قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: وَقَبْلَ أَنْ أَذْكُرَ أَخْلَاقَ أَهْلِ الْقُرْآنِ , وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَتَأَدَّبُوا بِهِ، أَذْكُرُ فَضْلَ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ لِيَرْغَبُوا فِي تِلَاوَتِهِ، وَالْعَمَلِ بِهِ، وَالتَّوَاضُعِ لِمَنْ تَعَلَّمُوا مِنْهُ أَوْ عَلَّمُوهُ .
[1] بَابُ فَضْلِ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ
? - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ: نا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُدَيْلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلَّهِ مِنَ النَّاسِ أَهْلُونَ» قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ» [أخرجه ابن ماجه في السنن]
? - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ , قَالَ: نا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: نا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ» قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ»[الحديث صحيح]
? - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّامِيُّ قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ زِرٍّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اقْرَأْ وَارْقَ فِي الدَّرَجَاتِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ كُنْتَ تَقْرَؤُهَا "[الحديث في سنده ضعف]
? - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ: نا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ نا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , قَالَ: نا سُفْيَانُ , عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُقَالُ اقْرَأْ [وَارْقَ] وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا , فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا» [أخرجه الترمذي]
?قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: وَرَوِيَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ أَنَّهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَمَّنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِمَّنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ: مَا فَضْلُهُ عَلَى مَنْ لَمْ يَقْرَأْهُ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: ( إِنَّ عَدَدَ دَرَجِ الْجَنَّةِ بِعَدَدِ آيِ الْقُرْآنِ , فَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِمَّنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ) [رواه أبو عبيد في فضائل القرآن] .
? - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ , قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَلَّمُوا هَذَا الْقُرْآنَ وَاتْلُوهُ فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ عَلَى تِلَاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ , أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ:{ألم} [ (البقرة: 1) [حَرْفٌ] وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ] ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ , فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَةِ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنْ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ , هُوَ النُّورُ الْمُبِينُ , وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ وَنَجَاةُ مَنِ [اتَّبَعَهُ] , وَعِصْمَةُ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ , لَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمَ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ , وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ "[أخرجه الدارمي في السنن موقوفاً]
? - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ: نا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: نا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , وَأَبِي الْبَخْتَرِيِّ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ , قَالَ: تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاتْلُوهُ فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ بِهِ , إِنَّ بِكُلِّ [حَرْفٍ] مِنْهُ عَشْرًا ، [أَمَا] إِنِّي لَا أَقُولُ بِ {ألم} عَشْرٌ , وَلَكِنْ بِالْأَلِفِ عَشْرٌ وَبِاللَّامِ عَشْرٌ , وَبِالْمِيمِ عَشْرٌ " [هذا إسناد صحيح]
? - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ , قَالَ: نا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ , قَالَ: أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ , عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي الْكَنُودِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: «مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فَقَدْ حَمَلَ أَمْرًا عَظِيمًا , لَقَدْ أُدْرِجَتِ النُّبُوَّةُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُوحَى إِلَيْهِ , فَلَا يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يَحِدَّ مَعَ مَنْ يَحِدُّ , وَلَا يَجْهَلْ مَعَ مَنْ يَجْهَلُ ؛ لِأَنَّ الْقُرْآنَ فِيجَوْفِهِ..» [إسناده صحيح]
? - وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ أَيْضًا، قَالَ: نا أَبُو الطَّاهِرِ , قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ , قَالَ: أَخْبَرَنِي [سَلَمَةُ] بْنُ عَلِيٍّ , عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ يَرْفَعُهُ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ رُبُعَ الْقُرْآنِ فَقَدْ أُوتِيَ رُبُعَ النُّبُوَّةِ , وَمَنْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فَقَدْ أُوتِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةِ , وَمَنْ قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ فَقَدْ أُوتِيَ ثُلُثَيِ النُّبُوَّةِ , وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَقَدْ أُوتِيَ النُّبُوَّةَ ، [غَيرَ أَنَّهُ لا يُوحَى إِلِيهِ] » [هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم] ()
?المفردات : يَحِدَّ مَعَ مَنْ يَحِدُّ أَيْ: يحتد ويغضب. جَهِلَ عليه: المراد: كلَّمه بالسُّوءِ , وأغلظ له القول والفعل
?التعليق : [1] بَابُ فَضْلِ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ
1- «أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ» " أولياؤه وأحبابه الذين يتلون القرآن آناء اللّيل وأطراف النّهار ويحفظونه ويعملون به، ويمتثلون أوامره وينتهون عن زواجره ، اختصهم الله بزيادة فضل على غيرهم ، قال تعالى (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا [فاطر : 32]) .
2- صاحب القرآن ": حافظه والمواظب على قراءته .
3- فضل صاحب القرآن إذا دخل الجنة ، قالت عائشة: جعلت درج الجنة على عدد آى القرآن، فمن قرأ ثلث القرآن كان على الثلث من درج الجنة، ومن قرأ نصفه كان على النصف من درج الجنة، ومن قرأ القرآن كله كان فى عاليه لم يكن فوقه أحد إلا نبى أو صديق أو شهيد ).
4- عدد آيات القرآن ست وثلاثون ومائتان وستة آلاف، على اختلاف في ذلك.
5- في الحديث : أنَّ حافظ القرآن الملازم لتلاوته وتدبره، والعمل به أنه يصعد في درج الجنة حتى يبلغ منزلته على قدر عمله وحفظه .
6- الحرص على الإكثار من تلاوة القرآن لأن الحرف الواحد من كتاب الله بعشر حسنات ، فمثلاً ( قل ) فيها عشرون حسنة ، لأنها حرفان القاف واللام .