التلخيص الميسر لكتاب التجويد المصور

        للدكتور أيمن سويد           

مَرَاحِلُ تَطَوَّرِ كِتَابَةِ وَضَبْطِ المُصْحَفِ الشَّريفِ




الدرس   رقم 122 - مَرَاحِلُ تَطَوَّرِ كِتَابَةِ وَضَبْطِ المُصْحَفِ الشَّريفِ  



كُتِبَ القرآنُ الكريمُ زمنَ النبوَّةِ خالياً من النَّقطِ والشكلِ والهمَزاتِ على عادةِ العربِ في الكتابةِ آنذاك ، ولم يكن ذلك يُشكل عليهم فهي لغُتُهم وهم أهلُها ، يتكلمون بها ويَقرؤونَها بالطبعِ والسَّليقة  .

          ✏نَقْطُ الإِعْرَابِ 

?ومعَ انتشارِ الإسلامِ في أرجاءِ الأرضِ ودخولِ الأعاجمِ فيهِ واختلاطِهم بالعَربِ بدأَ يظهرُ اللَّحنُ في اللُّغة العربيَّة ، ممَّا دعا العلماءَ إلى وضعِ علاماتٍ للإعرابِ لينحوَ الناسُ نحوَها ، فقام أبو الأَسْودِ الدُّؤليُّ ( ت 69 هـ ) بنَقطِ المصحفِ الكريمِ ( نَقطَ إِعرابٍ ) .

الشرح :  نقط المصحف وشكله وتجزئته:

?1- من المعلوم أن المصاحف في عهد الصحابة -رضي الله عنهم- لم تكن منقوطة ولا مضبوطة بالشكل. وقد كان ذلك لأنهم كانوا عربًا خلصًا يقرءون بفهمهم أكثر أو مثل ما يقرءون بالحروف الماثلة أمامهم.
?2- ولما اتسعت الفتوحات الإسلامية واختلط العرب بالعجم دخل اللحن في لسان الأحفاد، وأخطر ما يكون اللحن وأشده حين يقع في القرآن الكريم. وأكثر من يدرك فشو اللحن وانتشاره من يقيم في بلاد العجم السابقة كالعراق بلاد الفرس.
?3- وقد كان زياد بن عبيد الله والي البصرة "44-53هـ" في خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-  وحين رأى زياد ظهور اللحن خشي أن ينال القرآن منه شيء فبعث إلى أبي الأسود الدؤلي وقال له: يا أبا الأسود إن هذه الحمراء -يعني العجم- قد كثرت، وأفسدت من ألسن العرب، فلو وضعت شيئًا يصلح به الناس كلامهم، ويعربون به كتاب الله تعالى فأبى ذلك أبو الأسود، وكره إجابة زياد إلى ما سأل هيبة للقرآن وإجلالًا أن يضع فيه ما ليس منه، حتى سمع أبو الأسود رجلًا يقرأ قوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} سورة التوبة: الآية 83 ،  بكسر اللام من ورسوله فاستعظم أبو الأسود ذلك وقال: عز وجه الله أن يبرأ من رسوله. ثم رجع إلى زياد وأجابه إلى طلبه ووضع علامات الإعراب.

?4- والنقط نوعان:نقط الإعراب، ونقط الإعجام.

نقط الإعراب : هو ما يدل على ما يعرض للحرف من حركة أو سكون أو شد أو مد ونحو ذلك ، فاضطلع أبو الأسود بمهمة تشكيل القرآن الكريم لتيسير تلاوته وأحكام لفظه، وممن ندبه إلى ذلك زياد بن أبيه.

?- فجعلَ علامةَ الفتحةِ نقطةً حمراءَ فوقَ الحرفِ المفتوحِ .
?- وعلامةَ الضمَّةِ نقطةً حمراءَ أمامَ الحرفِ المضموم .
?- وعلامةَ الكسرةِ نقطةً حمراءَ تحتَ الحرفِ المكسورِ 
?- أمَّا الحرفُ المنوَّنُ فنقَطَهُ بنُقطتَين.

 الشرح :

?1- وهنا جد جده وانتهى به اجتهاده إلى أن جعل علامة الفتحة نقطة فوق الحرف وجعل علامة الكسر نقطة أسفله وجعل علامة الضمة نقطة بين أجزاء الحرف وجعل علامة التنوين نقطتين.
?2- نحو : {إِنَّ} [البقرة: 20] ، وضع نقطة حمراء أسفل الألف لأنها مكسورة ، ووضع نقطة حمراء فوق النون لأنها مفتوحة ، ونحو : {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ } [البقرة: 116] وضع نقطة حمراء أمام الكاف لأنها مضمومة ، ووضع نقطتين أمام اللام لأنها منونة بالضم ، ووضع نقطة حمراء فوق اللام لأنها مفتوحة ، ووضع نقطة حمراء أمام الهاء لأنها مضمومة .

✏قال الإمامُ أبو عمرٍو الدَّانيُّ في كتابِه : المُحكمِ في نَقطِ المصاحف :

?" فاختارَ منهمُ أبو الأسود .. رجُلاً من عبدِ القيسِ ، فقال : خُذِ المُصحفَ وصِبغاً يخالِفُ لونَ المِدادِ ، فإذا فَتَحتُ شَفَتيَّ فانقُط واحدةً فوقَ الحرفِ ، وإذا ضَمَمتُهما فاجعلِ النُقطةَ إلى جانبِ الحرفِ ، وإذا كسرتُهما فاجعلِ النُقطةَ في أسفله ، فإن أَتْبع تُ شيئاً من هذه الحركاتِ غُنَّةً [أي تنويناً] فانقُط نقطتَين ، فابتدأَ بالمصحفِ حتى أتى على آخره " أهـ .   

 الشرح :
?وصِبغاً يخالِفُ لونَ المِدادِ  : المداد لونه أسود ، والصبغ لونه أحمر .
هكذا بدأ نقط المصحف ، نقط إعراب قَالَ أبو عَمْرو :  " فاتباع هَذَا أولى وَالْعَمَل بِهِ فِي نقط الْمَصَاحِف أحق " ، يقصد ما فعله أبو الأسود الدؤلي في نقط المصحف نقط إعراب .

           ✏ نَقْطُ الإعْجَامِ
?أمَّا نَقطُ الإعجامِ – وهو الذي فُرِّقَ بِه بينَ المُتشابهاتِ في الخطِّ – فيعودُ لنصرِ بن عاصمٍ الليثيِّ (ت90هـ) حيث نَقطَ الحروفَ المتشابهةَ بخُطوطٍ مائلةٍ صغيرةٍ حتَّى لا تَختلِطَ مع نقطِ الإعرابِ.

 الشرح :

?c نقط الإعجام: هو النقط الذي يدل على ذوات الحروف، ويميز معجمها (أي المنقوط)  من مهملها (أي غير المنقوط)، كالنقطة تحت الجيم ميّزتها من الحاء، والنقطتان فوق التاء ميّزتها من الثاء وهكذا.

?  ثم وبعد أن أمن الناس من اللحن أو كادوا بعد وضع علامات الإعراب ظهر نوع آخر من الخطأ وهو التمييز بين الحروف التي تتحد صورتها بدون نقط كالباء والتاء والثاء، وكالجيم والحاء، وكالدال والذال، ونحوها وشق على السواد منهم أن يهتدوا إلى التمييز بين حروف المصحف وكلماته وهي غير معجمة ، مما دعا الخليفة عبد الملك بن مروان إلى أن يأمر الحجاج بن يوسف الثقفي واليه في العراق أن يختار من العلماء من يقوم بهذا العمل. واختار الحجاج بن يوسف لهذا العمل عالمين هما:

▪  يحيى بن يعمر العدواني ت قبل "90هـ". 
▪  نصر بن عاصم الليثي "ت90هـ".

?فقاما بإعجام الحروف بوضع النقاط المعروفة إلى يومنا هذا ، وذلك لما شاع اللحن والتصحيف في قراءة القرآن الكريم. وكان هذا النقط بلون مداد المصحف، ليميز من نقط الإعراب الذي وضعه أبو الأسود.

?  فنقط الحروف المتشابه في الخط ( ن ، ت ، ث ) بخطوط مائلة صغيرة ، حتى لا تختلط مع نقط الإعراب .

(كانت تكتب النقاط بهذا الشكل 000 على الثاء) .

?  نحو ( ثُمَّ ) فنقط حرف الثاء بثلاث خطوط صغيرة مائلة ، ونحو ( قانتون ) فنقط حرف القاف بخطين صغيرين مائلين ، ونقط حرف النون بخط صغير مائل ، ونقط حرف التاء بخطين صغيرين مائلين .

?ولمَّا تحوَّلَ نقطُ الإعرابِ مِن نِقاطٍ حمراءَ إلى حروفِ مدٍّ صغيرةِ لم يَعُدْ  يُخشى اللَّبسُ ، فاستُبدِلَ نَقطُ الإعجامِ مِن خطوطٍ مائلةٍ إلى نِقاط ، وجرى العملُ على ذلك إلى عصرِنا.

 الشرح :

?  ولم تستمر طريقة أبي الأسود الدؤلي في تمثيل الحركات بالنقاط الحمر طويلا، لصعوبتها عند الكتابة، واحتمال التباسها بنقاط الإعجام التي وضعها نصر للتمييز بين الحروف المتشابهة في الرسم، وذلك حين جعل الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري (ت 170 هـ) الحركات حروفا صغيرة مكان النقاط الحمر، وكذلك وضع الخليل علامة للهمزة والتشديد والرّوم والإشمام، واستخدمت العلامات الجديدة تدريجيا، حتى زالت طريقة الدؤلي بعد ذلك

?• فنقَطَ نصرُ بنُ عاصم الباءَ  بواحدةٍ من تحتُ ( ب ) .
والتاءَ باثنتَينِ من فوقُ ( ت ) .
والثاءَ بثلاثٍ من فوقُ ( ث ) .
ونقَطَ النونَ والياءَ – غيرَ المتطرِّفتَين – بواحدةٍ للنونِ من فوقُ ( ــن ) وباثنتَينِ للياءِ من تحتُ ( ــيــ ) لاشتباهِهما بهِنَّ .
?• ونقطَ الجيمَ بواحدةٍ  من تحتُ ( ج ) .
والخاءَ بواحدةٍ من فوقُ ( خ ) .
وتركَ الحاءَ مُهملةً لزوالِ الاشتباه ( ح ) .
?• ونقَطَ الذالَ بواحدةٍ من فوقُ ( ذ ) وترك الدالَ ( د ) .
?• ونقَطَ الزايَ بواحدةٍ من فوقُ ( ز ) وتركَ الراءَ ( ر ) .
?• ونقطَ الشينَ بثلاثٍ من فوقُ ( ش ) وتركَ السينَ ( س ) .
?• ونقَطَ الضادَ بواحدةٍ من فوقُ ( ض ) وتركَ الصادَ ( ص ) .
?• ونقَطَ الظاءَ بواحدةٍ من فوقُ ( ظ ) وتركَ الطاء ( ط ) .
?• ونقَطَ الغينَ بواحدةٍ من فوقُ ( غ ) وتركَ العينَ ( ع ) .
?• ونقَطَ الفاءَ – غيرَ المتطرِّفةِ – بواحدةٍ من تحتُ ( ف ) .
?• ونقَطَ القافَ – غيرَ المتطرِّفةِ – بواحدةٍ من فوقُ (ف ) .
?• ولم تكنِ الكافُ ( ك ) وقتَها تشتبهُ باللامِ فتركَها مُهمَلةً .
?• وترك اللامَ والميمَ والهاءَ والواوَ والألفَ مهملاتٍ لعدمِ الاشتباه .
?• وكذلك تركَ الفاءَ والقافَ والنونَ والياءَ المتطرِّفاتِ مُهمَلةً لعدمِ الاشتباه ، وجمعها العلماءُ بكلمةِ  ( يُنْفِقُ ) ثمَّ جرى العملُ عندَ المشارقةِ على نَقطِها طرداً للقاعدة ، وبقيَ المغاربةُ على الأصل.

 الشرح :

?  وَرُوِيَ عَن الْخَلِيل بن احْمَد انه قَالَ : [ الألف لَيْسَ عَلَيْهَا شَيْء من النقط لأنها لَا تلابسها صُورَة أخرى وَالْبَاء تحتهَا وَاحِدَة وَالتَّاء فَوْقهَا اثْنَتَانِ والثاء ثَلَاث وَالْجِيم تحتهَا وَاحِدَة وَالْخَاء فَوْقهَا وَاحِدَة والذال فَوْقهَا وَاحِدَة والشين فَوْقهَا ثَلَاث وَالضَّاد فَوْقهَا وَاحِدَة .
?  وَالْفَاء إِذا وصلت فَوْقهَا وَاحِدَة وَإِذا انفصلت لم تنقط لأنها لَا يلابسها شَيْء من الصُّور الْقَاف إِذا وصلت فتحتها وَاحِدَة وَقد نقطها نَاس من فَوْقهَا اثْنَتَيْنِ فَإِذا فصلت لم تنقط لَأن صورتهَا أعظم من صُورَة الْوَاو فاستغنوا بِعظم صورتهَا عَن النقط .
?  وَالْكَاف لَا تنقط لأنها أعظم من الدَّال والذال ، وَاللَّام لَا تنقط لأنها لَا يشبهها شَيْء من الْحُرُوف وَالْمِيم لَا تنقط لأنها لَا تشبه شَيْئا من الْحُرُوف وقصتها قصَّة اللَّام .
?  وَالنُّون إِذا وصلتها فَوْقهَا وَاحِدَة لأنها تَلْتَبِس بِالْبَاء وَالتَّاء والثاء فَإِذا فصلت لم تنقط استغنوا بِعظم صورتهَا لَان صورتهَا أعظم من الرَّاء وَالزَّاي،  وَالْوَاو لَا تنقط لأنها اصغر من الْقَاف فَلم تشبه بِشَيْء من الْحُرُوف وَالْهَاء لَا تنقط لأنها لَا تشبه شَيْئا من الْحُرُوف وقصتها قصَّة الْوَاو .
? وَلَام ألف حرفان قرنا فَلَيْسَ وَاحِد مِنْهُمَا ينقط وَالْيَاء إِذا وصلت نقطت تحتهَا اثْنَتَيْنِ لِئَلَّا تَلْتَبِس بِمَا مضى فإذا فصلت لم تنقط  ] اهـ .
?  واعلم أن الياء المتطرفة يجوز أن تنقط نقط الإعجام وأن لا تنقط، ومثلها النون والفاء والقاف المتطرفات، وهي المجتمعة في "ينفق"، وعلى عدم نقط الأربعة اقتصر الداني في المحكم، ووجهه أن حروف "ينفق" إذا تطرفت لا تلتبس صورتها بصورة غيرها، وأما إذا لم تتطرف فإنها تنقط كلها .
?  وَقَالَ غير الْخَلِيل : [ حُرُوف المعجم ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ حرفا مُخْتَلفَة مُنْفَرِدَة فِي التهجي وَهِي سواكن وَقد دخل فِيهَا لَام ألف موصولين لانفرادهما فِي الصُّورَة وَهِي أَرْبَعَة أصناف :
▪أ- صنف مِنْهَا سِتَّة أحرف متباينة لَا تحْتَاج إلى الْفَصْل بَينهَا وَبَين غَيرهَا بِشَيْء من النقط أ ، ك ، ل ، م ، و، هـ .
▪ب- وصنف مِنْهَا سَبْعَة أحرف متلابسة مخلاة  ح د ر س ص ط ع
▪ج- وصنف مِنْهَا أحد عشر حرفا متلابسة يفصل بَينهَا وَبَين مَا قبلهَا من المتلابسين بالنقط :  ب ، ت ، ث ، ج ، خَ ، ذ ، ز ، ش ، ض ، ظ ، غ .
▪د- وصنف مِنْهَا أربعة أحرف تخلى إِذا لم يُوصل بهَا شَيْء ، وتنقط إِذا وصل بهَا غَيرهَا : ف ، ق ، ن ، ى .
?  فَجَمِيع مَا ينقط مِنْهَا لالتباسها بغَيْرهَا خَمْسَة عشر حرفا : مِنْهَا ثَمَانِيَة أحرف كل حرف مِنْهَا بِنُقْطَة وَاحِدَة خَ ، ذ ، ز ، ض ، ظ ، غ ، ف ، ن ، وَاثْنَانِ بنقطتين من فَوْقهمَا : ت ، ق ، وَاثْنَانِ بِثَلَاث نقط من فَوْقهمَا : ث ، ش ، وَاثْنَانِ بِوَاحِدَة من تحتهما : ب ، ج ، وحرف وَاحِد بنقطتين من تَحْتَهُ ى ] اهـ .


✏أمثلةٌ على ضبطِ نصر بن عاصم لحروفِ (يُنْفِقُ) الذي دَرجَ عليه المقاربة

?{بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [القلم: 40 - 45]

✏أمثلةٌ على الضبطِ المطوَّرِ لحروفِ (يُنْفِقُ) الذي دَرجَ عليه المشارقة 

?{صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 18 - 20]

         ✏تَطَوُّرُ نَقْطِ الشِّينِ

?مُيِّزتِ الشينُ عنِ السينِ بوَضْعِ نُقطةٍ فوقَ كلِّ سنٍّ من أسنانِها .
س ش
?ثم طوَّر الخطَّاطونَ النِّقاطَ الثلاثَ إلى شكلها الهرميِّ كما نراهُ اليوم .
س ش 

 الشرح :

?1- ثمَّ جاؤوا الى السِّين والشين وهما حرفان مشتبهان فأخلوا السِّين وَهُوَ الْحَرْف الاول من النقط فرقا بَينهَا وَبَين أُخْتهَا ونقطوا الشين بِثَلَاث من فَوق لأنه حرف وَاحِد صورته صُورَة ثَلَاثَة أحرف واختاروا النقط لَهَا من فَوق ، (كانت تكتب النقاط بهذا الشكل 000 على الشين)
?2- ولفظها مكسور لأنها من بَين الْحُرُوف المزدوجة كَثِيرَة النقط مُخَالفَة فِي ذَلِك سَائِر المنقوط من المزدوج وَالْمُنْفَرد إِلَّا الثَّاء فَإِن علتها مُخَالفَة لعِلَّة الشين .



الدرس   رقم 123 - تابع : مراحل تَطَوَّرِ كِتَابَةِ وَضَبْطِ المُصْحَفِ الشَّريفِ  



تَطَوُّرُ كتابَةِ الكَافِ

?كانتِ الكافُ المُفردةُ والمُتطرِّفةُ متميِّزةً عنِ اللامِ بشكلِها ، إلا أنَّها تطوَّرت مع تطوُّرِ الخطِّ العربيِّ حتى أشبهَتِ اللَّام ، فمُيِّزت عنها بوضعِ كافٍ زناديةٍ صغيرةٍ بداخلها تحوَّلت معَ مرورِ الأيَّامِ على يدِ الخطاطينَ إلى ما يُشبِهُ الهمزةَ .

كيفَ تَحوَّلتِ الكَافُ الزِّناديَّةُ إلى ما يُشْبهُ الهَمْزَة

?ڪ ◀  ڪــ ◀   ڪ ◀ ك ◀ ء

?الشرح : تَطَوُّرُ كتابَةِ الكَافِ

?1- كانتِ الكافُ المُفردةُ [أي التي كتبت لحالها ولم تتصل بحرف آخر] ، والمُتطرِّفةُ [أي الموصولة بما قبلها] ،  متميِّزةً عنِ اللامِ بشكلِها ، تكتب هكذا  [ ﮎ] إلا أنَّها تطوَّرت مع تطوُّرِ الخطِّ العربيِّ حتى أشبهَتِ اللَّام ، فمُيِّزت عنها بوضعِ كافٍ زناديةٍ صغيرةٍ بداخلها تحوَّلت معَ مرورِ الأيَّامِ على يدِ الخطاطينَ إلى ما يُشبِهُ الهمزةَ ، هكذا  (ك)

✏كِتَابَةُ الهَمْزَةِ بَينَ الإمْلاءِ القَدِيمِ والحَدِيثِ

?لم يكن للهمزة صورةٌ في الخطِّ عند العرب ، بل كانوا يعاملونها كالتالي :

▪1- في أول الكلمة : يكتبونها ألفاً نحو :

{أَنْتُمْ} [البقرة: 85] :كانت تُكتب: انتم
{أُنْزِلَ} [البقرة: 4] :كانت تُكتب: انزل
{إِذَا} [البقرة: 156] :كانت تُكتب: اذا

?الشرح :كِتَابَةُ الهَمْزَةِ بَينَ الإمْلاءِ القَدِيمِ والحَدِيثِ

?لم يكن للهمزة صورةٌ في الخطِّ عند العرب ، بل كانوا يعاملونها كالتالي :

?أولاً : تكتب الهمزة في أول الكلمة على شكل ألف، وتكون فوق الألف إن كانت مفتوحة أو مضمومة مثل {أَوَ أَمِنَ} [الأعراف: 98] ، {أُنْزِلَ} [البقرة: 4] وتكون تحت الألف إن كانت مكسورة مثل { إِنِّي} [الأعراف: 104].

?2- في وسط الكلمة أو آخرِها : كانوا يكتبونها ألفاً أو واواً أو ياءً أو لا يكتبونها ( وهي التي نكتبها في الإملاء الحديث على السطر ) نحو :

▪{ يَأْمُرُكُمْ} [البقرة: 67] :كانت تُكتب: يامركم
▪{مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 91] :كانت تُكتب: مومنين
▪{بِئْسَمَا} [البقرة: 90] :كانت تُكتب: بئسما
▪{بَرَاءَةٌ} [التوبة: 1] :كانت تُكتب: براة

?الشرح  ثانياً : الهمزة وسط الكلمة : لها 4 صور ،  كانوا يكتبونها :

?1- ألفاً نحو : { يَأْمُرُكُمْ} : كانت تُكتب : يامركم 
?2- واواً نحو : {مُؤْمِنِينَ} : كانت تُكتب : مُومِنِين .
?3- ياءً نحو : {بِئْسَمَا} : كانت تُكتب : (بيسما)
?4- أو لا يكتبونها ( وهي التي نكتبها في الإملاء الحديث على السطر )
 نحو : {بَرَاءَةٌ} : كانت تكتب : براة

?قاعدة : كيفية كتابة الهمزة وسط الكلمة : نقارن بين حركتها وحركة الحرف الذي قبلها ونكتبها على حرف يناسب أقوى الحركتين ، وأقوى الحركات الكسر، يليه الضم، يليه الفتح، والكسر تناسبه (النبرة) ، والضم تناسبه الواو، والفتح تناسبه الألف.

?فكلمة (متكئين) الهمزة مكسورة وما قبلها مكسور فكتبت على نبرة. وكلمة (ينأون) الهمزة مفتوحة وما قبلها ساكن، والفتح أقوى ويناسبه الألف. وهكذا ...

?- شواذ القاعدة في كتابة الهمزة وسط الكلمة.
?1- الهمزة المفتوحة المسبوقة بألف ساكنة تكتب على السطر: عباءة- إضاءة- إساءة.
?2- الهمزة المفتوحة أو المضمومة، المسبوقة بواو ساكنة، تكتب على السطر، مثل سموءل- موءودة.
?3- الهمزة المفتوحة أو المضمومة أو المكسورة، المسبوقة بياء ساكنة، تكتب على نبرة مثل: ييئس- سرّني مجّيئك- سررت بمجيئك.


?{يَتَبَوَّأُ} [يوسف: 56] :كانت تُكتب: يتبوا
?{اللُّؤْلُؤُ } [الرحمن: 22] :كانت تُكتب: اللولو
?{يُبْدِئُ} [البروج: 13] :كانت تُكتب: يبدى
?{جَآءَ} [النساء: 43] :كانت تُكتب: جا

الشرح : ثالثاً : الهمزة آخر الكلمة : لها 4 صور أيضاً ،  كانوا يكتبونها :

?1- ألفاً نحو : {يَتَبَوَّأُ}: كانت تُكتب : يتبوا  
?2- واواً نحو : {اللُّؤْلُؤُ }: كانت تُكتب : اللولو
?3- ياءً نحو : {يُبْدِئُ}: كانت تُكتب : يبدى
?4- أو لا يكتبونها ( وهي التي نكتبها في الإملاء الحديث على السطر ) 
نحو : {جَآءَ} : كانت تكتب : جَا .

?قاعدة : كيفية كتابة الهمزة آخر الكلمة: إن سبقت بمتحرك فتكتب على حرف يناسب حركة ما قبلها، مثل:
 ?(ناشئ) تباطؤ- ملجأ، 
?وإن سبقت بساكن كتبت على السطر إن كانت مضمومة أو مكسورة مثل: عبء أو عبء، بطء أو بطء، 
?أما إن كانت منونة بالفتح فتكتب على نبرة، إن أمكن وصلها بالحرف الذي قبلها، مثل:.عبئا- بطئا، 
?أما إذا لم يمكن وصلها كتبت على السطر، ورسم التنوين بعدها على الألف، مثل: جزءا- ردءا،
? إلا إذا كانت مسبوقة بألف ساكنة فإن التنوين يرسم فوق الهمزة مثل: رداء جزاء.

           ✏ابْتِكَارُ صُورةٍ لِلْهَمْزَةِ

?واخترعَ الخليلُ بنُ أحمدَ الفراهيديُّ ( ت 175 هـ ) صورةً للهمزةِ في الخطِّ هي : رأسُ حرفِ العين لتَقارُبِ مخرجِ الطرفَين .
?ع ◀ ء
?{وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ} [آل عمران: 199] ، {لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ} [آل عمران: 199] ، {أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ} [آل عمران: 199] 

?الشرح : ابْتِكَارُ صُورةٍ لِلْهَمْزَةِ

?1- نجد بأن الحروف المنطوقة تزيد حرفاً على الحروف المكتوبة وذلك لأن العرب لم تكن قد جعلت لحرف الهمزة صورة في الخط بل كانوا تارة يستعيرون للهمزة صورة الألف كقولهم ( إنَّ )، وتارة صورة الواو، ( سؤال )، وتارة صوت الياء ( سُئِلَ ) أحيانًا لم يكونوا يكتبونها ... (قراة) بدون الهمزة .

?2- وهذا سبب إشكالات ، ولذلك أن الخليل بن أحمد الفراهيدي وجد أنَّ هناك حاجة ماسة ، فاخترع صورة للهمزة وقال : ( آ ، ا ، ع )  العين أقرب الحروف للهمزة ، وذلك على أساسٍ من أن مخرج الهمزة عند النطق قريب من صوت العين فأخذ حرف العين ( ع )  وقطع الجزء العلوي واتخذه علامة الهمزة في الخط ( ء ) .

?3- فإن كانت الهمزة فوق الألف ، تكتب هكذا ({أَنْزَلَ} [الأنعام: 99] ، وإن كانت تحت الألف ، تكتب هكذا ({إِنَّ} [البقرة: 248] ، أو فوق الواو تكتب هكذا ({مُؤْمِنٌ} [البقرة: 221] وإن كانت فوق الياء ، تكتب هكذا {بِئْسَ } [هود: 99] ، أو على السطر تكتب هكذا  {السَّمَاءِ } [البقرة: 19] .

?قال العلاَّمةُ محمدٌ الخرَّرازُ الشَّريشيُّ ( ت 718 هـ ) في منظومتِه : مَوردِ الظمآنِ في رسمِ وضبطِ القرآن :
▪وَخُصَّتِ الْعَيْنُ لَمَا بَيْنَهُمَا
        مِنْ شِدَّةٍ وَقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا
▪لِأَجْلِ ذا خُطَّتْ عَنِ الثِّقَاتِ
             عَيْناً مِنَ الكُتَّابِ والنُّحاةِ 

?الشرح : قال العلاَّمةُ الإمام محمدٌ بن محمد الأموي الشَّريشيُّ ، الشهير بـ  الخرَّرازُ ( ت 718 هـ ) في منظومتِه : مَوردِ الظمآنِ في رسمِ وضبطِ القرآن :
?وَخُصَّتِ الْعَيْنُ لَمَا بَيْنَهُمَا 
       مِنْ شِدَّةٍ وَقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا
?لِأَجْلِ ذا خُطَّتْ عَنِ الثِّقَاتِ
        عَيْناً مِنَ الكُتَّابِ والنُّحاةِ

?1- يعني أن وجه اختصاص العين بالامتحان بها دون غيرها من الحروف هو ما بينها، وبين الهمزة من المناسبة من وجهين:
?أ- أحدهما كون الهمزة شديدة والعين فيها بعض الشدة بخلاف سائر حروف الحلق .
?ب- والثاني أنهما معا من حروف الحلق بخلاف سائر حروف الشدة، ليس يخرج منها شيء من الحلق
?2- واعلم أن المناسبة المذكورة بين الهمزة، والعين أوجبت للهمزة أمرين: أحدهما يرجع إلى اللفظ وهو امتحان موضعها بالعين دون غيرها، وهو الذي ذكره الناظم في البيت الأول .
?3- والأمر الثاني يرجع إلى الخط، وهو تصويرها بصورة العين دون صورة غيرها من الحروف، وإلى هذا أشار هنا في البيت الثاني، فقوله: "لأجل ذا" أي لأجل ما بين الهمزة، والعين من المناسبة المتقدمة "خطت" أي كتبت الهمزة صورة عين "عن الثقاة  (جمع ثقة وهو العدل المأمون)من الكتاب وهم أصحاب الرسائل والأشعار ، والنحاة.

 ✏مَراحِلُ تَطَوّرِ كِتابَةِ حُرُوفِ الإطبَاقِ

?كانت حروفُ الإطباقِ الأربعةِ تكتبُ متماثلةً في الخطِّ إذا اتَّصلتْ بما بعدَها .
        ?ﺼ، ﺼ، ﺼ، ﺼ

?(الصاد) (الضاد) الطاء) (الظاء)

?وكان التفريقُ بينَها بالسَّليقةِ وحسبَ السِّياق .

?ثم فُرِّقَ بينَ ( ص ، ض ) من جهةٍ وبين ( ط ، ظ ) من جهة أُخرى بتطويل سِنَّةِ الطاءِ والظاء .
        ?صـ  ، ضـ   ،  ط   ، ظ

?(الصاد) (الضاد) الطاء) (الظاء)

ثُم فُرِّقَ بينَ الأربعةِ بنقطِ الضادِ والظاء .

  ?ﺼ  ، ضـ   ،  ط  ،  ظ
?(الصاد) (الضاد) الطاء) (الظاء) 

?الشرح : مَراحِلُ تَطَوّرِ كِتابَةِ حُرُوفِ الإطبَاقِ

?1- عندما أخذت العرب الحروف صور الحروف من الشعوب التي كانت تسكن في شمال الجزيرة الكتابة المسمارية هذه من أهل الحيرة ، كان عددها أقل من الحروف التي تستعملها العرب ، فاضطروا أن يجعلوا لعدد من الحروف صورة واحدة في الخط .
?2- كانت حروفُ الإطباقِ الأربعةِ [ص ض ط ظ] تكتبُ متماثلةً في الخطِّ إذا اتَّصلتْ بما بعدَها ( صـ   ، صـ   ،  صـ  ،  صـ )  و كان التفريق بينهم بالسياق و السليقة
?3- سئل أحد التابعين ، كيف تفرق بين ({ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23] ، قال بالسماع ، لأن الخط لا يساعدك ، لأن الصورة واحدة .
?4- فوجد العلماء ضرورة في التفريق بين حروف الإطباق ، فطولوا السن في الطاء و الظاء و تركوه في الصاد و الضاد  هكذا (صـ  ، صـ   ، طـ  ،  طـ )
?5-  ثم نقطوا الضاد و الظاء ولم ينقطوا الصاد والطاء ، فتميزت الحروف هكذا ( صـ   ، ضـ   ، طـ  ،  ظـ) .

 


الدرس   رقم 124 - تطور شكل علامات الاعراب  

 

طوَّرَ الخليلُ بنُ أحمدَ الفراهيديُّ ( ت 175 هـ ) نقطَ أبي الأسودِ الدؤليِّ فجعلَ علامةَ الفتحةِ ألفاً مبطوحةً فوقَ الحرفِ المفتوح .

ا ◀ | ◀ /

?وعلامةَ الضمةِ واواً صغيرةً فوقَ الحرفِ المضموم .

و ◀  ُ

◀وجعلَ الخليلُ علامةَ الكسرةِ ياءً صغيرةً مردودةً إلى الخلفِ تحتَ الحرفِ المكسور ، ذهبَ رأسُها مع مرورِ الأيامِ وبقيتْ جرَّتُها :
 ے   ◀  ے ِ
?وضاعفَ الحركةَ للدَّلالةِ على التنوين :
ً       ،ٌ ◀ ، ◀  ٍ 

 الشرح .تَطَوُّرُ شَكْلِ عَلاماتِ الإعْرَاب

?1- في زمن الدولة العباسية ظهر الخليل بن أحمد فأخذ نقط أبي الأسود وحوّر فيه فزاد وأفاد :
?أ- فجعل الفتحة ألفا صغيرة مبطوحة [مائلة] فوق الحرف
?ب- والضمة واوا صغيرة فوق الحرف
?ج- والكسرة ياء صغيرة تحت الحرف.
?د- وضاعفَ الحركةَ للدَّلالةِ على التنوين
⁉تنبيه : أبو الأسود ضاعف النقط الحمراء ، للدلالة على التنوين ، أما الخليل فضاعف الحركة ، نحو : {غَفُورٌ رَحِيمٌ } [البقرة: 173] ، فالضمة الأولى علامة حركة الحرف ، والضمة الثانية علامة التنوين .
?2- ووضع للشدة رأس شين، وللسكون رأس خاء، ووضع علامة للمد، وأخرى للرّوم والإشمام وهكذا.
?3- ولقد طوّرت هذه العلامات وزيد عليها جيلا بعد جيل، حتى استقرت كما هي عليه الآن.
《فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) 》
        سورة التين
     بسم الله الرحمن الرحيم
《وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)》

?قال العلَّامةُ محمدٌ الخرَّازُ الشَّريشيُّ ( ت 718 هـ )
في منظومتِه  مَوردِ الظمآنِ في رسمِ وضبطِ القرآن :

▪فَفَتْحَةٌ أَعْلاهُ وَهْيَ أَلِفُ
     مَبْطُوحَةٌ صُغْرَى وَضَمٌّ يُعْرَفُ
▪وَاواً كَذَا أَمَامَهُ أَوْ فَوقَا
      وَتَحْتَهُ الكَسْرَةُ يَاءً تُلْقَى
▪ثُمَّتَ إِنْ أَتْبَعْتَهَا تَنْوينَا
         فَزِدْ إِلَيْهَا مِثْلَهَا تَبْيِينَا 

 الشرح : 
?1- أشار الناظم إلى صفة الحركات الثلاث ، وإلى محلها من الحروف على مذهب الخليل الذي اختاره لجريان العمل به إلى يومنا هذا .
?2- فأشار بقوله: "أعلاه" إلى محل الفتحة يعني أنها توضع فوق الحرف، وأشار بقوله: "مبطوحة صغرى" إلى صفتها، وجعلت مبطوحة أي مبسوطة، وممدودة من اليمين إلى اليسار لئلا يلتبس بأصلها الذي هو الألف، وجعلت صغيرة لتظهر مزية الأصل على الفرع .
?3- ثم أشار إلى صفة الضمة بقوله: ?"وضم يعرف واوا كذا"  أي صغيرة كما ذكر في الفتحة، وأشار إلى محلها بقوله: "أمامه أو فوقا" أي لك وضع الضمة أمام الحرف على قول، ولك وضعها فوقه على قول آخره .
 ، والمختار وضعها فوق الحرف وبه جرى العمل .
?4- ثم أشار إلى محل وضع الكسرة بقوله: "وتحته الكسرة" أي تحت الحرف ، ثم أشار إلى صفة الكسرة بقوله: "ياء تلقى" والتقدير: تلقى ياء صغيرة، ومعنى تلقى توضع وتكون الياء الصغيرة مردودة 
?5- أن الواو الدالة على الضمة، والياء الدالة على الكسرة لهما رأس، إلا أن الياء يسقط رأسها بالكلية، وتسقط نقطتاها وتبقى جرتها فقط، وأما الواو فيسقط من رأسها الدارة فقط، ويكون شكلها معوجا
 ?6- لما فرغ من الكلام على الحركات الثلاث أتبعها بالكلام على التنوين ، والضمير في قوله: "أتبعتها" و"إليها" و"مثلها" يعود على الحركات الثلاث، أي إن أتبعت الحركات الثلاث تنوينا بأن نطقت به بعدها، فزد إليها مثلها بأن تزيد إلى الفتحة فتحة أخرى، وإلى الضمة ضمة أخرى، وإلى الكسرة كسرة أخرى، لأجل أن تبين ذلك أن بعد الحركة في اللفظ نونا تسمى تنوينا
?7- وقول الناظم "ثمت" حرف عطف زيدت عليها التاء المفتوحة لتأنيث اللفظ، وقوله: "تبيينا" مفعول لأجله علة لقوله: "زد". 

      ✏تَنْوينُ الرَّفعِ المُظْهَر

?اتَّخذَ بعضُ نسَّاخٍ المصاحفِ حرفَ نونٍ صغيرةٍ فوقَ الحرفِ للدَّلالةِ على التنوين وإشارةً لإظهار تنوينِ الرَّفعِ رُكِّبَتِ النونُ فوقَ الضمَّةِ هكذا ( ـــٌـــ) 
    ون ◀ و

 الشرح :
?1- قالت اللجنة : " وتركيبُ الحركتين ، حركة الحرف ، والحركة الدالة على التنوين ، سواءٌ أكانتا ضمتين أم فتحتين أم كسرتين ، هكذا ( ـٌ  ، ـً  ، ـٍ  ) يدلُ على إظهار التنوين نحو : 
?{حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} [التوبة: 128] ، {حَلِيمًا غَفُورًا } [الإسراء: 44] ، {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]
?2- يلاحظ أن تنوين الرفع عبارة عن ضمة وفوقها ضمة بالمقلوب .

        ✏عَلامَةُ السُّكونِ

?واخترعَ الخليلُ أيضاً علامةً للسُّكون ( حـ ) هي رأسُ حرفِ الخاءِ من غيرِ نُقطةٍ ، أخذَها مِن أوَّلِ كلمةِ ( خَفِيف ) .
خفيف ◀حـ ◀ حـ
?قال الإمامُ الدانيُّ في كتابه : المُحكَم في نقط المصاحف :
▪" وأهلُ العربيَّة مِن سيبَويْهِ وعامَّةِ أصحابِه يجعلونَ علامتَه خاءً ، يُريدونَ بذلكَ أوَّلَ كلمةِ ( خَفِيف ) " اهـ  .
?وجرى عملُ المغاربةِ على جعلِ علامةِ السُّكونِ دائرةً مُفْرغةَ الوَسَطِ ( o ) أُخِذتْ من آخرِ كلمةِ (جَزْم) .
جزم ◀ ٥ ◀: O

 الشرح " 
? قالت اللجنة: «وضع رأس خاء صغيرة بدون نقطة هكذا: « حـ» فوق أي حرف يدل على سكون ذلك الحرف وعلى أنه مظهر بحيث يقرعه اللسان نحو:
? {مِنْ خَيْرٍ} {أَوَعَظْتَ} {قَدْ سَمِعَ} {نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} {وَإِذْ صَرَفْنَا}».  
?ذكرت اللجنة نوعين يقع فيهما وضع علامة السكون:
?الأول: الحرف الساكن مطلقاً ، وقد وقع خلاف في اصطلاح ضبط السكون على مذاهب، فبعضهم يجعلها دائرة صغيرة، وهي الصفر المستدير ،  أُخِذتْ من آخرِ كلمةِ (جَزْم) وعلى هذا مصاحف أهل المغرب إلى اليوم.
?وبعضهم أخذ بمذهب الخليل وأصحابه، وهو أن تكون علامة السكون رأس الخاء صغيرة، مأخوذة من أول حرف في لفظة (خفيف)، تعني غير مشدد ، وعلى هذا العمل جرى المصحف المصري ومصحف المدينة النبوية وغيرهما من مصاحف أهل المشرق.
?وبعضهم يجعل علامة السكون الهاء، هكذا (هـ).
?الثاني: الحرف الساكن المظهر؛ كالتقاء النون الساكنة بأحرف الحلق الستة أو غيرها مما يقع فيه الإظهار ، وقد ذكر الخراز في منظومته ضبط الحرف الساكن المظهر، فقال:
.................. ... فمظهر سكونه مُصَوَّر
?ضبط السكون قد مضت وجوه الخلاف فيه بين الضابطين في الفقرة قبله، ويدخل في ضبط المظهر ما وقع عليه الإجماع، وما وقع فيه الخلاف، فيضبط عند من يرى الإظهار

?قال العلامةُ محمدٌ الخرَّازُ الشَّريشيُّ ( ت718هـ ) في منظومتِه : مَوردِ الظمآنِ في رسمِ وضبطِ القرآن :
▪فَدَارَةٌ عَلامةُ السُّكُونِ
       أَعْلاهُ والتَّشْدِيدُ حَرْفُ الشِّينِ 

 الشرح :
?1- علامة السكون دارة تجعل فوق الحرف الساكن ، وأخذوها مما تقرر عند أهل الحساب من جعل دارة صغيرة في المنزل الخالية من العدد دلالة على الخلو، فما كان الحرف الساكن خاليا من الحركة، جعلوا عليه تلك الدارة دليلا على خلوه من الحركة ، وخالف في ذلك بعض نقاط العراق، فلم يجعلوا للسكون علامة أصلا.
?2- وعلامة التشديد شين يريد غير معرفة، ولا مجرورة، ولا منقوطة، ويريد أيضًا أنها أعلاه أي أعلى الحرف المشدد ، ?فالخليل أخذ الحرف الأول من شديد -وهو الشين- وجعله علامة التشديد

      ✏عَلامَةُ الشَّدَّةِ

?واخترعَ الخليلُ أيضاً علامةً للحرفِ المُشدَّد (  _ّ ) هي رأسُ حرفِ الشِّين ، أخذَها من أوَّلِ كلمةِ ( شَدِيد )
شديد ◀ س ◀ -ّ

?قال الإمامُ الدانيُّ في كتابه : المُحكَم في نقط المصاحف :
▪ ( وصورةُ التَّشدِيدِ على هذا المذهبِ شينٌ .. لأنَّه يُرادُ أوَّلُ ( شَدِيد ) وهذا مَذهبُ الخليلِ وسِيبَوَيْهِ وعامَّةِ أصحابِهما  ) اهـ

▪قال تعالى : {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ } [ق: 5]  .

 الشرح :
?1- وَصُورَة التَّشْدِيد هي حرف ال ( شين ) من غير نقط ،  وَإِنَّمَا جعلت الشين عَلامَة لَهُ لأنه يُرَاد أول شَدِيد وَهَذَا مَذْهَب الْخَلِيل وسيبويه وَعَامة أصحابهما وعَلى ذَلِك سَائِر أهل الْمشرق من النقاط وَغَيرهم
?2- وَبَعض أهل النقط يَجْعَل مَعَ الشدَّة الحركات تَأْكِيدًا فِي الدّلَالَة على حَقِيقَة إِعْرَاب الْكَلم وحركات الْحُرُوف .

       ✏عَلامةُ هَمْزَةِ الوَصْلِ 

?وجعلَ الخليلُ أيضاً علامةَ همزةِ الوصلِ رأسَ صادٍ صغيرةٍ (صـ ) يُوضَعُ فوقَ ألفِ الوصل ( اْ ) أخذَه مِن أوَّلِ كلمةِ ( صِلَة ) : 
صله ◀ صـ 

?قال الإمامُ الدانيُّ في المُحكَم في نقط المصاحف :
▪وأهلُ النَّقطِ يُسمُّونَ هَذِه الجَرَّة صِلَةً لأنَّ الْكَلَامَ الَّذِي قبلَ الألفِ الَّتِي هِيَ علامتُه يُوصلُ بِالَّذِي بعدَه فيتَّصلانِ وَتذهبُ هِيَ مِنَ اللَّفْظِ بذلك ) أهـ .
▪قال تعالى : {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ} [الطلاق: 11] 

 الشرح :

?1- قالت اللجنة : " ووضْعُ رأسٍ صغيرةٍ هكذا " ؐ " فوقَ ألفِ الوصلِ ( وتسمى أيضاً همزة الوصلٍ ) ، يدلُ على سقوطها وصلاً .
?2- وَإِنَّمَا جعلهَا نقاط أهل بلدنا قَدِيما وحديثا جرة كالجرة الَّتِي هِيَ عَلامَة السّكُون من حَيْثُ اجْتمعت ألف الْوَصْل مَعَ السَّاكِن فِي عدم الْحَرَكَة فِي حَال الْوَصْل والنقط كَمَا قدمنَا مَبْنِيّ عَلَيْهِ فَلذَلِك جمعُوا بَينهمَا فِي الْعَلامَة وَلَو جعل علامتها دارة صغرى لَكَانَ حسنا وَذَلِكَ من حَيْثُ كَانَت الدارة عِنْد أهل الْمَدِينَة ونقاطهم عَلامَة للسكون وللحرف السَّاقِط من اللَّفْظ .

 ✏عَلامةُ المَدِّ الزَّائِدِ عَلَى الْمَدِّ الطَّبِيعيِّ

?وجعلَ الخليلُ أيضاً علامةً للمَدِّ هيَ كَلِمَةُ ( مَدَّ ) تحوَّلت معَ مرورِ الأيَّامِ إلى الشكلِ الحاليِّ للمَدَّة.

 الشرح : قالت اللجنة : 

?1- " ووضعُ هذه العلامة " ~ " فوقَ الحرفِ يَدُلّ على لُزُوم مَدّهِ مدّاً زائداً على المد الطبيعي الأصلي ، نحوُ :
? {الم} [البقرة: 1] ، {الطَّآمَّةُ } [النازعات: 34] ، {قُرُوءٍ} [البقرة: 228] ، {سِيءَ بِهِمْ} [هود: 77] ، {شُفَعَآءَ} [الأعراف: 53] ، {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُﯨ ~ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 7] ، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي ے أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا} [البقرة: 26] ، {بِمَآ أُنْزِلَ } [البقرة: 4] على تفصيلٍ يعلمُ من فنِّ التجويد .
?2- ولا تستعملُ هذه العلامة للدلالة  على ألفٍ محذوفةٍ بعدَ ألفٍ مكتوبةِ مثلَ  {آمَنُوا} [البقرة: 9] كما وضع في بعض المصاحف ، بلْ تُكتبُ ( ءَامَنُوا ) بهمزةٍ وألفٍ بعدها " اهـ .
?3- توضع علامة المد " ~ " في المد اللازم ، نحو  {الصَّآخَّةُ} [عبس: 33] ، {حم~} [غافر: 1]والمد المتصل ، نحو  {جَآءَتِ} [عبس: 33]والمد المنفصل ،  نحو {إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ} [الكوثر: 1] .
مـــد ◀ ـــد ◀ ــــد 
▪قال تعالى : {خُلِقَ مِنْ مَآءٍ دَافِقٍ } [الطارق: 6]
▪وقال تعالى : {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 199]
▪وقال تعالى : {وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام: 38] 

✏عَلامةُ الحَرْفِ الثَّابِتِ خَطَّاً ، الْمَحْذُوفِ لَفْظاً

?قال الإمامُ  أبو عمرٍو الدانيُّ في كتابه : المُحكَم في نقط المصاحف :

▪( اعْلَم أنَّ نقَّاطِ سلفِ أهلِ المدنيةِ وأهلِ بلدنا اصْطَلَحُوا على جعلِ دارةٍ صُغرى بالحمراءِ على الْحُرُوفِ الزَّوَائِد فِي الْخَطِّ ، المعدومةِ فِي اللَّفْظ )  ثُمَّ مَثَّلَ له بـ : {مِاْئَةَ} [البقرة: 259] ، { أُوْلُواْ} [آل عمران: 7] ، { نَبَإِىْ الْمُرْسَلِينَ} [الأنعام: 34]
▪ثم قال : وَهَذِه الدارةُ الَّتِي تُجْعَلُ على الْحُرُوفِ الزَّوَائِد [ وعَلى الْحُرُوف المخففة ] هِيَ الصِّفرُ اللَّطِيفُ الَّذِي يَجعلُه أهلُ الْحسابِ على الْعدَد الْمَعْدُوم ... دلَالَةً على عَدمِه لعدم الْحَرْف الزَّائِد فِي النُّطْق ) اهـ   .

  الشرح :

?1 قالت اللجنة في اصطلاحات الضبط : 

?" 1- " وضعُ دائرةٍ خاليةِ الوسطِ هكذا " ْ " فوقَ أحدِ أحرُفِ العلةِ الثلاثةِ المزيدةِ رسماً يدلُ على زيادةِ ذلك الحرفِ ، فلا يُنطقُ بهِ في الوصلِ ولا في الوقفِ ، نحو : {ءَامَنُواْ} [البقرة: 9] ، {يَتْلُواْ صُحُفًا } [البينة: 2] ، {لَأَاْذْبَحَنَّهُ} [النمل: 21] ، { أُوْلَئِكَ} [البقرة: 5] ، {مِنْ نَبَإِىْ الْمُرْسَلِينَ} [الأنعام: 34]، {بَنَيْنَاهَا بِأَيْيْدٍ} [الذاريات: 47] " اهـ .
?2- نحو {مِاْئَةَ} ، تكتب الألف ، ولا تُنطق .

✏عَلامةُ سُقُوطِ الألِفِ وَصْلاً وَثُبُوتِها وَقْفاً

?اصطلحَ المعاصِرونَ من علماءِ الضَّبْطِ على وضعِ صفرٍ مستطيلٍ هكذا ( 0 ) فوقَ الألفِ التي تُلفظُ وقفاً ، وتَسقطُ وصلاً إن وقعَتْ قبل متحرِّك ، نحو :
{أَنَاْ خَيْرٌ} [الأعراف: 12] : تُقرأُ وصلاً: {أَنَخَيْرٌ} ' {أَنَاْ} [البقرة: 258] : يوقف عليها: {أَنَا}
?فإنْ وقعَتِ الألفُ المذكورةُ قبلَ ساكنٍ تُرِكتْ من غيرِ ضَبْط : لأنَّها تَسقطُ وصلاً – حسَبَ القاعدةِ – للتخلُّصِ من التقاءِ الساكنَين ، نحو :
▪{أَنَا النَّذِيرُ} [الحجر: 89]: تُقرأُ وصلاً: {أَنَنَّذِيرُ}
▪{أَنَا} [البقرة: 258]: يوقف عليها: {أَنَا}

 الشرح  : قالت اللجنة في اصطلاحات الضبط :

1?- " ووضعُ دائرةٍ قائمةٍ مُستطيلةٍ خاليةِ الوَسَطِ هكذا " º " فوقَ ألفٍ بَعدَها متَحَرِّك يَدُلُّ على زيادتها وصلاً لا وقفاً نحو : {أَنَاْ خَيْرٌ مِنْهُ} [الأعراف: 12] ، {لَكِنَّاْ هُوَ اللَّهُ رَبِّي} [الكهف: 38] .
?2- وَأُهملتِ الألفُ التي بعدها ساكنٌ نحو : { أَنَا النَّذِيرُ} [الحجر: 89] من وضعِ العلامةِ السابقةِ فوقها ، وإن كان حكمها مثلَ التي بعدَها مُتحركٌ في أنها تسقطُ وصلاً ، وتثبتُ وقفاً لعدم توهمِ ثبوتها وصلاً " اهـ .
?3- الألِفَاتُ السَّبعَةُ هي سبعُ ألفاتٍ في سبعِ كلماتٍ على روايةِ حفصٍ عن عاصمٍ تَثبُتُ وقفاً ، وتُحذَفُ وصْلاً ، وتوضع عليها النقطة السالفة الذكر (دائرة قائمة مستطيلة) " º " ،  وهذا الكلمات هي : ?{أَنَاْ }  في كل القرآن ، {لَكِنَّاْ} ،  {الظُّنُونَاْ } ، {الرَّسُولَاْ} ، {السَّبِيلاْ} ،  {سَلَاسِلَاْ } ،  { قَوَارِيرَاْ} الموضع الأول .



الدرس   رقم 125 - الحروفُ الصَّغيرَةُ الزَّائِدةُ على الرسْمِ  

 

يُلحِقُ علماءُ الضَّبطِ أحرفاً صغيرةً بَدلَ الأحرفِ التي حُذِفتْ من الخطِّ – على عادةِ العربِ في الكتابةِ زمنَ النُّبوَّة – وذلك للدَّلالةِ على وجوبِ نُطقِها ، فيضَعون :

▪أ- ألفاً خِنجريَّةً (ا) مكانَ الألفِ المحذوفة ، وذلك نحو :

   ?{ مَٰلِكِ } [الفاتحة: 4] : تُقرأُ : مَالِكِ
   ?{ ٱلۡكِتَٰبُ } [البقرة: 2] : تُقرأُ : الْكِتَابُ
   ?{ وَٱلَّٰٓـِٔي } [الطلاق: 4] : تُقرأُ : وَاللَّائِي

▪2- ويضعونَ نوناً صغيرةً ( ن ) مكانَ النونِ المحذوفة ، وذلك نحو :

   ?{ نُ‍ۨجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 88]: تُقرأُ: {نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} ، على قراءةِ عاصمٍ ومَن وافقَه
   ?{ فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} [يوسف: 110] : تُقرأُ: { فَنُنجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} ، على قراءةِ نافعٍ وَمَن وافقَه
   ?{ تَأۡمَ۬نَّا } [يوسف: 11] : تُقرأُ: {تَأْمَنُنَا } ، على وجهِ قراءتِها بالرَّوم ، والمُشافهةُ تَضبِطُ ذلك

▪3- وَيضعونَ واواً صغيرةً ( و ) مكانَ الواوِ المحذوفة ، نحو :  

   ?{دَاوُ ودَ} [النساء: 163] ، {مَا وُورِيَ} [الأعراف: 20]

▪4- ويضعون ياءً مردُودةً إلى الخلف (ے ) مكان الياءِ المحذوفة ، نحو :

   ?{ إِۦلَٰفِهِمۡ } [قريش: 2] ، {فَمَا ءَاتَىٰنِۦَ  اللَّهُ } [النمل: 36]

▪5- كما يضعون الواوَ والياءَ المذكورتينِ للدلالةِ على وجوبِ مَدِّ الصِّلة ، نحو :

   ?{إِنَّهُ وعَلَى رَجْعِهِے لَقَادِرٌ} [الطارق: 8] 


الشرح : قالت اللجنة في ضبط المصحف :

?1- والحروفُ الصغيرةُ تدُلُّ على أعيانِ الحروفِ المتروكةِ في خطِ المصاحِفِ العُثمانيةِ معَ وجوبِ النُّطقِ بها نحوُ : {ذَلِكَ الْكِتَابُ} [البقرة: 2] ، {دَاوُودَ} [النساء: 163] ، {يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ} [آل عمران: 78] ، {يُحْي ے وَيُمِيتُ} [البقرة: 258] ، { إِنَّ رَبَّهُ و كَانَ بِهِ ے بَصِيرًا } [الانشقاق: 15] ، {إِنَّ وَلِيِّ ے اللَّهُ } [الأعراف: 196] ، {إِ ے لافِهِمْ} [قريش: 2] ، {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 88]
?2-  وكان علماءُ الضَّبطِ يُلحقونَ هذهِ الأحرفَ حمراءَ بقدرِ حروفِ الكتابةِ الأصليةِ ، ولكن تعذَّر ذلك في المطابع أوَّل ظُهورها ، فاكتُفِيَ بتصغيرها للدَّلالة على المقصودِ للفرقِ بين الحرفِ المُلحقِ والحرفِ الأصلي .
?3- والآن إلحاقُ هذه الأحرفِ بالحُمرةِ مُتَيَسِّرٌ ، ولو ضبِطَت المَصَاحِفُ بالحُمرةِ والصُّفْرَةِ وَالخُضْرَةِ وفقِ التفْصيلِ المعروفِ في عِلْمِ الضَّبْطِ لكانَ لذلك سلفٌ صحيحٌ مقبول ، فيبقى الضبطُ باللونِ الأسودِ لأنَّ المسلمين اعتادوا عليه .

✏ضَبْطُ الحَرفِ الَّذي يُقْرأُ بِخلافِ مَا كُتِبَ

?يضعُ عُلماءُ الضَّبطِ ألفاً خِنجريَّةً صغيرةً فوقَ الواوِ ، أوِ الياءِ غيرِ المَنقُوطةِ ، للدَّلالةِ على نُطقِ الألفِ بدلاً منهُما ، نحو : { ٱلصَّلَوٰةَ} [البقرة: 3] ، {بُشْرَ'كُمُ } [الحديد: 12] 

 الشرح :  قالت اللجنة في ضبط المصحف :

?وإذا كان الحرفُ المتروكِ له بَدَلٌ في الكتابة الأصليةِ عُوِّلَ في النطقِ على الحرفِ المُلْحَقِ لا على البدلِ ، نحو : {الصَّلَاةَ } [البقرة: 3] ، { كَمِشْكَاةٍ} [النور: 35] ،{الرِّبَا} [البقرة: 275] ،  {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ ے} [البقرة: 60] .

?ويضعونَ سيناً صغيرةً فوقَ الصادِ للدّلالةِ على نُطقِ السِّين بدلاً منها ، وذلك في : 

?{ وَيَبۡصُۜطُ } [البقرة: 245]، { بَصۜۡطَةٗۖ  فَاذْكُرُوا} [الأعراف: 69]

?فإن وضَعوا السينَ تحتَ الصادِ دَلَّ ذلك على جوازِ الوجهَين إلا أنَّ الصادَ أشهرُ ، وذلك في {الْمُصَيْطِرُونَ} [الطور: 37] 

 الشرح : قالت اللجنة في ضبط المصحف :

?1- ووضعُ السينِ فوقَ الصادِ في قوله تعالى : {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ} [البقرة: 245] ، { فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً} [الأعراف: 69] يدلُ على قراءتها بالسين لا بالصاد لحفص من طريق الشاطبية ,
?2- فإن وضعت السينُ تحتَ الصادِ دلَّ على أنَّ النطقَ بالصادِ أشْهَرُ ، وذلك في كلمة {الْمُصَيْطِرُونَ} [الطور: 37] ، أما كلمة { بِمُصَيْطِرٍ} [الغاشية: 22] فبالصادِ فقطّ لحفصٍ أيضاً من طريق الشاطبيةِ .

✏عَلامَةُ السُّكُونِ والإظْهَارِ

?اصطلحَ علماءُ الضبطِ على وضعِ رأسِ الخاءِ من غيرِ نقطةٍ هكذا (حـ) .
?- وتقدَّمَ الحديثُ عنه ص 548 – دلالةً على سكونِ الحرفِ وعلى إظهارِه ، نحو :
?{ مَنْ آمَنَ} [البقرة: 62] ، {أَنْعَمْتَ } [الفاتحة: 7] ، {هُمْ فِيهَا} [البقرة: 39] ، {الْجِبَالُ} [الرعد: 31] ، {أَنْزَلْنَاهُ } [الأنعام: 92]، {لِيُنْفِقْ ذُو} [الطلاق: 7]، {أَوَعَظْتَ} [الشعراء: 136]، {عَرَّضْتُمْ} [البقرة: 235]، {اضْطُرَّ} [البقرة: 173]
?واصطلحوا على جعلِ تركيبِ الحركتين هكذا ( ــٌ ) ، ( ــً ) ، ( ــٍ ) دلالةً على إظهارِ التنوين ، نحو :
{عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [النساء: 26] ، {عَذَابًا أَلِيمًا } [النساء: 18] ، {كَفَّارٍ أَثِيمٍ} [البقرة: 276]


الشرح :قالت اللجنة في ضبط المصحف : 

?1- وَوَضْعُ رأسِ خاءٍ صغيرةٍ بدونِ نُقْطةٍ هكذا (حـ) فوقَ أيِّ حرفٍ يَدُلُّ على سُكُونِ ذلكَ الحرفِ وعلى أنَّهُ مُظْهرٌ بحيثُ يَقْرَعُهُ اللسانُ نحوُ : {مِنْ خَيْرٍ} {أَوَعَظْتَ} {قَدْ سَمِعَ} {نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} {وَإِذْ صَرَفْنَا}». 
?2- " وتركيبُ الحركتين ، حركة الحرف ، والحركة الدالة على التنوين ، سواءٌ أكانتا ضمتين أم فتحتين أم كسرتين ، هكذا ( ـٌ ، ـً ، ـٍ ) يدلُ على إظهار التنوين نحو : {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} [التوبة: 128] ، {حَلِيمًا غَفُورًا } [الإسراء: 44] ، {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]
?3- فتركيبُ الحركتينِ بمنزلة وضعِ السُّكونِ على الحرف .

   ✏عَلامَةُ الإدغَامِ الكَامِلِ

?واصطلحَ علماءُ الضبطِ على جعلِ علامةٍ للإدغامِ الكامل ، وهي تجريدُ الحرفِ المُدغَمِ من السُّكونِ ، مع تشديدِ الحرفِ التالي ، نحو :

?{يُدْرِككُّمُ} [النساء: 78] ، {عَصَوا وَّكَانُوا } [البقرة: 61]، {ارْكَب مَّعَنَا} [هود: 42]، {وَقُل رَّبِّ} [الإسراء: 24] ، {السَّمَآءُ} [الفرقان: 25] ، {أَلَمْ نَخْلُقكُّمْ} [المرسلات: 20] ، {مَا لَهُم مِّنَ} [يونس: 27] ، {مِن مَّالٍ} [المؤمنون: 55] ، {مِن لَّدُنْهُ} [النساء: 40]، {مِن رَّبِّكَ} [البقرة: 147]

?فإن كان المُدغَمُ تنويناً جعلوا علامةَ الإدغامِ الكاملِ تتابعَ الحركتَين هكذا : ( ــُـُ ) ، ( ــَـَ ) ، ( ــِـِ ) مع تشديدِ الحرفِ التالي ، نحو : {شَيْءٍ نُّكُرٍ} [القمر: 6] ، {خَيْرٌ مِّنْ} [البقرة: 221] ، {خَيْرًا لَّكُمْ} [النساء: 170]، {غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [البقرة: 173] 

 الشرح : قالت اللجنة في ضبط المصحف :

?1- وتعريةُ الحرفِ من علامةِ السُّكونِ مع تشديدِ الحرفِ التَّالي تَدُّلُ على إدغامِ الأَوَّلِ في الثَّانِي إدغاماً كاملاً بحيثُ يذهبُ معه ذاتُ المُدْغَمِ وصِفَتُه ، فالتَّشْديدُ يدُّلُ على الإدغامِ ، والتَّعريةُ تدُّلُ على كمالِه نحوُ : {مِن لِّينَةٍ } [الحشر: 5]  ، {مِن رَّبِّكَ } [البقرة: 147]، {مِن نُّورٍ} [النور: 40] ، {مِن مَّاءٍ} [البقرة: 164] ، { أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا} [يونس: 89] ، {عَصَواْ وَّكَانُوا} [البقرة: 61] ، {وَقَالَت طَّائِفَةٌ} [آل عمران: 72] ، {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 158] وكذا قوله تعالى {أَلَمْ نَخْلُقكُّمْ} [المرسلات: 20]
?2- وتَتَابُعهمَا هكذا : ( ــُـُ ــَـَ ــِـِ ) مع تشديدِ التَّالي يَدُلُّ على الإدغام الكاملِ نحو : { لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [البقرة: 143] ، {مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا} [الإسراء: 12] ، {يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ} [الغاشية: 8]

✏عَلامَةُ الإدغَامِ النَّاقِصِ والإخْفَاءِ

?واصطلحَ علماءُ الضبطِ على جعلِ علامةٍ للإدغامِ الناقِصِ أو الإخفاءِ وهي تجريدُ الحرفِ الأوَّلِ من السُّكونِ ، مع عدم تشديدِ الحرفِ التالي ، نحو : {مِن وَّلِيٍّ} [البقرة: 107]، {أَحَطتُ} [النمل: 22] ، {مِن قَبْلُ} [البقرة: 25] ، {تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ} [الفيل: 4]
?فإن كان الحرفُ الأوَّلُ تنويناً جعلوا علامةَ الإدغامِ الناقصِ أو الإخفاءِ تتابعَ الحركتين هكذا : ( ــُـُ ) ، ( ــَـَ ) ، ( ــِـِ ) مع عدم تشديدِ الحرفِ التالي ، نحو : {سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: 255]،  {خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7] ، {شَيْءٍ قَدِيرٌ } [البقرة: 20] 

الشرح : قالت اللجنة في ضبط المصحف :

?1- وتعريتُهُ مع عدمِ تشديدِ التالي تدُلُّ على إدغام الأوَّلِ في الثاني إدغاماً ناقصاً بحيثُ يذهبُ معهُ ذاتُ المُدْغَمِ مع بقاءِ صفتِه نحو : {مَن يَقُولُ} [البقرة: 8] ، {مِن وَالٍ} [الرعد: 11] ، {فَرَّطتُمْ} [يوسف: 80] ، {بَسَطتَ} [المائدة: 28] ، {أَحَطتُ} [النمل: 22] ،
? أو تدَلُّ على إخفاءِ الأوَّلِ عندَ الثَّانِي ، فلا هو مَظْهَرٌ حتى يَقرَعَهُ اللسانُ ، ولا هو مدغَمٌ حتى يُقلَبَ من جنسِ تاليهِ ، سواءٌ أكانَ هذا الإخفاءُ حقيقياً نحو : {مِن تَحْتِهَا} [البقرة: 25] ، أم شفوياً نحوُ : {جَاءَهُم بِالْحَقِّ} [المؤمنون: 70] على ما جرى عليه أكثرُ أهلِ الأداءِ منْ إخفاءِ الميمِ عندَ الباءِ .
?2- وتتابُعهمَا مع عدم تشديدِ التَّالي يدُلّ إلى الإدغام الناقص نحوُ : {رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90] ، {رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90] ، {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الحجر: 45] ،
? أو على  الإخفاء نحو : {شِهَابٌ ثَاقِبٌ } [الصافات: 10] ، {سِرَاعًا ذَلِكَ } [ق: 44] ، {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 20]
?3- وتتابع الحركتين بمنزلة تعرية السكون عنه

✏عَلامَةُ قَلْبِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنوِينِ

?جعلَ علماءُ الضبطِ علامةَ قَلْبِ النونِ الساكنةِ وضعَ ميمٍ صغيرةٍ فوقَ النونِ بدلَ السكونِ هكذا (نۢ) ، نحو : {مِن بَعْدِ } [البقرة: 27] ، { أَنۢ بُورِكَ } [النمل: 8] ، { أَنۢبَأَهُم } [البقرة: 33]
?وجعلوا علامةَ قَلْبِ التنوينِ وضعَ ميمٍ صغيرةٍ بدلَ الحركةِ الثانيةِ ، وهي الحركةُ الدَّالَّةُ على التنوين ، هكذا( ــُـ ) ( ــَ ) ، (ــِ )نحو:{سَمِيعُۢ بَصِيرٌ}  [الحج: 61] ، {جَزَاءً بِمَا} [المائدة: 38] ، {شَيْءٍ بَصِيرٌ} [الملك: 19]. 


الشرح :.قالت اللجنة :

?1- ووضعُ ميمٍ صغيرةٍ هكذا : "م" بدلَ الحركةٍ الثانيةِ من المُنَّونِ ، أو فوقَ النُّونِ الساكنةِ بدلَ السُّكونِ ، معَ عدمِ تشديد الباءِ التَّاليةِ يدُلُّ على قلبِ التنوينِ أو النُّونِ الساكنةِ ميماً نحو : {عَلِيمٌ بِذَاتِ} [آل عمران: 119] ، {جَزَاءً بِمَا كَانُوا} [التوبة: 82] ، {كِرَامٍ بَرَرَةٍ } [عبس: 16] ، {أَنْبِئْهُمْ} [البقرة: 33] ، { وَمِن بَعْدِ} [الأعراف: 129]

✏عَلامَةُ الإمَالةِ الكُبرَى والإشْمَامِ

?اصطلحَ علماءُ الضبطِ على وضعِ نقطةٍ كبيرةٍ مستديرة ، مطموسةِ الوسَطِ هكذا ( • ) للدلالةِ على أحدِ أمرين :
▪1- إمالةِ فتحةِ الراءِ وإمالةِ الألفِ التي بعدَها من قوله تعالى في سورة هود ( الآية 41 ) : {مَجْرَاهَا} [هود: 41]
▪2- إشمامِ النونِ الأولى من النونِ المشدَّدة في قوله تعالى من سورة يوسف ( الآية 11 ) : {تَأْمَنَّا } [يوسف: 11]
?وقد استعمل بعضُ المعاصرينَ من علماءِ الضبطِ شكلَ المُعيَّنِ الخالي الوسَطِ هكذا : {مَجْرَاهَا} ، {تَأْمَنَّا } للدلالةِ على ما سبَق ، والأوَّلُ أولى.


الشرح :.قالت اللجنة في ضبط المصحف :

?1- ووضعُ نقطةٍ كبيرةِ مطموسةِ الوَسَطِ هكذا ( • ) تحتَ الحرفِ بدلاً من الفتحةِ يدُلّ على الإمالة وهي المسامةُ بالإمالةِ الكبرى ، وذلك في كلمةِ {مَجْرَاهَا } [هود: 41]

?2- ووضعُ النقطةِ المذكورةِ فوقَ آخرِ الميمِ قُبيلَ النَّونِ المشدَّدَةِ من قوله تعالى {تَأْمَنَّا} [يوسف: 11]يدلُ على الإشمام ، وهو ضمُّ الشفتينِ كمن يريدُ النُّطقَ بالضمةِ إشارةً إلى أنَّ الحركةِ المحذوفةِ ضَمَّةٌ ، من غيرِ أن يُظهرَ لذلك أثرٌ في النطق .

?فهذه الكلمة مكونةٌ من فعلٍ مضارعٍ آخرُه نونٌ مضمومة ، لأنَّ ( لا ) نافية ، ومن مفعولِ به أوَّلهُ نونٌ فاصلُها ( تَأْمَنُنَا ) بنونيّن ، وقد أجمعَ كُتَّابُ المصاحفِ على رسْمِها بنونٍ واحدةٍ ، وفيها للقراءِ العشرة ما عادا أبا جعفر وجهان :

?أحدهما : الإشمام ، وقد تقدَّم ، والإشمامُ هنا مقارنٌ لسكون الحرفِ المدعَمِ .
?وثانيهمَا : الإخفاءُ والمرادُ به النُّطقِ بثلثُ حركتها ، ويُعرفَ ذلك كلّهُ بالتلقي ، والإخفاءُ مقدَّمٌ في الأداء .

?وقد ضبطت هذه الكلمةُ ضبطاً صالحاً لكلٍ من الوجهين السَّابقين .

     ✏عَلامَةُ تَسْهيلِ الهَمْزَة
?جعلَ علماءُ الضبطِ علامةَ تسهيلِ الهمزةِ المفتوحةِ وضعَ دائرةٍ صغيرةٍ مطموسةِ الوسَطِ ( • ) فوقَ الألفِ ، وذلك في قوله تعالى في سورة فصلت ( الآية 44 ) : {ءَاْعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} .
?وكذلكَ ضبطُ الكلماتِ الآتيةِ على وجهِ التسهيلِ في رواية حفص :
▪{آلذَّكَرَيْنِ}  في الأنعام ( الآيتَين 143،144)
▪{آللَّهُ} في يونُس ( الآية 59 ) والنمل ( الآية 59) .
▪{آلْآنَ } في يونُس (  الآيتَين 51 ، 91 ).


الشرح :قالت اللجنة في ضبط المصحف :

?1- ووضعُ النُّقطةِ السالفةِ الذكر بدون الحركةِ مكانَ الهمزةِ يدُلّ على تسهيل الهمزةِ بينَ بينَ ، وهو هنا النطقُ بالهمزةِ بينها وبين الألفِ ، وذلك في كلمةِ { أَأَعْجَمِيٌّ} [فصلت: 44] .




الدرس   رقم 126 - الفَرْقُ بينَ رسمِ المُصْحَفِ والرَّسْمِ الإملائِيِّ الحديثِ  

 

ينحصرُ الفرقُ بينَهما في خمسةِ مسائلَ هي  :

▪1- حروفٌ تُنطقُ وهي محذوفةٌ في الخطِّ .
▪2- حروفٌ مكتوبةٌ ولا تنطَقُ .
▪3- حروفٌ مكتوبةٌ بكيفيَّةٍ وتنطقُ بكيفيَّةٍ أُخرى .
▪4- المقطوعُ والموصولُ من الكلماتِ .
▪5- ما رُسمَ بالتَّاءِ بالمَبسوطةِ من هاءاتِ التَّأنيثِ.

 الشرح :  الفَرْقُ بينَ رسمِ المُصْحَفِ والرَّسْمِ الإملائِيِّ الحديثِ

?رسم المصحف هو تمامًا كالرسم الإملائي الذي بين أيدينا إلا عدة فوارق نضبطها ونحفظها ، من أتقنها صار المصحف بالنسبة إليه سهل القراءة
?أهم الفوارق بين رسم المصحف والرسم الإملائي

✏وإليكَ بيانَ كُلٍّ من هذه المسائلِ في اللَّوحاتِ التالية :

?1- حروفٌ تُنطقُ وهي محذوفةٌ في الخطِّ ، نحو :

▪1- الألف من : { مَٰلِكِ }   ،  { ٱلۡكِتَٰبِ }  .
▪2- الواو من : {دَاوُ ودَ}   ، {مَا وُورِيَ}  
▪3- الياء من : {فَمَا ءَاتَىٰنِۦَ اللَّهُ }  ، { إِۦلَٰفِهِمۡ }  ، 
▪4- اللام من : { وَالَّيْلِ}   ،  { وَٱلَّٰٓـِٔي }  
▪5- النُّون من : { نُ‍ۨجِي الْمُؤْمِنِينَ}  

 الشرح : 1- حروفٌ تُنطقُ وهي محذوفةٌ في الخطِّ ، نحو :

?1- أمثلة عن الألف المحذوفة خطًا[ وضع علماء الضبط الألف الخنجرية ]: نحو {مَلكِ} [الفاتحة: 4]  تقرأ (مَالِكِ) ،  { ٱلۡكِتَٰبِ } [البقرة: 85] تقرأ (الْكِتَابِ) .

?2- أمثلة عن الواو المحذوفة خطاً : [ وضع علماء الضبط واوًا صغيرة   : نحو { دَاوُۥدَ } [النساء: 163]  تقرأ (دَاوُودَ) ، { مَا وُۥرِيَ } [الأعراف: 20] تقرأ (مَا وُورِيَ) .

?3- أمثلة عن الياء المحذوفة  خطاً : [وضع علماء الضبط ياءً مقلوبة (مردودة إلى الخلف) ] نحو : {فَمَا ءَاتَىٰنِۦَ اللَّهُ } [النمل: 36] تقرأ (فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ) ، { إِۦلَٰفِهِمۡ } [قريش: 2] تقرأ ( إِيلَافِهِمْ ) ، { لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ } [البقرة: 26] تقرأ (لَا يَسْتَحْيِي) .

?4- أمثلة عن اللام المحذوفة خطاً : { وَٱلَّيۡلِ } [المدثر: 33]  تقرأ {وَاللَّيْلِ} ،  { وَٱلَّٰٓـِٔي } [الطلاق: 4] (وَاللَّائِي) .

?5- أمثلة عن النُّون المحذوفة خطاً: [وضع علماء الضبط نونًا صغيرة]{ نُ‍ۨجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 88] تقرأ (نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) .

?إذن : لو وجدنا في المصحف حروفًا صغيرة سواءً كانت ألفًا أو واوًا أو ياءً أو نونًا علينا نطق هذه الحروف الصغيرة وكأنها في الخط حروفًا كبيرة .

✏2- حروفٌ مكتوبةٌ ولا تنطَقُ ، نحو :

?1- الألفِ من : {قَالُواْ} [البقرة: 11] ، {أَوْ لَأَاْذْبَحَنَّهُ} [النمل: 21] ، {لِشَاْئٍ} [الكهف: 23] ، {مِاْئَةَ} [البقرة: 259] *

?2- الواو من : {أوْلَئِكَ} [البقرة: 5] ، {سَأُوْرِيكُمْ} [الأعراف: 145] ، {أُوْلُواْ} [آل عمران: 7] ، {أُوْلَاتِ} [الطلاق: 6]

?3- الياء من : { بِأَيْيْدٍ } [الذاريات: 47] ،  { نَبَإِىْ الْمُرْسَلِينَ} [الأنعام: 34] ، {وَمَلَإيْهِمْ} [يونس: 83]

?*سبق التنبيهُ  أنَّ علامةَ زيادةِ الحرفِ وصلاً ووقفاً هي وضعُ الصِّفرِ المستديرِ عليه.

 الشرح :2- حروفٌ مكتوبةٌ ولا تنطَقُ:

?1- وضع علماء الضبط صفرًا مستديرًا  هكذا (°) يدل على زيادة الحرف وصلاً ووقفاً  نحو :
?أ- الألفِ من : {قَالُواْ} ، {أَوْ لَأَاْذْبَحَنَّهُ} ، {لِشَاْئٍ} ، {مِاْئَةَ} ، {ءامَنُواْ} [البقرة: 9]
?ب- الواو من : {أوْلَئِكَ}  ، {سَأُوْرِيكُمْ}  ، {أُوْلُواْ} ، {أُوْلَاتِ} 
?ج- الياء من : { بِأَيْيْدٍ } ،  { نَبَإِىْ الْمُرْسَلِينَ} ، {وَمَلَإيْهِمْ} 

?2- هذا النوع من الضبط يمكن أن يُطلق عليه (ضبط المزيد في الهجاء)، وهو يكون في حروف العلة كما قال الخرَّاز في منظومته في الضبط:
?القول فيما زِيد في الهجاء ... من ألف أو واو أو من ياء
?فدارة تلزم ذا المزيدا ... من فوقه علامة أن زِيدا

?وأما علَّة جعل هذه الدائرة، فقد قال التَّنسي عنها: «وإنما حكم النُّقاط بجعل هذه الدارة في هذه المواضع؛ لتدلَّ على سقوط الأحرف من اللفظ، أخذوها من الصفر عند أهل العدد الدالَّ على خلو المنْزلة»

3- حروفٌ مكتوبةٌ بكيفيَّةٍ وتنطقُ بكيفيَّةٍ أُخرى ، نحو :

1- الألفُ المكتوبةُ واواً : { ٱلصَّلَوٰةَ}   ، {الزَّكَوٰةَ}   ، {الرِّبَوٰاْ} 

2- الألف المكتوبةُ ياءً : { يَصۡلَىٰهَا }   { بُشۡرَىٰكُمُ }   ، { ٱلتَّوۡرَىٰةَ }   

3- الألفُ المكتوبةُ واواً : {تَفْتَؤُاْ }  ، { ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ }   ، {وَيَدْرَؤُاْ}  

4- الهمزةُ المكتوبةُ ياءً : { تِلۡقَآيِٕ }   ، { مِن وَرَآيِٕ }   ، { ءَانَآيِٕ }  

5- السينُ المكتوبةُ صاداً : { وَيَبۡصُۜطُ }  ، { بَصۜۡطَةٗۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ }  

الشرح :

3- حروفٌ مكتوبةٌ بكيفيَّةٍ وتنطقُ بكيفيَّةٍ أُخرى:

1-  حروف كتبت بالواو وتنطق بالألف نحو : { ٱلصَّلَوٰةَ} [البقرة: 3] ، {الزَّكَوٰةَ} [البقرة: 43] ، {الرِّبَوٰاْ} [البقرة: 275]

2- حروف كتبت بالياء وتنطق بالألف ، نحو : { يَصۡلَىٰهَا } ،{ بُشۡرَىٰكُمُ } ، { ٱلتَّوۡرَىٰةَ }  .

3- كتبت الهمزة على الواو ، تنطق الهمزة ولا تنطق الواو ، نحو : {تَفْتَؤُاْ }  ، { ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ ، {وَيَدْرَؤُاْ} 

4- كتبت الهمزة على الياء ، تنطق الهمزة ولا تنطق الياء ، نحو : { تِلۡقَآيِٕ } [يونس: 15] ، { مِن وَرَآيِٕ } [الشورى: 51] ، { ءَانَآيِٕ } [طه: 130]

5- حروف كتبت بالصاد وتنطق بالسين: { وَيَبۡصُۜطُ } [البقرة: 245]، { بَصۜۡطَةٗۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ } [الأعراف: 69]

4- المقطوعُ والموصولُ من الكلماتِ ، نحو :

1- ما رسم مقطوعاً : {مَالِ هَذَا} [الكهف: 49] ، { وَحَيْثُ مَا} [البقرة: 144] ، {إِلْ يَاسِينَ } [الصافات: 130]

2- ما رسم موصولاً : {يَبْنَؤُمَّ} [طه: 94] ، {وَيْكَأَنَّهُ} [القصص: 82] 

الشرح :

 4- المقطوعُ والموصولُ من الكلماتِ ، نحو :

1- ما رسم مقطوعاً  نحو : {مَالِ هَذَا} [الكهف: 49] نكتبها في الإملاء الحديث [ما لهذا ] موصولة .
{ وَحَيْثُ مَا} [البقرة: 144] نكتبها في الإملاء الحديث[ حيثما ] موصولة .
{إِنَّ مَا تُوعَدُونَ} [الأنعام: 134] نكتبها في الإملاء الحديث [ إنّما ] موصولة
{إِلْ يَاسِينَ } [الصافات: 130] كتبت مقطوعة لتوافق قراءات أخرى.

2- ما رسم موصولاً : {يَبْنَؤُمَّ} نكتبها في الإملاء الحديث [ يا ابن أم  ] مقطوعة .
{وَيْكَأَنَّهُ} [القصص: 82] نكتبها في الإملاء الحديث [ وي كأنه ] مقطوعة

5- ما رُسمَ بالتَّاءِ بالمَبسوطةِ من هاءاتِ التَّأنيثِ ، نحو :

{ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ} [الزخرف: 32] ،{نِعْمَتَ اللَّهِ} [البقرة: 231]، {امْرَأَتَ نُوحٍ} [التحريم: 10] 

الشرح :

- ما رُسمَ بالتَّاءِ بالمَبسوطةِ من هاءاتِ التَّأنيثِ ، نحو :

{ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ} [الزخرف: 32] نكتبها في الإملاء الحديث [ورحمة ربك ] .
{نِعْمَتَ اللَّهِ} [البقرة: 231]  نكتبها في الإملاء الحديث [ نعمة الله] .
{امْرَأَتَ نُوحٍ} [التحريم: 10] نكتبها في الإملاء الحديث [ امرأة نوح ] 

 


الدرس   رقم 127 - حِفْظُ القُرآنِ الكَريمِ  



تعريفُ حِفظِ القرآنِ الكريم
 أدواتُ حِفظِ القرآنِ الكريم
 أركانُ عمليَّةِ حِفظِ القرآنِ الكريم
 الأُمورُ المعينةُ على حِفظِ القرآنِ الكريمِ

        ✏حِفْظُ القُرآنِ الكَريمِ

?هو عمليَّةُ إدخالِ النَّصِّ القرآنيِّ بإحدى رِواياتِه التلفُّظيَّةِ * إلى الذاكرةِ العميقة .
▪(*) كروايةِ حفصٍ أو ورشٍ أو غيرهما.
?للإنسانِ نوعانِ من الذاكرة :
▪1- ذاكرةٌ قريبة : لِحاجاتِه اليوميَّةِ وما شابَه ذلك ، وتَدخُلُ المعلوماتُ إليها أوَّلاً ، ولكنَّها لا تدومُ فيها طويلاً .
▪2- ذاكرةٌ عميقة : تَدخُلُ إليها المعلوماتُ من الذاكرةِ القريبةِ ، بسببِ الاِهتمامِ والتكرارِ ، وتدومُ مع الإنسانِ طويلاً  .

 الشرح  : حِفْظُ القُرآنِ الكَريمِ

?تعريف حفظ القرآن الكريم : هو عمليَّةُ إدخالِ النَّصِّ القرآنيِّ بإحدى رِواياتِه التلفُّظيَّةِ [كروايةِ حفصٍ أو ورشٍ أو غيرهما ] إلى الذاكرةِ العميقة ، أي البعيدة حتى يثبت الحفظ .

?للإنسانِ نوعانِ من الذاكرة :

?1- ذاكرةٌ قريبة : نتذكر بها الأشياء اليومية التي نمر بها ولا نلقي لها بالا ، وتَدخُلُ المعلوماتُ إليها أوَّلاً ، ولكنَّها لا تدومُ فيها طويلاً ، مثل أن يتذكر الشخص تفاصيل ما حصل له خلال اليوم  فإذا سألته في اليوم الثاني عما حدث له بالأمس ، تجده قد نسي بعض المعلومات  ، ومثل أن يحفظ الطالب صفحة من القرآن ، ثم يسمعها لشيخه ، فإذا أراد تسميعها في اليوم الثاني قد يتردد في بعض الآيات . 

?2- ذاكرةٌ عميقة : هي التي تثبت فيها المعلومات لسنوات طويلة ، فتَدخُلُ إليها المعلوماتُ من الذاكرةِ القريبةِ ، مثل حفظ السورة لأول مرة ، ثم بسببِ الاِهتمامِ والتكرارِ ، يتحول الحفظ من الذاكرة القريبة إلى الذاكرة البعيدة ، وتدومُ مع الإنسانِ طويلاً .

?  فلمن أراد أن يثبت حفظه في الذاكرة العميقة عليه بالإكثار من عملية التكرار للنص القرآني المراد حفظه ، فحفظ القرآن الكريم يجب إدخاله إلى الذاكرة العميقة (البعيدة) حتى يثبت الحفظ ولا يتفلت ، ويبقى مع الشخص فترات طويلة حتى الممات .

?  قال العلماء : الذي يمسك بالمصحف ليحفظ وعقله مشغول هنا وهناك فلا يمكن أن يثبت الحفظ في ذاكرته العميقة

    ✏أدواتُ حِفظِ القرآنِ الكريم

?1- النَّظرُ بالعين .
?2- النُّطقُ بالفَم .
?3- السَّماعُ بالأُذُن .
?4- الكتابةُ ( عاملٌ مُساعد ).

?الشرح  :أدواتُ حِفظِ القرآنِ الكريم

?1- النَّظرُ بالعين : فالعين مثل الكمرا ، تعمل مسح ضوئي للصفحة التي تقرأها ثم تخزنها .

?2- النُّطقُ بالفَم : يساعد على الحفظ .

?3- السَّماعُ بالأُذُن : وذلك برفع الصوت عند الحفظ .

?عند الحفظ يجب إعمال ثلاثة أعضاء ، حتى يثبت الحفظ ، وذلك يتمثل في النظر بالعين ثم النطق بالفم مع رفع الصوت فتتدرب عضلات الفم على النطق الصحيح ،  ثم السماع بالأذن .
?فالتلاوة معناها أن العين تنظر  ، وأن الفم يتلو ما تراه العين ، وأن الأذن تسمع .
?فبمجموع استخدام حواس السمع والصوت والبصر ومع التركيز يتم تثبيت الحفظ , ولابد من الحضور الذهني الدائم أثناء الحفظ .

?4- الكتابةُ ( عاملٌ مُساعد ) : في حفظ القرآن ، فأقوى الشعوب الإسلامية في معرفة رسم المصاحف هم المغاربة ، حيث يكتبون الوجه الذي يريدون حفظه ثم يحفظونه ، فرسم في ذهنهم رسم المصحف .

Make a free website with Yola