروف بلغة فصيحة . 


 



7⃣ مُحِّرِرِي التَّجْــوِيدِ وَالْمَوَاقِـــفِ ::  وَمَالَّذِي رُسِـــمَ فِي الْمَصَاحِــــفِ

8⃣ مِن كُلِّ مَقْطُوعٍ وَمَوْصُولٍ بِهَا ::  وَتَاءِ أُنثَى لَمْ تَكُنْ تُكْتَبْ بِـ : ها


 الأمر الثاني والثالث الذي أوجب الإمام الجزري تعلمه قبل القراءة : 

- الوقف والابتداء . 

- رسم المصحف ويشمل : ( المقطوع والموصول ، وتاء التأنيث التي كتبت بالهاء ) . 


 محرري التجويد : أي : يجب عليهم تعلم المخارج والصفات والوقف والابتداء ورسم المصحف حال كونهم متقنين التجويد إذ ما ذكر من أركان القراءة . 


 محرري : أصلها ( محررين ) لكن لإضافتها للفظ التجويد حذفت ياؤها ، والمعنى : متقني التجويد . 


 التجويد : لغة : انتهاء الغاية في التحسين ، واصطلاحاً : تلاوة القرآن حق تلاوته بإعطاء كل حرف حقه ومستحقه ، فحقه : صفاته الذاتية الملازمة له والتي لا تنفك عنه كالجهر والشدة والعكس ونحوها ، ومستحقه : صفاته العارضة الناشئة عن الصفات اللازمة كالتفخيم الناشئ من الاستعلاء ، والاستفال الناشئ من الترقيق ، وهكذا . 


*والمواقف* : يقصد باب الوقف والابتداء .. والوقف لغة : مصدر وقف ويكون بمعنى الكف والحبس والإمساك . واصطلاحاً : قطع الصوت على الكلمة يتنفس فيه عادةً ، بنية استئناف القراءة . 


 رَسْم المصحف : الرسم في اللغة : الأثر أي : أثر الكتابة في اللفظ ، وهو تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الإبتداء بها و الوقوف عليها ، وعند علماء الرسم : الوضع الذي ارتضاه عثمان - رضي الله عنه - في عهده في كتابة كلمات القرآن الكريم وحروفه ، حينما أمر بنسخ المصاحف . 


 مقطوع : المفصول عن ما بعده في رسم المصحف ، مثل قوله تعالى : ( أم من أسس بنيانه ) . 


 موصول : كل كلمة اتصلت بما بعدها رسماً ، مثل قوله تعالى : ( أمن خلق السماوات والأرض ) . 


 من كل مقطوع وموصول بها : المراد بالضمير في ( بها ) هنا : يعود إلى المصاحف ، والباء بمعنى : في . 


 وتاء أنثى لم تكن تكتب بـ : ها : يقصد بذلك تاء التأنيث التي كتبت بالهاء وليس بالتاء المبسوطة ، ولفظ ( بها ) يراد به حرف الهاء أي لم تكتب بالهاء ، وحذف الهمزة لانتظام القافية . 

 


مقدمة في مخارج الحروف 


 تمهيد : 


إن دراسة علم المخارج تعد من أهم ما ينبغي تعلمه إذ هو الميزان الذي توزن به الحروف ؛ ولأجل هذا توجه العلماء للعناية به وبقرينه ( باب الصفات ) ؛ حفاظا على كتاب الله عز وجل من أثر اللهجات المحلية ، ومن التأثر بلغات العجم ، فعندما نجد أن معرفة مخرج حرف القاف هو من أقصى اللسان نفرق بينه وبين الغين الذي يخرج من أقصى الحلق ، وكلمة ( القدر ) و ( الغدر ) يُبين ذلك البون الشاسع ، فمعرفة المخارج يعيننا على التفرقة بين الحروف . 


 ثمرات تعلم مخارج الحروف : 


1. صون اللسان من الخطأ واللحن في القرآن العظيم . 

2. تمييز الحروف عن بعضها . 


 أنواع المخارج : 


المخرج المحقق : هو الذي يعتمد على جزء من أجزاء الفم ( الحلق - اللسان - الشفتان ) . 


المخرج المقدر :  هو الذي لا يعتمد على جزء من أجزاء الفم . وهي خاصة بمخرجي ( الجوف - الخيشوم ) . 


 طريقة تحديد مخرج الحرف : 


نسكن الحرف وندخل عليه قبله همزة الوصل مفتوحة أو مكسورة ، فيصبح ( اِبّ - اَبّ ) . 


 الحروف الأصلية والحروف الفرعية : 


1. الحروف الأصلية : وهي التي تعرف بحروف الهجاء المعروفة ، وعدها تسعة وعشرون بلا خلاف إلا عن المبرد فإنه جعل الإلهامية والألف حرفاً واحداً ، وهي : ( الهمزة - الهاء - العين - الحاء - الغين - الخاء - القاف - الكاف - الجيم - الشين - الياء - الضاد - اللام - النُّون - الراء - الطاء - الدال - التاء - السين - الصاد - الزاي - الظاء - الذال - الثاء - الفاء - الواو - الباء - الميم ) . وهذه هي التي حدد العلماء مخارجها ، سنبينها لاحقاً بإذن الله .


2. الحروف الفرعية : وهي المتفرعة عن هذه التسعة والعشرين المذكورة آنفاً ، وهي كثيرةٌ من فصيحها الوارد في الكتاب المجيد  : 


 الألف الممالة : وهي الألف التي بين الألف والياء ، وهي التي يسمونها ( الإمالة ) ، ولَم يكن لحفص إلا إمالةٌ واحدةٌ في قوله عز وجل : ( مجرىها ) . 


 الهمزة المسهلة بين بين : وهي مستعملة في كلام العرب للتخفيف ، وهي ثلاثة أنواع : 


1. الهمزة المخففة بين الهمزة والألف : نحو : ( أأعجمي ) ، وحفص له التسهيل في هذا الموضع فقط . 


2. الهمزة المخففة بين الهمزة والواو : نحو : ( أؤنبئكم ) لمن سهلها ، إذ ليس لحفص هنا التسهيل . 


3. الهمزة المخففة بين الهمزة والياء : نحو : ( أئنكم ) لمن سهلها ، إذ ليس لحفص هنا التسهيل . 


 الصاد المشَمَّة صوت الزاي : فهي ليست صاداً وليست زاياً نحو : ( الصراط ) ، لمن أشمها ، إذ ليس لحفص هنا الإشمام . 


 الياء المشَمَّة صوت الواو : فهي ليست ياءً وليست واواً نحو : ( قيل ) لمن أشمها ، إذ ليس لحفص هنا الإشمام . 


 اللام المفخمة في لفظ الجلالة : وذلك إذا فُتِح ما قبل لفظ الجلالة نحو : ( قَالَ الله ) ، أو ضُمَّ نحو : ( نصرُ الله ) ؛ إذ الأصل فيها الترقيق ، لكنها هنا مفخمة متفرعةٌ عن المرققة .


 الألف المفخمة : وهي الألف التي يسبقها حرف مفخم ، يخالط لفظها تفخيم يقربها من لفظ الواو ، نحو : ( ولا الضالين ) . 


 * النُّون المخفاة والميم المخفاة* : فإنها غنة مخرجها الخيشوم غَيْرَ مخرج النُّون المظهرة ، فحين يقترب الحرف من الذي بعده وينتقل إليه وتختلط الغنة ، ويتولد منه حرف فرعي هو النُّون أو الميم المخفاتين ، نحو : ( فإن طبن - يعتصم بالله ) . 


 الحركات الأصلية والحركات الفرعية : 


1. الحركات الأصلية : الفتحة والضمة والكسرة . 


2. الحركات الفرعية : وهي نوعان : 


- الفتحة التي قبل الألف الممالة : فيميل الفتحة نحو الكسرة ، نحو : ( مجراها ) . وليس لحفص غيرها 

- إشمام الكسرة الضمة : نحو : ( وقيل ) . 


 مقدار الحركة : 

مقدار الحركة : بسطُ الأصبع أو قبضه دون إسراع أو إبطاء ، وضبطها بالمشافهة ، وذكر ذلك للتقريب ليصل الطالب للمطلوب . 


 اختلاف العلماء في عدد المخارج : 

اختلف العلماء في عدد المخارج على ثلاثة مذاهب : 

  المذهب الأول : مذهب خليل ومن تبعه : وعدد المخارج عندهم (١٧) مخرجاً ، ووافقه ابن الجزري وغيره ؛ والمخارج عندهم : ( الجوف وفيه مخرج واحد - الحلق وفيه ثلاثة مخارج - اللسان وفيه عشرة مخارج - والشفتان وفيه مخرجان - والخيشوم وفيه مخرج واحد ) ، وهو الصحيح . 
  المذهب الثاني : مذهب سيبويه ومن تبعه ، وعدد المخارج عندهم (١٦) مخرجاً ، أخرجوا مخرج الجوف ، ووزعوا حروفه فقالوا : الألف مخرجه من أقصى الحرف ، وجعلوا الواو والياء من مخرج المتحركتين . 
  المذهب الثالث : مذهب قُطْرُبَ ومن تبعه ، وعدد المخارج عندهم (١٤) مخرجاً ، قسموها على النحو التالي : ( الحلق ثلاثة ، واللسان ثمانية جعلوا اللام والراء والنون مخرجاً واحداً - والشفتان مخرجان ، وفِي الخيشوم مخرج واحد ) 

 

9⃣ مَخَارِجُ الْحُرُوفِ سَبْعَةَ عَشَرْ :: عَلَى الَّذِي يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتَبَرْ



 

مخارج الحروف : أراد بها الحروف العربية الأصلية التسعة والعشرين والتي تعرف بحروف المبنى التي تبنى منها الكلمة . 


 سبعة عشر : هذا اختيار ابن الجزري حيث وافق فيه الخليل الفراهيدي ، وأراد سبعة عشر موضعاً تظهر فيه الحروف وتتميز عن بعضها . وهذا الذي اختاره موافق لما رجحه في كتابه النشر في القراءات العشر حيث قال : ( فالصحيح المختار عندنا وعند من تقدمنا من المحققين كالخليل بن أحمد ومكي بن أبي طالب وأبي القاسم الهُذَلِي وأبي الحسن شريح وغيرهم سبعة عشر مخرجاً ) . 


 على الذي يختاره من اختبر : أي : بناءً على القول الذي يختاره من اختار من بين الأقوال وميز بين الأحوال ، وهم الحذاق المتقنون ، والعلماء المتفننون الذي اختبروا الحروف فميزوه ووضعوا لكل حرف موضعاً يخرج منه . 


1⃣0⃣ فَأَلِفُ الْجَوْفِ وَأُخْتَاهَا وَهِي :: حُرُوفُ مَدٍّ لِلْهَوَاءِ تَنْتَهِي


? بدأ المؤلف بالمخرج الأول وهو : ( الجوف ) ، وسنبين البيت عموماً ثم نشرع في تفصيل مخرج الجوف ؛ فنقول : 


? تعريف الجوف لغة : جوف كل شيء داخله ، وجوف الإنسان بطنه ، وبالعموم فله في اللغة معنى الخلاء والفراغ . 


? تعريف الجوف اصطلاحاً : الخلاء الداخل في الفم والحلق ، أو هو : الفراغ الممتد من الصدر إلى خارج الفم . 


? ابتدأ بالألف لأنها لا تختلف عن حالها أصلاً ، لا وصلاً ولا وقفاً ، إذ لأختيها الواو والياء حالتان تسير عليه ، حالة المد إن سكنتا وضم أو كسر ما قبلهما ، وحالة اللين إن سكنتا وفتِح ما قبلهما . 


? للهواء تنتهي : ومن أجل ذلك سُميت بالحروف الهوائية لأنها تنتهي بانتهاء الهواء ، فهي تستمر باستمرار الهواء وتنقطع بانقطاعه ، ومن تسمياته : 


? الحروف المدية : لأنه لا يتحقق وجودها إلاَّ بمدِّهَا بمقدار حركتين ، ولأنها تقبل الزيادة بخلاف بقية الحروف فإن كل حرف مساوٍ لمخرجه . 


? حروف اللين : فلأنهم يخرجن من الجوف من غير كلفة ولا مشقة عند النطق بها . 


? حروف العلة : لأن التغيير والعلة والانقلاب لا يكون في جميع كلام العرب إلا فيها ، تعتل الياء والواو فتنقلبان ألفاً مرةً وهمزة مرة ، نحو : دعاء - سقاء - كال - قال . 


? الحروف الجوفية : لأنها تخرج من الجوف ، فلا تقع في مدرجة من مدارج اللسان ولا من مدارج الحلق ولا من مدارج اللهاة ، فلم يكن لها موضع تنتسب إليه إلاَّ الجوف .


? الجوف مخرج مقدر لحروف المد وهي : الألف الساكنة المفتوح ما قبلها ( ولا تكون إلاَّ كذلك ) ، والواو الساكنة المضموم ما قبلها ، والياء المكسور ما قبلها . 


? قدمت حروف المد على غيرها : لعموم مخرج المدية وكونها بالنسبة إلى مخارج البقية بمنزلة الكل في جانب الجزء ، فيستحق التقديم من هذه الحيثية ، وإن كان المناسب تأخيرها عنها باعتبار أن حيزها مقدر ، وما حيزه مقدر فهو حقيق بأن يؤخرها عمَّا حيزه محقق . 


 

درسنا الليلة حول الأخطاء الشائعة التي تقع عند النطق بحروف المد .. 


? الخطأ الأول : عدم تمكين الزمن الصحيح للمد الذي هو بمقدار حركتين ، فيقطع الصوت عند حركة واحدة ، أو يبالغ في زيادته مبالغة تتعدى الحركتين ، ويشيع الخطأ إن كان حرف المد متطرفاً ؛

نحو : ( تراباً ) .. والصواب إعطاء حرف المد الزمني الحرفي لحرف المد وهو مقدار حركتين .. 


? الخطأ الثاني : يخطئ القارئ عندما يختلط صوت الغنة بحرف المد ، وهذا من أعظم الأخطاء التي تقع في حروف المد ؛ والسبب أن القارئ يضغط على أنفه عند النطق بحرف المد فيخرج مصحوباً بالغنة ، والصواب التخلص من الاعتماد على الألف ، وغالباً ما يتأتى هذا إلا بالأخذ والمشافهة عن المشايخ المتقنين 


? الخطأ الثالث : يخطئ القارئ الذي يظن أن المراد بالتفخيم الذي يحصل للألف إذا سبقه حرف استعلاء لا يكون إلاَّ بضم الشفتين ؛ نحو : ( الضالين ) ، وهذا خطأ فادح ، إذ فعلهم هذا يخلط صوت الألف بصوت الواو ، والصواب أن يمتلئ الفم بالهواء ، دون تدخل الشفتين بضمها البتة ، ومثل هذا يؤخذ عن طريق التلقي من أفواه المشايخ .. 


? الخطأ الرابع : يخطئ بعضهم عند النطق بحرف الألف ، فمنهم من يغلق فمه حتى لا تكاد تسمع الألف من شدة تفخيمه ، ومنهم من يبالغ في فتح فمه حتى يصل بالألف إلى الإمالة ، والصواب أن يفتح الفم فتحاً متوسطاً لا شديداً .. 


? الخطأ الخامس : يخطئ القارئ عندما لا يضم الشفتين عند النطق بحرف الواو المدية ، إذ عدم ضمها يولد حرفاً بين الواو والألف ؛ وسبب هذا المبالغة توسيع فتحة الشفتين ، والصواب التوسط في فتحها حتى تخرج سهلة ميسرة .. 


? الخطأ السادس : من الأخطاء الشائعة في حرف الياء أنه لا يهتم بتسفيل الفك عند النطق به ؛ إذ خفض الفك إلى أسفل هو الطريق الصريح لنطقه النطق الصحيح .. 


? الخطأ السابع : من الأخطاء عدم تحقيق الكسرة فيها قبل الياء مما يؤدي إلى إمالتها إلى الفتح ؛ نحو : ( العَالَمِين ) .. 


? الخطأ الثامن : تفخيم الياء خطأ خفي آخر يحصل عند عدم استفال اللسان مع الياء ؛ نحو : ( وجيء ) ، وبالأخص إذا سبقها حرف استعلاء ؛ نحو : ( الْمَصِير ) .. 


? الخطأ التاسع : المبالغة بالضغط على مخرج الياء فيخرج صوتها وفيه ضجيج ؛ نحو : ( المهتدين ) ، والصواب أن يترك القارئ مجرًى هوائيًّا كافيًا لها حتى تخرج في يسر وسهولة ..


هذه أهم الأخطاء التي تحصل عند النطق بحروف المد ، والله المستعان وعليه التكلان .. 


 

درسنا الليلة حول الأخطاء التي تحدث في النطق بمخرج الجوف .. 


 الخطأ الأول : 

عدم تمكين الزمن الصحيح للمد الذي هو بمقدار حركتين ، إذ بعضهم يقطع الصوت عند حركة واحدة ، وبعضهم يمط الصوت فوق الحركتين بدون سبب للمد . 

والصواب : تمكين الزمن الصحيح بمقدار حركتين . 


الخطأ الثاني : 

من الأخطاء الفادحة التي يقع فيها القرّاء في نطق الألف إذا أتى بعدها حرف استعلاء ، إذ بعضهم يغلق فمه ويضم شفتيه حتى لا تكاد تسمع منهم نطق صحيح لحرف الفم ، وضدهم من يبالغ في فتح فمه عند النطق بحرف الألف إذا بعدها حرف استفال حتى يتولد من ذلك النطق إمالة صغرى ، وأيضاً هذا خطأ . 

والصواب : أن يفتح الفم فتحًا متوسطًا لا شديدا فيمال ، ولا بسيطاً فيفخم . 


الخطأ الثالث : 

من الأخطاء الفادحة أن يصاحب النطق بحروف المد غنة ، وهذا يحدث غالباً إذا سبق الألف حرف غنة ( النُّون والميم ) مثل : الناس - تعلمون - العالمين . 

والصواب : عدم الاعتماد على الخيشوم التي هي مصدر الغنة ، وهذا غالباً ما يتأتى إلاَّ بالدُّربَةِ والأخذ عن أفواه المشايخ . 


أخطاء حروف الجوف.mp3

الخطأ الرابع : 

عدم ضم الشفتين عند النطق بالواو المدية ؛ لأن كمال صوت الحرف المضموم ضم الشفتين ، إذ عدم ضمها يولد خلطًا بين الواو والألف ، وسبب هذا اللحن توسيع فتحة الشفتين أكثر من المطلوب .. 

ومثله من من يبالغ في تضييق  فتحة الشفتين عند القراءة فيخرج مع النطق ضجيجاً .. 


والصواب : التوسط في فتح الشفتين حتى تخرج الواو المدية سهلةً ميسرة .


 الخطأ الخامس : 

عدم اهتمام القارئ بتسفل الفك عند النطق بحرف الياء ، إذ خفض الفك إلى أسفل هو الطريق الصريح لنطقه النطق الصحيح .. 

لكن هذا التسفّل لا يجوز أن يكون مبالغاً فيه حتى يصدر معه ضجيج يشوش السمع ، بل التسفّل يكون بإخفاض الفك إلى أسفل مع ترك مجرًى هوائيٍّ كافيًا للياء حتى تخرج سهلةً ميسرةً . 


 الخطأ السادس: 

عدم تحقيق الكسرة قبل الياء مما يؤدي إلى إمالتها إلى الألف ، نحو : ( العالمين ) ، إضافةً إلى أنه يؤدي إلى تفخيمها إن تبعها حرف استعلاء ، نحو : ( وغيض ) . 

 

 


 المخرج الأصلي الثاني وهو ( الحلق ) .. 


? تعريف الحلق : 


هو التجويف العميق الممتد من الحبلين الصوتيين من الحنجرة ، إلى أن يصل إلى تجويف الفم والأنف . 


? الحلق موضعٌ لثلاثة مخارج : 


1. أقصى الحلق ، وهو للهمزة والهاء وضم بعضهم الألف على ما سيأتي . 

2. وسط الحلق ، وهو للعين والحاء . 

3. أدنى الحلق ، وهو للغين والخاء . 


? أولاً : أقصى الحلق : 


وهو مخرج للهمزة والهاء اتفاقاً ، قيل : هما بمرتبةٍ واحدة ، وقيل : هما بمرتبتين ؛ فالأول للهمزة ، والثاني للهاء ، والفرق بينهما : انطباق الوترين الصوتيين في نطق الهمزة ، وانفتاحهما في نطق الهاء ، والقول الثاني هو الصحيح . 


? اختلف العلماء : هل يعتبر الألف المدية حرفاً ثالثاً يخرج من أقصى الحلق ؟

والجواب : الصواب ما ذكره الجمهور من العلماء منهم ابن الجزري والخليل وغيرهما ؛ أن الألف المدية حرف يخرج من الجوف ؛ لأنه بلا مخرج محقق ، بل ينتهي بانتهاء الهواء ، فمبدؤه من أقصى الحلق ولا انتهاء له إلا بانتهاء الهواء . 


مخرج الحلق.mp3


المخرج الأصلي الثاني  ( الحلق ) ، والأخطاء التي تقع في نطق حرف الهمزة .. 


? الهمزة هي الحرف الوحيد الذي يتشكل بأكثر من شكل في رسمه ، وأشكاله إما أنه يكتب على ألف أو تحته ؛ نحو : ( سأل - إذا ) ، أو يكتب على واو ؛ نحو : ( اللؤلؤ ) ، أو يكتب على ياء ؛ نحو : ( سيئت ) ، وكذلك تكتب على السطر منفردة ؛ نحو : ( السَّوْء ) .


? الهمزة حرف لا يقبل التشديد أبداً ، فقط إما أن يكون مفتوحاً أو مضموماً أو مكسوراً أو ساكناً بحركة واحدة أو منونة ، وهذا خاص بالهمزة دون غيرها . 


? تعد الهمزة أثقل الحروف خروجاً لأن مخرجها أبعد عن منطقة الكلام وهي ( منطقة الفم ) .. وسيأتي الكلام عن صفاتها بعد الحديث عن الصفات بإذن الله .. 


? الهمزة انفردت العرب باستعمالها متوسطة متطرفة ، ولَم يستعملها العجم إلَّا في أول الكلام . ذكره القسطلاني في لطائف الإشارات [ ص ٣٩٤ ] 


? ومع شدة الهمزة وقوتها ؛ إلَّا أنه ينبغي التوسط في النطق بها ، لا خفيفة هزيلة ، ولا متقعرة متشدَّقة ، بل يخرجها القارئ ويظهرها سهلة لطيفة  ، لأنها حرف بعُد مخرجه فصعب اللفظ به .


? الخطأ الأول : 


قلقلة الهمزة عندما تكون ساكنة ؛ نحو : ( يأجوج - المؤمنون - بئر ) ، راغباً هذا القارئ الجاهل النطق الصحيح ، فيقع في النطق الصريح ، وكل ذلك سببه التعسف والتكلف .


? الخطأ الثاني : 


تفخيم الهمزة عند الابتداء بها ، خاصةً إذا وليها حرف مفخم ؛ نحو : ( أعوذ - أصدق ) ، والعلة في هذا الخطأ إخراجها من أدنى الحلق حيث منطقة التفخيم واستعلاء اللسان ، واللهجات الداخلة على لغتنا الفصحى سببٌ جوهريٌّ .


? الخطأ الثالث : 


تفخيم الهمزة المضمومة ؛ نحو : ( أُوتُوا - ادخلوها ) ، وسبب هذا الخطأ عدم تمكين الضمة بضم الشفتين ضمّاً تامّاً إلى الأمام . 


? الخطأ الرابع : 


النطق بالهمزة مسهلةً بين الألف والياء ؛ نحو : ( أئمة - أئفكًا ) ، فلما كانت الهمزة مكسورة فإن بعض القرّاء الجهال يقرؤها لينةً سهلةً فتميل إلى الياء ، وهذا خطأ فاحش بين لا يصدر إلَّا ممن كان قليل الدُّرْبَة على القراءة بين أيدي المشايخ . 


? الخطأ الخامس : 


إمالة الهمزة المكسورة إذا أتى بعدها حرف غنة أو حرف مشدد ؛ نحو : ( إنّ - إن جاءكم ) ، وسبب هذا الخطأ زيادة زمن الإنتقال بين الهمزة والحرف الذي بعده . 


? الخطأ السادس : 


تشديد الهمزة إذا وقعت بعد حرف مدٍّ ؛ نحو : ( يا أيها - الملائكة ) ، ومثل هذا الخطأ من يخرج الهمزة بصوت يشبه صوت المتهوع ؛ نحو : ( مؤصدة ) ، سبب ذلك المبالغة في تحقيق الهمزة ونبرها . 

والنَّاس يتفاضلون في النطق بها على مقدار غلظ طباعهم ورقتها ، فمنهم من يلفظ بها لفظاً تستبشعها الأسماع ، وتنبوا عنه القلوب ، ويثقل على العلماء بالقراءة ، وذلك مكروه ، معيب من أخذ بها [ ذكره ابن الجزري في التمهيد ١١٥ ] . ما أقبح التعسف ! 


? الخطأ السابع : 


عدم بيانها إذا ضمت أو كسرت لضعفها بالضم أو الكسر ؛ نحو : ( متكئون - سُئِلت ) .


 المخرج الأصلي الثاني  ( الحلق ) .. المخرج الفرعي الثاني من مخرج الحلق وهو : 


? ثانيًا : وسط الحلق : 


وسط الشيء : ما لين طرفيه ، ووسط الحلق هو : منطقة لسان المزمار ..

وهو مخرج للهمزة والهاء اتفاقاً ، قال ابن الجزري في نشره : وسَطُ الحلق وهو للعين والحاء المهملتين ، فنص مكي على أن العين قبل الحاء ، وهو ظاهر كلام سيبويه وغيره ، ونص  شريح على أن الحاء قبل ، وهو ظاهر كلام  المهدوي  وغيره . انتهى كلامه


? ولفظ ( وسط ) فيه روايتان :الفتح في السين ( وسَط ) ، والسكون فيها ( وسْط ) ؛ والفتح أفصح . 


? تتمة : الحاء مما انفرد بها العرب في كلامهم فلا توجد في كلام غيرهم ، والعين مما انفرد العرب بكثرة استعمالهم لها ، فهي قليلة الاستعمال في لغة بعض الأمم ، مفقودة في لغة كثير منهم .




ثالثا : أدنى الحلق : 


الأدنى من الدُّنُوِّ وهو القرب مقابل الأقصى ، وأدنى الحلق : أقربه إلى الفم ، وهو منطقة جذر اللسان مع الحنك الأعلى اللحمي ..


وهو مخرج للغين والخاء اتفاقاً ، قال ابن الجزري في نشره : المخرج الرابع : أدنى الحلق إلى الفم ، وهو للغين والخاء . اهـ


? ونص شُريح : أن الغين قبل ، وقال مكي : الخاء قبل ، والحق أن الغين قبل ؛ إذ هذا ما يقتضيه النطق السليم لهذين الحرفين . 


? والفرق بينهما : أن الوتران الصوتيان في الغين يكونان في حالة إغلاق وانفتاح ، وبالتالي يؤدي إلى ذبذبتهما واهتزازهما ، وأما في الخاء فيكونان متباعدين ، ويجري النَّفَسُ خلال فتحة المزمار دون عائق . 


 


  المخرج الأصلي الثالث وهو ( اللسان ) .. 


الحلق

? تعريف اللسان : في الأصل هو جارحة الكلام وآلته ، وهو أعظم أعضاء النطق ، ولهذا جُعِل مرادفًا للُّغة ؛ فيقال : اللسان العربي ، وشاهده قول الرب عز وجل : ( بِلِسَـانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) . ويشترك في اللسان معنيان رئيسيان : 


1. معنى اللسان الحقيقي ، وهو الأداة التي هي عضو النطق والذوق عند الإنسان وسائر الحيوان . 

2. معنى اللسان المجازي ، وهو الكلام المتعارف عليه ذو الفصاحة والبيان ، وهو الوارد في الآية الآنفة الذكر . 


? واعلم أرشدك الله لطاعته أن في اللسان عشرة مخارج لثمانية عشر حرفًا ، 

وله أربعة مواضع : ( أقصاه ووسطه وحافتاه وطرفه ) . 


1⃣2⃣ أَدْنَــاهُ غَـيْـنٌ خَـاؤُهَـا والْـقَــــــافُ      أَقْصَـى اللِّسَـانِ فَـوْقُ ثُــمَّ الْـكَـافُ

1⃣3⃣ أَسْفَـلُ وَالْوَسْـطُ فَجِيـمُ الشِّـيـنُ يَـا      وَالـضَّـادُ مِــنْ حَافَـتِـهِ إِذْ وَلِـيَــــــا

1⃣4⃣ لاضْرَاسَ مِـنْ أَيْـسَـرَ أَوْ يُمْنَـاهَـا      وَالـــلاَّمُ أَدْنَــاهَــا لِمُنْـتَـهَـاهَـــــــــا


? المخرج الفرعي الأول : ( والْـقَـافُ أَقْصَـى اللِّسَـانِ فَـوْقُ ) .. أقصى اللسان مما يلي الحلق وما فوقه مما يحاذيه من الحنك الأعلى اللحمي ، وهي المنطقة القريبة من اللهاة ، وهذا المخرج لحرف واحد هو القاف . 


? المخرج الفرعي الثاني : ( ثُــمَّ الْـكَـافُ أَسْفَـلُ ) .. أقصى اللسان قبل وسطه مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى اللحمي والعظمي معًا ، مباشرة أسفل مخرج القاف متجهاً إلى الفم ، فهذا المخرج أقرب إلى الفم من مخرج القاف وأبعد من الحلق ، وهذا المخرج لحرف واحد هو الكاف . 


? ولولا تسفل الكاف واستعلاء القاف وما يفترقان فيه من الصفات لاشتبهت إحداهما بالأخرى . 


? القاف والكاف يسميها العلماء حرفان لَهَوِيَّان ؛ لخروجهما قريبًا من اللَّهاة ، نسبها الخليل في كتابه العين 


? المخرج الفرعي الثالث : ( وَالْوَسْـطُ فَجِيـمُ الشِّـيـنُ يَـا ) ..  وسْطُ اللسان بينه وبين ما يحاذيه من وسْط الحنك الأعلى ، وهو مخرج لحروف ثلاثة هي على الترتيب : الجيم والشين والياء .


? تسمى هذه الحروف الثلاثة بـ ( الحروف الشَّجْرِيَّةِ ) ، نسبةً إلى شَجْرِ الْفَمِ ؛ أي : مَفْتَحُهُ . 


? وقولنا ( الياء ) نريد بها الياء غير المدية، إذ الياء المدية تندرج ضمن مخرج الجوف لا مخرج اللسان 


? المخرج الفرعي الرابع : ( وَالـضَّـادُ مِــنْ حَافَـتِـهِ إِذْ وَلِـيَــا لاضْرَاسَ مِـنْ أَيْـسَـرَ أَوْ يُمْنَـاهَـا ) .. إحدى حافتي اللسان مع ما يحاذيهما من الأضراس ، هو مخرج خاص لحرف الضاد ، من الجانب الأيسر للأكثر ، ومن الأيمن عند الأقل ، ويصعب إخراجها من الجانبين . 


? معنى حافتي اللسان : جانباه وطرفاه . 


? مبدأ الحافَّة : مما يحاذي وسط اللسان بعد مخرج الياء ، ومنتهاها : ما يحاذي آخر الطواحن من جهة خارج الفم . قاله المرعشي في جهد المقل . 


? واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرفٌ يعسُرُ على اللسان غيرُه ، والنَّاس يتفاضلون في النطق به . ذكره ابن الجزري في التمهيد . 


? ينبغي لكل قارئ للقرآن أن يمَيِّز بين حرفي الضاد والظاء ، إذِ الاختلاف بينهما يسير ، والتمييز عسير 


? مما يجب الحديث عنه بعد ذكر مخرج حرف الضاد ، الحديث عن أسماء الأسنان ؛ وهي : 


1. الثَّنَايَا : وهي الأربعة في مقدمة الفم ، اثنان في الفك العلويِّ واثنان في الفك السفليِّ . 


2. الرَّبَاعِيَّات : وهي التي تلي الثنايا ، سن في الجانب الأيمن وسن في الجانب الأيسر لكل فك . 


3. الأنياب : وهي أربعة أخرى تلي الرَّبَاعِيَّات ، ونفس الكلام كما في الرَّبَاعِيَّات . 


4. * الأضراس* : وهي عشرون سنًّا ، في كل فك عشرة ، وتشمل : 


- الضواحك : التي تظهر عند الضحك ، وهي واحدة في كل جانب لكل فك تلي الأنياب . 


- الطواحن : التي تطحن الأكل ، وهي ثلاث في كل جانب والمجموع اثنتا عشرة سنًّا . 


- النَّوَاجِذُ : التي تسمى ضرس العقل والحُلُم ، وهي واحدة في كل جانب لكل فك ، وقد لا توجد عند بعض الناس . 


? المخرج الفرعي الخامس : ( وَالـــلاَّمُ أَدْنَــاهَــا لِمُنْـتَـهَـاهَـا ) ..  من أدنى حافتي اللسان إلى منتهى طرفه وما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى مما فويق اللثة وهي اللحم المركب فيه الأسنان ، وهو مخرج لحرف واحد هو اللام .


? ليس في الحروف أوسع مخرجًا منه . ذكره المرعشي في جهد المقل . 


تابع مخرج اللسان 


1⃣5⃣ وَالنُّونُ مِـنْ طَرْفِـهِ تَحْـتُ اجْعَـلُـوا     وَالــرَّا يُدَانِـيـهِ لِظَـهْـرٍ أَدْخَـلُـوا

1⃣6⃣ وَالطَّـاءُ وَالـدَّالُ وَتَـا مِـنْـهُ وَمِـنْ      عُلْيَـا الثَّنَـايَـا والصَّفِـيْـرُ مُسْتَـكِـنْ

1⃣7⃣ مِنْهُ وَمِـنْ فَـوْقِ الثَّنَـايَـا السُّفْـلَـى      وَالـظَّـاءُ وَالــذَّالُ وَثَــا لِلْعُـلْـيَـا


? المخرج الفرعي السادس : ( وَالنُّونُ مِـنْ طَرْفِـهِ تَحْـتُ اجْعَـلُـو ) .. ما بين طرف اللسان وما يحاذيه من اللثة العليا فويق الثنايا العليا ، تخت مخرج اللام قليلًا ، أفاده ابن الجزري في النشر ومكي في الرعاية . وهذا المخرج لحرف واحد هو النُّون . 


? النُّون تأتي على ست صور : 


1. النُّون الساكنة المظهرة . 

2. النُّون المتحركة بأية حركة كانت . 

3. النُّون المشددة . 

4. النُّون المدغمة . 

5. النُّون المخفاة . 

6. النُّون التي في آخر التنوين . 


? اختلفوا في النُّون المراد بها ، والذي يظهر أنهم يريدون النُّون الساكنة المظهرة ، والنون المتحركة ، ويدخل ضمنًا النُّون المشددة وتزيد عليهما بزيادة الغنة . 


? إذا أدغمت النُّون في مثلها ، سواً كانت نُون ساكنة أو نُون تنوين ؛ يصير لها مخرجان : 


1. مخرج فموي . 

2. مخرج خيشومي ( أنفي ) . 

لذا عده بعض العلماء ضمن الحروف الأنفموية ؛ أي : أنفي - فموي . 


? المخرج الفرعي السابع : ( وَالــرَّا يُدَانِـيـهِ لِظَـهْـرٍ أَدْخَـلُـوا ) .. نفس مخرج النُّون إلا أنه أدخل في ظهر اللسان قليلًا ، قال الداني في التحديد : والراء من طرف اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا العليا ، غير أنه أدخل من النُّون في ظهر اللسانلانحرافه إلى اللام ،  وهذا المخرج لحرف واحد هو الراء . 


? وما ذكرناه أن لكل من اللام والنون والراء مخرجًا مستقلًّا هو ما ذهب إليه الحذاق من علماء اللغة والتجويد ، كسيبويه وابن الجزري . 


? قال ابن الجزري : وهذه الثلاثة يقال لها ( الذَّلَقِيَّة ) ، نسبةً إلى موضع مخرجها وهو طرف اللسان ، إذ طرف كل شيء ذَلَقُهُ . 


? المخرج الفرعي الثامن : ( وَالطَّـاءُ وَالـدَّالُ وَتَـا مِـنْـهُ وَمِـنْ   عُلْيَـا الثَّنَـايَـا ) ..  ما بين طرف اللسان وأصول الثنايا العليا مصعدًا إلى الحنك أفاده مكي في الرعاية وسيبويه في الكتاب وابن الجزري في النشر ، وهو مخرج لحروف ثلاثة هي على الترتيب : الطاء والدال والتاء .


? تسمى هذه الحروف الثلاثة بـ ( الحروف النَّطَعِيَّة ) ، نسبةً إلى نطع الغار الأعلى ؛ أي : سقفه ، وخروجها من جواره لا منه . 


? المراد بـ ( الثَّنايا ) في هذه المواضع ، ( الثنيتان ) ، وإنما عُبِّرَ بلفظ الجمع مع أنها اثنتان فقط ؛ لأن اللفظ به أخف مع كونه معلوماً ، ومن أجل التخفيف جُوِّزَ التعبير عن المثنى بالجمع . أفاده علي القاري في المنح الفكرية . 


? المخرج الفرعي التاسع : ( والصَّفِـيْـرُ مُسْتَـكِـنْ ، مِنْهُ وَمِـنْ فَـوْقِ الثَّنَـايَـا السُّفْـلَـى) .. من طرف اللسان فويق الثنايا السفلى . أفاده ابن الجزري في النشر . وهو مخرج لحروف ثلاثة هي على الترتيب : الصاد والزاي والسين .


? تسمى هذه الأحرف بـالحروف ( الأَسَلِيَّة ) ، سماهن الخليل بذلك نسبةً إلى الموضع الذي يخرجن منه ، وهو أَسَلَة اللسان ، أي : مستدق طرف اللسان ، ذكره في كتابه العين . 


? المخرج الفرعي العاشر : ( وَالـظَّـاءُ وَالــذَّالُ وَثَــا لِلْعُـلْـيَـا ) ..  من طرف اللسان بينه وأطراف الثنايا العليا ، أثبته الدانيُّ في التحديد ، وهو مخرج لحروف ثلاثة هي على الترتيب : الظاء والذال والثاء .


? هذا المخرج أقرب إلى خارج الفم مما سبقه وذلك باعتبار قرب اللسان إلى الخارج . 


? هذه الأحرف جرت عادة المعلمين لكتاب الله عز وجل على النصح بإخراج اللسان عن النطق بها . أفاده علي القاري في المنح . 


? الظاء مما انفردت به العرب واختصت دون العجم ، والذال ليست في الفارسية ، والثاء ليست في الرومية والفارسية أيضًا . أثبته القسطلاني في لطائف الإشارات .


? تسمى هذه الأحرف بالحروف ( الَّلثَوِيَّةِ ) ، لخروجها بجوارها على الصحيح ، ويخطئ من يثبت خروجها منها ، لأن النطق الصادق لها يُبين أنه لا علاقة لللثة بالنطق بهذه الأحرف . 

 


  المخرج الأصلي الرابع وهو ( الشفتان ) .. 




1⃣8⃣ مِـنْ طَرَفَيْهِمَـا وَمِـنْ بَـطْـنِ الشَّفَهْ    فَالْفَـا مَـعَ اطْـرافِ الثَّنَايَـا المُشْرِفَـهْ

1⃣9⃣ لِلشَّفَتَـيْـنِ الْــوَاوُ بَــــــاءٌ مِـيْــــــمُ    .............................


? الشفتان عند علماء التجويد : عبارة عن عضلتين مستديرتين في مقدمة الفم ، ولهما القدرة على الحركة لإنتاج عدد من الأصوات وإخراج الحروف . 


? الشفتان فيها مخرجان فرعيات لأربعة أحرف : 


? المخرج الفرعي الأول : ( وَمِـنْ بَـطْـنِ الشَّفَهْ

فَالْفَـا ) .. بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا ، أفاده ابن الجزري في النشر سيبويه في الكتاب وكذل الإمام الداني في التحديد . وهذا المخرج لحرف واحد هو الفاء . 


? قال أبو حيّان : وليست في لسان ( التُّرْكِ ) ، ولذلك يقولون في فَقِيه : بقيه ، بالباء المشربة القوية . ذكره القسطلاني في لطائف الإشارات .


? المخرج الفرعي الثاني : ( لِلشَّفَتَـيْـنِ الْــوَاوُ بَــاءٌ مِـيْــمُ ) .. ما بين الشفتين معًا . أفاده ابن الجزري في النشر . وهو مخرج لحروف ثلاثة هي على الترتيب : الواو غير المدية ،  والباء ، والميم .


? مع انفراج للشفتين وانفتاح عند النطق بحرف الواو ، وانطباق في الباء والميم ؛ مع ملاحظة أن الانطلاق في الباء أقوى منه في الميم . ذكره الداني في التحديد . 


? تسمى هذه الأحرف بـالحروف ( الشَّفَهِيَّة أو الشَّفَوِيَّة ) ، سماهن الخليل بذلك نسبةً إلى الموضع الذي يخرجن منه ، وهو ما بين الشفتين ، ذكره في كتابه العين . 

 


  المخرج الأصلي الخامس وهو ( الخيشوم ) .. 


 

1⃣9⃣ ........................      وَغُنَّةٌ مَخْرَجُهَا الْخَيْشُومُ


? الخيشوم عند علماء التجويد : عبارة عن خرق الأنف المنجذب إلى داخل الفم فوق سقف الفم . 


?والخيشوم مخرج لصفة الغنة التي توجد في حرفي النُّون والميم المشددتان والمخفاتان والمدغمتان ، ويدخل في حكمها التنوين إذا أدعم أو أخفي ، أفاده ابن الجزري في النشر .


? واختلف في الغنة هل هي حرف لهذا المخرج أو أنها صفة لحرف آخر ، والحق الذي يوافقه النطق السليم أنها صفة للنون المخفاة ، لذا عبر ابن الناظم في الحواشي المفهمة عنها بالنون المخفاة وذكر أنها تخرج من الخيشوم ، ووافقه أبو شامة في إبراز المعاني .


? وبالجملة ؛ فإن الغنة لها مخرج غير مخرج موصوفها ( النُّون والميم ) لذا أمكن التلفظ بها وحدها بخلاف سائر الصفات ، لذا فإنها من حيث كونها جزء مكمل للنون والميم فهي حرف ، ومن حيث طول زمنها طولًا وقِصَرًا فهي صفة . 


? والغنة يخرُجُ بُرهَانُها عند سَدِّ الأنف ، ولهذا لو أمسكت الأنف لم يمكن خروجها . 

 

Make a free website with Yola