شرح الموطــأ     

شرح فضيلة الشيخ

   سعيد الكملــي   

 من شيوخ بلاد المغرب


كتاب مواقيت الصلاة



الدرس ( 1 ) 



موضوع الدرس

تدوين الحديث وكتاب الموطأ
رواة الموطأ عن الإمام مالك | يحيى بن يحيى
مقدمة الى علم مصطلح الحديث
كتاب مواقيت الصلاة

1- بَابُ وُقُوتِ الصَّلاَةِ:

1- قَالَ عبيد الله بن يحيي : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلاَةَ يَوْمًا فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلاَةَ يَوْمًا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! ثُمَّ قَالَ: «بِهَذَا أُمِرْتُ». فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: اعْلَمْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ يَا عُرْوَةُ أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ الَّذِي أَقَامَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقْتَ الصَّلاَةِ. قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ.
قال عروة : ولقد حدثتني عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى العصر والشمس في حجرتها لم تظهر 





فوائد فقهية

في الحديث 




فوائد أدبية








الدرس ( 2 ) 



موضوع الدرس

تكملة الحديث السابق " أن عمر بن عبدالعزيز أخر الصلاة يوما ... الحديث







   شرح الحديث



قوله : " أن عمر بن عبدالعزيز أخر الصلاة يوما ... " وهي صلاة العصر وكان هذا عندما كان عمر واليا على المدينة .. ويوما : أي لم تكن من عادته رحمه الله ، على عكس قومه بني مروان .. فكانوا يؤخرون الصلاة .. وقد حدث بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم
عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله: «كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها؟» أو «يميتون الصلاة عن وقتها؟» قال: قلت: فما تأمرني؟ قال: «صلِّ الصلاة لوقتها، فإن أدركتها معهم فصَلِّ، فإنها لك نافلة»
وأخرها عمر عن وقتها الفاضل الى وقتها المفضول

قوله : فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلاَةَ يَوْمًا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ
وكان المغيرة أميرا على الكوفة من قبل معاوية رضي الله عنه 

قوله : فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري، فقال : ما هذا يا مغيرة؟
أبو مسعود الأنصاري - عقبة بن عامر - ومشهور بكنيته أبو مسعود الأنصاري ، أو أبو مسعود البدري 
ونسب الى بدر المكان لا الغزوة ، لأنه سكن بدرا ... ولم يشهد غزوة بدر كما ذكر جمهور أهل السير .. خلافا للبخاري رحمه الله 

قوله : أليس قد علمت أن جبريل نزل فصلى 
فيها اشارة أن المغيرة كان يعلم ذلك . كما في رواية البخاري " لقد علمت" ، والأشهر في الاستعمال اللغوي أن يقال للمخاطب : ألست قد علمت ؟ ، وللغائب : أليس قد علم؟ ... ولكن هذا جائز

وجبريل هو رسول رب العالمين الى رسله .. وجبريل فيها لغات منها : جبريل، جبرائيل، جبرائل ... 
وجبريل تعني : عبد الرب ، عبدالله
ونزل جبريل صبيحة ليلة الاسراء ليعلم النبي صلى الله عليه وسلم صفة الصلاة 

قوله : أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... والفاء ( فصلى ) للتعقيب أي كلما فعل جبريل شئ من أعمال الصلاة .. فعل مثله رسول الله صلى الله عليه وسلم 

قوله : أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وهي الصلوات الخمس .. بدأ بصلاة الظهر فهي الصلاة الأولى 

قوله : بهذا أمرت... بضم التاء أي أمرت أنا ( جبريل المتكلم ) أمرني ربي أن أـبين لك كيفية الصلاة 
أو أمرت بفتح التاء أي بهذه الصلوات أمرت أنت يا محمد بالأمس 

قوله : فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: اعْلَمْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ يَا عُرْوَةُ أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ الَّذِي أَقَامَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقْتَ الصَّلاَةِ
أي هل جبريل هو من حدد لرسول الله أوقات الصلاة ؟ أي أن عمر كان يعلم بمواقيت الصلاة لكنه لم يكن يعلم بأن جبريل هو من عينها لرسول الله صلى الله عليه وسلم 

قوله :  قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ. ـ أسند عروة ما كان أرسله  


===================


   تراجم   

ابن شهاب الزهري 

وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبيد الله بن عبد الله بن شهاب ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهرة بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّة
الزهري المدني القرشي 
أدرك  صغار الصحابة كأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وسهل بن سعد الساعدي 
ولازم سعيد بن المسيب أحد كبار التابعين ثماني سنوات وتفقه عليه 
كثير الرواية وتفرد بروايات .. قال الامام مسلم تفرد الزهري بأكثر من تسعين حديثا لا يشاركه فيها أحد  كلها اسنادها قوي
 قال العراقي رحمه الله في ألفيته : وقول مسلم روى الزهري .... تسعين فردا كلها قوي ق
قال عنه الليث بن سعد : ما رأيت أجمع من ابن شهاب .. اذا حدث في الترغيب قلت لا يحسن إلا هذا ، واذا حدث عن العرب والأنساب قلت لا يحسن إلا هذا ، وإذا حدث عن القران كان حديثا 
وسبب هذا العلم الغزير ما رواه أبو الزناد قرينه وصاحبه قال : كان نطوف مع الزهري على العلماء فكان يحمل معه الصحف والألواج ويكتب كل ما يسمع  وكنا نضحك منه ، فلما احتيج الى العلم عرفنا أنه أعلم الناس 


:قال الزهري عن نفسه

نَشَأْتُ وَأَنَا غُلَامٌ لَا مَالَ لِي مُقطَعاً، مِنَ الدِّيوَانِ، وَكُنْتُ أَتَعَلَّمُ نَسَبَ قَوْمِي مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيرْ الْعَدَوِيِّ وكان عالماً بِنَسَبِ قَوْمِي ، فَأَتَاهُ، رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ مِنَ الطَّلَاقِ فَعَيِيَ بِهَا وَأَشَارَ لَهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَلَا أُراني مَعَ هَذَا الرَّجُلِ الْمُسِنِّ يُعقل أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ لَا يَدْرِي مَا هَذَا! فَانْطَلَقْتُ مَعَ السَّائِلِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ، فَجَلَسْتُ إِلَى سَعِيدٍ وَتَرَكْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ، وَجَالَسْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عبد الرحمن بنت بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ حَتَّى فَقَهْتُ. فَرَحَلْتُ إلى الشام - وفيها عبدالملك بن مروان الخليفة -  فدخلت مسجد دمشق في السَّحَرِ فأممَّت حَلْقَةً تجَاهَ الْمَقْصُورَةِ عَظِيمَةً فَجَلَسْتُ فِيهَا، فنسَّبني الْقَوْمُ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ سَاكِنِي الْمَدِينَةِ، قَالُوا: "هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِالْحُكْمِ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ؟ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِ عُمَرَ بن الخطاب في أمهات الْأَوْلَادِ" فَقَالَ لِي الْقَوْمُ: "هَذَا مَجْلِسُ قَبِيصة بْنِ ذُؤَيْبٍ ( وهو من العلماء وكان وزيرا لعبدالملك بن مروان)  

وَقَدْ سَأَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ هَذَا وَسَأَلَنَا فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ عِلْمًا، فَجَاءَ قَبِيصَةُ فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فنسَّبني فَانْتَسَبْتُ، وَسَأَلَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَنُظَرَائِهِ فَأَخْبَرْتُهُ"، قَالَ: فَقَالَ: "أَنَا أُدْخِلُكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فصلَّى الصُّبْحَ ثُمَّ انْصَرَفَ فَتَبِعْتُهُ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَجَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ سَاعَةً حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ خَرَجَ" فَقَالَ: "أَيْنَ هَذَا الْمَدِينِيُّ الْقُرَشِيُّ؟ " قَالَ قلت: "ها أنا ذا"، قَالَ: "فَقُمْتُ حَتَّى. فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ"، قَالَ: "فَأَجِدُ بَيْنَ يَدَيْهِ الْمُصْحَفَ قَدْ أَطْبَقَهُ وَأَمَرَ بِهِ يُرفع وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرُ قَبِيصَةَ جَالِسٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ". فَقَالَ: "مَنْ أَنْتَ؟ " قُلْتُ: "مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهاب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهرة". فَقَالَ: "أوَّه، قَوْمٌ نعارون فِي الْفِتَنِ"، -قَالَ: "وَكَانَ مسلم بن عبيد اللَّهِ مَعَ الزُّبَيْرِ"- ثُمَّ قَالَ: "مَا عِنْدَكَ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ"، فَقُلْتُ: "حَدَّثَنِي سَعِيدُ بن المسيب" ، فَقَالَ: "كَيْفَ سَعِيدُ وَكَيْفَ حَالُهُ؟ فَأَخْبَرْتُهُ". ثُمَّ قُلْتُ: "وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ"، قُلْتُ: وَحَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَسَأَلَ عَنْهُ قُلْتُ: وحدثني عبيد الله بن عبد الله بن عقبة، فَسَأَلَ عَنْهُ، ثُمَّ حَدَّثَتْهُ الْحَدِيثَ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، فَقَالَ: هَذَا يُكتب بِهِ إِلَى الْآفَاقِ
قَالَ: فَقُلْتُ: لَا أَجِدُهُ أَخْلَا مِنْهُ السَّاعَةَ ولعليَّ لَا أَدْخَلُ بَعْدَ هَذِهِ الْمَرَّةِ، فَقُلْتُ: إِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِلَ رَحِمِي وَأَنْ يَفْرِضَ لِي فَرَائِضَ أَهْلِ بَيْتِي -فَإِنِّي رَجُلٌ مُقْطَعٌ لَا دِيوَانَ- فَعَلَ. فَقَالَ أَيُّه ! امْضِ لِشَأْنِكَ. قَالَ: فخرجت والله موئساً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَرَجْتُ لَهُ وَأَنَا وَاللَّهِ حينئذٍ مُقلُّ مُرملٌ، فَجَلَسْتُ حَتَّى خَرَجَ قَبِيصة فَأَقْبَلَ عليَّ لَائِمًا لِي فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ مِنْ غَيْرِ أَمْرِي أَلَا اسْتَشَرْتَنِي، قُلْتُ: ظَنَنْتُ وَاللَّهِ أَنْ لَا أَعُودَ إِلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَقَامِ، قَالَ: وَلِمَ ظَنَنْتَ ذَاكَ؟ تَعُودُ إِلَيْهِ، فَالْحَقْ بِي، أَوْ قَالَ: آتِنِي فِي الْمَنْزِلِ. قَالَ: فَمَشَيْتُ خَلْفَ دَابَّتِهِ وَالنَّاسُ يُكَلِّمُونَهُ حَتَّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ، فقلَّ مَا لَبِثَ حَتَّى خَرَجَ إليَّ خَادِمٌ برقعةٍ فِيهَا: هَذِهِ مِائَةُ دِينَارٍ قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِهَا وبغلة تركبها، وغلام يكون معك يخدمك وَعَشَرَةُ أَثْوَابٍ كِسوة".
، قَالَ: "فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ وَأَنَا عَلَى بَغْلَتِهِ، وَسِرْجِهَا فَسِرْتُ إِلَى جَانِبِهِ" فَقَالَ: "احْضُرْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أُوصِلَكَ إِلَيْهِ" قَالَ: "فَحَضَرْتُ لِلْوَقْتِ الَّذِي وَعَدَنِي لَهُ فَأَوْصَلَنِي إِلَيْهِ" وَقَالَ: "إِيَّاكَ أَنْ تُكَلِّمَهُ بِشَيْءٍ حَتَّى يَبْتَدِئَكَ وَأَنَا أَكْفِيكَ أَمْرَهُ". قَالَ: "فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ، فَلَمَّا جَلَسْتُ ابْتَدَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْكَلَامَ، فَجَعَلَ يُسَائِلُنِي عَنْ أَنْسَابِ قُرَيْشٍ وَهُوَ كَانَ أَعْلَمَ بِهَا مِنِّي"، قَالَ: "وَجَعَلْتُ أَتَمَنَّى أَنْ يَقْطَعَ ذَلِكَ لِتَقَدُّمِهِ عليَّ فِي الْعِلْمِ بِالنَّسَبِ"، قَالَ: "ثُمَّ قَالَ لِي: فَرَضْتُ لَكَ فَرَائِضَ أَهْلِ بَيْتِكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ قَبِيصة فَأَمَرَهُ أَنْ يُثْبِتَ ذَلِكَ فِي الدِّيوَانِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ دِيوَانُكَ أَمَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَا هُنَا؟ أَمْ تَأْخُذُهُ بِبَلَدِكَ؟ " قَالَ قُلْتُ: "يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّا مَعَكَ، فَإِذَا أَخَذْتُ الدِّيوَانَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ أَخَذْتُهُ قَالَ: فَأَمَرَ بِإِثْبَاتِي وَبِنُسْخَةِ كِتَابِي أَنْ يُوقَعَ بالمدينة فإذا خَرَجَ الدِّيوَانُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ قَبَضَ عَبْدُ الْمَلِكِ بن مروان وأهل البيته وديوانهم بِالشَّأْمِ". قَالَ الزُّهْرِيُّ: "فَفَعَلْتُ أَنَا مِثْلُ ذَلِكَ، وَرُبَّمَا أَخَذْتُهُ بِالْمَدِينَةِ لَا أَصُدُّ عَنْهُ". قَالَ: "ثُمَّ خَرَجَ قَبِيصة بَعْدَ ذَلِكَ"، فَقَالَ: "إنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَمَرَ أَنْ تُثْبَتَ فِي صحابته، وأن يُجرى ذلك رِزْقُ الصَّحَابَةِ{ صحابة عبد الملك بن مروان }، وَأَنْ تُرْفَعَ فَرِيضَتُكَ إِلَى أَرْفَعَ مِنْهَا، فَالْزَمْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

ولزم الزهري عبدالملك بن مروان ، ثم ابنه الوليد بن عبدالملك ، ثم سليمان بن عبدالملك ثم عمر بن عبدالعزيز ، ثم يزيد بن عبدالملك .. ومات في خلافة هشام بن عبدالملك  سنة 124 هـ 

ومن أقواله لا يرضى الناس علم عامل لا يعمل ، ولا عمل عامل لا يعلم 

-----------------

عمر بن عبدالعزيز


هو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْد شمسٍ بْن عَبْد مَناف بْن قُصَيِّ بْنِ كِلابٍ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو حفصٍ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ. وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سِتِّينَ، عام تُوُفِّيَ مُعَاويَة أو بعده بسنة، وَأُمُّهُ هِيَ أُمُّ عَاصِمِ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَنَسَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب، وابن قارظ، وأرسل عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَخَوْلَةَ بِنْتِ حُكَيْمٍ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، وَيُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، وَطَائِفَةٍ. مات سنة إحدى ومائة، وكانت خلافته تِسْعَةً وَعِشْرِينَ شهراً

 كان أميرا على المدينة  لابن عمه الوليد بن عبدالملك ، ووزيرا لابن عمه الثاني سليمان بن عبدالملك وهو من استخلفه من بعده، وكانت 
خلافته سنتين ونصف 


===================




   فوائد حديثية  




قول الرواي ( أن فلانا قال ) كما هو في الاسناد ( عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلاَةَ ) 
استخدام الراوي هذه الصيغة ( أن ) هل هي محمولة على الاتصال أم الانقطاع 
مقدمه : ينقسم الحدث الى صحيح وحسن وضعيف 
الحديث الصحيح له شروط مجموعة في التعريف وهو ( ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله الى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة) 
قال العراقي : وأهل هذا الشأن قسموا السنن ... إلى صحيح ووضعيف وحسن 
                  فالأول المتصل الاسناد .... بنقل عدل ضابط الفؤاد
                عن مثله من غير ما شذوذ .... وعلة قادحة فتوذي  

وهي خمسة شروط 
ثلاثة شروط وجودية ( اتصال السند ، عدالة الرواة ، ضبط الرواة ) 
شرطان عدميان ( عدم الشذوذ ، عدم العلة القادحة ) 
الشرط الأول وهو اتصال السند معناه أن أن يكون كل رواي قد أخذ الحديث عمن روى عنه ... ويؤدي الحديث بصيغة ... وصيغ الحديث قسمان : قسم صريج في السماع مثل سمعت وحدثني وأخبرني ، وقسم غير صريح مثل: قال فلان،  وعن فلان،  وأن فلانا قال   
وبشترط لم حدث بصيغة غير صرحية أن يكون غير مدلس - هذا اذا كانت الصيغة قال أو عن ... أما  صيغة أن ففيها مبحث 
جمهور المحدثين أن ( أن ) مثل ( عن ) أي نقبل الرواية إذا كان الراوي ثقة غير مدلس 
ذهب الحافظ المحدث أحمد بن هارون البردعي البرديجي إلى أن الاسناد الذي يؤدي بصيغة ( أن ) اسناد منقطع ولو كان الراوي ثقة غير مدلس،  
وتبعه أخرون ونسب ابن الصلاح هذا المذهب إلى أحمد ابن حنبل ويعقوب بن شيبة السدوسي 
ونسبة هذا المذهب ثابت عن البردعي البرديجي .. ولكن نسبته الى أحمد ابن حنبل ويعقوب بن شيبة فيه نظر

سبب نسبته الى أحمد بن حنبل:
 رواية الخطيب البغدادي في الكفاية عن أبي داوود قال سمعت أحمد بن حنب وقد سئل رجل يقول عروة عن عائشة ، ورجل يقول عروة أن عائشة .. هل هذا سواء ؟ قال أحمد : كيف هذا سواء ... ليس هذا سواء 

وسبب نسبته الى يعقوب بن شيبة السدوسي : 

رأى السدوسي اسنادا : أبو الزبير عن محمد بن الحنفية عن عمار قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فرد السلام 
قال ابن شيبة: هذا اسناد متصل 
وهذا الحديث رواه  : قيس بن سعد عن عطاء عن محمد بن الحنفية أن عمار أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلم عليه فرد السلام
قال ابن شيبة: هذا اسناد مقطع
رأى ابن الصلاح رحمه الله الاسنادين وحكم يعقوب بن شيبه عليهما ورأى أن الفرق بينهما أن الأول ( عن عمار ) وحكم يعقوب بالاتصال، والثاني ( أن عمار ) وحكم يعقوب بالانقطاع .... فقال أن مذهب يعقوب بن شيبه أن الاسناذ الذي فيه ( أن ) منقطع 
وغلط العراقي ابن الصلاح 

١٤٠ - ....................................، ... وَحُكْمُ (أَنَّ) حُكمُ (عَنْ) فَالجُلُّ

١٤١ - سَوَّوْا، وَللقَطْعِ نَحَا (البَرْدِيْجِيْ) ... حَتَّى يَبِينَ الوَصْلُ في التَّخْرِيجِ

١٤٢ - قَالَ: وَمِثْلَهُ رَأى (ابْنُ شَيْبَهْ)    ...   كَذا لَهُ، وَلَمْ يُصَوِّبْ صَوْبَهْ


قال: أي  ابن الصلاح ... ولم يصوب صوبه  أي لم يدرك ملحظ يعقوب ابن شيبة في الحكم على الاسنادين 

فالبرديجي يرى أنه في حكم المنقطع، لكن هل الإمام أحمد يرى أن المؤنن في حكم المنقطع؟ ومثله يعقوب بن شيبة؟ نقل ابن الصلاح أن أحمد بن حنبل يرى التفريق ويعقوب بن شيبة يرى التفريق، لكن هل كلام ابن الصلاح صواب؟ 

الإمام أحمد حكم على حديث محمد بن الحنفية عن عمار أنه مر بالنبي -صلى الله عليه وسلم- حكم عليه بالاتصال، 

وحكم على رواية عن محمد بن الحنفية أن عماراً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بالانقطاع، 

هل سبب ذلك اختلاف الصيغة أو لا؟ ومثله يعقوب بن شيبة؟ هل السبب في اختلاف الحكم اختلاف الصيغة؟ 

الطريق الأول عن محمد بن الحنفية عن عمار أنه مر بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: هذا متصل، طيب. الطريق الثاني: عن محمد بن الحنفية أن عماراً مر بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: هذا منقطع، لا، ليس هذا مردّه اختلاف الصيغة، بل السبب في ذلك أن محمد بن الحنفية بالطريق الأول يروي عن عمار قصةً حصلت له مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، يروي عن عمار، والقصة حصلت لعمار مع النبي -عليه الصلاة والسلام- فهي متصلة.

الطريق الثاني: يحكي محمد بن الحنفية قصة حصلت بين عمار مع النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو لم يدركها، فرق، ظهر الفرق وإلا ما ظهر؟ 

الفرق ظاهر وإلا ما هو ظاهر؟ في الطريق الأول محمد بن الحنفية يحكي عن عمار وقد لقيه وسمع منه، يحكي عن عمار قصةً وقعت له مع النبي -عليه الصلاة والسلام- فهو يحكيها عن صاحب الشأن؟ وفي الطريق الثاني محمد بن الحنفية يحكي قصةً لم يحضرها، ولذا قال: عن محمد بن الحنفية أن عماراً مرّ بالنبي -صلى الله عليه وسلم-،

ولذا قال: كذا له -يعني ابن الصلاح- ولم يصوب صوبه: يعني ما وقف على حقيقة الأمر، "وذهب الجمهور إلى أنهما سواء -(وحكم أنّ حكم عن فالجلل سووا)


===============


  فوائد فقهية 


تقدم المأموم على الامام .. 

إذا تقدم المأموم على الامام في الاحرام أو التسليم ... بطلت صلاته 
إذا تقدم المأموم على الامام في غير ذلك من ركوع أو سجود  ... فهو مسئ لصلاته وفعله لا يجوز ,, والصلاة صحيحة 



=======================





  فوائد لغوية  






حروف المباني وحروف المعاني 

  حروف المباني هي الحروف العربية ... من الألف الى الياء وهي الحروف التي تبنى منها الكلمات

حروف المباني : هي حروف لها معاني ... منها حروف الجر .. وعملها الجر لكن لها معاني فمثلا : ذهبت الى المسجد ... الى حرف جر عمله الجر ... لكن معناه انتهاء الغاية 
ومنها حروف العطف .. وعملها العطف ولها معاني .. فمثلا الفاء معناها الترتيب مع التعقيب 
فعبارة جاء زيد وعمرو ( معناها جاءا معا وليس للترتيب معنى ) .... 
جاء زيد ثم عمرو  ... جاء زيد أولا ... وبعده جاء عمرو .. .ترتيب للتراخي 
جاء زيد فعمرو ... جاء زيد أولا ... وبعده جاء عمرو مباشرة  .. .ترتيب مع التعقيب






الدرس ( 3 ) 

موضوع الدرس

.... ... الحديث


فوائد فقهية




فوائد أدبية

الدرس ( 4 ) 

موضوع الدرس

.... ... الحديث

فوائد فقهية




فوائد أدبية

الدرس ( 5 ) 

موضوع الدرس

.... ... الحديث

فوائد فقهية




فوائد أدبية

Make a free website with Yola