التلخيص الميسر لكتاب التجويد المصور

        للدكتور أيمن سويد           

التقاء الساكنين - التسهيل - الامالة







الدرس   الثالث والتسعون - السَّاكِنَانِ المُلْتَقِيَانِ فِي كَلِمَةٍ 




المتن

التقَاءُ الحَرْفَيْنِ السَّاكٍنَيْنِ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ فِي تِلاوةِ القُرآنِ الكَريمِ

?يَصِحُّ الجمعُ بينَ حرفَين ساكنَين بكلمة واحدةٍ في حالتَين :

    1- أنْ يكونَ الأوَّلُ من الساكنَينِ حرفَ مدٍّ أو لِينٍ ، نحو :
▪{الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، {أَتُحَاجُّونِّي} [الأنعام: 80]  
▪ ( يَاسِينْ ) ، ( نُو~نْ) ، ( عَينْ )

   2- أنْ يكونَ الحرفِ الثاني منهما عارضاً ، نحو :
▪{الْحِسَابِ} [البقرة: 202] ، {تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74] ، {الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]
▪{ قُرَيْشٍ} [قريش: 1] ، {خَوْفٍ} [قريش: 4]
▪{مِنْ بَعْدِ} [البقرة: 27] ، {الْقَدْرِ} [القدر: 1] ، {السُّحْتَ} [المائدة: 62]





-----------------------------------

الشرح

 (1) حكم التقاء الحرفين الساكنين بكلمة واحدة

يصح التقاء الحرفين الساكنين بكلمة واحدة  في حالتين :
?حالة الوقف والوصل : أن يكون الحرف الأول حرف مدّ أو لين ، نحو :
? {الضَّالِّينَ} ، {أَتُحَاجُّونِّي} ، رَآدُّوهُ  [القصص : 7] ، ( يَاسِينْ ) ، ( نُو~نْ) ، كهيعص  [مريم : 1] ، ( عَينْ ) . 
?{الضَّالِّينَ} فالساكن الأول هو حرف المد ، والساكن الثاني هو اللام الأولى من اللام المشددة .
?ولا بدّ حينئذ من التخلص من التقاء الساكنين ، وذلك يكون بالمد الطويل ست حركات ، لأنه حرف مد جاء بعده ساكن لازم وصلاً ووقفاً ، وهذا هو المد اللازم .

?2- حالة الوقف فقط : أن يكون سكونُ الحرف الثاني منهما عارضاً ، 
?سواء كان الساكن الأول منهما حرف مدّ نحو {الْحِسَابِ}  ، {تَعْمَلُونَ}  ، {الرَّحِيمِ} ، 
?أو حرف لين نحو : { قُرَيْشٍ} ، {خَوْفٍ} ، 
?أو ساكناً صحيحاً نحو : ( وَالْعَصْرِ ) ، {مِنْ بَعْدِ} ، {الْقَدْرِ} ، {السُّحْتَ}  ،  
?فيجوز الوقف على أي كلمة من الكلمات السابقة التي اجتمع فيها الساكنان على حدهما ، 
?أما إذا وصلت الكلمة الموقوف عليها بما بعدها ، فيحرك الساكن الثاني بحركته الأصلية ، لأنه ساكن عارض لأجل الوقف : (  الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) .





الدرس   الرابع والتسعون - السَّاكِنَانِ المُلْتَقِيَانِ فِي كلمتين  


المتن

التقَاءُ الحَرْفَيْنِ السَّاكٍنَيْنِ في كَلِمَتَيْنِ

?لا تجمعُ العربُ بينَ حرفَين ساكِنَين في كلمتَين ، فإنْ وُجِدَ ذلكَ   في كلامِهم تَخَلَّصوا منه بإحدى الطريقتَين الآتيتَين :

?1- بإسقاطِ الأوَّلِ لفظاً إنْ كانَ حرفَ مدٍّ ، نحو :

 {وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ}   ، {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ}  ، {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ}  

?2- بتحريكِ الساكنِ الأوَّلِ إنْ كان حرفاً صحيحاً أو حرفَ لينٍ ، أو تنويناً ، نحو :

   {مِنَ اللَّهِ}   ، {عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}   ، {قُلِ اللَّهُمَّ }  
   {دَعَوُا اللَّهَ}   ، {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ}  
   { نُوحٌ ابْنَهُ }   يُحرَّكُ التنوين ( نُوحُنِ ابْنَهُ )
   {طُوًى * اذْهَبْ}   يُحرَّكُ التنوين (طُوَنِ اذْهَبْ) 





-----------------------------------

الشرح

حكم التقاء الحرفين الساكنين في كلمتين

?لا تجمعُ العربُ بين حرفين ساكنين في كلمتين في حالة الوصل ، فإن وُجِد ذلك في كلامِهم تَخلَّصُوا منه بإحدى الطريقتين  الآتيتَين:

 1- بحذف الساكن الأول إن كان حرف مد ،{وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ} [النمل: 15] ، (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) [التين : 6] ،(عَلَى الْهُدَى) [العلق : 11]، تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [البينة : 8]، {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ} [الأنفال: 32]  ، {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ} [إبراهيم: 10]، { فِي الْأَرْضِ } [البقرة : 11] ،
{?وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ} : فالساكن الأول حرف المد ، والساكن الثاني اللام في كلمة (الحمد) ، فيسقطون الساكن الأول وهو الألف ، مع ضغط بسيط على اللام لبيان أن الألف محذوفة ، وإن لم نفعل ذلك يظن السامع أن القائل شخص واحد .
 وهذا الحذف يكون في النطق حالة الوصل فقط ، لثبوت الحرف المحذوف رسماً غالباً ، وإذا وقفنا على الكلمة الأولى ثبت المد ( وَقَالا ) . 

 2- بتحريك الساكن الأول إن كان حرفاً صحيحاً أو حرف لين أو تنويناً  .
?(3) التخلص من إلتقاء الساكنين بالتحريك
?1- التحريك بالكسر : على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين  نحو : قوله تعالى : 
?أ- إذا كان الساكن الأول صحيح ، نحو : {قُلِ اللَّهُمَّ } [آل عمران: 26] ، {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ  }الإسراء110،  { وَقَالَتِ اخْرُجْ }يوسف31 ، وَقَالَتِ امْرَأَتُ  [القصص : 9] ، { أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ }النساء66 ، {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ }الإسراء85 { أَوِ انقُصْ }المزمل3  ،{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ }الطارق5 {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ }الأنعام10 ، وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ [البقرة : 130] ،{ فَارْجِعِ الْبَصَرَ }الملك3 .
?ب- إذا كان الساكن  الأول تنوين : 
نحو : { نُوحٌ ابْنَهُ } ، يُحرَّكُ التنوين هكذا : ( نُوحُنِ ابْنَهُ )
ونحو : {طُوًى * اذْهَبْ} يُحرَّكُ التنوين هكذا (طُوَنِ اذْهَبْ)
ونحو {بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ}  [الصافات : 6] ، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ } ، [الإخلاص : 1 ، 2] ، 
?2- التحريك بالضم : فيأتي على صورتين :
?الصورة الأولى : " واو اللين التي للجمع : مثل قوله تعالى : {دَعَوُا اللَّهَ} [يونس: 22] ، { فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ }البقرة94 ، ( وَآتَوُا الزَّكَاةَ )[البقرة : 277] ، ( وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ ) [البقرة : 237] ، فواو اللين حرف ساكن مفتوح ما قبله ، ولكنه حُرِّكَ بالضم للتخلص من التقاء الساكنين . 
ا?لصورة الثانية : " ميم الجمع " : وذلك في قوله تعالى : {عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} [البقرة: 216] ،{ لَكُمُ اللَّيْلَ } النحل12 ، هُمُ الْعَدُوُّ  [المنافقون : 4]، عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ [يوسف : 92]، فميم الجمع حرف مبني على السكون التقت بلام التعريف الساكنة بعد حذف همزة الوصل ، فحركت الميم بالضم للتخلص من التقاء الساكنين لأنه أصل حركتها .
?3- التحريك بالفتح : يأتي على ثلاث صور :
?الصورة الأولى : حرف ( مِنْ ) الجارة ، مثل قوله تعالى : {مِنَ اللَّهِ} [البقرة: 61] ، {مِنَ الْمُتَّقِينَ} ،  [المائدة : 27] ، {مِنَ الصَّادِقِينَ} [الأعراف : 70] فَمِنْ حرف جر مبني على السكون ، ولكن حُرِّكَ بالفتح للتخلص من إلتقاء الساكنين دون الكسر لما في الانتقال من الكسر إلى الفتح من الثقل .
?الصورة الثانية : تاء التأنيث إذا أضيفت إلى ألف التثنية ، مثل قوله تعالى : كَانَتَا اثْنَتَيْنِ  [النساء : 176] ، قَالَتَا أَتَيْنَا  [فصلت : 11]فتاء التأنيث حرف مبني على السكون ، وألف التثنية ساكنة أيضاً ، فحركت التاء بالفتح لأن الألف لا يناسبها إلا فتح ما قبلها .
?الصورة الثالثة : {الم * اللّهُ }( آل عمران : 1-2 ) ، فالميم حرف هجاء مبني على السكون ، التقت باللام من لفظ الجلالة وهي ساكنة بعد حذف همزة الوصل ، فحركت الميم بالفتح دون الكسر محافظة على تفخيم لفظ الجلالة  .
?4- أو للمُجانَسة ، نحو : {دَعَوُا اللَّهَ}  ، {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ} [يوسف: 39] 
{دَعَوُا اللَّهَ}  : واو اللين ساكنة ، وبعدها اللام في لفظ الجلالة ساكن ، حركت الواو بالضم للمجانسة .
?{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ} : أصل الكلمة ( يا صاحبين ) حذفت النون للإضافة ، والياء ساكنة وبعدها اللام ساكنة ، فحركت الياء بالكسر لالتقاء الساكنين للمجانسة .
⁉تَنبيه
الأصلُ في التخلُّصِ من التقاءِ الساكنَينِ مِن كلمتَين أن يُحرَّكَ الساكنُ الأَوَّلُ بالكسرِ ، نحو :
?{قُلِ اللَّهُمَّ} [آل عمران: 26] ، {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا} [الجن: 16] ، {أَمِ ارْتَابُوا } [النور: 50]
?وقد يُخالفُ هذا الأصلُ إمَّا :
?1- إلى الفتح ; لأنَّه أَخَفُ الحركات ، نحو : {مِنَ اللَّهِ} [البقرة: 61] ، {الم (1) اللَّهُ} [آل عمران: 1، 2]  
?2- أو إلى الضمِّ في ميمِ الجَمع ، نحو : {عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} [البقرة: 246] ، { بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166] .
?3- أو للمُجانَسة ، نحو : {دَعَوُا اللَّهَ} [يونس: 22] ، {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ} [يوسف: 39]





الدرس   الخامس والتسعون - أبحَاثٌ مُتَفَرِّقَة  

المتن

✏1- تَسْهِيلُ الهَمْزَةِ .
✏2- الإمالة .
✏3- النَّبْر .
✏4- كلماتٌ قرآنيةٌ لها وضعٌ خاصٌ على روايةِ حفص
          
     ✏ تَسْهِيلُ الهَمْزَةِ

?هو النُّطقُ بالهمزةِ المُسهَّلَة بينَ الهمزةِ المُحقَّقةِ وحرفِ المدِّ المجُانسِ لحركتِها .
وفي روايةِ حفصٍ همزةٌ مفتوحةٌ مُسهَّلةٌ وجهاً واحداً ، 
? وهي الهمزة الثانية من قوله تعالى في سورة فُصِّلَتْ ( الآية 44 ) : { ءَاْعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ } .
?فيَلفِظُها القارئُ بينَ الهمزةِ المُحقَّقةِ والألف ، والمُشافهةُ تُحْكِمُ ذلك .




-----------------------------------

الشرح

?1- الهمزة الساكنة حرف شديد (لا يجري معه الصوت ) مجهور ( لا يجري معه النفس ) ، لأنها تخرج بانطباق الوترين الصوتيين ، مثل : ( يَأْتُونَ ) .

?2- الهمزة حرف عسير ، ولذلك كانت العرب يتفننون في التخلص من شدتها بطرق شتى :

?أ- فتارة يبدلونها ألفا أو واوا أو ياء مثل ( يأْتون ،  يؤمنون ، البئر )  كانوا ينطقونها ( يومنون ، ياتون ، البير ) .

?ب- أو يسهلونها مثل ( أءنذرتهم ) .

?ج- أو يحذفونها مثل ( إذا جاء أمر )  فيقولون ( إذا جا أمر ) .

?د- نقل الحركة  : كان ورش يحذف كل همزة في أول كلمة إذا كان قبلها ساكن، وينقل حركتها إليه، أي حركة كانت، إذا كانا من كلمتين، ما لم يكن الساكن حرف مد ولين، أو ميم الجميع، وهذا إذا وصل. وإذا وقف حقق الهمزة لابتدائه بها ، مثل ( قَدْ أفلح ) 

?3- تلك الطرق العديدة في التخلص من الهمزة في لغة العرب أغنت عن قلقلتها لذلك لم تقلقل العرب الهمزة 

?4- التسهيل : هو أن ننطق بالهمزة الثانية بين الهمزة والألف فلا هي همزة خالصة ولا هي ألف خالصة ، نحو ( أأعجمي ) ، وذلك بعدم قفل الوترين الصوتيين قفلاً محكما ، فنترك فجوة يمر فيها الصوت ، أو بعبارة أخرى التسهيل هو النُّطقُ بالهمزةِ المُسهَّلَة بينَ الهمزةِ المُحقَّقةِ وحرفِ المدِّ المجُانسِ لحركتِها ،
? مثال إذا كانت الهمزة الثانية مفتوحة  {أَأَنْذَرْتَهُمْ} [البقرة: 6]، 
?ومثال إذا كانت الهمزة الثانية مضمومة  {أَأُنْزِلَ} [ص: 8]، 
?ومثال إذا كانت الهمزة الثانية مكسورة {أَإِذَا} [الرعد: 5]

?5- وفي روايةِ حفصٍ همزةٌ مفتوحةٌ مُسهَّلةٌ وجهاً واحداً ،  وهي الهمزة الثانية من قوله تعالى في سورة فُصِّلَتْ ( الآية 44 ) : { ءَاْعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ } ، وضبطت في المصحف بوضع نقطةٍ كبيرة مطموسة الوسط مكان الهمزة يدل على تسهيل الهمزة بين بين أي النطق بالهمزةِ الْمُسهلة بين الهمزة المُحققةِ وحرفِ المدِّ المجانسِ لحركتها وجهاً واحداً ، فليلفظها القارئُ بين الهمزةِ المحققةِ والألف ، والمشافهةُ تُحْكِمُ ذلك
 
--------------------------

المتن

   ✏الأَخْطَاءُ التي تَقَعُ عِند نُطقِ الهَمْزَةِ المُسَهَّلةِ

?يُمكنُ أن يقعَ القارئُ عندَ نُطقِ الهمزةِ المُسهَّلةِ بأحدِ الخَطأَينِ التاليَين :

?1- تحقيقُها : أي نُطقُها همزةً خالصة ، هكذا : ( ءَأَعْجَمِيٌّ )

?2- إبدالُها هاءً ،  هكذا ( أَهَعْجَمِيٌّ ) .

أما تحقيقُ الهمزةِ المُسهَّلةِ فصحيحٌ على بعضِ القراءات ، وأما إبدالُها هاءً فلا يَصِحُّ البَتَّةَ ، وهو خطأٌ مَحضٌ 



-----------------------------------

الشرح


الأَخْطَاءُ التي تَقَعُ عِند نُطقِ الهَمْزَةِ المُسَهَّلةِ
?1- تحقيق الهمزتين في رواية حفصٍ في قوله تعالى {أَأْعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} [فصلت: 44] لحن في القراءة ، ولكن قد ورد التحقيق في روايات أخرى .
?2- إبدال الهمزة الثانية هاء هكذا ( أَهَعْجَمِيٌّ ) ، لحن في القراءة ، وذلك بتوسعة الوتريين الصوتيين ، فلا يَصِحُّ البَتَّةَ ، وهو خطأٌ مَحضٌ .
 
--------------------------------------

المتن 

فَائِدَة
?علامةُ تسهيلِ الهمزةِ المفتوحةِ في ضبطِ المصحفِ وضعُ طائرةٍ صغيرةِ مَطموسةِ الوسَطِ ( ) فوقَ الألفِ ، هكذا : { ءَاْعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ } .

--------------
الشرح 

?1- رواية حفص عن عاصم تجده لا يسهل شيئًا من الهمزات في القرآن، سواء اجتمعت همزتان في كلمتين أو في كلمة واحدة، إلا في: {أَأَعْجَمِيٌّ} بفصلت، فيسهل ثانيتهما قولًا واحدًا، بين بين أي بين الهمزة والألف وجهاً واحداً من جميع طرقه وعلامة هذا التسهيل في المصحف الشريف وضع نقطة كبيرة في الهمزة الثانية كما قرره علماء الضبط. أما كيفية الأداء فيه فمتوقفة على المشافهة والسماع من أفواه الشيوخ المتقنين الآخذين ذلك عن أمثالهم فهم أرباب ذلك العارفون لما هنالك.

?2- وكذا في {آلْآنَ} [يونس: 51، 91] و {آللَّهُ} [يونس: 59، والنمل: 59] و {آلذَّكَرَيْنِ} [الأنعام: 143، 144] فيسهل الثانية فيها بخلف عنه.



الدرس   السادس والتسعون - الامالة  





المتن 

الإمالة لغة : التعويجُ ، مِن : أَمَلتُ الرُّمحَ ونحوَه ، إذا عوجتَه .
?أو الإنحناءُ مِن : أمالَ فلانٌ ظهرهُ : إذا أحناه .

?واصطلاحاً : تقريبُ الفتحةِ مِن الكسرةِ ،والألفِ مِن الياءِ من غيرِ قلبٍ خالصٍ ولا إشباعٍ مبالغٍ فيه .

?أو يُقال : هي النُّطقُ بالألفِ المُمالَةِ بينَ الألفِ والياءِ الصَّحيحتَينِ ، وتكونُ في روايةِ حفصٍ في كلمةٍ واحدةٍ هي قولُه تعالى :  {مَجْرَاهَا} [هود: 41]
 

-----------------------------------

الشرح

?1- [من غيرِ قلبٍ خالصٍ] أي من غير قلبها ياء .
?2- حروف الإمالة : هي الألف والراء وهاء التأنيث ، أما عند حفص فالألف فقط.
?3- سميت حروف الإمالة لأن العرب لا تميل غيرها في كلامها.
?4- قال الداني: " الفتح والإمالةُ لغتان مشهورتان على ألسنة الفصحاء من العرب الذين نزل القرآن بلغتهم " ، وسميت الفتحة فتحة لأنها تخرج بفتح الفم .
?5- فالفتح لغة أهل الحجاز ، قال الداني، الفتح تحقيق الألف كما هي {وَالضُّحَى} [الضحى: 1] بدون إمالة ، والإمالة لغة عامة أهل نجد من تميمٍ وأسدٍ وقيس .
 
-----------------------------------

المتن 

نَوعَا الإمَالَةِ

   الإمالةُ عندَ القُرَّاءِ نوعان :

   1- كُبرى : بين الألفِ والياءِ تماماً .
   2- صُغرى : بينَ الألفِ والياء ولكنَّها إلى الألفِ أقربُ .

?وليسَ في روايةِ حفصٍ سوى الإمالةِ الكُبرى في كلمة : {مَجْرَاهَا} لا غير .

-----------------------------------

الشرح

?1- الإمالة عندَ القُراء تنقسم إلى قسمين :
?أ- الإمالة الكبرى هي أن يَنْحُوَ يعني القارئ أو المتكلم العربي بالفتحة نحو الكسرة، ليست بفتحة خالصة ولا بكسرةٍ خالصة ، ولكنه يميل الفتحة إلى الكسرة ميلاً كثيرًا .
?أو ينحو بالألف نحو الياء ، ليست بألفٍ خالصة ولا بياءٍ خالصة ، ولكنه يميل الألف إلى الياء ميلاً كثيرًا ، نحو {مَجْرَاهَا} .
?ب- الإمالة الصغرى ويقال لها: "التقليل" أو "بين بين" ، وهي: أن تلفظ بالحرف بحالة بين الفتح والإمالة الكبرى أو بين الألف والإمالة الكبرى ، نحو ( والضحى ) .
?2- ما من قارئ إلا وقد أمال إلا ما استثني ، لكن الأكثر أنهم أمالوا ويختلفون في الإمالة من جهة الكسرة ومن جهة القلة وإلى آخره ، والقراء أقسام:
?1) منهم من لم يمل شيئا، وهو ابن كثير.
?2) ومنهم من يميل، وهم  قسمان:
▪أ-[مقل]: وهم قالون، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب. 
▪ب- ومكثر: وهم الباقون.
?3) وأصل حمزة، والكسائى، وخلف الكبرى، وورش الصغرى، وأبو عمرو متردد بينهما.
? 3- كلمة "مجريها" في قوله تعالى: {بِسْمِ الله مجراها وَمُرْسَاهَا} [الآية: 41] بهود ، قرأ حفص فيها بإمالة الألف بعد الراء إمالة كبرى من جميع طرقه وليس له غيرها في التنزيل مما صحت إمالته من ذوات الراء ولا من غيرها
✏مُقَارنَةٌ بَيْنَ وضْعِ اللِّسَانِ فِي الإمَالَتَيْنِ وَالألِفِ واليَاءِ
?1- الألف : ( اللِّسانُ في وضعِ الرَّاحة )
?2- الإمالةُ الصُّغرى : ( ارتفاعٌ قليلٌ لوسَطِ اللسانِ )
?3- الإمالةُ الكُبرى : ( ارتفاعٌ أكثرُ لوسَطِ اللِّسان )
?4- الياء : ( ارتفاعٌ كاملٌ لوسَطِ اللِّسانِ ) .
?الشرح : مُقَارنَةٌ بَيْنَ وضْعِ اللِّسَانِ فِي الإمَالَتَيْنِ وَالألِفِ واليَاءِ
?1- الألف : ( اللِّسانُ في وضعِ الرَّاحة ) ، نحو {قَالَ} [البقرة: 30]
?2- الإمالةُ الصُّغرى : ( ارتفاعٌ قليلٌ لوسَطِ اللسانِ ) ، نحو {وَالضُّحَى} [الضحى: 1] لغير حفص .
?3- الإمالةُ الكُبرى : ( ارتفاعٌ أكثرُ لوسَطِ اللِّسان ) ، نحو : {مَجْرَاهَا } [هود: 41]
?4- الياء : ( ارتفاعٌ كاملٌ لوسَطِ اللِّسانِ ) . نحو { قِيلَ} [البقرة: 11]
     

-----------------------------------



المتن 

فَائِدَة
?يضعُ علماءُ الضَّبطِ دائرةً مَطموسةَ الوسَطِ ( ) أو شكلَ المُعيَّنِ ( ) تحتَ الراءِ مع تجريدها من الفتحةِ في كلمةِ {مَجْرَاهَا}  لِلدَّلالةِ على الإمالةِ فيها ، هكذا : {مَجْرَاهَا}

-----------------------------------

الشرح

من علامات ضبط المصحف ، وضع نقطةٍ كبيرةٍ مطموسةِ الوسطِ هكذا (*) تحت الحرف بدلاً من الفتحةِ يدلّ على الإمالة وهي المسماةُ بالإمالةِ الكبرى وذلك في كلمة  {مَجْرَاهَا} بسورة هود ، تقرأ بالإمالة أي بتقريب الفتحة نحو الكسرة والألف نحو الياء .

-----------------------------------
المتن 


-----------------------------------

الشرح


-----------------------------------

المتن 


-----------------------------------

الشرح


-----------------------------------


الدرس   السابع والتسعون - النبر  

 

مقدمه : 

1- النبر مضمونه موجود في القرآن ، وكان يطلق عليه عند القدامى ( بيان المشدد ) ويسمى الآن في الجامعات وفي علم الأصوات الحديث ( النبر ) .

 2- ويكثر استعماله عند حذف أدوات الاستفهام ( أذهبت ، هل ذهبت ، أين ، متى ) ويظهر ذلك في نبرة الصوت  

?والاستغناء عند أداة الاستفهام ، مثل قول الشاعر ( تحبها ) وأصل الكلمة ( أتحبها ) ، وفي حديث جابر (قَالَ: «تَزَوَّجْتَ» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا» قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا ) رواه البخاري ، وأصل العبارة ( أتزوجت ، أبكراً ) ، 

?ويستخدم النبر أيضاً في العامية ( رحت لعنده ) ، وأصل العبارة ( أرحت لعنده ) .

 3- أنكر بعض المشايخ على الدكتور أيمن سويد  استخدام مصطلح كلمة النبر ، بحجة أنه ابتكره من عنده ، فرد عليهم قائلا : ( تعلمتها من المشايخ ، وأنني لم آت بها من بيتي) ، والدليل على ذلك عندما يخطأ الطالب ولم يبين الشدة نحو : ({مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275]  {مُسْتَمِرٌّ } [القمر: 2] ، {فَطَلٌّ } [البقرة: 265] ، يقول له الشيخ : بيِّن الشدة ، ويتم ذلك بالضغط  على الحرف المشدد وهذا هو النبر .
 

-----------------------------------

المتن 

?النَّبْرُ لغةً : الهمزُ ، وشِدَّةُ الصِّياح .
وفي علمِ الأصواتِ : هو الضغطُ على مقطعٍ أو حرفٍ معيَّن بحيثُ يكونُ صوتُه أعلى بقليلٍ ممَّا جاورَهُ من الحروف .
 

-----------------------------------

الشرح : 

يقال في اللغة: نبر الشيء رفعه، ومنه المنبر ، والنَّبْرُ لغةً : الهمزُ ، وشِدَّةُ الصِّياح [ رفع الصوت] والمقصود المعنى الثاني .
?والنَبْرةُ: هي الورم في الجسم. وَنبَرْتُ الكلمة: جعلت لها همزةً.

?  واصطلاحاً: هو ضغط زائد على الحرف.

?   والنبر في علمِ الأصواتِ ( التجويد ) : هو الضغطُ على مقطعٍ أو حرفٍ معيَّن بحيثُ يكونُ صوتُه أعلى بقليلٍ ممَّا جاورَهُ من الحروف .

?  والنّبر في عرف القراء هو رفع الصوت عن خفض عند الوقف على الكلمات المختومة بحرف مشدد، نحو (وليّ، مستقرّ) ، أي بعبارة أخرى ( بيان المشدد ) .

?  علة النبر: تختلف من موضع إلى آخر.

?  ولكن هل لهذا الكلام صدى في قراءتنا للقرآن الكريم .
 


----------------------------------

المتن 

النَّبْرُ في تلاوةِ القرآنِ الكريمِ
?والنَّبْرُ بحثٌ قديمٌ جديدٌ : قديمٌ في موضوعِه ، جديدٌ في تسميتِه وأسلوبِ عرضِه ، وقد ذكَر عدداً من مسائلِه مكِّيُّ بنُ أبي طالبٍ القَيسِيُّ ( ت 437هـ ) في كتابه الرعاية في ( باب المُشدّدات ) وما بعدَه ، وكذلك فعلَ عددٌ غيرُه من أئمَّةِ التجويدِ في مصنَّفاتِهم .
?الحاشية : اسم الكتاب : (الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة )
?وقد تَتبَّعتُ مسائلَ النَّبْرِ لسببٍ لفظيٍّ فيما وقعَ تحتَ يديَّ من تلكَ المصنَّفاتِ وممَّا تلقَّيتُه من شُيوخي الأجِلَّاء فإذا هي خمسُ مسائلَ ، وإليكَ بيانَها في اللَّوحاتِ التالية :
      ✏النَّبْرُ في تلاوةِ القرآنِ الكريمِ
?1- عند الوقفِ على الحرفِ المشدَّد ، نحو : {الْحَيِّ} [آل عمران: 27] ، {وَبَثَّ} [البقرة: 164] ، { مُسْتَقِرٌّ} [القمر: 3]
لأنَّ الوقفَ سيكونُ على واحدٍ فقط من الحرفِ المشدَّدِ لتعذُّرِ نُطقِهما معاً ساكنَين ، وكأنَّه سقطَ من التلاوةِ حرفٌ ، فعُوِّضَ عن ذلك بالانتقالِ من الحرفِ قبلَ الأخيرِ إلى الأخيرِ بضغطٍ مُعيَّنٍ تضبِطُه المُشافهة .

-----------------------------------

الشرح : 

حالات النبر في القرآن الكريم خمسة:

?1- عند الوقف على المشدد نحو: {الْحَيِّ} ، {وَبَثَّ} ، { مُسْتَقِرٌّ} ، {أَضَلُّ } [الأعراف: 179] ، {الْمَسِّ} [البقرة: 275] ، وعلة النبر في هذه الحالة: إشعار السامع أن الحرف المشدد عبارة عن حرفين.
?2- كل حرف مشدد فهو قائم مقام حرفين في الوزن واللفظ، فيجب على القارئ أن يبيّن المشدد حيث وقع، ويعطيه حقه من البيان، لأنه إن فرّط في تشديد ، حذف حرفا من تلاوته. ونحن هنا يعنينا الوقف على الحرف المشدد، وهذا فيه صعوبة على اللسان لاجتماع ساكنين في الوقف غير منفصلين. ولذا لا بد من إظهار التشديد في الوقف على اللفظ، وتمكين ذلك حتى يظهر في السمع التشديد.
?3- فحين نقف على الكلمات التالية  {وَلِيٍّ} [البقرة: 107] ، {خَفِيٍّ} [الشورى: 45] ، { وَأَمَرُّ} [القمر: 46] ، من غير تشديد الحرف الأخير نسقط حرفا من أواخر هاتيك الكلم، ولذا نأتي بالنبر فنرفع صوتنا عن خفض لننطق بالحروف جميعا. وهذا الأمر يدرك بالسماع والمشافهة أكثر من الكتابة النظرية.

✏ويُستثنَى منَ الوقفِ على الحرفِ المشدَّد :

?أولاً : الوقفُ على النونِ والميمِ المُشدَّدتَين ، نحو :

{وَلَكِنَّ } [البقرة: 102] ، {جَانٌّ} [النمل: 10] ، { فِي الْيَمِّ} [الأعراف: 136] .
لعدمِ الحاجةِ إلى النَّبْرِ فيهما ; لأنَّ الغُنَّةَ المُطَوَّلةَ وقفاً تُشعِرُ السامعَ بتشديدِ هذا الحرفِ وصلاً .
?ثانياً : الوقفُ على حرفِ القلقلةِ المُشدَّد ، نحو :
{وَتَبَّ} [المسد: 1] ، {الْحَقُّ} [البقرة: 26].
لأنَّ كِلا الحرفَين ظاهرٌ في النُّطق ، فالأوَّلُ منهما مُدغَم والثاني مُقَلقَل ، فلا حاجةَ إلى النَّبرِ هنا . 
 
الشرح :
ويستثنى من ذلك شيئان:
?1- النون والميم المشددتان، مثل: {وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 39] ،  {عَمَّ } [النبأ: 1]، {وَلَكِنَّ} [البقرة: 102] ، ويُعاض عن تشديدهما بالغنة.
?2- الحروف المقلقلة المشددة، مثل: { وَتَبَّ} [المسد: 1] ، {الْحَجَّ} [البقرة: 196]، {الْحَقُّ} [البقرة: 26] ، فإن لها نطقاً لا علاقة له بالنبر.

✏2- عندَ نُطقِ الواو والياءِ المُشدَّدتَينِ ، نحو :
{الْقُوَّةَ} [البقرة: 165] ، {قَوَّامِينَ } [النساء: 135] ، {شَرْقِيًّا} [مريم: 16] ، {سَيَّارَةٌ } [يوسف: 19] ، {حُيِّيتُمْ} [النساء: 86] .

?الشرح :
?2- عند النطق بالواو والياء المشددتين، مثل:  {تَوَّابًا } [النساء: 16] ، {نَبِيًّا } [مريم: 30] ، {عَصَوْا وَكَانُوا} [البقرة: 61] ، {عَدُوٌّ} [البقرة: 36] ، {النَّبِيُّ} [آل عمران: 68] ، ويؤتى بالنبر حال الوصل والوقف.

?علة النبر: الحرص على عدم التباس الواو أو الياء المشددتين بالواو أو الياء المديتين أو اللينيتين.
⁉تنبيه : إذا لم تشدد الحرف ، فسوف يتحول إلى حرف مد . 
?3- عندَ الانتقالِ مِن حرفِ مدٍّ إلى الحرفِ الأوَّلِ مِنَ المُشَدَّدِ ، نحو :
{دَابَّةٍ} [البقرة: 164] ، {الْحَاقَّةُ } [الحاقة: 1] ، {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]

?الشرح :
? 3- عند النطق بألف بعدها حرف مشدّد مثل: {وَلَا الضَّالِّينَ} ، {وَالصَّافَّاتِ} [الصافات: 1]، 
?وعلة النبر في هذه الحالة: الحرص على عدم ضياع الحرف المشدد بعد انشغال الفم بإخراج حرف المد، وحتى يُعطَى الحرف المشدد حقه من النبر، وحتى يَشعر السامعُ أن الحرف الذي بعد حرف المد هو عبارة عن حرفين، ويؤتى بالنبر حال الوصل والوقف.

-⁉ ملحوظة: حروف القلقة إذا كان قبلها حرف مد لازم يجب النبر في الوقف والوصل مثل  {الدَّوَابِّ } [الأنفال: 22] ، { يُشَاقِّ } [الحشر: 4]، {حَادَّ } [المجادلة: 22]
?4- عندَ الوقفِ على همزةٍ مسبوقةٍ بحرفِ مدٍّ أو لِين ، نحو :
{ السَّمَآءِ} [البقرة: 19] ، {سُوءُ} [التوبة: 37] ، {وَجِيءَ} [الزمر: 69] ، {شَيْءٍ} [البقرة: 20] ، {السَّوْءِ} [التوبة: 98]

?الشرح :
?4- عند الوقف على الهمزة المسبوقة بحرف مدٍّ أو لين، مثل: السَّمَآءِ، وَجِيءَ، السُّوءُ، شَيْءٍ، السَّوْءِ.
وعلة النبر في هذه الحالة: الحرص على عدم تضييع الهمزة بعد انشغال الفم بإخراج حرف المد.

?5- عندَ سُقوطِ ألفِ التثنيةِ أو واوِ الجماعةِ للتخلُّصِ مِنَ التقاءِ الساكنَينِ إذا التَبسَ نُطقُه بالمُفرَد ، وذلك في :
?1- {ذَاقَا الشَّجَرَةَ} [الأعراف: 22] . 
?2-  {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ} [يوسف: 25]
?3- { وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ } [النمل: 15] . ?4- {وَصَالِحُ   الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4]
?الحاشية : على أنَّ أصلَها : ( وصَالِحُوا ) انظر الهامش ص 444  
?بخلافِ : ({دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا} [الأعراف: 189] ، لعدم التباسِه بالمفرد .

?الشرح :
?5- عند سقوط ألف التثنية للتخلص من التقاء الساكنين إذا التبس بالمفرد، نحو: {ذَاقَا الشَّجَرَةَ} ،  {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ} ، { وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ } ، لأنه إذا لم يؤت بالنّبرِ في هذه الحالة ظنّ السّامع أنها مفردةٌ - أي ليست مُثَنّاةً - فتصير كأنها: (ذَاقَ الشَّجَرَةَ) ، (واسْتَبَقَ الْبَابَ) ، (وَقَالَ الْحَمْدُ للهِ) ، وهذه هي علّة النّبر هنا.
ويؤتى بالنبر حال الوصل فقط قبل ألف الاثنين ليشعر السامع بألف الاثنين التي سقطت منعاً لالتقاء الساكنين.
?ومن أمثلة ما لا يلتبس بالمفرد: {دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا} ،{ادْخُلَا النَّارَ} [التحريم: 10]  ، ولذلك لا نبر فيه.
?انظر كتاب [فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد] ، المؤلف: صفوت محمود سالم .




-----------------------------------





المتن 


-----------------------------------

الشرح


-----------------------------------


الدرس   الثامن والتسعون - كَلِمَاتٌ قُرآنيَّةٌ لها وَضْعٌ خَاصٌّ عَلَى رِوَايَةِ حَفْصٍ  


المتن

✏ كَلِمَاتٌ قُرآنيَّةٌ لها وَضْعٌ خَاصٌّ عَلَى رِوَايَةِ حَفْصٍ

?- حكمُ الصادِ في {وَيَبْصُطُ} [البقرة: 245] وأخواتِها
?- حكمُ {الم * اللَّهُ} [1، 2] في سورةِ آل عمران .
?- حكمُ {تَأْمَنَّا} [11] في سورةِ يوسُف .
?- حكمُ {فَمَا آتَانِيَ } [36] في سورةِ النمل .
?- حكمُ {ضَعْفٍ } و  { ضَعْفًا} [54] في سورةِ الرُّوم .

✏حُكمُ الصَّادِ في {وَيَبْصُطُ}  وأخواتِها

?في اللُّغَةِ العربيَّةِ فِعلانِ : (بَسَطَ) و (سَيْطَرَ) ، ومن العربَ مَن يُفخِّمُ السينَ من هذَينِ الفعلَينِ لمُجاورتِهما الطاءَ المُستعليةَ المُطبَقة ، فيقول :  (بَصَطَ) و (صَيْطَرَ) ، وعلى لهجةِ هذه القبائِل كُتِبتْ في المصحفِ الشريفِ أربعُ كلماتٍ بالصادِ وقد رواها بعضُ القُرَّاءِ بالسينِ على الأصل ، وبعضُهم بالصادِ اتِّباعاً لرسمِ المصحفِ ومُوافَقةً لِلَهجةِ تلكَ القبائل ، ومذهبُ حفصٍ عن عاصمٍ من طريقِ الشاطبيَّةِ فيها كما يلي :
?- قولُه تعالى : {وَيَبْصُطُ} في البقرة 245 ، وقولُه : {بَصْطَةً} في الأعراف 69 ، روى حفصٌ هاتَينِ الكلمتَينِ بالسينِ فقط .

?الشرح :
?وضع السين فوق الصاد في قوله تعالى : {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ } (البقرة : 245 )  ،  { وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً} (الأعراف : 69 )  يدل على قراءتها بالسين لا بالصاد لحفص من طريق الشاطبية .
?أما كلمة {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ} [البقرة: 247] فليس فيها خلاف بين القراء ، فتقرأ بالسين قولاً واحداً .
-----------------

?- قولُه تعالى : {الْمُصَيْطِرُونَ}  في الطور  37 ، تُقرأُ بالصادِ وبالسينِ ولكنَّ النُّطقَ بالصادِ أشهَر .

?الشرح :
?وضع السين تحت الصاد في قوله تعالى {الْمُصَيْطِرُونَ}  (الطور :  37 ) دل على أن النطق بالصاد أشهر ، قرأ حفص فيها بوجهين بالصاد الخالصة وبالسين من طريق الشاطبية ، والمقدم له في الأداء القراءة بوجه الصاد.
------------------

?- قولُه تعالى : {بِمُصَيْطِرٍ} في الغاشية  22 ، تُقرأُ بالصادِ فقط .

?الشرح : 
?"بمصيطر" قرأ حفص فيها بالصاد الخالصة وجهاً واحداً من طريق الشاطبية فحسب ، ولذلك لم يكتب حرف السين ، لا فوق الصاد ، ولا تحتها ، فدل ذلك على أنها تقرأ بالصاد فقط .
-----------------

✏حُكمُ {الم (1) اللَّهُ}  في سورةِ آل عمران 

?عندَ وصلِ {الم اللَّهُ}   يلتقي حرفانِ ساكنان ، أوَّلُهما الميمُ الأخيرةُ من هجاءِ : ( مِيمْ ) وثانيهِما اللَّامُ الأُولى من لفظِ الجَلالة ، هكذا : ( أَلِفْ لَآم مِّيمْ اللهُ ) ، فمنعاً لِالتقاءِ الساكنينِ نُحَرِّكُ الميمَ بالفتحِ ، فتُصبح : ( أَلِفْ لَآم مِّيمَ اللهُ )

فحينئذٍ يجوزُ في الياءِ المدِّيَّةِ قبلَ الميمِ وجهان:

?الأوَّلُ : مَدُّها (6) حركاتٍ مدّاً لازماً على عدم الاعتدادِ بالحركةِ العارضة .

( أَلِفْ لَآم مِّيمَ اللهُ )

?الثاني : قصرُها بمقدارِ حركَتينِ لِزوالِ السببِ الموجبِ للمَدِّ . ( أَلِفْ لَآم مِّيمَ اللهُ )

?الشرح : كيف تقرأ: {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران وصلاً ووقفاً
 ?1- في حالة الوقف على ( ألم ) تمدّ الميم مداً لازماً ست حركات .
?2- في حالة وصل الآيتين ، فالميم حرف هجاء مبني على السكون ، التقت باللام من لفظ الجلالة وهي ساكنة بعد حذف همزة الوصل ، تفتح الميم للتخلص من التقاء الساكنين ، وقد روي فيه وجهان في المد :
أ?- تمدّ الميم ست حركات ، لأنها مد لازم حرفي مخفف ،  وذلك بعدم الاعتداد بالعارض ، لأن الميم في الأصل ساكنة .
?ب- تمد الميم مداً طبيعياً بمقدار حركتين ، وذلك بالاعتداد بالعارض وهو فتح الميم .
⁉تنبيه : أوثرت الفتحة هنا على الكسرة التي هي الأصل في التخلص من الساكنين ، وذلك لكون الفتحة وسيلة إلى تفخيم لفظ الجلالة ، وإنما قصد تفخيمه ليتلائم مع تفخيم معناه ، وقيل لأن الفتحة أخف الحركات ، وقيل أنهم نقلوا الفتحة من لفظ الجلالة ( الله ) حيث الهمزة مفتوحة ، نقلت إلى الميم .
----------------------

✏حُكمُ {تَأْمَنَّا}  في سورةِ يوسُف .

وذلك في قوله تعالى : {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ} [يوسف: 11] : 

?1- أصلُها ( تَأْمَنُنَا ) وهي فعلٌ مضارعٌ مرفوع .

?2- اُستُثقِلَ توالي ثلاثةِ أَحرفِ غُنَّةٍ متحرِّكة ، وتُخلِّصَ من ذلك الثِّقَلِ بإحدى طريقتين :

?1- الرَّوم : ( تَأْمَنُنَا ) وذلكَ بإبقاء ضمَّةِ النُّونِ الأُولى ،وخفضِ صوتِها قليلاً مع سُرعةٍ بالنسبةِ لما جاورَها مِنَ الحروفِ .

?2- الإشمام : وذلكَ بتسكينِ النونِ الأُولى وادغامِها في الثانية ، مع ضَمِّ الشفتَينِ مِن غيرِ صوتٍ بُعَيدَ البَدء بنُطقِ النونِ المُدغَمة ومُقارنِاً للغُنَّةِ المُطوَّلةِ .

                    ✏فَائِدَة

?يضعُ علماءُ الضَّبطِ دائرةً مَطموسةَ الوسَطِ (0) أو شكلَ المُعيَّنِ () قبلَ النونِ من كلمة ({تَأْمَنَّا} للدلالةِ على الإشمامِ فيها ، هكذا : {تَأْمَنَّا}  ، {تَأْمَنَّا}

?الشرح :
?1- وضعُ نُقطةٍ كبيرة مطموسةِ الوسَط هكذا (0) فوقَ آخرِ الميم قُبيلَ النُّون المشَدَّدَة مِنْ قوله تعالى :  {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ } [يوسف: 11] ، يدلُ على الإشمام ، وهو ضمُ الشفتين كمن يُريدُ النُّطقَ بالضمةِ إشارة إلى أنَّ الحركةَ المحذوفةَ ضَمَّةٌ ، من غير أن يظهرَ لذلكَ أثرٌ في النُّطقِ ، فهو عمل شفوي لا أثر للسمع به ، يدركه المبصر دون الأعمى .
?2- فهذه الكلمة مُكونَّةٌ من فعلٍ مُضَارعٍ آخِرُه نونٌ مضمومة ، لأن ( لا ) نافية ، لا أثر لها في الفعل المضارع ، ومن مفعول به أولُهُ نونٌ ، فأصلُهَا ( تَأْمَنُنَا ) بنونين ، وقد أجمع كُتَّابُ المصاحِفِ على رسمها بنونٍ واحدةٍ ، وفيها للقراء العشرة ما عَدا أبَا جعفرٍ وجهانِ [اُستُثقِلَ توالي ثلاثةِ أَحرفِ غُنَّةٍ متحرِّكة ، وتُخلِّصَ من ذلك الثِّقَلِ بإحدى طريقتين]
?أحدُهُما : الإشمامِ ، وقَد تَقَدَّم – والإشمامُ هنا مُقَارنٌ لسكونِ الحرفِ المُدْعَمِ .
?وثانيهما : الإخفاءُ ، والمراد به النطقُ بِثُلثَي الحركةِ المَضْمومةِ ، وعلى هذا يذهبُ من النونِ الأُولى عندَ النُّطقِ بها ثُلُثُ حركتِها ، ويُعرفُ كل ذلك بالتَّلقي ، والإخفاءُ مُقَدَّمٌ في الأداء .
?3- وقد ضُبطت هذه الكلمةُ ضبطاً صالحاً لكلٍ من الوجهين السابقين .
، حيث يروى فيها عن الإمام حفص روايتان: 
?الأُولى الرَّومُ: وهو الإتيان بثلثي الحركة، الذي يعبر عنه بعضهم بالاختلاس هكذا ( تَأْمَنُنَا ) ، 
?والثانية الإشْمَامُ: وهو ضم الشفتين بعد إسكان الحرف دون صوت .
-----------------

✏حُكمُ {فَمَا ءاتَانِيَ } في سورةِ النمل .

?قرأَ حفصٌ قولَه تعالى : {فَمَا ءاتَانِيَ اللَّهُ}  في سورة النمل [36] بِياءٍ مفتوحةٍ في آخرِه وَصلاً .
?ولهُ في الوقفِ وَجهان :
?1- إثباتُ الياءِ ساكنةً : {فَمَا ءاتَانِي }  
?2- حذفُها والوَقفُ على النُّون ( بالسكونِ أو بالرَّوم ) :  {فَمَا ءاتَانِ } .

?الشرح :
?{فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ} [النمل: 36] ، تقرأ بفتح الياء وصلاً، وأما في الوقف ففيها وجهان: إثبات الياء وحذفها.
--------------

✏حكمُ {ضَعْفٍ } و  { ضَعْفًا} في سورةِ الرُّوم .

?روى حفصٌ كلمتَي : {ضَعْفٍ } و  { ضَعْفًا} في الروم [54] بفتحِ الضَّادِ وضمِّها ، هكذا :
 ?{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} [الروم: 54]
?وقد ضُبِطتْ هاتانِ الكلمتانِ في المصحفِ الشريفِ بالفتحِ ، وأُشِيرَ إلى وجهِ الضمِّ في التنبيهاتِ آخرَه .

?الشرح : 
?وقد قرأ حفص هذه الكلمة في مواضعها الثلاثة بوجهين: 
?الأول: بفتح الضاد. 
?والثاني: بضمها
?والوجهان صحيحان مقروء بهما لحفص من طريق الشاطبية والفتح هو المقدم في الأداء
⁉تنبيه : وقد تعرض المؤلف لكَلِمَاتٌ قُرآنيَّةٌ لها وَضْعٌ خَاصٌّ عَلَى رِوَايَةِ حَفْصٍ سبق شرحها منها : 
?1- {أَأَعْجَمِيٌّ } [فصلت: 44] تسهيل الهمزة الثانية .
?2- {مَجْرَاهَا } [هود: 41] إمالة الألف بعد الراء إمالة كبرى .


-----------------------------------

 
 

Make a free website with Yola