التلخيص الميسر لكتاب التجويد المصور

        للدكتور أيمن سويد           

الحرفان الملتقيان











الدرس الثامن والخمسون 
الحَرفانِ الْمُلتَقِيان 
مقدمه - الحرفان المتماثلان

 
تميهد : تعريف الإدغام

✏-  أحوالُ الحرفينِ الملتقيَين :

?1- المُتماثِلان .
?2- المُتجانِسان .
?3- المُتقارِبان .
?4- المُتباعِدان  .

?التعليق : الحرفان الملتقيان

?أ- كل حرفين التقيا خطاً ولفظاً نحو : ( اضْرِب بِّعَصَاكَ ) [البقرة/60] ، وجاءا متتاليين ولم يفصل بينهما فاصل ، سواء كانا في كلمة أو كلمتين ، ينقسم كل حرف من هذين الحرفين إلى أربعة أقسام : 
  1- متماثلان  : هما الحرفان المُتَّفقانِ مخرجاً وصفةً ، نحو {وَقَد دَّخَلُوا } [المائدة: 61]
  2- متجانسان : هما الحرفان المُتَّفِقَان مخرجاً والمختلفانِ في بعض الصفاتِ ، نحو {قَدْ تَبَيَّنَ} [البقرة: 256] ، {إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ} [آل عمران: 122]
  3- متقاربان : هما الحرفانِ المُتَقَارِبانِ مخرجاً وصفةً ، نحو لام التعريف إذا أتى بعدها حروف اللام الشمسية الـ 14 ،  ما عدا حرف اللام ، لأنها معها متماثلان ، نحو : {التَّوَّابُ} [البقرة: 37] .
  4- متباعدان : هما الحرفان المتباعدان مخرجاً وصفة ، مثل حرف شفوي مع حرف حلقي ، نحو { لَكُمْ إِنِّي} [البقرة: 33]

?ب- الثمرة من دراسة أنواع العلاقات بين الحروف  :
  1- معرفة ما يدغم من الحروف في [رواية حفص عن عاصم]  ، نحو :  مِن رَّبِّهِ  [البقرة/37] ، فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ [الأعراف/189] ، ( بَسَطتَ )[المائدة/28] 
  2- العناية بالإظهار في المناطق التي يسهل فيها الإدغام ، نحو : ( أَرْسَلْنَاكَ ) [البقرة/119] ، ( فَرَضْتُمْ ) [البقرة/237] ،( نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ ) [النساء/56] 

✏  الإدْغَامُ

?الإدغامُ لغةً : الإدخالُ . تقولُ العربُ : أَدْغَمْتُ اللِّجامَ في فَمِ الفَرَسِ ، أي أدخَلْتُه في فِيها .
?وتقولُ أيضاً : أَدغَمْتُ السيفَ في غِمدِه .

?التعليق :

? 1- أدخَلْتُه في فِيها : أي في فمها .
?2- اللِّجامَ : قطعة معدنية داخلة في فم الفرس .
?3- الإدغام الاصطلاحي مأخوذ من إدخال شيء في آخر بحيث يبدوان بعد الإدخال كأنهما شيء واحد .
?واصطلاحاً : هو إيصالُ حرفٍ ساكنٍ بحرفٍ مُتحرِّكٍ بحيثُ يصيرانِ حرفاً واحداً مشَدَّداً من جنس الثاني يرتفعُ المخرجُ عنهما ارتفاعةً واحدةً ،
? نحو : {وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ } [البقرة: 282]  ،  {هَمَّت طَّائِفَتَانِ} [آل عمران: 122].

?التعليق :

?1- القصد من الإدغام : بعد أن كان يرتفع المخرج عن الحرفين ارتفاعتين مرة عن الأول ، ومرة عن الثاني ، أصبح بعد الإدغام يرتفع المخرج ارتفاعةً واحدةً .
?2- نحو {وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ } نلاحظ أدغمنا الباء الأولى في الباء الثانية بإطباق الشفتين على باء ساكنة غير مقلقلة وباعدناهما عن باء مفتوحة . والأصل في الإظهار هو نطق الباء الأولى مقلقلة ، وهذا لا يفعله أحد من العرب .
?3- ونحو : {هَمَّت طَّائِفَتَانِ} ، تاء ساكنة وبعدها طاء متحركة ، ومخرجهما واحد ، والأصل الإظهار وهو نطق التاء مهموسة ، ولكنه ثقيل في النطق ، ولذلك فالعرب تحول التاء في (هَمَّت) إلى طاء ، ثم تدغم التاء في الطاء التي بعدها ، فتصيران طاء واحدة مشددة ، يرتفع عنهما اللسان ارتفاعة واحدة .

         ✏(1) الحَرْفَانِ المُتَمَاثِلانِ

?الحَرْفَانِ المتفقانِ في المخرجِ والصفاتِ .
?فإذا التقى حرفانِ متماثلانِ – والأوَّلُ منهما ساكنٌ وليس بحرفِ مدٍّ – وجبَ الإدغامُ ، 
 ?نحو : {وَقَد دَّخَلُوا} [المائدة: 61] ، { بَل لَّا تُكْرِمُونَ} [الفجر: 17] ، {يُدْرِككُّمُ} [النساء: 78] ، {يُكْرِههُّنَّ} [النور: 33]

?التعليق :

?1- الحرفان المتماثلان صغير : أن يكون الحرف الأول منهما ساكناً والثاني متحركاً ، حكمهما الإدغام ،  نحو :  ( رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ) [البقرة/16] ،  (وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ ) [البقرة/282]
?2- ونحو {يُدْرِككُّمُ} : أصلها كافين ، الأولى مهموسة مفصولة عن الثانية ، وهذا في النطق ثقيل ، فأدغمنا الكاف الأولى الساكنة في الكاف الثانية المتحركة ، فنطقنا بكاف واحدة مشددة ، ارتفع اللسان ارتفاعة واحدة .
?3- مسألة : ما الحكم التجويدي في [ فَلَا يُسْرِف فِّي ] [الإسراء/33].
?فإن تحرَّكَ الأوَّلُ منهما أو كان حرفَ مدٍّ فلا إدغامَ  ، 
?نحو :{يَعْلَمُ مَا} [البقرة: 77] ، {فِي يَوْمٍ} [إبراهيم: 18] ، {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} [آل عمران: 200].

?التعليق : يستثنى من إدغام المتماثلين :

?1- فإن تحرَّكَ الأوَّلُ منهما  فلا إدغامَ  ، نحو : {يَعْلَمُ مَا} حرفان متماثلان كبير ، حكمهما الإظهار .
?2- إذا كان الحرف الأول حرف مد : ( الَّذِي يُوَسْوِسُ ) [الناس/5] ، (قَالُوا وَهُمْ ) [الشعراء/96] ، ( اصْبِروا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا )  [آل عمران/200] ، فيمد حرف المد بمقدار حركتين .
?فحكمهما  الإظهار .










الدرس التاسع والخمسون 
الحَرفانِ المتجانسان

 
الحَرْفَانِ المُتَجَانِسَانِ

هما الحرفانِ المتفقانِ في المخرجِ والمختلفانِ في بعضِ الصفات .
فإذا التقى حرفانِ متجانسان من الصُّورِ الآتيةِ : والأوَّلُ منهما ساكنٌ – وجبَ الإدغامُ ، نحو : {قَد تَّبَيَّنَ} [البقرة: 256]

?التعليق : 

?1- والمختلفانِ في بعضِ الصفات : بعض المصنفين المحدثين يقولون : والمختلفان في الصفات ، هذا كلام غير دقيق ، لأن الحرفان المتجانسان ليسا مختلفان في كل الصفات .
?2- يشترط في إدغام الحرفين المتجانسين أن يكون الأول منهما ساكن ، نحو{قَد تَّبَيَّنَ} ، أما الإظهار فهو فاسد لغة  ، وهو نطق الدال مقلقلة ، وهذا لحن . 

وينحصرُ إدغامُ المتجانسَين في ( 8 ) صورٍ من التقائِهما وهي  :

?الحالاتُ الثمانيةُ لإدغام المتجانسَين  

?1- الذالُ في الظاء ، نحو : {إِذ ظَّلَمْتُمْ} [الزخرف: 39] [ تُقرأ ] {إِظَّلَمْتُمْ} 
?التعليق : نلاحظ مخرجهما واحد ، لأنهما حرفان متجانسان ، ونحو : إِذ ظَّلَمُوا [النساء/64]

?2- الدالُ في التاء ، نحو : {قَد تَّبَيَّنَ } [البقرة: 256] [ تُقرأ ] {قَتَّبَيَّنَ }.
?التعليق : إدغام كامل ، فلا يبقى للدال أثر إن وصلنا ، أما إذا وقفنا على الكلمة الأولى ( قَدْ ) فتقلقل الدال ،  ونحو : ( وَمَهَّدتُّ ) [المدثر/14] ، رُدِدتُّ [الكهف/36] ، وَقَد تَّعْلَمُونَ [الصف/5] 

?3- التاءُ في الدال ، نحو : {أَثْقَلَت دَّعَوَا} [الأعراف: 189] [ تُقرأ ] {أَثْقَلَدَّعَوَا}
?التعليق : إذا لم ندغم ، وهمسنا التاء ، فنجد في النطق ثقل ، لأن اللسان ينتقل مرتين إلى المخرج نفسه ،  ونحو : {أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا} [يونس: 89]

?4- التاءُ في الطاء ، نحو : { طَّائِفَةٌ} [الصف: 14] [ تُقرأ ] {فَآمَنَطَّائِفَةٌ}
?التعليق :
?1- إدغام كامل ، ذهبت التاء ، ونطقنا بطاء مشددة ، ونحو : {هَمَّت طَّائِفَتَانِ [آل عمران : 122].
?2- الحالات الأربع السابقة ، موضع إجماع في إدغام المتماثلين .
 
 



الدرس الستون 
تكملة : الحالاتُ الثمانيةُ لإدغام المتجانسَين


5- اللامُ في الرَّاء ( على مذهبِ الفرَّاءِ أنَّهما من المتجانسَين ) نحو : 
{قُل رَّبِّ } [المؤمنون: 93] [ تُقرأ ] {قُرَّبِّ }
أمَّا على مذهب سيبَويْهِ فهو من الإدغامِ الواجبِ في المتقاربَين  .

6- الثاءُ في الذال ، نحو : {يَلْهَث ذَّلِكَ} [الأعراف: 176] [ تُقرأ ] {يَلْهَذَّلِكَ}
وقد وردَ في هذا الحرفِ – مع كونِه من المتجانسَين – خلافٌ بينَ القرَّاء فأظهرَه بعضُهم وأدغمَه الباقون .
ولحفصٍ من طريقِ الشاطبيَّةِ فيه الإدغامُ فقط .
أمَّا من طريقِ طيِّبة النشرِ فلحفصٍ فيه الإظهارُ والإدغام.

? التعليق : 
?1- إدغام الثاء في الذال ، من إدغام المتجانسين ، لاتحاد المخرج ، فهما من الحروف اللثوية ، وهو إدغام كامل ، لذهاب الحرف الأول ، وتشديد الحرف الثاني .
?2- أما إذا وقف على الكلمة الأولى ( يَلهث ) ، فيقف على ثاء ساكنة . 

7- الباءُ في الميم ، نحو : { ارْكَب مَّعَنَا} [هود: 42] [ تُقرأ ] { ارْكَمَّعَنَا} .
وقد وردَ فيه – مع كونِه من المتجانسَين – خلافٌ بينَ القرَّاء ، فأظهرَه بعضُهم وأدغمَه الباقون .
ولحفصٍ من طريقِ الشاطبيَّةِ فيه الإدغامُ فقط .
أمَّا من طريقِ طيِّبة النشرِ فلحفصٍ فيه الإظهارُ والإدغام  .

8- الطاءُ في التاء : وهو إدغامٌ ناقص ، لأنَّ الحرفَ القويَّ لا يَدخلُ بكلِّه في الضعيف ، فكانتِ العربُ تُدغِمُ الطاءَ الساكنةَ في التاءِ مع إبقاءِ صفةِ الإطباق منها ، ويكونُ ذلك بأن يُطبِقَ المتكلِّمُ لسانَه على طاءٍ غيرِ مقلقلةٍ ، ثمَّ يُجافيه عن تاءٍ متحرِّكة ، وذلك في قوله تعالى : 
{ أَحَطتُ} [النمل: 22] ، {بَسَطتَ} [المائدة: 28] ، {فَرَّطتُمْ} [يوسف: 80] ، {فَرَّطتُ } [الزمر: 56] . 

?التعليق : 
?1- نرى أننا حينما أدغمنا التاء في الطاء في نحو {إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ} لم نبق من لفظ التاء شيئا لأن الإدغام ينبغي أن يكون كاملا في نحو هذا ،
?2- أما الطاء فلا يصح معها الإدغام الكامل في التاء حتى لا تفقد صفاتها القوية كالاستعلاء والإطباق ولو أدغمناها إدغاما كاملا لصارت كلمة (أحطت) (أحتّ) ولصارت (بسطت) (بستّ) ولا يخفي ما في ذلك من إجحاف وضياع لصفات القوة في الطاء.
?3- ولكي نأتي بالإدغام الناقص للطاء في التاء على وجهه الصحيح، فإننا نطبق المخرج على (طاء) ساكنة من غير قلقلة ثم نفتحه على تاء.
?4-  الإخفاء في مسألة واحدة  وهي:الميم الساكنة عند الباء  {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ  [الفيل : 4] } 
?5- وما عدا ذلك ففيه الإظهار. مثال: (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ [الزخرف : 89]
?6- مسألة : ما الحكم التجويدي في : [ رُدِدتُّ] [الكهف/36] . 
فَقُلْ هَل لَّكَ} [النازعات: 18].
 



الدرس الحادي والستون  
الحَرْفَانِ المُتَقَارِبَان ، الحرفان المتباعدان


الحَرْفَانِ المُتَقَارِبَانِ

  هما الحرفانِ المتقاربانِ في المخرجِ والصفاتِ ، نحو :
{نَخْلُقكُّمْ} [المرسلات: 20] ، {فَقَدْ ضَلَّ} [البقرة: 108] ، {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} [الشعراء: 141]

?التعليق :   {نَخْلُقكُّمْ} إدغام متقاربين ، لأن القاف تخرج من أقصى اللسان من جهة الحلق مع ما يحاذيها من الحنك اللحمي  ، والكاف تخرج من أقصى اللسان من جهة الحلق مع ما يحاذيها من الحنك اللحمي والعظمي،  فالحرفان متقاربان .

?  وكذلك الدال مع الضاد في {فَقَدْ ضَلَّ} ، و التاء مع الثاء في {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} ، فالتاء تخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ، والثاء تخرج من طرف اللسان مع رؤوس الثنايا العليا ، فالحرفان متقاربان .

?  قاعدة 1 : الأصل في التقاء الحروف الإظهار .

?  قاعدة 2 : كل عدول عن الإظهار إلى غيره [ الإدغام ، الإخفاء ، القلب ] عدول إلى الأسهل . 
إدغامُ الحَرْفَيْنِ المُتَقَارِبَيْنِ

?1- موضعُ اتِّفاق.
?2- موضعُ اختلاف.

المُتَّفَقُ عليهِ مِنْ إدغَامِ الحَرْفَيْنِ المُتَقَارِبَيْنِ

?  اللاَّمُ في الرَّاء ، نحو : {وَقُل رَّبِّ} [الإسراء: 24] [ تُقرأ ] (وَقُرَّبِّ ) ، وذلك على مذهبِ سيبَوَيْهِ ؛ لأنَّه عندَه من الإدغامِ الواجبِ في المتقاربَين .

التعليق : ونحو ( بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ ) [النساء/158].
باستثناء : ( بَلْ رَانَ ) [المطففين/14] لوجوب السكت فيها .

?  القافُ في الكافِ من قوله تعالى : {أَلَمْ نَخْلُقكُّمْ} في [المرسلات: 20] ، فقد اتفقَ أهلُ الأداءِ على إدغامِ القافِ في الكافِ منها ، ثمَّ اختلفوا : فذهبَ الجمهورُ منهم إلى جعلِه إدغاماً محضاً مستكمِلَ التشديد .
وذهبَ مكيُّ بنُ أبي طالبٍ وأبوبكرِ بنُ مهْرانَ إلى الإدغام الناقص فيه ، وذلك بتبقيةِ الاستعلاء .
وهي على روايةِ حفصٍ من طريقَيِ : الشاطبيَّةِ والطيِّبة بالإدغامِ الكامل .
وعلامتُه تجريدُ القافِ من السكون مع تشديدِ الكاف  .
?التعليق :
  لو اكتفى المؤلف بذكر رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية في أنَّ {أَلَمْ نَخْلُقكُّمْ} حكمها الإدغام  الكامل ، لكان أفضل من ذكر الخلافات 

?  اللامُ الشمسيَّة في (13) حرفاً ، وسيأتي بيانُها في بحثِ لامِ التعريف ص 251 .
?التعليق : اللام الشمسية مع حروفها الثلاثة عشر نحو : (الصُّحُفُ ) [التكوير/10]  ، إدغام حرفين متقاربين ، وذلك بعد إسقاط اللام؛ لأنها معها متماثلان .

?  النونُ الساكنةُ والتنوينُ في حروفِ : لَمْ يَرْوِ ، وسيأتي بيانُها في بحثِها ص 280 .

?التعليق : 
?1- نحو : ( مِن لَّدُنْهُ ) [النساء/40] .
?2- النونُ الساكنةُ والتنوينُ في حروفِ ( يرملون ) ما عدا النون ، إدغام حرفين متقاربين ، ولم نذكر النون ضمن الحروف المتفق على إدغامها؛ لأنها مع النون متماثلان .
?3- وباستثناء :النون مع الواو في موضعي : (  يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ ) [يس/1، 2] ،( ن وَالْقَلَمِ  ) [القلم/1]  ، وكذا (صنوان ، قنوان ، دنيا ، بنيان ) ، فالحكم إظهار مطلق ، وكذا مع الراء في : ( مَنْ رَاقٍ ) [القيامة/27] ففيها السكت عند حفص من طريق الشاطبية .

المُخْتَلَفُ فيهِ من إِدْغَامِ الحَرْفَيْنِ المُتَقَارِبَيْنِ

يُبحَثُ عنه في عِلمِ القراءاتِ ، وذلك نحوُ :
- إدغامِ الدالِ في الضادِ مِنْ : {فَقَدْ ضَلَّ} [البقرة: 108]
- والتاءِ في الثاءِ مِن :  {كَذَّبَتْ ثَمُودُ } [الشعراء: 141]
وحفصٌ عن عاصمٍ يُظهِرُ ذلكَ كُلَّه   .

?التعليق :

? ليت المؤلف لم يذكر المُخْتَلَفُ فيهِ من إِدْغَامِ الحَرْفَيْنِ المُتَقَارِبَيْنِ ، لأن حكمه الإظهار عند حفص ، ولأن هذا يُبحَثُ عنه في عِلمِ القراءاتِ



الدرس الثاني والستون  
الحَرْفَانِ الْمُتَبَاعِدَانِ 


 الحَرْفَانِ الْمُتَبَاعِدَانِ.

هُما الحرفانِ المُتباعِدانِ في المخرجِ والصفاتِ ، نحو :
{مَنْ آمَنَ} [البقرة: 62] ، { أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] ، {يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 3] ، {تَشْكُرُونَ} [البقرة: 52]

وحُكمُهما الإظهارُ في كُلِّ القراءاتِ .

?التعليق : 

?1- الحرفان المتباعدان هما الحرفان اللذان تباعدا مخرجاً واختلفا صفة ، نحو: النون مع الخاء (وَالْمُنْخَنِقَةُ)  [المائدة/3] ، أو تباعدا مخرجاً واتفقا صفة كالكاف مع التاء  ( فَاكْتُبُوهُ ) [البقرة/282] .

?2- حكمهما الإظهار دائماً ، إلا في مسألتين متفق على الإخفاء فيهما وهما :
? أ- النون الساكنة التي بعدها قاف (انقَلَبُوا ) [يوسف/62] 
?ب- النون الساكنة التي بعدها كاف : ( أَنكَالًا )  [المزمل/12] .

?3- قاعدة : ( الأصل في التقاء الحروف الإظهار ) ، فلا يقال لماذا أظهرنا كذا عند كذا ، بل يقال لماذا أدغمنا كذا عند كذا ، ولماذا أخفينا كذا عند كذا .

?4- مسألة: ما هو الحكم التجويدي في : [ وَقَدْ عَصَيْتَ] [يونس/91]
?فَائِدَة ( 1 )
علامةُ الإدغامِ الكاملِ في ضبطِ المصحفِ هي تجريدُ الحرفِ الأَوَّلِ من السُّكون ، مع تشديدِ الحرفِ التالي ، نحو :
{يُدْرِككُّمُ } [النساء: 78] ، {عَصَوا وَّكَانُوا} [البقرة: 61] ، {ارْكَب مَّعَنَا} [هود: 42]
{وَقُل رَّبِّ} [الإسراء: 24] ، {أَلَمْ نَخْلُقكُّمْ} [المرسلات: 20] ، {السَّمَاءُ} [الفرقان: 25]

?التعليق : الإدغام الكامل هو ذهاب ذات الحرف وصفته معاً ، وعلامته وضع الشدة على المدغم فيه ، نحو :
?أ- عند إدغام النون الساكنة والتنوين في أربعة أحرف ( النون والميم واللام والراء ) : ( مِن نَّصِيرٍ ) [الحج/71] ، ( خَيْرٌ مِّنْ ) [البقرة/221] ، ( مِن لَّدُنْكَ ) [آل عمران/8] ، ( غَفُورٌ رَّحِيمٌ [البقرة/173].
?ب- عند إدغام حرفين متماثلين أو متجانسين صغير: (يُكْرِههُّنَّ) [النور/33] ، (يُدْرِككُّم )[النساء/78]، (إِذ ظَّلَمُواْ ) [النساء/64] ، ( ارْكَب مَّعَنَا ) [هود/42].
? فَائِدة ( 2 )
علامةُ الإدغامِ الناقصِ في ضبطِ المصحفِ هي تجريدُ الحرفِ الأوَّلِ مِنَ السكونِ مع عدمِ تشديدِ الحرفِ التالي ، نحو :
{ أَحَطتُ} [النمل: 22] ، {بَسَطتَ} [المائدة: 28] ، {فَرَّطتُمْ} [يوسف: 80] ، {فَرَّطتُ } [الزمر: 56]

?التعليق : الإدغام الناقص : هو ذهاب ذات الحرف وبقاء صفته التي تكون مانعة من كمال التشديد ، نحو: 

?أ- عند إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء : (مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ) (مَن يَعْمَلْ ) ، مع بقاء صفة الغنة .
?ب- عند إدغام حرف الطاء القوي في حرف التاء الضعيف : (بَسَطتَ ) [المائدة/28] ، (أَحَطتُ ) [النمل/22]، ( فَرَّطتُ ) [الزمر/56] ، ( فَرَّطتُّمْ ) [يوسف/80] ، مع بقاء صفة الإطباق


 









الدرس الثالث والستون  
لام التعريف  



 لامُ التَّعْريفِ 

?هي لامٌ ساكنةٌ تجعلُها العربُ قبلَ الأسماءِ لتعريفِها ويَسبِقُها همزةُ وصلٍ مفتوحة ، نحو :
?{الْجِبَالُ} [الرعد: 31] ، {السَّمَاءُ} [الفرقان: 25]

?التعليق : 
?1- اللامات السواكن تنحصر في خمسة أنواع
?(1) لام التعريف . 
?(2) لام الفعل .
? (3) لام الحرف .
? (4) لام الاسم
? (5) لام الأمر
?2- لام ألْ " هي : اللام المعروفة بلام التعريف ، وهي لام ساكنة زائدة عن بنية الكلمة الأصلية ، مسبوقة بهمزة مفتوحة حال الابتداء ،
? تدخل على الأسماء  النكرة لتعريفها ، سواء صح تجريدها عنها مثل :
 ( الْمُتَّقِينَ )  [البقرة/180] ،
? أم لم يصح تجريدها ،ولا يمكن استقامة الكلمة بدونها مثل :( الَّذِينَ ) [الفاتحة/7]
✏وَضْعُ لامِ التَّعْريفِ مَعَ حُرُوفِ الهِجَاءِ بَعْدَهَا 
?قَمَريَّة : مُظهَرةٌ عند (14) حرفاً
?شَمْسِيَّة : مُدغَمةٌ في (14) حرفاً

اللامُ القَمَريَّة

?تُظهِرُ العربُ لامَ التعريف عندَ (14) حرفاً جمعَها الشيخُ سليمانُ الجَمْزوريُّ ( كان حيّاً 1198 هـ ) في :
? [ اِبْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمه ] وذلك لبُعدِ مخرجِ اللَّام عن مخارجِ تلكَ الحروفِ ،
 ?نحو : {الْجِبَالُ} [مريم: 90] ، {الْقَمَرُ } [القمر: 1] ، {الْأَرْضُ} [البقرة: 61] ، { الْحَجِّ} [البقرة: 196]
?التعليق :
?ب- لام ألْ " التعريف " لها قبل أحرف الهجاء حالتان :
?1- الإظهار : فتسمى أل فيها باللام القمرية ، وتختص بأربعة عشر حرفاً ،
?مجموعة في : " أبْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَهُ " 
? نحو :( كَلَّا وَالْقَمَرِ ) [المدثر/32] ، ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) [الأحزاب/35]
?فإذا وقع حرف من هذه الأحرف الأربعة عشر بعد لام أل ، وجب إظهارها ،
 ?ويسمى إظهاراً قمرياً ، وتسمى اللام باللام القمرية .

             ✏اللامُ الشَّمْسِيَّةُ

?تُدغمُ العربُ لامَ التعريفِ في (14) حرفاً مقارباً لها إلا اللَّامَ فهي من قَبيلِ المتماثلَين ،
? نحو :  {وَالشَّمْسِ} [الشمس: 1] ،  {السَّمَاءُ} [الفرقان: 25] ، {الدَّاعِ} [البقرة: 186] ، {اللَّيْلَ} [آل عمران: 27] ، 
?وقد جمعَها الجمْزوريُّ في أوائلِ كلماتِ البيتِ التالي :
?طِبْ ثُمَّ صِلْ رِحْمَاً تَفُزْ ضِفْ   ذَا نِعَمْ
            دَعْ سُوءَ ظَنٍّ زُرْ شَرِيفَاً لِلْكَـرَمْ
?التعليق :
?2- الإدغام : فتسمى أل فيها باللام الشمسية ، وتختص بأربعة عشر حرفاً الباقية ،  جمعت في  أوائل كلم هذا البيت :
?طِبْ ثُمَّ صِلْ رَحِمَاً تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ
            دَعْ سُوءَ ظَنٍّ زُرْ شَرِيفَاً لِلْكَرَمْ
?نحو : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ ) [فصلت/37] ، ( وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ ) [الأحزاب/35]
?فإذا وقع حرف من هذه الأحرف الأربعة عشر بعد لام أل ، وجب إدغامها ، ويسمى إدغاماً شمسياً ، وتسمى اللام باللام الشمسية 
          ✏فَائِدَة ( 1 )
?علامةُ إظهارِ لامِ التعريفِ في ضبطِ المصحفِ وضعُ رأسِ الخاءِ من غيرِ نقطة ( حـ ) فوقَ اللَّامِ ،
? نحو : {الْجِبَالُ} [الرعد: 31] ، {الْقَمَرُ } [القمر: 1] ، {الْأَرْضُ} [البقرة: 61] ، { الْحَجِّ} [البقرة: 196]
?التعليق : 
?1- علامة إظهار لامِ التعريفِ  في ضبط المصحف ، وضع رأس الخاء من غير نقطة فوق اللام ( حـ )  .
?2- رأس الخاء مأخوذة من كلمة (خفيف) هذا الاصطلاح اخترعه الخليل بن أحمد الفراهيدي ، خفيف يعني مظهر غير مدغم ، وغير مشدد .
?3- نحو : {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ} [البروج: 2] ، {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} [البروج: 11] ، {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [البروج: 14، 15] .
?4- ما وجه تسميته إظهاراً قمرياً ؟ وما سببه ؟ 
?أ- وجه تسميته بالإظهار القمري ، فعلى سبيل التشبيه ، حيث شبهت اللام بالنجم ، والحروف الأربعة عشر بالقمر بجامع ظهور كل مع الآخر وعدم خفائه معه .
?ب- سبب إظهار اللام مع هذه الحروف هو التباعد بين مخرج اللام ومخرج هذه الحروف الأربعة عشر 

           ✏فَائِدَة ( 2 )
?علامةُ إدغامِ لامِ التعريفِ في ضبطِ المصحفِ تجريدُها منَ السُّكونِ وتشديدُ الحرفِ التالي ،
? نحو :  {وَالشَّمْسِ} [الشمس: 1] ،  {السَّمَاءُ} [الفرقان: 25] ، {الدَّاعِ} [البقرة: 186].
?التعليق :
?• 1- علامةُ إدغامِ لامِ التعريفِ في ضبطِ المصحفِ عدم وضع السكون على لام التعريف مع تشديد الحرف التالي .
•? 2 - نحو {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى } [الضحى: 1، 2] ، {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} [التين: 1] ، {وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ } [البينة: 5]
?3- ما وجه تسميته إدغاماً شمسياً ؟ وما سببه ؟
?أ- وجه تسميته بالإدغام الشمسي ، فعلى سبيل التشبيه ، حيث شبهت اللام بالنجم ، والحروف الأربعة عشر بالشمس  بجامع خفاء كل عند الآخر وعدم ظهوره معه .
?ب- سبب إدغام اللام في هذه الحروف التماثل مع اللام والتقارب مع باقي  الحروف الأربعة عشر .

 









الدرس الرابع والستون  
تابع : اللامات الساكنة  

 
 

     ?【3】 لام الفعل :

? لام الفعل هي اللام الساكنة الأصلية من بنية الكلمة والواقعة في الفعل
? سواء كان ماضياً مثل : ( أَنْزَلْنَاهُ )[الأنعام/92] ، ( الْتَقَى ) [آل عمران/155] ، 
?أو مضارعاً مثل : ( يَلْتَقِطْهُ )  [يوسف/10] ، ( أَقُل لَّكَ ) [الكهف/75] ،
? أو أمراً مثل : ( وَأَلْقِ ) [طه/69] ، ( وَتَوَكَّلْ عَلَى ) [النساء/81] . 

     ?【3】  لام الحرف: 

? لام الحرف هي اللام الساكنة الأصلية الواقعة في حرف ، وتكون في القرآن في حرفين فقط هما :  ( هل ، بل ) ،
? نحو : (هَل لَّنَا ) [آل عمران/154] ، ( هَلْ يُهْلَكُ ) [الأنعام/47] ، ( بَل رَّبُّكُمْ ) [الأنبياء/56] ، ( بَلْ هُوَ )  [آل عمران/180] ، ( بَل لَّبِثْتَ )  [البقرة/259]
   ?• لهما قبل أحرف الهجاء حكمان :
? 1- إدغام : إذا وقع بعدهما لام أو راء  ،  
?مثال للام الفعل التي بعدها لام : (يَجْعَل لَّكُمْ [الأنفال/29] ، والتي بعدها راء:  قُل رَّبِّ [المؤمنون/93] ) . 
? مثال للام الحرف التي بعدها لام:  هَل لَّك (النازعات / 18) ، والتي بعدها راء : بَل رَّفَعَهُ [النساء/158]. 
?2- إظهار : : إذا وقع بعدهما باقي الأحرف ، 
?مثال للام الفعل  :  (  أَلْقِ ) [الأعراف/117] ، الْتَقَى [الأنفال/41] ،
? ومثال للام الحرف : (بَلْ هُمْ ) [الأعراف/179] ، ( هَلْ أَتَى ) [الإنسان/1] .


       ?【4】لام الاسم :

? لام الاسم : هي اللام الساكنة من بنية الكلمة والتي تكون في الأسماء ،
? مثل :( سُلْطَانًا ) [آل عمران/151] ، ( أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ) [الروم/22]) .

        ?【5】 لام الأمر

? لام الأمر : هي اللام الساكنة الزائدة عن بنية الكلمة وتدخل على الفعل المضارع فتحوله إلى صيغة الأمر ، بشرط أن تكون مسبوقة ب : 【ثم】أو 【واو】 أو 【فاء】.
? نحو : (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا ) [الحج/29] .
?• حكمهما : وجوب الإظهار مطلقاً .
 



الدرس الخامس والستون  
أَحْكامُ المِيمِ وَالنُّونِ  

 
النُّونُ والمِيمُ المُشَدَّدَتَانِ

?يجبُ على القارئِ عندَ النُّطقِ بِنُونٍ أو ميمٍ مشدَّدَتين تطويلُ الغُنَّةِ فيهما أكمل ما تكونُ وصلاً ووقفاً ، 
?نحو : { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } [الناس: 6] ، {وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ } [الأنفال: 43] ، {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } [المسد: 4] ،{ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي} [القصص: 7]

?التعليق :

? 1- يجب على القارئ عند النطق بنون أو ميم مشددتين تطويل الغُنة فيهما أكمل ما يكون ، وتُغَنَّ في حالة الوصل والوقف ، 
?سواء وقعت في وسط الكلمة [الْجِنَّةِ]
? أو في آخرها  [ وَلَكِنَّ ] ، 
?ويسمى كل منهما حرف غنة مشدداً .

?2- وكذلك عند إدغام النون الساكنة في النون أو الميم 
?نحو {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ} [البقرة: 55] ، {عَن مَّا} [الأعراف: 166] ،
? أو إدغام الميم الساكنة في الميم ، نحو {لَكُم مَّا } [البقرة: 29]
?فيجب على القارئ تطويل الغنة فيها أكمل ما يكون .

?3- الغنة : صوت لذيذ  يخرج من الخيشوم وهو أعلى الأنف وأقصاه من الداخل ، وهي  مركبة في جسم النون والميم لا عمل للسان فيها .

?4- توجد النون والميم المشددتان 
?في الأسماء مثل : ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ )  [الناس/6] ، 
?والأفعال مثل : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ )[يوسف/24] ، 
?والحروف مثل : (إنَّ) ، (ثُمَّ ) 

?5- الغنة لا تقدر بالحركات وإنما تؤخذ بالتلقي، وتتناسب تناسباً طردياًّ مع سرعات القراءة
 

Make a free website with Yola