الشرح المختصر  

لكتاب

        [أخلاق أهل القرآن]       

        المؤلف : أبوبكر محمد بن الحسين الآجري     

تلخيص المدرس : عبدالله أبوبكر باوارث  


دروس عبر برنامج واتس اب ... أبريل 2017







الدرس ( 01 ) ترجمة المؤلف

ترجمة مختصرة للإمام أبي بكر محمد بن الحسين بن عبدالله الآجري 

?1- اسمه ونسبه : هو الإِمَامُ الْحَافِظُ المحدث الفقيه ، أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، الآجُرِّيُّ الْبَغْدَادِيُّ . الآجُرِّيُّ نسبة إلى قرية آجر من قرى بغداد ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ (264هـ ) بِبَغْدَادٍ، وَقِيلَ سَنَةَ 280 هـ .    وقد بدأ دراسته في بغداد عند كبار مشايخها, ثم انتقل منها إلى مكة فاستوطنها , و لما دخل الإمام مكة أعجبته ، وَقَدْ سَأَلَ الله أَنْ يَرْزُقَهُ الإِقَامَةَ بِهَا سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ مُجَاوِراً ثَلاثِينَ عَاماً حَتَى كَانَتْ وَفَاتُهُ بِهَا .


 ?2- شيوخه : من تتبع مؤلفاته رحمه الله , يرى أن له مشايخ كثيرين , ومن شيوخه :

  - أَبو مُسْلِمٍ الْكجِّيَّ إبراهيم بن عبدالله ( ت292 هـ ) 

  - جعفر بن محمد بن الحسن أبوبكر الْفِرْيَابِيَّ ثم التركي (ت301هـ). 

  - أبوبكر بن أبي داود عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ( ت316هـ ) ومن نظر في كتب الإمام الآجري خاصة الشريعة وقف على جمع غفير غير هؤلاء . 


?3- تلاميذه : منهم :

  - أبونُعيم أحمد بن عبدالله الحافظ الأصبهاني ( صاحب الحلية ) ت 404هـ

  - أبو حسن الحمامي . وقد ذكر الإمام الذهبي أنه روى عنه خلق كثير في مكة المكرمة من الحجاج والمغاربة. 


?4- مذهبه وثناء العلماء عليه رحمه الله : 

 كان سلفياً أثرياً محارباً للتعصب المذهبي،  

?وقد تنازع المؤرخون على أي مذهب تفقَه، فمنهم من يقول أنه تفقه على مذهب الشافعي ، ومنهم من يقول أنه تفقه على مذهب أحمد بن حنبل . 

?وقد أجمع المحدثون على توثيق الإمام الآجري وشهد له غير واحد من أهل العلم بالفضل والسبق في خدمة الإسلام ، 

?قال الخطيب البغدادي : " كان الآجري ثقة صدوقاً ديناً , وله تصانيف كثيرة " ، 

? وقال الإمام ابن الجوزي " كان ثقة , ديناً , عالماً منصفاً " ، 

? وقال الإمام الذهبي : " وكان عالماً عاملاً , صاحب سنة واتباع " 

?، وقال الحافظ ابن كثير " كان ثقة صدوقاً , له مصنفات كثيرة مفيدة " ، 

?وقال السيوطي: كان عالماً عاملاً صاحب سنة، دينا ثقة" ، 

?وبالجملة فقد اتفق المؤرخون على إمامته في الفقه والحديث مع صلاحه وورعه وزهده . 


?5- من مؤلفات الإمام الآجري : 

 أ- الشريعة . 

 ب- أخلاق أهل القرآن ويقال "أخلاق حملة القرآن" وهو الكتاب الذي بين يديك . 

 ج- أخلاق العلماء . 

 د- كتاب الأربعين . 


?6- وفاة الإمام الآجري رحمه الله : 

  اتفق المؤرخون على وفاة الإمام الآجري في سنة ستين وثلاثمائة بمكة المكرمة ، وقد بلغ من العمر ستاً وتسعين سنة أو نحوها .

الدرس ( 02 ) مقدمة الشارح
المقدمة
 - الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا. مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَنشْهَدُ أَنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا ، (أَمَّا بَعْدُ) :
 
- عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: " كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ، أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] " رواه أحمد .

- فما أحوجنا اليوم إلى الرجوع إلى أخلاق أهل القرآن ! الذين يحفظون القرآن في صدورهم ، قال تعالى : {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: 49]

- حامل القرآن ، حامل راية الإسلام ، لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ، ولا يسهو مع من يسهو ، ولا يغلو مع من يغلو تعظيماً لحق القرآن .

- لا شك أن تلاوة القرآن الكريم أفضل الأذكار ، ولها أخلاق لحامل القرآن ، وهذا الكتاب [ أخلاق حملة القرآن ] أحد مصنفات الإمام الآجري رحمه الله ،  كتاب صغير الحجم كبير الفائدة ، عظيم المنفعة ، أفرده المؤلف عن كل ما يتعلق بالقرآن علماً وتعلماً ، وما يجب على كل مسلم أن يتأدب به تجاه القرآن ، وآثر الاختصار ليسهل حفظه والانتفاع به وانتشاره .

- قسَّم الكتاب إلى أبواب، وجعل لكل باب عنوانًا، وأورد تحته ما يناسبه من أحاديث وآثار ، ثم عقَّب على كثير من الأحاديث والآثار التي أوردها بالشرح والبيان، كما أنه لم يخل هذه التعليقات من توجيهات ونصائح ينتفع بها أهل القرآن

- لم يلتزم المؤلف الصحة فيما يورده من النصوص ، لأن منهج أهل العلم في تصانيفهم يوردون الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين ، الصحيحة ،  والضعيفة إذا كان المتن صحيحاً ، كما في المسند للإمام أحمد ، والأدب المفرد للبخاري ، وأخلاق حملة القرآن للآجري ، وما يفعله بعض المتأخرين بتحقيق كتب السلف ، ثم اخراج الضعيف منها ، فهذا المنهج ليس من منهج السلف . 

- الكتاب ليس من كلام المؤلف ، وإنما هو آثار يسندها المؤلف ، وبلغ  عدد النصوص المسندة حوالي (تسعين) نصًّا، تتنوع بين أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة على الصحابة والتابعين.

- فهذا الشرح الميسر على كتاب [ أخلاق حملة القرآن ] للإمام الآجري ،  اعتمدت بعد توفيق الله عز وجل  في هذا التلخيص على بعض المراجع الصوتية والمكتوبة منها : 

 1) كتاب أخلاق حملة القرآن للآجري ، تحقيق : محمد عمرو عبداللطيف  وأحمد شحاتة الألْفيِّ السَّكَنْدَرِي .
 2) كتاب أخلاق حملة القرآن للآجري ، تحقيق : عبدالعزيز بن  عبدالفتاح القارئ .
 3) كتاب أخلاق حملة القرآن للآجري ، تحقيق : مجدي فتحي السيد .
 4) كتاب أخلاق حملة القرآن للآجري ،  تحقيق محمود النقراشي السيد علي .
 5) شرح كتاب أخلاق حملة القرآن ، مجمع الهدى الخيري ، فديو لأربعة مشايخ  .
 6) تعليقات على كتاب أخلاق حملة القرآن ، الشيخ المقرئ د . عبدالله بن صالح العبيد ،  فديو ، مقرأة مسجد الملك خالد .
 7)  مختصر أخلاق حملة القرآن ، للدكتور خالد بن عثمان السبت ، فديو وملف .
 
- وأسأل الله أن يوفق الشعوب الإسلامية لتحكيم كتاب الله وأن يجعلنا من أهل القرآن وخاصته ، 
 
الدرس ( 03 ) الفهرس والسند

? الفهرس

?ترجمة المؤلف والمقدمة   
   [1] بَابُ فَضْلِ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ  
   [2] بَابُ فَضْلِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ  
   [3] بَابُ فَضْلِ الِاجْتِمَاعِ فِي الْمَسْجِدِ لِدَرْسِ الْقُرْآنِ  
   [4] بَابُ ذِكْرِ أَخْلَاقِ أَهْلِ الْقُرْآنِ   
   [5] بَابُ أَخْلَاقِ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لَا يُرِيدُ بِهِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ  
   [6] بَابُ أَخْلَاقِ الْمُقْرِئِ إِذَا جَلَسَ يُقْرِئُ وَيُلَقِّنُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَاذَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَخَلَّقَ بِهِ  
   [7] بَابُ ذِكْرِ أَخْلَاقِ مَنْ يَقْرَأُ [القُرْآنَ] عَلَى الْمُقْرِئِ  
   [8] بَابُ أَدَبِ الْقُرَّاءِ عِنْدَ تِلَاوَتِهِمُ الْقُرْآنَ مِمَّا لَا يَنْبَغِي لَهُمْ جَهْلُهُ  
   [9] بَابٌ فِي حُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ  
              
 ? السند
?أَخْلاقُ حَمَلَةِ القرآنِ لأبي بَكْرٍ مُحمدَ بن الحُسينِ بن عبد الله الآجُرِّيُّ البغدادي 
 أخبرنا به شيخي العلاَّمة المحدِّث ظهير الدين المباركفوري إجازة عليه عن أحمدالله القرشي كلاهما عن نذير حسين الدِهلوي عن محمد إسحاق الدِهلوي عن جده لأمه الشاه عبدالعزيز بن ولي الله الدهلوي عن والده عن أبي طاهر الكوراني عن والده عن الصفي القُشاشي عن الشمس الرملي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر قال : قرأته على العِمَاد أبي بكر بن إبراهيم الفرضي بِسَمَاعه على الشرف عبدالله بن الحسن بن الحافِظ أخبرنا إسماعيل بن أحمد العِراقِيّ عن عبدالله بن أحمد خطيب الموصل أخبرنا أبوبكر أحمد عليَّ الطريثيثي أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحَمَّامي أخبرنا المصنف .


الدرس ( 04 ) مقدمة المؤلف 1

مقدمة المؤلف 1

?قال محمد بن الحسين  : أَحَقُّ مَا اسْتُفْتِحَ بِهِ الْكَلَامُ: الْحَمْدُ لِمَوْلَانَا الْكَرِيمِ , وَأَفْضَلُ الْحَمْدِ مَا حَمِدَ بِهِ الْكَرِيمُ نَفْسَهُ , فَنَحْنُ نَحْمَدُهُ بِه
? {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا} [الكهف: 1-3] 
?وَ {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} [سبأ: 1، 2] ، 
? أَحْمَدُهُ عَلَى قَدِيمِ إِحْسَانِهِ وَتَوَاتُرِ نِعَمِهِ ، حَمْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّ مَوْلَاهُ الْكَرِيمَ عَلَّمَهُ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُهُ عَلَيْهِ عَظِيمًا 
?وَأَسْأَلُهُ الْمَزِيدَ مِنْ فَضْلِهِ , وَالشُّكْرَ عَلَى مَا تَفَضَّلَ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ , إِنَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ , 
?وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ وَنَبِيِّهِ وَأَمِينِهِ عَلَى وَحْيِهِ وَعِبَادِهِ , صَلَاةً تَكُونُ لَهُ رِضًا , وَلَنَا بِهَا مَغْفِرَةً , وَعَلَى آلِهِ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ كَثِيرًا طَيِّبًا أَمَّا بَعْدُ () :

?الحاشية : قال محمد بن الحسين : هو المؤلف .

?التعليق : 
?1- استفتح الله خمس سور  من القرآن الكريم  بـ ( الحمد الله ) ، 
    في الربع الأول ({ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الفاتحة: 2]  ، 
   وفي الربع الثاني {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الأنعام: 1] ، 
   وفي الربع الثالث : {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} [الكهف: 1]
   وفي الربع الرابع والأخير : {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [سبأ: 1]
  {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [فاطر: 1] ، ووردت نصوص كثيرة بـ ( الحمد لله ) ، وفي كل يوم يستفتح المسلم صلاته بـسورة الفاتحة ( الحمد لله )  في كل الركعات ،
  كل هذا يدل على فضل هذه الكلمة ، فعلى المسلم أن يحمد الله في جميع أحواله في السراء والضراء .

?2- ابتدأ المؤلف رحمه الله رسالته هذه بـالبسملة ثم   " الحمد لله " ، اقتداء بالكتاب العزيز ، ثم بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، 
 لقوله تعالى : ({إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56] ، 
 وتأسيًا بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديثه وخطبه
الدرس ( 05 ) مقدمة المؤلف 2

فَإِنِّي قَائِلٌ وَبِاللَّهِ أَثِقُ للِتَوْفِيقِ والصَّوَابِ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ , وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ , أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقُرْآنَ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَعْلَمَهُ فَضْلَ مَا أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ , وَأَعْلَمَ خَلْقَهُ فِي كِتَابِهِ وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

?َ أَنَّ الْقُرْآنَ عِصْمَةٌ لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ , [وَهُدًى لِمَنِ اهْتَدَى بِهِ , وَغِنًى لِمَنِ اسْتَغْنَى بِهِ], وَحِرْزٌ مِنَ النَّارِ لِمَنِ اتَّبَعَهُ , وَنُورٌ لِمَنِ اسْتَنَارَ بِهِ , وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ , وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ , 
?ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ خَلْقَهُ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ , وَيَعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ فَيُحِلُّوا حَلَالَهُ , وَيُحَرِّمُوا حَرَامَهُ , وَيُؤْمِنُوا بِمُتَشَابِهِهِ , وَيَعْتَبِرُوا بِأَمْثَالِهِ وَيَقُولُوا {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7] 
?ثُمَّ وَعَدَهُمْ عَلَى تِلَاوَتِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ النَّجَاةَ مِنَ النَّارِ , وَالدُّخُولَ إِلَى الْجَنَّةِ , 
?ثُمَّ نَدَبَ خَلْقَهُ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا هُمْ تَلَوْا كِتَابَهُ أَنْ يَتَدَبَّرُوهُ , وَيَتَفَكَّرُوا فِيهِ بِقُلُوبِهِمْ , وَإِذَا سَمِعُوهُ مِنْ غَيْرِهِمْ أَحْسَنُوا اسْتِمَاعَهُ , ثُمَّ وَعَدَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الثَّوَابَ الْجَزِيلَ , فَلَهُ الْحَمْدُ ,
? ثُمَّ أَعْلَمَ خَلْقَهُ أَنَّ مَنْ تَلَا الْقُرْآنَ وَأَرَادَ بِهِ مُتَاجَرَةَ مَوْلَاهُ الْكَرِيمِ , فَإِنَّهُ يُرْبِحُهُ الرِّبْحَ الَّذِي لَا بَعْدَهُ رِبْحٌ , وَيُعَرِّفُهُ بَرَكَةَ الْمُتَاجَرَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ () .

?التعليق :
   1- أَنَّ الْقُرْآنَ عِصْمَةٌ من الوقوع في الفتن لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ . 
   2- الأمر بتلاوة القرآن والعمل به والوعد بالنجاة من النار ودخول الجنة .
   3- الإيمان بالقرآن وأنه كلام الله ، وقد تكفل الله بحفظه من النقص والتبديل ، وأنه صالح لكل زمان ومكان ، وفيه جميع الأحكام التي فيها سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة . 
   4- الأمر بالتدبر والتفكر في القرآن ويكون في القلب ، وهو قسمان :
        الأول : لعامة الخلق ، وهو النظر في الآيات لما فيها من المعاني الكلية .
        الثاني : للعلماء ، وهو استنباط المعاني الجزئية .
?فليحذر العامة من القول على الله بغير علم ، فيقول: هذا المعنى دلت عليه الآية ، وهي ليست كذلك .
   5-  وإذا سمعوا القرآن من غيرهم أحسنوا استماعه ، بحضور القلب والفهم ، فتجد بعضهم في الصلاة لا يدري ماذا قرأ إمامه ، بسبب شرود الذهن في أمور الدنيا .

الدرس ( 06 ) مقدمة المؤلف 3

?قَالَ أبُوبَكْرٍ [مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآجُرِّيُ ]: جَمِيعُ مَا ذَكَرْتُهُ , وَمَا سَأَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , بَيَانُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَفِي سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَمِنْ قَوْلِ صَحَابَتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَسَائِرِ الْعُلَمَاءِ ,
? وَ [ أنَا أَذْكُرُ ] مِنْهُ مَا حَضَرَ لِي ذِكْرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِذَلِكَ .
?قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29-30] , 
?وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الإسراء: 9-10] 
?وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82] 
?وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57] 
? وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [النساء: 174-175] 
?وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103], 
?وَحَبْلُ اللَّهِ هُوَ الْقُرْآنُ ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23] 
?وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابُ} [ص: 29]
? وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [طه: 113]  ().

?التعليق :
?1- التجارة فيها ربح وخسارة ، ولكن التجارة التي لا تبور ، تكون في تلاوة القرآن والعمل به وإقامة الصلاة والإنفاق في سبيل الله .
?2- القرآن هداية في الدنيا حيث يرشد الناس إلى أحسن الطرق وهي ملة الإسلام ، وبشرى للمؤمنين في الآخرة  بالثواب العظيم ، وبشرى للكافرين بالعذاب الأليم .
?3- القرآن شفاء لما في الصدور من أمراض القلوب والأبدان .
?4- يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وهو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به من البينات وأعظمها القرآن مما يشهد بصدق نبوته ورسالته الخاتمة .
?5-  آياتُ الوعيد في القرآن فيها تذكرة للغافل ليتعظ ويتذكر 
الدرس ( 07 ) مقدمة المؤلف 4
ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَ لِمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى كَلَامِهِ , فَأَحْسَنَ الْأَدَبَ عِنْدَ اسْتِمَاعِهِ: بِالِاعْتِبَارِ الْجَمِيلِ , وَلُزُومِ الْوَاجِبِ  باتِّبَاعِهِ, وَالْعَمَلِ بِهِ – أَنْ يُبَشِّرَهُ مِنْهُ بِكُلِّ خَيْرٍ وَوَعَدَهُ عَلَى ذَلِكَ أَفْضَلَ الثَّوَابِ
? فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} 
? وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الزمر: 54، 55] 
?قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ:فَكُلُّ كَلَامِ رَبِّنَا حَسَنٌ لِمَنْ تَلَاهُ وَلِمَنِ اسْتَمَعَ إِلَيْهِ , وَإِنَّمَا هَذَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - صِفَةُ قَوْمٍ إِذَا سَمِعُوا الْقُرْآنَ  [يَتَّبِعُونَ مِنَ القُرْآنِ] أَحْسَنَ مَا يَتَقَرَّبُونَ [بِهِ]  إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِمَّا دَلَّهُمْ عَلَيْهِ مَوْلَاهُمُ الْكَرِيمُ يَطْلُبُونَ بِذَلِكَ رِضَاهُ , وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ
? سَمِعُوا اللَّهَ عز وجل قَالَ: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204] فَكَانَ حُسْنُ اسْتِمَاعِهِمْ يَبْعَثُهُمْ عَلَى التَّذَكُّرِ فِيمَا لَهُمْ وَمَا عَلَيْهِمْ
? وَسَمِعُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45] 
?وَقَدْ أَخْبَرَنَا اللَّهُ عَنِ الْجِنِّ [ وَحُسْنِ اسْتِمَاعِهِمُ الْقُرْآنِ ] وَاسْتِجَابَتِهِمْ لِمَا نَدَبَهُمْ إِلَيْهِ , ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَوَعَظُوهُمْ بِمَا سَمِعُوا مِنَ الْقُرْآنِ بِأَحْسَنِ مَا يَكُونُ مِنَ الْمَوْعِظَةِ ,
? قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [الجن: 1-2]
? وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}( الأحقاف : 29-31) () .

  التعليق :

  1- فبشِّر -أيها النبي- عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أرشده. وأحسن الكلام وأرشده كلام الله ثم كلام رسوله صلى الله عليه وسلم .
  2- واتبعوا أحسن ما أُنزل إليكم من ربكم، وهو القرآن العظيم، وكله حسن، فامتثلوا أوامره، واجتنبوا نواهيه من قبل أن يأتيكم العذاب فجأة، وأنتم لا تعلمون به ، فالندم النافع هو ما كان في الدنيا ، وتبعته توبة نصوح .
  3- وجوب التأدب عند تلاوة القرآن بالاصغاء التام .
  4- الإستجابة إلى الحق تقتضي المسارعة في الدعوة إليه .
  5- سرعة استجابة المهتدين من الجن إلى الحق ، رسالة ترغيب إلى الإنس

الدرس ( 08 ) مقدمة المؤلف 5
?قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق: 1] 
?مَا دَلَّنَا عَلَى عَظِيمِ مَا خَلَقَ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ عَجَائِبِ حِكْمَتِهِ فِي خَلْقِهِ 
?ثُمَّ ذَكَرَ الْمَوْتَ [وَعِظَمَ]  شَأْنِه
?ِ وَذَكَرَ النَّارَ [وَعِظَمَ] شَأْنِهَا 
?وَذَكَرَ الْجَنَّةَ وَمَا أَعَدَّ فِيهَا لِأَوْلِيَائِهِ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} , إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ,
? ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ كُلِّهِ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لِذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37]
? فَأَخْبَرَ جَلَّ ذِكْرُهُ أَنَّ الْمُسْتَمِعَ بِأُذُنَيْهِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مُشَاهِدًا بِقَلْبِهِ مَا يَتْلُو وَمَا يَسْمَعُ؛ لِيَنْتَفِعَ بِتِلَاوَتِهِ لِلْقُرْآنِ وَبِالِاسْتِمَاعِ مِمَّنْ يَتْلُوهُ ,
? ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَثَّ خَلْقَهُ عَلَى أَنْ يَتَدَبَّرُوا الْقُرْآنَ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]
? وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلًافًا كَثِيرًا} [النساء: 82] 
?قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: أَلَا تَرَوْنَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ إِلَى مَوْلَاكُمُ الْكَرِيمِ كَيْفَ يَحُثُّ خَلْقَهُ عَلَى أَنْ يَتَدَبَّرُوا كَلَامَهُ , وَمَنْ تَدَبَّرَ كَلَامَهُ عَرَفَ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ , وَعَرَفَ عَظِيمَ سُلْطَانِهِ وَقُدْرَتِهِ , وَعَرَفَ عَظِيمَ تَفَضُّلِهِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ,
? وَعَرَفَ مَا عَلَيْهِ مِنْ فَرْضِ عِبَادَتِهِ فَأَلْزَمَ نَفْسَهُ الْوَاجِبَ , فَحَذِرَ مِمَّا حَذَّرَهُ مَوْلَاهُ الْكَرِيمُ , وَرَغِبَ فِيمَا رَغَّبَهُ [فِيهِ] , 
?وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتَهُ عِنْدَ تِلَاوَتِهِ لِلْقُرْآنِ وَعِنْدَ اسْتِمَاعِهِ مِنْ غَيْرِهِ , كَانَ الْقُرْآنُ لَهُ شِفَاءً فَاسْتَغْنَى بِلَا مَالٍ , وَعَزَّ بِلَا عَشِيرَةٍ , وَأَنِسَ بِمَا يَسْتَوْحِشُ مِنْهُ غَيْرُهُ , 
?وَكَانَ هَمُّهُ عِنْدَ التِّلَاوَةِ لِلسُّورَةِ إِذَا افْتَتَحَهَا مَتَى أَتَّعِظُ بِمَا [أَتْلُو]؟ 
?وَلَمْ يَكُنْ مُرَادُهُ مَتَى أَخْتِمُ السُّورَةَ؟ وَإِنَّمَا مُرَادُهُ مَتَى أَعْقِلُ عَنِ اللَّهِ [جَلَّتْ عَظَمَتُهُ] الْخِطَابَ؟ مَتَى أَزْدَجِرُ؟ مَتَى أَعْتَبِرُ؟
? لِأَنَّ [تِلاوَةَ القُرْآنِ] عِبَادَةٌ , وَالْعِبَادَةُ لَا تَكُونُ بِغَفْلَةٍ , وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ .
?1 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ , عَنْ , عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: «لَا تَنْثُرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ  وَلَا تَهُذُّوهُ هَذَّ الشِّعْرِ , قِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ , وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ , وَلَا يَكُنْ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَةِ» [أخرجه البيهقي في السنن ، ورواه البخاري ومسلم وأبو داود] () .
 
المفردات : الدَّقَلِ : التمر الردئ إذا جف .

 التعليق :  

  1- أهمية تدبر كتاب الله ، وخطر الإعراض عنه .
  2-  إذا شرع المسلم في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر فهو المقصود والمطلوب، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب قال تعالى : (( كتابٌ أنزلناَهُ إليَكَ مُباركٌ لِيدَّبروا آياته..)) ، لأن قراءة القرآن عبادة ، وفيها أوامر ونواهي ، ولا يكن هم أحدهم متى ينتهي من السورة .
  3- عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ نَهِيكُ بْنُ سِنَانٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَيَاءً وَجَدْتَهَا أَمْ أَلِفًا {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محمد: 15] ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: أَوكُلَّ الْقُرْآنِ قَدْ أَحْصَيْتَ إِلَّا هَذِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ: إِنِّي لَأَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ، إِنَّ رِجَالًا يَقْرَؤُنَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ) مستخرج أبي عوانة . #6#

الدرس ( 09 ) مقدمة المؤلف 6

?  - وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [الْوَاسِطِيُّ]  أَيْضًا: قَالَ نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحُ الزَّعْفَرَانِيُّ , قَالَ: نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ النَّاجِيَّ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ , يَقُولُ: " الْزَمُوا كِتَابَ اللَّهِ وَتَتَبَّعُوا مَا فِيهِ مِنَ الْأَمْثَالِ , وَكُونُوا فِيهِ مِنْ أَهْلِ الْبَصَرِ , ثُمَّ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا عَرَضَ نَفْسَهُ وَعَمَلَهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ , فَإِنْ وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ , حَمِدَ اللَّهَ وَسَأَلَهُ الزِّيَادَةَ , وَإِنْ خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ , [عَتَبَ] نَفْسَهُ , وَرَجَعَ مِنْ قَرِيبٍ "
?  - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ: نا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: نا ابْنُ عُلَيَّةَ , قَالَ: نا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ , عَنْ أَبِي كِنَانَةَ أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ جَمَعَ الَّذِينَ قَرَءُوا الْقُرْآنَ وَهُمْ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِمِائَةٍ , فَعَظَّمَ الْقُرْآنَ وَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَائِنٌ لَكُمْ [أَجْرًا], وَكَائِنٌ عَلَيْكُمْ وِزْرًا , فَاتَّبِعُوا الْقُرْآنَ وَلَا يَتَّبِعْكُمْ , فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ الْقُرْآنَ هَبَطَ بِهِ عَلَى رِيَاضِ الْجَنَّةِ , وَمَنِ اتَّبَعَهُ الْقُرْآنُ [زَجَّ] [به] فِي قَفَاهُ , [فَقَذَفَهُ]  فِي النَّارِ "[أخرجه الدارمي في السنن]
? - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ , قَالَ: نا ابْنُ الْمُبَارَكِ , قَالَ لَنَا سَالِمٌ الْمَكِّيُّ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلَمَ مَا هُوَ فَلْيَعْرِضْ نَفْسَهُ عَلَى  الْقُرْآنِ»[روي عن الحسن وابن مليكة وعطاء وابن سيرين وغيرهم]
?  - وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ , أَيْضًا قَالَ: نا الْحُسَيْنُ , قَالَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ لَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ , عَنْ عَطَاءٍ وَقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121] قَالَ: يَعْمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ "[أخرجه ابن جرير في التفسير] 
?  - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ: نا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ: نا عَبْدُ رَبِّ بْنُ أَيْمَنَ , عَنْ عَطَاءٍ قَالَ:«إِنَّمَا الْقُرْآنُ عِبَرٌ , إِنَّمَا الْقُرْآنُ عِبَرٌ».() 

?التعليق :

 1- القرآن حجة لك أو عليك ، إن عملت به صار حجة لك ، وإن أعرضت عنه صار حجة عليك .
 2- على الإنسان أن يحاسب نفسه في هذه الدنيا ، فإن وجد أعماله موافقة لما جاء به القرآن والسنة فليحمد الله ، وإن وجد أعماله مخالفة للقرآن والسنة ، فليسارع بالتوبة ، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون .
 3- قال صلى الله عليه وسلم َ: " «كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا» " وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا - فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا - قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا - وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 7 - 10]

 ?وَالْمَعْنَى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى نَفْسَهُ بِطَاعَةِ اللَّهِ، وَخَابَ مَنْ دَسَّاهَا بِالْمَعَاصِي، وَدَلَّ الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ فَهُوَ سَاعٍ فِي هَلَاكِ نَفْسِهِ، أَوْ فِي فَكَاكِهَا، فَمَنْ سَعَى فِي طَاعَةِ اللَّهِ، فَقَدْ بَاعَ نَفْسَهُ لِلَّهِ، وَأَعْتَقَهَا مِنْ عَذَابِهِ، وَمَنْ سَعَى فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَقَدْ بَاعَ نَفْسَهُ بِالْهَوَانِ، وَأَوْبَقَهَا بِالْآثَامِ الْمُوجِبَةِ لِغَضَبِ اللَّهِ وَعِقَابِهِ .
 4- في قول الله تعالى  -: {يَتلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتهِ} ، قال ابن عباس: يَتَّبِعُونَهُ حَقَّ اتِّبَاعِهِ ، فيَعْمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ ، قَالَ عِكْرِمَةُ أَلَمْ تَسْتَمِعْ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا أَيْ تَبِعَهَا ، وأما حمل الآية على وجوب التجويد ، فيه نظر .
 5- لأن التلاوة نوعان: تلاوة لفظية، وهذه يقرأها البر والفاجر، كما في حديث أبي موسى، فالمنافق يقرأ القرآن والمؤمن يقرأ القرآن.
?والنوع الثاني: تلاوة حكمية، وهي تنفيذ أحكامه وتحقيق أخباره، أي يعملون به ويتبعون ما فيه، فهذه التلاوة هي الاتباع.وهذه هي المراد من الآية ، وهي المعول عليها، وهي التي عليها مدار السعادة والنجاة .
الدرس ( 10 ) قريبا

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: وَقَبْلَ أَنْ أَذْكُرَ أَخْلَاقَ أَهْلِ الْقُرْآنِ , وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَتَأَدَّبُوا بِهِ، أَذْكُرُ فَضْلَ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ لِيَرْغَبُوا فِي تِلَاوَتِهِ، وَالْعَمَلِ بِهِ، وَالتَّوَاضُعِ لِمَنْ تَعَلَّمُوا مِنْهُ أَوْ عَلَّمُوهُ .

           [1] بَابُ فَضْلِ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ

?  - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: نا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُدَيْلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلَّهِ مِنَ النَّاسِ أَهْلُونَ» قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ» [أخرجه ابن ماجه في السنن]

?  - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ , قَالَ: نا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: نا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ» قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ»[الحديث صحيح] 

?  - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّامِيُّ قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ زِرٍّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اقْرَأْ وَارْقَ فِي الدَّرَجَاتِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ كُنْتَ تَقْرَؤُهَا "[الحديث في سنده ضعف] 

?  - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ: نا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ نا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , قَالَ: نا سُفْيَانُ , عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ , عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُقَالُ اقْرَأْ [وَارْقَ] وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا , فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا» [أخرجه الترمذي] 

?قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: وَرَوِيَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ أَنَّهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَمَّنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِمَّنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ: مَا فَضْلُهُ عَلَى مَنْ لَمْ يَقْرَأْهُ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: ( إِنَّ عَدَدَ دَرَجِ الْجَنَّةِ بِعَدَدِ آيِ الْقُرْآنِ , فَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِمَّنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ) [رواه أبو عبيد في فضائل القرآن] .

?  - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ , قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "  تَعَلَّمُوا هَذَا الْقُرْآنَ وَاتْلُوهُ فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ عَلَى تِلَاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ , أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ:{ألم} [ (البقرة: 1) [حَرْفٌ] وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ] ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ , فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَةِ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنْ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ , هُوَ النُّورُ الْمُبِينُ , وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ وَنَجَاةُ مَنِ [اتَّبَعَهُ] , وَعِصْمَةُ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ , لَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمَ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ , وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ "[أخرجه الدارمي في السنن موقوفاً] 

?  - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ: نا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: نا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , وَأَبِي الْبَخْتَرِيِّ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ , قَالَ: تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاتْلُوهُ فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ بِهِ , إِنَّ بِكُلِّ [حَرْفٍ] مِنْهُ عَشْرًا ، [أَمَا] إِنِّي لَا أَقُولُ بِ {ألم}  عَشْرٌ , وَلَكِنْ بِالْأَلِفِ عَشْرٌ وَبِاللَّامِ عَشْرٌ , وَبِالْمِيمِ عَشْرٌ " [هذا إسناد صحيح]

?  - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ , قَالَ: نا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ , قَالَ: أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ , عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي الْكَنُودِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: «مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فَقَدْ حَمَلَ أَمْرًا عَظِيمًا , لَقَدْ أُدْرِجَتِ النُّبُوَّةُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُوحَى إِلَيْهِ , فَلَا يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يَحِدَّ مَعَ مَنْ يَحِدُّ , وَلَا يَجْهَلْ مَعَ مَنْ يَجْهَلُ ؛ لِأَنَّ الْقُرْآنَ فِيجَوْفِهِ..»  [إسناده صحيح] 

?  - وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ أَيْضًا، قَالَ: نا أَبُو الطَّاهِرِ , قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ , قَالَ: أَخْبَرَنِي [سَلَمَةُ] بْنُ عَلِيٍّ , عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ يَرْفَعُهُ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ رُبُعَ الْقُرْآنِ فَقَدْ أُوتِيَ رُبُعَ النُّبُوَّةِ , وَمَنْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فَقَدْ أُوتِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةِ , وَمَنْ قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ فَقَدْ أُوتِيَ ثُلُثَيِ النُّبُوَّةِ , وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَقَدْ أُوتِيَ النُّبُوَّةَ ، [غَيرَ أَنَّهُ لا يُوحَى إِلِيهِ] »  [هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم] ()

?المفردات : يَحِدَّ مَعَ مَنْ يَحِدُّ  أَيْ: يحتد ويغضب. جَهِلَ عليه: المراد: كلَّمه بالسُّوءِ , وأغلظ له القول والفعل

?التعليق : [1] بَابُ فَضْلِ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ

 1- «أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ» " أولياؤه وأحبابه الذين يتلون القرآن آناء اللّيل وأطراف النّهار ويحفظونه ويعملون به، ويمتثلون أوامره وينتهون عن زواجره ، اختصهم الله بزيادة فضل على غيرهم ، قال تعالى (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا  [فاطر : 32]) .
 2- صاحب القرآن ": حافظه والمواظب على قراءته .
 3- فضل صاحب القرآن إذا دخل الجنة  ، قالت عائشة: جعلت درج الجنة على عدد آى القرآن، فمن قرأ ثلث القرآن كان على الثلث من درج الجنة، ومن قرأ نصفه كان على النصف من درج الجنة، ومن قرأ القرآن كله كان فى عاليه لم يكن فوقه أحد إلا نبى أو صديق أو شهيد ).
 4- عدد آيات القرآن ست وثلاثون ومائتان وستة آلاف، على اختلاف في ذلك.
 5- في الحديث : أنَّ حافظ القرآن الملازم لتلاوته وتدبره، والعمل به أنه يصعد في درج الجنة حتى يبلغ منزلته على قدر عمله وحفظه . 
 6- الحرص على الإكثار من تلاوة القرآن  لأن الحرف الواحد من كتاب الله بعشر حسنات ، فمثلاً ( قل ) فيها عشرون حسنة ، لأنها حرفان القاف واللام . 
الدرس ( 11 ) بَابُ فَضْلِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ - 2

?  - حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ , قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: نا شُعْبَةُ , عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لَهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ». قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَذَلِكَ أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا , فَكَانَ يُعَلِّمُ مِنْ خِلَافَةِ عُثْمَانَ إِلَى إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ .
?  - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا فَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ , قَالَ: نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» [أخرجه الترمذي]
?  - حَدَّثَنَا أَبُو خُبَيْبٍ الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ [الْبِرْتِيِّ] , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ قَالَ: نا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ , عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» . قَالَ: وَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقْعَدَنِي فِي مَجْلِسِي أُقْرِئُ.
?  - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ قَالَ: نا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِيُء , قَالَ: نا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ: " أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَانَ أوِ الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ كُلَّ يَوْمٍ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ فَيَأْخُذُهُمَا فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟ " قُلْنَا: كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ يُحِبُّ ذَلِكَ , قَالَ: «فَلَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ , وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ , وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ , وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ» [أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين من صحيحه باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه]. ( )

  المفردات : الْكَوْمَاءُ: النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ السَّنَامِ . 

  التعليق : [2] بَابُ فَضْلِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ

 1- تعليم القرآن فرض كفاية ، فإن قام بذلك قوم سقط عن الباقين ، وإن لم يقوموا به أثموا جميعاً ، قال تعالى : ({مَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } [التوبة: 122]
 2- أن من تَعْلَّمَ القُرآنَ وَعَلَّمَهُ أنه من خيار هذه الأمة وأفضلها .
 3- يرى ابن كثير أن أبا عبدالرحمن السلمي كانت مدة تعليمه القرآن استمرت سبعين سنة، وذهب ابن الجزري إلى أنها أكثر من أربعين سنة .
 4- إن كان المسلم لا يستطيع أن يتعلم القرآن ، ولا يقدر على الحفظ ، ولكن يستطيع أن يدفع مالاً للحلقات ، فحاله كحال الذي يجهز غازياً للجهاد ، كما ثبت في الصحيحين عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ،عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ:" مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ غَزَا،وَمَنْ خَلَفَهُ فَقَدْ غَزَا "
 5-  الندب والحث على قصد بيوت الله لتعلم العلم، وحفظ القرآن، لما فيها من السكينة مما لا تجده فى غيره من الأماكن، وليعلم أن آية واحدة يقرأها المسلم، أو يحفظها خير من الدنيا، وما فيها. 
وقد ضرب صلّى الله عليه وسلم هذا المثل للترغيب، والحث على حفظ كتاب الله، وتعلمه
الدرس ( 12 ) بَابُ فَضْلِ الِاجْتِمَاعِ فِي الْمَسْجِدِ لِدَرْسِ الْقُرْآنِ

? -حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ , قَالَ: ثنا إِسْحَقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ لَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا تَجَالَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ , يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ , وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ , إِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ , وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ , وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ , وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ , لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» .
?  - وَحَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عنِ الْأَعْمَش   عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ , وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ , إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ , وَحَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» [أخرجه مسلم في كتاب الذكر من صحيحه]
? - وَحَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ , قَالَ: ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قُلْتُ [لابنِ عَبَّاسٍ]: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «ذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ , وَمَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ عز وجل  , [يَتَدَارَسُونَ] فِيهِ كِتَابَ اللَّهِ , وَيَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ , إِلَّا أَظَلَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا , وَكَانُوا أَضْيَافَ اللَّهِ عزَّ وَجَل مَا دَامُوا فِيهِ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ» [إسناده صحيح].()

?التعليق : [3] بَابُ فَضْلِ الِاجْتِمَاعِ فِي الْمَسْجِدِ لِدَرْسِ الْقُرْآنِ

 1-فضل الاجتماع في بيوت الله تعالى ومدارسة العلم وتعليمه ، وقراءة القرآن ، قال تعالى :[ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ...][النور36] .
 2- (وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ ) فيه دليل على أن العلم لا يؤخذ إلا بالمدارسة والتلقي ، ويدخل فيه كل ما يتعلق بالقرآن الكريم من التعلم والتعليم والتحفيظ وتصحيح التلاوة والتجويد والتفسير وسائر العلوم . 
 3- [وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ] : ويذكرهم الله فيمن عنده من الملائكة ، و قد قال الله تعالى في الحديث القدسي : (وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ مِنْ النَّاسِ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ) رواه أحمد .
 4-  أخرج الطبراني من حديث عائشة مرفوعاً: ((ما مِنْ ساعة تمرُّ بابن آدم لم يذكرِ الله فيها بخيرٍ، إلا حسرَ عندَها يومَ القيامةِ)) 
الدرس ( 13) بَابُ ذِكْرِ أَخْلَاقِ أَهْلِ الْقُرْآنِ 1

? قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: يَنْبَغِي لِمَنْ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ وَفَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ , مِمَّنْ لَمْ يُحَمَّلْهُ [كِتَابَهُ]   , وَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَأَهْلِ اللَّهِ وَخَاصَّتِهِ , وَمِمَّنْ وَعَدَهُ اللَّهُ مِنَ الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ، [مِمَّا]    تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ , وَمِمَّنْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121] قِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: يَعْمَلُونَ بِهِ حَقَّ الْعَمَلِ ، 

? [وَمِمَّنْ].  قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُو مَاهِرٌ بِهِ مَعَ الْكِرَامِ السَّفَرَةِ  , وَالَّذِي [يَقْرَأُهُ]   وَهُو عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ» 

? وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ يُونُسَ   يَقُولُ: إِذَا خَتَمَ الْعَبْدُ الْقُرْآنَ قَبَّلَ الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعًا لِقَلْبِهِ يَعْمُرُ بِهِ مَا خَرِبَ مِنْ قَلْبِهِ , يَتَأَدَّبُ بِآدَابِ الْقُرْآنِ , وَيَتَخَلَّقُ بِأَخْلَاقٍ شَرِيفَةٍ ، [يَبِينُ بِها]   عَنْ سَائِرِ النَّاسِ , مِمَّنْ لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ: فَأَوَّلُ مَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ تَقْوَى اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ , بِاسْتِعْمَالِ الْوَرَعِ فِي مَطْعَمِهِ وَمَشْرَبِهِ وَمَلْبَسِهِ وَمَسْكَنِهِ , بَصِيرًا بِزَمَانِهِ وَفَسَادِ أَهْلِهِ , فَهُوَ يَحْذَرُهُمْ عَلَى دِينِهِ , مُقْبِلًا عَلَى شَأْنِهِ , مَهْمُومًا بِإِصْلَاحِ مَا فَسَدَ مِنْ أَمَرِهِ , حَافِظًا لِلِسَانِهِ , مُمَيِّزًا لَكَلَامِهِ , إِنْ تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِعِلْمٍ إِذَا رَأَى الْكَلَامَ صَوَابًا , [وَإِنْ]   سَكَتَ سَكَتَ بِعِلْمٍ إِذَا كَانَ السُّكُوتُ صَوَابًا , قَلِيلُ الْخَوْضِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ , يَخَافُ مِنْ لِسَانِهِ أَشَدَّ مِمَّا يَخَافُ [مِنْ عَدُوِّهِ]    , يَحْبِسُ لِسَانَهُ كَحَبْسِهِ لِعَدُوِّهِ؛ لِيَأْمَنَ [شَرَّهُ]    وَشَرَّ عَاقِبَتِهِ  (  ) ،

? التعليق [4] بَابُ ذِكْرِ أَخْلَاقِ أَهْلِ الْقُرْآنِ 1

 1-  أهلُ القرآن وخاصته ، عليهم العمل بالقرآن ، والمتقن لتلاوته مع السفرة الكرام البررة ، والذي عليه شاق له أجران .

 2- عليه  أن يَتَأَدَّبَ بِآدَابِ الْقُرْآنِ , وَيَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقٍ شَرِيفَةٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: " كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ، أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، قَوْلَ  اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] " رواه أحمد .

 3- عليه أَنْ يَسْتَعْمِلَ تَقْوَى اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ , بِاسْتِعْمَالِ الْوَرَعِ فِي مَطْعَمِهِ وَمَشْرَبِهِ وَمَلْبَسِهِ وَمَسْكَنِهِ .

 4- عليه أن يحفظ لسانه ، ولا يتكلم إلا بحق ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ " رواه أحمد ، وفي حديث معاذ (ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟» فَقُلْتُ لَهُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، فَقَالَ: «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ، إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟ " رواه أحمد .

 5- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ ) رواه الترمذي 
الدرس ( 14 ) بَابُ ذِكْرِ أَخْلَاقِ أَهْلِ الْقُرْآنِ 2

? قَلِيلُ الضَّحِكِ مِمَّا يَضْحَكُ مِنْهُ النَّاسُ لِسُوءِ عَاقِبَةِ الضَّحِكِ , إِنْ سُرَّ بِشَيْءٍ مِمَّا يُوَافِقُ الْحَقَّ تَبَسَّمَ , يَكْرَهُ الْمِزَاحَ خَوْفًا مِنَ اللَّعِبِ , فَإِنْ مَزَحَ قَالَ حَقًّا , بَاسِطُ الْوَجْهِ , طَيِّبُ الْكَلَامِ , لَا يَمْدَحُ نَفْسَهُ بِمَا فِيهِ , فَكَيْفَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ؟ [يَحْذَرُ مِنْ نَفْسِهِ أَنْ تَغْلِبَهُ ]   عَلَى مَا تَهْوَى مِمَّا يُسْخِطُ مَوْلَاهُ ,

? لَا يَغْتَابُ أَحَدًا , وَلَا يَحْقِرُ أَحَدًا , وَلَا يَسُبُّ أَحَدًا , وَلَا يَشْمَتُ بِمُصِيبِهِ , وَلَا يَبْغِي عَلَى أَحَدٍ , وَلَا [يَحْسُدُهُ]   , وَلَا يُسِيءُ الظَّنَّ بِأَحَدٍ إِلَّا لِمَنْ يَسْتَحِقُّ يَحْسُدُ بِعِلْمٍ , وَيَظُنُّ بِعِلْمٍ , وَيَتَكَلَّمُ بِمَا فِي الْإِنْسَانِ مِنْ عَيْبٍ بِعِلْمٍ , وَيَسْكُتُ عَنْ حَقِيقَةِ مَا فِيهِ بِعِلْمٍ , 

?وَقَدْ جَعَلَ الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ وَالْفِقْهَ دَلَيْلَهُ إِلَى كُلِّ خُلُقٍ حَسَنٍ جَمِيلٍ , حَافِظًا لِجَمِيعِ جَوَارِحِهِ عَمَّا نُهِيَ عَنْهُ , [إِنْ مَشَى مَشى بِعِلْمٍ]  , وَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ بِعِلْمٍ , يَجْتَهِدُ لِيَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ , لَا يَجْهَلُ؛ فَإِنْ جُهِلَ  عَلَيْهِ حَلُمَ , [لَا]   يَظْلِمُ , وَإِنْ ظُلِمَ عَفَا , [لَا]   يَبْغِي , وَإِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ , يَكْظِمُ غَيْظَهُ لِيُرْضِيَ رَبَّهُ وَيَغِيظَ عَدُوَّهُ , مُتَوَاضِعٌ فِي نَفْسِهِ , إِذَا قِيلَ لَهُ الْحَقُّ قَبِلَهُ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ , يَطْلُبُ الرِّفْعَةَ مِنَ اللَّهِ عز وجل , لَا مِنَ الْمَخْلُوقِينَ , مَاقِتًا لِلْكِبْرِ , خَائِفًا عَلَى نَفْسِهِ مِنْهُ ( ) , 

?التعليق [4] بَابُ ذِكْرِ أَخْلَاقِ أَهْلِ الْقُرْآنِ 2 

  1-  قَلِيلُ الضَّحِكِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ ( لَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ ) رواه البخاري في الأدب المفرد .

  2- إنْ سُرَّ بِشَيْءٍ تَبَسَّمَ ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَكَانَ طَوِيلَ الصَّمْتِ، قَلِيلَ الضَّحِكِ، وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَذْكُرُونَ عِنْدَهُ الشِّعْرَ، وَأَشْيَاءَ مِنْ أُمُورِهِمْ، فَيَضْحَكُونَ، وَرُبَّمَا  تَبَسَّمَ» رواه أحمد .

  3- يَكْرَهُ الْمِزَاحَ خَوْفًا مِنَ اللَّعِبِ ، فلا تكثر المزاح ولو كنت صادقاً ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ كُلَّهُ حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِي الْمُزَاحِ، وَالْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ صَادِقًا " رواه أحمد .

  4- لَا يَغْتَابُ أَحَدًا , وَلَا يَحْقِرُ أَحَدًا , وَلَا يَسُبُّ أَحَدًا , وَلَا يَشْمَتُ بِمُصِيبِهِ , وَلَا [يَحْسُدُهُ] , وَلَا يُسِيءُ الظَّنَّ بِأَحَدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَا هُنَا، يُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ

  5- يَكْظِمُ غَيْظَهُ أي: أن يحبس نفسه عن إجراء مقتضى الغضب ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» رواه البخاري ،وقال تعالى:{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134].

  6- إِذَا قِيلَ لَهُ الْحَقُّ قَبِلَهُ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ قال تعالى : ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74] ، أَخْبَرَ أَنَّ مَنْ قَسَا قَلْبُهُ لَا يَرْجِعُ إِلَى الْحَقِّ، وَإِنْ ظَهَرَتْ أَعْلَامُهُ ، أما المؤمن فإنه يقبل الحق وينقاد كالجمل الأنف، فأينما قيد انقاد .
الدرس ( 15) قريبا
قريبا
الدرس ( 16 ) قريبا
قريبا
الدرس ( 17 ) قريبا
قريبا
الدرس ( 18 ) قريبا
قريبا
الدرس ( 19 ) قريبا

Make a free website with Yola