التلخيص الميسر لكتاب التجويد المصور
للدكتور أيمن سويد
الوقف والابتداء
الوقف والابتداء
1-علمُ الوقفِ والابتداءِ وفائدةُ معرفتِه .
2- تعريفُ الوقف .
3- أنواعُ الوقف .
4- قاعدتانِ في الوقف .
5- تنبيهات .
6- علاماتُ الوقفِ في المصحف .
7- قاعدةُ حفصٍ في الوقفِ الاختباريِّ أو الاضطراريِّ .
8- أمثلةٌ على الوقفِ الاختباريِّ أو الاضطراريِّ .
9- مُقارنةٌ بين الوقفِ والسَّكتِ والقطع .
10- السكَتاتُ الواجبةُ عندَ حفصٍ من طريقِ الشاطبية .
11- السكتَتَانِ الجائِزتان .
12- الأوجُه الجائزةُ بين سورتي الأنفال والتَّوبة .
13- علامةُ السَّكتِ في المصحف .
✏1- علمُ الوقفِ والابتداءِ وفائدةُ معرفتِه
?هو علمٌ بقواعدَ يُعرَفُ بها مَحالُّ الوقفِ ومَحالُّ الابتداءِ في القرآن الكريم ، ما يَصحُّ منها وما لا يَصِحُّ .
?وفائدتُه : صَوْنُ النَّصِّ القُرآنِّي مِن أنْ تُنسَبَ فيه كلمةٌ إلى غيرِ جُملتِها ، فيَفسُدَ المبنى ويَتغيَّرَ المعنى ، وكذا صيانتُه عن تقطيعِ المعاني المُترابطة .
?الشرح :
?1- فائدةُ معرفةِ الوقف والابتداء :
?أ- صونُ النص القرآني مِنْ أن تنسب فيه كلمةٌ إلى غير جملتها ، فيَفسُدَ المبنى ويَتغيَّرَ المعنى .
▪عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، أَنَّ رَجُلًا خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا، فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُلْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ " رواه أحمد
لأنه عند السكوت على كلمة (وَمَنْ يَعْصِهِمَا) يتبادر للذهن فقد رشد ، لأن الله قال (أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا ) والمعنى ظلها دائم ، وكذلك مثل الوقف على ( جنات تجري * من تحتها الأنهار ) فالجنات لا تجري .
?ب- صيانتُه عن تقطيعِ المعاني المُترابطة:
▪في كثير من الآيات تجد معانٍ مترابطة ، نحو {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ * فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ } [الجمعة: 9] فلا يصح الوقف على كلمة (الجمعة) لأن جواب الشرط لم يأت ، وهو ( فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ) ، فالوقف على كلمة (الجمعة) وقف قبيح ، فيه تقطيع للمعاني المترابطة في الآية .
?3- حضَّ الأئمة على تعلم الوقف والابتداء ومعرفته معرفة تامَّة ، لأن القارئ للقرآن الكريم لا يستطيع أن يقرأ السورة أو القصة منه في نفس واحد، علمًا بأنه لم يَجُزْ التَّنَفُّس بين الكلمتين حالة الوصل، ولا في أثناء الكلمة ، ولهذا فقد وجب اختيار وقف للتنفس والاستراحة، وتعيَّن على القارئ أن يرتضي ابتداء بعد التنفس والاستراحة، بشرط أن لا يكون ذلك مما يُخِلُّ بالمعنى أو الفَهْم .
?4- والأصل في هذا الباب ما رواه عَبْدِ اللَّه بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ : ( كَانَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } رواه أحمد
?5- من الأدلة التي جعلت بعض الأئمة يجعل تعلم الوقف واجبًا؛ وأن معرفة الوقوف من أهم متطلبات التجويد ، لما ثبت أن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما سئل عن معنى الترتيل في قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}( المزمل : 4 ) ، فقال: ( الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف)
انظر: "النشر في القراءات العشر" ص316، و"نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص7.
✏2- تعريفُ الوقف
?هو قطعُ الصَّوتِ على كلمةٍ قرآنيةٍ بزمنٍ يُتَنَفَّسُ فيه عادةً ، بِنيَّةِ استئنافِ القراءةِ .
?الشرح :
?1- الوقف لغة: الحبس والكفُّ ، يقال: وقف الشيء أي حبسه، ويقال: أوقفت الدابة أي: كففتها عن المشي ، واصطلاحًا: قطع الكلمة عما بعدها زمناً يتنفس فيه عادة ، بِنِيَّة استئناف القراءة ، وليس بنية الإعراض عنها.
?2- ويأتي في رءوس الآي وأواسطها ، ولا يأتي في وسط الكلمة، ( أَنُلْزِمُكُمُوهَا ) [هود : 28] ، ولا فيما اتصل رسْمًا ، فلا يصح الوقف على: "أين" من قوله تعالى: {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ} 76 بالنَّحل لاتصاله رسْمًا.
✏3- أنواعُ الوقف
?1- اختياريّ : جائز ، غير جائز .
?جائز : تام ، كافي ، حسن
?غير جائز : قبيح .
?2- اضطراريّ .
?3- اختباريّ
?الشرح : أقسام الوقف في ذاته
?ينقسم الوقف في ذاته إلى أربعة أقسام :
?1- الوقف الاختباري : يجوز الوقف على أي كلمة قرآنية طالما كان ذلك في مقام الاختبار أو التعليم لبيان حكم الكلمة الموقوف عليها من حيث الحذف والإثبات ، على أن يعود إلى ما وقف عليه فيصله بما بعده -إن صلح ذلك- وإلا فبما قبله مما يصلح الابتداء به ،
▪ومن أمثلته : كلمة: "الأيدي" من قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي} 45ص ، فيوقف عليها بالإثبات، أما في قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ} 17 ص ، فيوقف عليها بالحذف ،
▪ أو من حيث التاءات المفتوحة والتاءات المربوطة كما في كلمة: "امرأت" من قوله تعالى: {امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ} 10 التحريم ، فيوقف عليهما بالتاء المفتوحة، أما في قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ} 128 النساء ، فيوقف عليها بالهاء حسب الرسم العثماني.
?2- الوقف الاضطراري : يجوز الوقف على أي كلمة للضرورة مثل ما يَعْرِضُ للقارئ في أثناء قراءته كالعطاس، أو ضيق أو عجز عن القراءة بسبب نسيان أو غلبة بكاء، حتى تنتهي الضرورة التي دعت إلى ذلك، ثم يعود القارئ إلى الكلمة التي وقف عليها فيصلها بما بعدها إن صلح الابتداء بها وإلا فبما قبلها.
?3- الوقف الانتظاري : يجوز للقارئ الوقف على أي كلمة حين استيفاء ما في الآية من أوجه الخلاف حين القراءة بجمع من الروايات ، حتى يعطف عليها باقي أوجه الخلاف في الروايات وإن لم يتم المعنى ، وليعلم أنه إذا انتهى القارئ من جمعه للروايات على الكلمة التي وقف عليها فلا بد له من وصلها بما بعدها إن كانت متعلقة بما بعدها لفظًا ومعنىً .
▪ملاحظة : وهذه الأنواع الثلاثة ليست محل وقف في العادة .
?4- الوقف الاختياري : يجوز للقارئ الوقف على أي كلمة قرآنية باختياره دون أن يعرض له ما يلجئه للوقف من عذر أو إجابة على سؤال ، إلا إذا أوهم معنى غير المعنى المراد فيجب وصله، كما يجوز الابتداء بما بعد الكلمة الموقوف عليها إن صلح الابتداء بها وإلا فيعود إليها ويصلها بما بعدها إن صلح ذلك وإلا فبما قبلها.
▪وسمِّي اختياريًّا؛ لحصوله بمحض اختيار القارئ وإرادته.
?أقسام الوقف الاختياري
?1- ينقسم الوقف الاختياري إلى قسمين :
?وقف جائز : ينقسم إلى ثلاثة أنواع : تام ، كاف ، حسن .
?وقف غير جائز : قبيح .
⁉تنبيه : أن القاسم المشترك بين الأنواع الثلاثة للوقف الاختياري الجائز هو أن كلاً منهما يعطي معنى تاماً
الوقفُ التَّامُّ
?هو الوقفُ على كلمةٍ قرآنيةٍ ليس بينَها وبينَ ما بعدَها تعلُّقٌ لفظيٌّ ( إعرابيٌّ ) ولا معنويٌّ ، يُوقَفُ عليه ، ويُبتَدأُ بما بعدَهُ ، نحو :
?{أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 5-6]
الشرح : أنواع الوقف الجائز
?1- الـــوقـــفُ التــــامُّ
?1- تعريفه : هو الوقف على ما تم معناه ، ولم يتعلق بما بعده لا لفظاً ولا معنى ،ويكون في نهاية السور ونهاية القصص .
?تعريف التعلق اللفظي : هو أن يكون ما بعده متعلقاً بما قبله من جهة الإعراب ، كأن يكون صفة للمتقدم أو مضافاً إليه أو معطوفاً عليه أو خبر له ، أو مفعولاً أو نحو ذلك .
?نحو الوقف على الفاعل دون المفعول ({وَقَتَلَ دَاوُودُ * جَالُوتَ} [البقرة: 251]
?والتعلق المعنوي: هو أن يكون تعلقه من جهة المعنى فقط دون شيء من متعلقات الإعراب كالإخبار عن حال المؤمنين أول البقرة فإنه لا يتم إلا عند قوله: {الْمُفْلِحُونَ}( البقرة: 5 ) والإخبار عن حال الكافرين لا يتم إلا عند قوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ( البقرة: 7 ) ، والإخبار عن أحوال المنافقين لا يتم إلا عند قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة: 20 ) حيث لم يبق لما بعده تعلق بما قبله لا لفظًا ولا معنىً .
?نحو الوقف على {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2]، لأن الآية الثانية لها تعلق معنوي مع الآية الأولى .
?وعلامتُهُ: وضع ميم أفقية هكذا "مـ" على الكلمة التي يلزم الوقف عليها أو وضع كلمة ( قلى ) على الكلمة التي يحسن الوقف عليها ، وهي منحوتة من عبارة " الوقف أولى من الوصل " .
الوقفُ الكافي
?هو الوقفُ على كلمةٍ قرآنيةٍ بينها وبينَ ما بعدَها تعلُّقٌ معنويٌّ لا لفظيٌّ ( إعرابيٌّ ) يُوقفُ عليه ،ويُبتَدأُ بما بعدَه ،نحو : {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ} [البقرة: 6، 7]
?الشرح : 2- الـــوقـــفُ الكافي
?1- الوقف الكافي : هو الوقف على ما تم معناه ، وتعلق بما بعده معنىً لا لفظاً .
?2- وحكمه : يَحْسُن الوقف عليه والابتداء بما بعده ، كالوقف التام غير أن الوقف على التام يكون أكثر حُسْنًا .
?3- وقد يكون في نهاية الآية وقد يكون في وسطها ،
? نحو : قوله تعالى: {أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} ( البقرة : 6-7 ) ، فآخر الآية كلام تام ليس له تعلُّق بما بعده لفظًا، ولكنه متعلق به من جهة المعنى؛ لأن كلا منهما إخبار عن حال الكفار ،
? ونحو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ * وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا ) [المائدة/95] .
?3- وهو أكثر الوقوف الجائزة في القرآن الكريم ، وعلامته : وضع حرف الجيم هكذا ( ج) ، أو ( صلى ) على الكلمة الموقوف عليها .
?(ج) علامة الوقف الجائز جوازاً مستوى الطرفين ،
?وكلمة ( صلى ) منحوتة من عبارة ( الوصل أولى من الوقف ) ، وغيرُ الأولى هو الجائزُ ، فعلم أنه كما يجوز وصله يجوز الوقف عليه والابتداء بما بعده .
الوقفُ الحَسَنُ
?هو الوقفُ على كلمةٍ قرآنيةٍ بينَها وبينَ ما بعدَها تعلُّقٌ لفظيٌّ ومعنويٌّ إلا أنَّ الوقفَ عليها يُعطي معنىً تامّاً ، يُوقَفُ عليه ولا يُبتَدأُ بما بعدَه ، إلا أنْ يكونَ رأسَ آية ، نحو :
?{بِسْمِ اللَّهِ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ * رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 1، 2]
?{ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * (219) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [البقرة: 219-220]
?{وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } [الصافات: 137، 138]
?الشرح : 3- الـــوقـــفُ الحسن
?1- الوقف الحسن : هو الوقف على ما تم معناه ، وتعلق بما بعده لفظاً ومعنىً .
معنى كلمة (على ما تم معناه ) مجيء المبتدأ والخبر إذا كانت الجمل إسمية ، ومجيء الفعل والفاعل إذا كان الجملة فعلية .
?2- حكمه: يحسن الوقف عليه ، ولا يُبتدأُ بما بعده ،إلا أن يكون رأسَ آية .
?3- وهو نوعان:
أ- أن يكون في أثناء الآية : ( بِسْمِ اللَّهِ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) [الفاتحة/1] ، ( الْحَمْدُ لِلَّهِ * رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [الفاتحة/2] ، فهذا كلام تام يؤدي معنى صحيحاً ، ولكنه متعلق بما بعده لفظاً ومعنىً ، لأن ( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، (رَبِّ الْعَالَمِينَ ) صفتان للفظ الجلالة ، ولا يصح فصل الصفة عن الموصوف ،
? حكمه : أنه يحسن الوقف عليه ، ولا يحسن الابتداء بما بعده اتفاقًا؛ لشدة تعلقه بما بعده لفظًا ومعنىً ، فإذا وقف على ( بِسْمِ اللَّهِ ) فهذا وقف حسن ، ولكن يعود فيقول ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
ب- أن يكون رأس آية ويأتي على صورتين:
?الصورة الأولى: أن يكون الوقف على رأس الآية لا يوهم معنى غير المعنى المراد ، مثل الوقف على قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} ( البقرة : 219) ، فاختلف العلماء فيها على ثلاثة مذاهب ، فرأى أكثر أهل الأداء أنه يحسن الوقف عليه ويحسن الابتداء بما بعده مطلقًا؛ لأن الوقف على رءوس الآي سنة .
?الصورة الثانية: أن يكون الوقف على رأس الآية يوهم معنى غير المراد مثل الوقف على قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} ( الماعون : 4 ) ، وقد اختلف العلماء فيه على ثلاثة مذاهب ، والمذهب الصحيح جواز الوقف على {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} والابتداء بما بعده بشرط أن يكون القارئ مستمرًّا في قراءته ولم يقطعها وينصرف عنها ، لأنهم يعتبرون الوقف على رءوس الآي سنة .
?3- تتمةٌ: قد يكون الوقف حسنًا والابتداء بما بعده قبيحًا وذلك نحو قوله تعالى: {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ} ( الممتحنة : 1 ) ، فالوقف عليه حسن ولكن الابتداء بما بعده وهو قوله تعالى: {وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ} قبيح لفساد المعنى إذ يصبح تحذيرًا من الإيمان بالله ، ففي هذه الحالة يعود فيقول ({يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ} [الممتحنة: 1].
✏الوقفُ القَبِيحُ
?هو الوقفُ على كلمةٍ قرآنيةٍ بينَها وبينَ ما بعدَها تعلُّقٌ لفظيٌّ ومعنويٌّ ، والوقفُ عليها يعطي معنىً ناقصاً أو خاطئاً ، لا يُتَعَمَّدُ الوقفُ عليه ، فإنْ وقفَ عليه مضطراً أعادَ ، نحو :
?{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ * الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] ، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ * أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48]
?{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ * وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]
?{وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ * الذِّئْبُ} [يوسف: 17]
?الشرح : الوقف الغير جائز ( الوقف القبيح )
?1- هو الوقف على ما لم يتم معناه ، ولم يؤدِ معنىً صحيحًا ؛ لشدة تعلقه بما بعده لفظًا ومعنىً .
?2- خكمه : لا يجوز للقارئ أن يتعمد الوقف عليه ، فإن وقف عليه مضطراً كأن انقطع نفسه ، فيقف للضرورة ثم يرجع ويصل الكلمة بما بعدها .
?3- الوقف القبيح نوعان:
?أ- هو الوقف على كلام لم يفهم منه معنى؛ لشدة تعلُّقِه بما بعده لفظًا ومعنىً ، كالوقف على "بسم" من: {بِسْمِ اللهِ} والوقف على "الحمد" من {الْحَمْدُ لِلَّهِ} ، فالوقف على مثل ذلك قبيح؛ لأنه لم يعلم إلى أي شيء أضيف .
?ب- الوقف على كلام يُوهِمُ معنىً غير إرادة الله تعالى ، لما فيه من فساد المعنى ،
?كالوقف على قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي * أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا [البقرة/26] ،
?وعلى قوله سبحانه: ( وَمَا مِنْ إِلَهٍ * إِلَّا اللَّهُ ) [آل عمران/62] ،
?وعلى قوله جل وعلا: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ * إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) [الأنبياء/107] ، ?وعلى قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ * وَأَنْتُمْ سُكَارَى [النساء/43] ،
?وعلى قوله: ( يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ * أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ( [الإنسان/31] ،
?وعلى قوله {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ * لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 258] ، ?وقوله : {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا * إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران: 181]
?4- حكمه : لا يجوز الوقف على الوقف القبيح بنوعيه إلا عند الضرورة ، وبعد أن تزول الضرورة يبتدئ بالكلمة التي وقف عليها إن صلح الابتداء بها وإلا فبما قبلها ?كما أشار إلى ذلك الإمام ابن الجزري بقوله:
▪وَغَيْـرُ مَا تَـمَّ : قَبِـيحٌ ، وَلَـهُ
الْوَقْفُ مُضْطَراًّ ، وَ يَبْـدَا قَبْـلَهُ
قاعدتانِ في الوقف
1- الوقفُ على رؤوس الآيِ سُنَّةٌ مطلقاً .
2- ليسَ في القرآنِ وقفٌ واجبٌ أو حرامٌ شرعاً إلا ما أَفسَدَ المعنى .
الشرح :
1- كل ما ثبت شرعًا في هذا الصدد هو سُنِّيَّة الوقف على رؤوس الآي لحديث أم سلمة السابق، وجوازه على ما عداها ما لم يوهم خلاف المعنى المراد.
2- الوقف جائز ما لم يوجد ما يوجبه أو يمنعه ، فإن كان الوصل يُغِّيرُ المعنى لزم الوقف، وإن كان الوقف يغير المعنى وجب الوصل ،
?وإيضاح ذلك أنه لا يوجد في القرآن الكريم وقف واجب يأثم القارئ بتركه، ولا وقف حرام يأثم بفعله ، وإنما يرجع وجوب الوقوف وتحريمه إلى ما يترتب على الوقف والابتداء من إيضاح المعنى المراد، أو إيهام غيره مما ليس مقصودًا ،
? وإلى ذلك يشير الإمام ابن الجزري بقوله:
▪وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ وَجَبْ
وَلاَ حَـرَامٌ غَـيْرُ مَا لَهُ سَـبَبْ
▪▪▪▪▪
- تنبيهات
- لا يُوقَفُ على الفعلِ دونَ فاعلِه .
كالوقف على لفظ "يتقبل" من قوله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ * الله مِنَ المتقين} [المائدة: 27]
- ولا على الفاعلِ دونَ مفعولِه .
كالوقف على لفظ (داوُودُ) من قوله تعالى : {وَقَتَلَ دَاوُودُ * جَالُوتَ} [البقرة: 251]
- ولا على حرفِ الجرِّ دونَ مجرورِه .
كالوقف على لفظ ( مِنْ ) من قوله تعالى : {وَمِنْ * شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } [الفلق: 5] .
- ولا على المُضافِ دونَ المُضافِ إليه .
كالوقف على لفظ "بسم ومالك من نحو {بسم * الله} و {مالك * يَوْمِ الدين}
?فالوقف على مثل هذا قبيح لأنه لم يعلم لأي شيء أضيف ،
? ونحو الوقف على (كَلِمَتُ) في قوله تعالى : ( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ * رَبِّكَ الْحُسْنى [الأعراف: 137].
- ولا على المبتدإِ دونَ خبرِه .
كالوقف على "الحمدُ" من "الحمدُ * لله".
?ونحو الوقف على: السَّماواتُ في: [وَالسَّماواتُ * مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر:67].
- ولا على الموصوفِ دونَ صفتِه .
كالوقف على لفظ "الصراط" من قوله تعالى: {اهدنا الصراط * المستقيم} [الفاتحة: 6] .
- ولا على المعطوفِ عليه دونَ المعطوفِ .
كالوقف على كلمة (آبَائِهِمْ ) في قوله تعالى : {وَمِنْ آبَائِهِمْ * وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ}
?والمقصود هنا عطف المفردات ، لا عطف الجمل ، فلا يصح الوقف على {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ * وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ } [الأحزاب: 35] ،
?وكذلك لا يصح الوقف على {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ * بِالْأَنْفِ} [المائدة: 45] لأن فيه تغيير للأحكام الشرعية .
?أما عطف الجمل ، فإن كان التعلق قوياً وضع علامة الوقف ( صلى ) وإن كان التعلق وسطاً وضع علامة الوقف (ج) وإن كان التعلق ضعيفاً ، وضع علامة الوقف ( قلى ) .
- ولا على صاحبِ الحالِ دونَ الحال .
نحو الوقف على: (بَيْنَهُما) في قوله تعالى : ( وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما * لاعِبِينَ )
- ولا على العددِ دونَ المعدودِ .
نحو الوقف على {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ * أَسْبَاطًا أُمَمًا } [الأعراف: 160] ،
?{إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ * كَوْكَبًا } [يوسف: 4]
- ولا على المؤكَّدِ دونَ التَّوكيد .
نحو الوقف على ( الْمَلَائِكَةُ ) في قوله تعالى : {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} [الحجر: 30] ، لأن قوله تعالى: {كلهم أجمعون} توكيد لـ (الملائكة).
?وكذلك لا يجوز الوقف على كان دون اسمها أو على اسمها دون خبرها، نحو الوقف على: كانَ أو اللَّهُ في: وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [النساء: 96].
? الوقف على المستثنى منه دون الاستثناء، نحو الوقف على: الشَّيْطانَ في: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء: 83].
?وَلَا يجوز الوقف عَلَى نَحْوِ إِنَّ وَأَخَوَاتِهَا دُونَ أَسْمَائِهَا،
?وَلَا عَلَى النَّعْتِ دُونَ الْمَنْعُوتِ، وَلَا عَلَى الْقَسَمِ دُونَ جَوَابِهِ .
?إلى آخر باقي المتعلقات. فكل هذا وما ماثله لا يجوز الوقف عليه ولا الابتداء بما بعده لأنه لا يتم معه كلام ولا يفهم منه معنى فالوقف عليه قبيح .
علاماتُ الوقفِ في المصحف
مـــ : علامةُ الوقفِ اللَّازم : وليسَ اللُّزومُ هنا لزوماً شرعياً بمعنى يأثمُ تاركُه ،وإنما هو لُزومٌ اصطلاحيٌّ ، حتى يَفصِلَ القارئُ بين معنيينِ ، فمثلاً قولُه تعالى :
{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ * } يَقِفُ القارئُ ثم يبتدِئٌ : { وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ} [الأنعام: 36] ، ولو وصلَ لأَوْهَمَ أنَّ الاستجابةَ حاصلةٌ من الذينَ يسمَعونَ ومِن الموتى ، وهو غيرُ صحيح .
الشرح :
علامات الوقف المشهورة في المصحف
?أ- لقد جعل العلماء لأقسام الوقف رموزًا وعلامات في المصاحف يعرف بها حتى يسهل على القارئ لكتاب الله تعالى أن يقرأه على الوجه الذي يرضيه عز وجل ، وقد أُخِذَ بيانُ علامات الوقف مما قَرَّرتْهُ اللجنَة المُشرفة على مراجعته على حسب ما اقتضَتْه المعاني مُسْتَرشدةً في ذلك بأقوالِ المُفَسِّرينَ وعُلماءِ الوقْفِ والابتداء ، فليحرص القارئ على الالتزام بها .
?ب- وفيما يلي بيان هذه العلامات التي استقروا عليها أخيرًا في طبع المصاحف :
1- "مـ" علامة الوقف اللازم، وهي التي ليس لها ذيل ، وإن وصله يوهم غير المراد ، كما في قوله تعالى : ( فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ * إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) [يس/76] .
ونحو : الوقف على جملة (لَعَنَهُ اللَّهُ ) في قوله تعالى {لَعَنَهُ اللَّهُ * وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} [النساء: 118] حتى يفصل بين معنيين ، القائل الأول هو الله عز وجل ، والقائل الثاني هو إبليس ، وإذا وصلنا الكلام أوهم للسامع أن القائل هو الله عز وجل .
ونحو الوقف على (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ) في قوله تعالى : {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ * وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي} [العنكبوت: 26] حتى يفصل بين معنيين ، فالذي آمن بإبراهيم هو لوط عليه السلام ، والقائل هو إبراهيم عليه السلام ، وإذا وصلنا الكلام أوهم للسامع أن القائل هو لوط عليه السلام .
لا : علامةُ الوقفِ الممنوع : لعدمِ تمامِ المعنى ، كقوله تعالى : {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر: 33] ، فلا يَصحُّ الوقفُ على : { وَصَدَّقَ بِهِ } لأنَّ {وَالَّذِي} مبتدأٌ ، وخبرُه { أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} ولا يَصحُّ فصلُ الخبرِ عن المبتدإِ .
الشرح :
- "لا" علامة الوقف الذي لا يصلح أحياناً لعدم تمام المعنى ، ويجوز أحياناً أخرى ، ولكن لا يجوز الابتداء بما بعده اتفاقاً ، ويقع هذا في الوقف القبيح ، والوقف الحسن ،
?ففي الوقف القبيح لا يجوز الوقف ولا الابتداء بما بعده ، كما في قوله تعالى : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا * الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ) [الأنفال/50] ، ?( وَقَالَتِ الْيَهُودُ * عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى * الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ) [التوبة : 30] ،
? وفي الحسن يجوز الوقف ولا يحسن الابتداء ، نحو قوله تعالى : ( عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى* وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ) [المزمل/20]
ج : علامةُ جوازِ الوقفِ وجوازِ الوصلِ ، كقوله تعالى : {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا * وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } [الملك: 2] ، يَصِحُّ جعلُ جملةِ {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} حاليَّةً مرتبطةً بما قبلها فيجوزُ وصلُها به ويَصِحُّ جعلُها مستأنَفةً فيجوزُ الوقفُ على ما قبلَها والبدءُ بها .
الشرح :
"ج" علامة الوقف الجائز جوازاً مستوى الطرفين ، وهو الوقف الكافي ، إذ يتعلق بما بعده تعلقاً لا يمنع من الوقف عليه ولا من الابتداء بما بعده ، كما في قوله تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ * مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ * إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ) [الملك/19] ،
?( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ * بَنَاهَا ) [النازعات : 27] ، فللقارئ الخيار في الوقف ، أو في الوصل ، فالوقف له وجه ، والوصل له وجه أيضاً .
قِلَى : علامةُ جوازِ الوصلِ مع كَونِ الوقفِ أَوْلى ، كقوله تعالى : {فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ * كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 191] يَصِحُّ وصلُ { فَاقْتُلُوهُمْ } بما بعدَه لارتباطِ المعنيين ، ولكنَّ الوقفَ عليه أَوْلى للفصلِ بينَ الحُكمِ وتعليلِه .
الشرح :
- " قلي " علامة الوقف الجائز ، مع كون الوقف أولى من الوصل ، فكلمة " قلي " هي كلمة منحوتة من عبارة يجوز الوصل والوقف أولى ، وهي علامة الوقف التام ، نحو {فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ * كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} والوقف أولى للفصل بين الحكم وهو {فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ } وتعليل الحكم وهو { كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} .
?كما في قوله تعالى : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ * قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى * وَلَئِنِ.. ) [البقرة/120].
صِلَى : علامةُ جوازِ الوقفِ مع كَونِ الوصلِ أوْلى ،كقوله تعالى : {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ * فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ } [الملك: 3] ، يَصِحُّ جعلُ جملة { فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ } مستأنفةً وبالتالي يُبتَدأُ بها ، إلا أنَّ التحدِّي في قوله { فَارْجِعِ الْبَصَرَ } راجعٌ إلى { خَلْقِ الرَّحْمَنِ } في الجملةِ قبلَه ، ممَّا يجعلُ الوصلَ أَولى لشدَّةِ الاتصالِ بينَ المعنيَين .
الشرح :
" صلى " علامة الوقف الجائز مع كون الوصل أولى من الوقف ، فكلمة " صلى " هي كلمة منحوتة من عبارة يجوز الوقف والوصل أولى ، وهي علامة للوقف الكافي أيضاً .
?مستأنفة : معناها كلام جديد .
?وتلاحظ في علامات الوقف ، هو أن المعنى يحدد هذه العلامات ، ولذا يستحسن للقارئ الذي ليس له إدراك بالمعاني وقواعد النحو ، أن يقف في كل علامة من هذه العلامات ، ما عدا علامة "لا" ، ومن الخطأ أن يتعدى القارئ هذه العلامات ثم يضيق نفسه ويقف في مكان ليس فيه علامة ، وفي الغالب يكون الوقف قبيحاً .
? ومن أمثلة الوقف الجائز مع كون الوصل أولى ، في قوله تعالى : ( ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ * فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا ) [النبأ/39] ،
?( كَلَّا * بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ ) [المدثر : 53].
.: .: علامةُ تعانُقِ الوقفِ ؛ بحيث إذا وُقِفَ على أحدِ الموضعَينِ لا يُوقَفُ على الآخَر ، كقوله تعالى : {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ * فِيهِ * هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } [البقرة: 2]
?الشرح :
( .: .: ) علامة تعانق الوقف بحيث إذا وقف على أحد الموضعين ، فلا يصح الوقف على الآخر ، كقوله تعالى : {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ * فِيهِ * هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } ، ?فإذا وقفت على الكلمة الأولى (لَا رَيْبَ) فتجعل كلمة (فِيهِ) متعلقة بما بعدها ،
? وإذا وقفت على الكلمة الثانية (فِيهِ) فتجعل كلمة (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) مستقلة .
?وكقوله تعالى : ( قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ * أَرْبَعِينَ سَنَةً * يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ) [المائدة/26] ، ويسمى أيضاً وقف المراقبة ، لأن القارئ يراقب المعنى
? فإذا وقفت على الأول لزمك وصل الثاني ، وإذا وقفت على الآخر لزمك وصل الأول ، فالمنهي عنه هو الوقف على الموضعين معاً،ويجوز عدم الوقف في كلا الموضعين .
قاعدةُ حفصٍ في الوقفِ الاختباريِّ أو الاضطراريِّ
كانَ حفصٌ يُراعي رَسمَ المصحفِ في الوقفِ على ما كُتِبَ مقطوعاً أو موصولاً من الكلمات القرآنيَّة:
فيصحُّ أن يَقِفَ القارئُ – مضطراً أو مختبَراً – على الكلمةِ الأُولى أو الثانية ممَّا رُسمَ في المصحفِ الشريفِ مقطوعاً ، نحو :
{أَن لَّا } ، { مِن مَّا } ، { عَن مَّا } .
?أمَّا ما رُسِمَ مَوصولاً مِن ذلكَ فيَقِفُ على الكلمةِ الثانيةِ فقط ، نحو :
{ ألاّ } ، { مِمَّا } ، { عَمَّا }
الشرح : قاعدةُ حفصٍ في الوقفِ الاختباريِّ أو الاضطراريِّ
?المقطوع والموصول وحكم الوقف عليهما
?1- القطع والوصل من خصائص الرسم العثماني الذي أوجب علماء الأداء على القارئ معرفته وإتباعه؛ ليقف على كل كلمة من كلمات القرآن الكريم حسب رسمها في المصاحف العثمانية، إلا ما استثنى من هذه القاعدة.
?2- المقطوع : هو كل كلمة مفصولة عما بعدها في رسم المصاحف العثمانية ، ولا بد فيه من ثبوت الحرف الأخير رسمًا في الكلمة المقطوعة إن كان مدغمًا فيما بعده ، نحو (فَظَنَّ أَن لَّنْ )[الأنبياء : 87])، ( وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ )[الرعد/40] .
?3- الموصول : هو كل كلمة متصلة بما بعدها في رسم المصاحف العثمانية ، ولا بد فيه من حذف الحرف الأخير من الكلمة الموصولة رسمًا إن كان مدغمًا فيما بعده مثل ( أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا ) [الكهف : 48] ، ( وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ [يونس/46] ، فقد رسمت من غير نون، وهكذا الشأن في كل ما شابه ذلك، فليعلم حتى لا نضطر إلى التنبيه عليه في كل موضع.
?4- لا يجوز تعمد الوقف على شيء من الكلمات المفصولة لقبحه ؛ ولأنها ليست محل وقف في العادة، ويصحُّ أن يقف القارئ مضطراً أو مختبراً أو في مقام التعليم على الكلمة الأولى أو الثانية مما رسم في المصحف الشريف مقطوعاً من الكلمتين نحو : {أَن لَّا } [الأعراف: 105] ، (فَمِن مَّا [النساء/25] ، {عَن مَّا} [الأعراف: 166]
?وأما ما رسم موصولاً من ذلك فلا يقف إلا على الكلمة الثانية فقط {أَلَّا} [هود: 2] ، {مِمَّا } [البقرة: 23] ، {عَمَّا} [ البقرة: 74]
- أمثلةٌ على الوقفِ الاختباريِّ أو الاضطراريِّ
?ما حُذِفت منه الألف
?الشرح :
(الوقف على أواخر الكلمات بالحذف)
ويكون الحذف في ثلاثة حروف هي: (الألف) و (الواو) و (الياء) .
?1- {أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ} [النور: 31] : يُوقَف عليها : { أَيُّهْ }
?2- {يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ} [الزخرف: 49] : يُوقَف عليها : { يآ أَيُّهْ }
?3- {أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} [الرحمن: 31] : يُوقَف عليها : { أَيُّهْ }
الشرح : - أمثلةٌ على الوقفِ الاختباريِّ أو الاضطراريِّ
?ما حُذِفت منه الألف
?الألف الثابتة في الرسم والوقف ولكنها محذوفة في الوصل للتخلص من التقاء الساكنين منها الألف الواقعة في لفظ "أيها" في جميع القرآن مثل: {يَا أَيُّهَا ةالنَّاسُ} ( النساء : 1 ) ، إلا في ثلاثة مواضع يجب الوقف عليها بالحذف تبعًا لحذفها في الرسم وذلك في:
▪ {أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ} ( النور : 31 ) ،
▪{يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ} ( الزخرف :
49 ) ،
▪ {أَيُّهَ الثَّقَلانِ} ( الرحمن : 31 ) .
?4- {فِيمَ أَنْتَ} [النازعات: 43] : يُوقَف عليها : { فِيمْ }
?5- {بِمَ يَرْجِعُ} [النمل: 35] : يُوقَف عليها : { بِمْ }
?6- {مِمَّ خُلِقَ} [الطارق: 5] : يُوقَف عليها : { مِمّ }
?الشرح :
?إذا دخل حرف الجر على (ما) الاستفهامية ، حذفت ألفها وقفاً ووصلاً ، نحو:
?عَمَّ يَتَساءَلُونَ [النبأ: 1]، فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها [النازعات: 43]، فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل: 35]، فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ [الطارق: 5].
✏أمثلةٌ على الوقفِ الاختباريِّ أو الاضطراريِّ
✏ما حُذِفت منه الواو
?1- {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ} [الإسراء: 11] : يُوقَف عليها : {وَيَدْعْ}
?2- {وَيَمْحُ اللَّهُ} [الشورى: 24] : يُوقَف عليها : {وَيَمْحْ}
?3- {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} [القمر: 6] : يُوقَف عليها : {يَوْمَ يَدْعْ}
?4- {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق: 18]: يُوقَف عليها : {سَنَدْعْ}
?5-{وَصَالِحُ * الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4] : يُوقَف عليها : {وَصَالِحْ}
?* على أنَّ أصلَها : ( وَصَالِحُوا ) فكُتِبتْ في المُصحفِ الشريفِ على نيَّةِ الوصلِ ، لسُقوطِ الواوِ لفظاً مِنْ أجلِ التقاءِ الساكنَين .
?الشرح "
أمثلةٌ على الوقفِ الاختباريِّ أو الاضطراريِّ
?ما حُذِفت منه الواو
?1- وهي الواو المحذوفة من رسم المصحف لغير علة «كعلامة الجزم أو البناء أو نحو ذلك» وجاءت في خمسة مواضع كلها (أفعال) [ ويدعُ ، ويمحُ ، يدعُ ، سندعُ ] ما عدا كلمة واحدة فهي (اسم) [ وصالحُ ] .
?2- ويوقف على الأفعال: (ويدع) (يمح) (سندع) بالسكون أما الكلمة الخامسة (صالح) فمختلف فيها. فبعض العلماء يرى أنها (مفرد) وعلى ذلك فلا دخل لها ببحثنا هذا. والبعض الآخر يرى أن أصلها (وصالحو المؤمنين) على أنها مضاف و (المؤمنين) مضاف إليه وحذفت النون من (صالحون) للإضافة ثم حذفت الواو أيضا من غير علة كما حذفت من الأفعال السابقة وعلى ذلك يوقف عليها بدون واو كما رسمت [ وصالحُ].
كما يضاف إلى ما سبق واو هاء الكناية للمفرد الغائب (مد الصلة) عند الوقف (سبق الكلام عنها)
أمثلةٌ على الوقفِ الاختباريِّ أو الاضطراريِّ
✏ما حُذِفت منه الياء
1- {وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ} [الروم: 53] : يُوقَف عليها : {بِهَادْ}
2- {إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ} [يس: 23] : يُوقَف عليها : {إِنْ يُرِدْنْ}
3- {مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 163] : يُوقَف عليها : {مَنْ هُوَ صَالْ}
4- {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} [القمر: 5] : يُوقَف عليها : {فَمَا تُغْنْ}
5- {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ} [الرحمن: 24] : يُوقَف عليها : {وَلَهُ الْجَوَارْ}
6- {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 16] : يُوقَف عليها :{الْجَوَارْ}
7- {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ } [النساء: 146] : يُوقَف عليها : {وَسَوْفَ يُؤْتْ }
8- {وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ } [المائدة: 3] : يُوقَف عليها : {وَاخْشَوْنْ }
9- {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ } [يونس: 103] : يُوقَف عليها : {نُنْجْ }
10- {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ} [طه: 12] : يُوقَف عليها : {بِالْوَادْ}
11- {عَلَى وَادِ النَّمْلِ} [النمل: 18] : يُوقَف عليها : {عَلَى وَادْ}
12- {مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ} [القصص: 30] : يُوقَف عليها : {مِنْ شَاطِئِ الْوَادْ}
13- {يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ } [ق: 41] : يُوقَف عليها : {يَوْمَ يُنَادْ}
14- {لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج: 54] : يُوقَف عليها : {لَهَادْ}
الشرح : أمثلةٌ على الوقفِ الاختباريِّ أو الاضطراريِّ
?ما حُذِفت منه الياء
?1- الصور التي يقع فيها الحذف والإثبات لحرف المد " الياء " أن تكون الياء محذوفة رسْمًا : وهي على ثلاثة أقسام منها قسم تحذف فيه الياء وصلا ووقفًا تبعًا لحذفها رسْمًا ، نحو الأمثلة السابقة مثل : {وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ} (النور : 3 ) يوقف عليها [ إلا زَانْ ] بحذف الياء ، تبعاً لحذفها في الرسم .
?2- {وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ} بهادِ أصلها : بهادي ، ولكن الياء ساكنة ، حذفت في الوصل للتخلص من التقاء الساكنين ، فإذا وقف عليها حفص ، يقف عليها بحذف الياء ، تبعاً لحذفها في الرسم ، وكذلك بقية الأمثلة
✏(ما رُسِم مقطوعاً أو موصولاً)
?1- {أَيًّا مَا تَدْعُوا} [الإسراء: 110] : يُوقَف عليها : {أَيّا} أو {أَيًّا مَّا}
?2- {إِلْ يَاسِينَ } [الصافات: 130] : يُوقَف عليها : {إِلْيَاسِينْ } *
▪* لأنها كلمة واحدة على رواية حفص .
?3- {وَلَاتَ حِينَ} [ص: 3] : يُوقَف عليها : {وَلَاتْ}
?الشرح :
(ما رُسِم مقطوعاً أو موصولاً)
?1- {أَيًّا مَا تَدْعُوا} [الإسراء: 110] في موضع واحد فقط ، من الكلمات التي اتفق على قطعها مطلقاً ، " أَيًّا " مع " ما " ( يجوز الوقف الاضطراري أو الاختباري على الكلمة الأولى ) .
?2- واختلف في "إِلْ يَاسِين" [الآية: 130] فنافع وابن عامر ويعقوب بفتح الهمزة وكسر اللام وألف بينهما وفصلها عما بعدها فأضافوا آل إلى ياسين فيجوز قطعها وقفا والمراد ولد ياسين وأصحابه، والباقون ومنهم حفص بكسر الهمزة وسكون اللام بعدها ووصلها بما بعدها كلمة واحدة وإن انفصلت رسما فلا يجوز قطع أحديهما عن الأخرى, ويمتنع اتباع الرسم فيها وقفا ولم يقع لها نظير.
?3- {وَلَاتَ حِينَ} [ص: 3] من الكلمات التي وقع فيها اختلاف بين المصاحف ، وقد جاء في كلمة واحدة في موضع واحد ليس له ثانٍ في القرآن وهي: "لات" مع "حين" فقد اختلفت فيها المصاحف: فرسمت في بعضها بالوصل ، ورسمت في البعض الآخر بقطع التاء عن كلمة "حين" وأن "لات" كلمة مستقلة و"حين" كلمة أخرى، وعليه فتكون "لا" نافية دخلت عليها تاء التأنيث كما دخلت على "رب" و"ثم" فيقال: "ربت" و "ثمت" فتكون التاء متصلة بلا حُكْمًا، وعلى هذا يصح الوقف على التاء عند الاضطرار أو في مقام التعليم أو الاختبار، ولكن لا يصح الوقف عليها اختيارًا والبدء بكلمة "حين"، بل يجب الابتداء بكلمة: "ولات".
?وقيل: إن التاء موصولة بكلمة "حين" وترسم هكذا: "ولا تحين" وهو غير مشهور ولا شك أن شهرة الفصل صحيحة اعتبارًا بما عليه أكثر المصاحف وهو المعمول به .
?4- {فَمَالِ هَؤُلَاءِ} [النساء: 78] : يُوقَف عليها : {فَمَا} أو {فَمَالْ}
?5- {مَالِ هَذَا} [الكهف: 49] [الفرقان: 7] : يُوقَف عليها : {مَا} أو {مَالْ }
?6- {فَمَالِ الَّذِينَ } [المعارج: 36] : يُوقَف عليها : {فَمَا} أو {فَمَالْ}
?الشرح :
?4- لام الجر" مع مجرورها وهي على قسمين:
?القسم الأول: اتفقت المصاحف على قطع "اللام" عن مجرورها في أربعة مواضع:
?1- قوله تعالى: {فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ} 78 بالنساء،
?2- قوله تعالى: {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ} 49 بالكهف،
?3- قوله تعالى: {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ} 7 بالفرقان،
?4- قوله تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ} 36 بالمعارج، وحينئذ يجوز الوقف على "ما" أو على "اللام" في حالة الاضطرار أو في مقام الاختبار كما أشار صاحب لآلئ البيان بقوله:
......... وقطع مال في النسا
... وسال والفرقان والكهف رسا
ووقفه بما أو اللام اعلما ... .
?ولكن لا يجوز الابتداء باللام ولا بما بعد اللام في هذه المواضع بل يتعين الابتداء بما .
?القسم الثاني: اتفقت المصاحف على وصله وذلك في غير المواضع الأربعة السابقة نحو قوله تعالى: {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} 154 بالصافات، وقوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ} 18 بغافر، وقوله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} 19 بالليل.
?7- {كَالُوهُمْ} [المطففين: 3] : يُوقَف عليها : {كَالُوهُمْ}
?8- {وَزَنُوهُمْ} [المطففين: 3] : يُوقَف عليها : {وَزَنُوهُمْ}
?9- {يَبْنَؤُمَّ} [طه: 94] : يُوقَف عليها : {يَبْنَؤُمّ}
?الشرح :
الكلمات التي اتفق على وصلها مطلقاً ( الوصل معناه إدغام الكلمة الأولى في الثانية نطقاً ورسماً ، فيوقف على نهاية الكلمة الأخيرة ، منها :
?7-8- "كالوهم"، "وزنوهم" : {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ }( المطففين : 3) لا ثاني لها ، بدليل حذف الألف بعد واو الجماعة فيهما
?9- "يبنؤم" : {قَالَ يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي}(طه:94)
والأصل فيها أنها ثلاث كلمات "يا"، "ابن"، "أم" فحذفت ألف "يا" وكذا ألف همزة الوصل ووصلتا بأُمَّ وصورت همزتها على الواو فصارت كلمة واحدة.
فلا يقف القارئ إلا في نهاية هذه الكلمات لاتصالها رسماً .
?10- {قَالَ ابْنَ أُمَّ} [الأعراف: 150] : يُوقَف عليها : {قَالَ ابْنْ}
?الشرح :
?10- " ابن" مع " أم" ، {قَالَ ابْنَ أُمَّ }( الأعراف : 150 ) من الكلمات التي اتفق على قطعها مطلقاً ،( يجوز الوقف الاضطراري أو الاختباري على الكلمة الأولى ) .
?11- {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ} [غافر: 16] : يُوقَف عليها : {يَوْمْ}
?12- {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ} [الذاريات: 13] : يُوقَف عليها : {يَوْمْ}
وجاءت موصولةً في (5) مواضعَ منها :
▪{يَوْمَهُمُ الَّذِي} [الطور: 45] : يُوقَف عليها : {يَوْمَهُمْ}
?الشرح :
?11-12- "يوم"مع"هُم " من الكلمات التي أغلبها متعددة المواضع والتي وقع فيها اختلاف فبعضها مقطوع ، وبعضها موصول : قطعت في موضعين [غافر/16] ، [الذاريات/13] ، فيجوز الوقف في (يومْ) اضطراراً ، ووصلت في باقي المواضع الخمسة : وهي : {يَوْمِهِمْ} [الأعراف: 51] ، [الزخرف/83] . [الذاريات: 60] ، [الطور: 45] ، [المعارج: 42] فلا يجوز الوقف إلا في الكلمة الثانية ({يَوْمِهِمْ} .
?تنبيه : كُتِبتْ ( يَا ) الَّتي لِلنِّداءِ و ( هَا ) الَّتي للتَّنبيهِ في المصحفِ الشريفِ مَوصولتَين بما بعدَهما ، ولا يُوقفُ عليهِما ، بل يُوقفُ على ما بعدَهما لِاتِّصالِهما رسماً ، نحو :
?{يَآ أَيُّهَا} [البقرة: 21] ، {يَا مَرْيَمُ} [آل عمران: 37] ، {هَآ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ } [آل عمران: 66] ، {هَذَا } [البقرة: 25].
?الشرح :
الكلمات التي اتفق على وصلها مطلقاً ( الوصل معناه إدغام الكلمة الأولى في الثانية نطقاً ورسماً ، فيوقف على نهاية الكلمة الأخيرة ، منها
?1- "ها" التنبيه ، نحو {هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ}( آل عمران : 66 ) وصلها بما بعدها
?2- "يا" التي للنداء ، نحو : {يَا مَرْيَمُ }( آل عمران : 43 ) ، ( يَا أَيُّهَا )
فلا يُوقفُ عليهِما ، بل يُوقفُ على ما بعدَهما لِاتِّصالِهما رسماً .
✏(ما حُذِفَت منه إحدى الياءَين رسماً)
?1- {لَا يَسْتَحْيِي أَنْ } [البقرة: 26] : يُوقَف عليها : {لَا يَسْتَحْيِي }
?2- {يُحْيِي وَيُمِيتُ } [البقرة: 258] : يُوقَف عليها : {يُحْيِي }
?3- {لَمُحْيِ الْمَوْتَى} [فصلت: 39] : يُوقَف عليها : {لَمُحْيِي }
?4- {أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 40] : يُوقَف عليها : {أَنْ يُحْيِيَ }
?الشرح :
(ما حُذِفَت منه إحدى الياءَين رسماً)
?1- وهي التي تكون فيها الحروف محذوفة في الرسم ولكن يتلفظ بها في القراءة حتماً ، فالعرب لم تكن تجمع بين ياءين في زمن النبوة ، فكتبوها بياء واحدة ، مع أنها تلفظ بياءين .
?2- منها الحرف المحذوف لاجتماع صورتين متماثلتين كالياء المتطرفة في نحو "يستحي ويحي" في نحو قوله تعالى: {والله لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحق} [الأحزاب: 53] ، يَسْتَحْيِي : فعل مضارع على وزن يستفعل ، فالياء الأولى عين الفعل ، والياء الثانية لام الفعل ، وقوله جلت قدرته: {والله يُحْيِي وَيُمِيتُ} [آل عمران: 156] فإذا وقف على هذين اللفظين ونحوهما في التنزيل وقف بإثبات الياء الثانية المحذوفة من الرسم حرف مد ولين وهذا على القول بأنها هي المحذوفة لا الأولى قاله العلامة المارغني وجزم الحافظ ابن الجزري في النشر برد هذه الياء في الوقف كما حكى الإجماع على ذلك مُلاَّ علي القاري في شرحه على الشاطبية.
?3- الحكم : يقف على الياء الثانية بالسكون عند الاختبار أو الاضطرار ، نحو {أَنْتَ وَلِيِّي} [يوسف: 101]
✏(الوقفُ على الهَمزَةِ المرسُومةِ يَاءً)
?1- {مِنْ وَرَائِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53] : يُوقَف عليها : {مِنْ وَرَاءْ}
?2- {مِنْ تِلْقَائِ نَفْسِي} [يونس: 15] : يُوقَف عليها : {مِنْ تِلْقَاء}
?3- {وَإِيتَائِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل: 90] : يُوقَف عليها : {وَإِيتَاءْ}
?الشرح :
(الوقفُ على الهَمزَةِ المرسُومةِ يَاءً)
اتفق علماء الرسم على زيادة الياء في الهمزة المرسومة ياء ، ويوقف عليها بالهمزة الساكنة وهي :
?1 - {مِنْ نَبَإِىْ الْمُرْسَلِينَ (34)} الأنعام
?2 - {مِنْ تِلْقَآىءِ نَفْسِي} [يونس: 15].
?3 - {وَإِيتَاىءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل: 90].
?4 - {وَمِنْ آَنَاىءِ اللَّيْلِ} [طه: 130].
?5 - {أَوْ مِنْ وَرَاىءِ حِجَابٍ} [الشورى: 51].
?ورسموا هذه كلها بزيادة الياء، فالياء لا تنطق لا وصلاً ولا وقفاً لأنها كرسي للهمزة ، ففي الوصل ننطق بهمزة مكسورة ، وفي الوقف ننطق بهمزة ساكنة
(الوقفُ على الهَمزَةِ المرسُومةِ وَاواً)
?1- { جَزَاؤُاْ الظَّالِمِينَ} [الحشر: 17] : يُوقَف عليها : { جَزَآءْ}
?2- {تَفْتَؤُاْ تَذْكُرُ} [يوسف: 85] : يُوقَف عليها : {تَفْتَأْ}
?3- {شُرَكَاؤُاْ شَرَعُوا} [الشورى: 21] : يُوقَف عليها : {شُرَكَاءْ }
?الشرح :
(الوقفُ على الهَمزَةِ المرسُومةِ وَاواً)
?1- اتفق علماء الرسم على زيادة الواو والألف على الهمزة المرسومة واواً ، ويوقف عليها بالهمزة الساكنة نحو : {الْعُلَمَاؤا } [فاطر: 28] {يَعْبَؤُا } [الفرقان: 77] ، {يَتَفَيَّؤُاْ } [النحل: 48] {وَيَدْرَؤُاْ} [النور: 8]
?2- الحكم : يقف عليها بهمزة ساكنة هكذا ( العُلماءْ) ، ولا أثر للواو والألف في النطق ، لا وقفاً ولا وصلاً ، لأن الواو كرسي للهمزة .
(الوقفُ على نُونِ التَّوكيدِ الخفيفةِ المكتوبةِ كتنوين النَّصب)
?1- {وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ } [يوسف: 32] : يُوقَف عليها : {وَلَيَكُونا}
?2- {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} [العلق: 15] : يُوقَف عليها : {لَنَسْفَعَا}
?قال ابنُ مالكٍ في ألفيَّتِه عن نونِ التوكيد الخفيفة :
وأَبدِلَنْها بعدَ فتحٍ ألِفَا * وقفاً كما تقولُ في قِفَنْ : قِفَا
?الشرح :
الوقفُ على نُونِ التَّوكيدِ الخفيفةِ المكتوبةِ كتنوين النَّصب
?1- إذا أردت أن تأمر شخص بالكتابة فتقول له ( اُكْتُبْ ) ، ولتأكيد الفعل عند عدم الاستجابة تقول له ( اُكْتُبَنْ ) باستخدام نون التوكيد الخفيفة ، ولزيادة التأكيد تقول له ( اُكْتُبَنَّ ) باستخدام نون التوكيد الثقيلة .
?2- كانت العرب تكتب نون التوكيد الخفيفة كتنوين النصب ، قال أبو عمرو واجتمع كتاب المصاحف على رسم النون الخفيفة الفاً وجملة ذلك موضعان: في يوسف " وليكونا من الصاغرين " وفي العلق " لنسفعا بالناصية " وذلك على مراد الوقف ، فيوقف بالألف؛ لأن كتابتهما كذلك
مُقارنةٌ بين الوقفِ والسَّكتِ والقَطعِ
?الوقف : هو قطعُ الصوتِ على كلمةٍ قرآنيَّةٍ بزمنٍ يُتَنَفَّسُ فيه عادةً ، بنيةِ استئنافِ القراءةِ .
?السَّكت : هو قطعُ الصوتِ على حرفٍ قرآنيٍّ بزمنٍ لا يُتَنَفَّسُ فيه عادةً ، بِنيَّةِ استئنافِ القراءة .
?القَطْع : هو قطعُ الصوتِ على كلمةٍ قرآنيَّةٍ بِنيَّةِ الإعراضِ عن القراءةِ ، ومَحَلُّه رؤوسُ الآيِ تامَّةِ المعنى
الشرح :
- مُقارنةٌ بين الوقفِ والسَّكتِ والقَطعِ
?1- الوقف لغة: الحبس والكفُّ ، يقال: وقف الشيء أي حبسه، ويقال: أوقفت الدابة أي: كففتها عن المشي ،
?واصطلاحًا: قطع الكلمة عما بعدها زمناً يتنفس فيه عادة ، بِنِيَّة استئناف القراءة ، وليس بنية الإعراض عنها. لأن الوقف لم يشرع إلا للتنفس .
?ويأتي في رءوس الآي وأواسطها ، ولا بد معه من التنفس، ولا يأتي في وسط الكلمة، ( أَنُلْزِمُكُمُوهَا ) [هود : 28] ، ولا فيما اتصل رسْمًا ، فلا يصح الوقف على: "أين" من قوله تعالى: {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ} 76 بالنَّحل لاتصاله رسْمًا.
?2- السكت لغة: المنع. يقال: سَكَتَ الرجل عن الكلام أي امتنع عنه ،
?واصطلاحًا: قَطْعُ الصوت على الكلمة القرآنية زمنًا يسيرًا لا يتنفس فيه عادة ، بنية استئناف القراءة ، وهو مقيد بالسماع والنقل فلا يجوز إلا فيما صحَّت الرواية به . والسكت شرع للفصل بين الحروف بعضها عن بعض دون زمن التنفس .
?3-القطع لغة:هو الجزم ،والإبانة والإزالة ،تقول قطعت الشجرة إذا ابنتها وأزلتها
?واصطلاحًا: ترك القراءة رأساً ، والانتقال منها إلى أمر خارجي لا علاقة له بها، فإذا عاد إليها مرة ثانية استحب له أن يستعيذ .
?ولا يكون قطع القراءة إلا في أواخر السور ، ورؤوس الآي ، وقد روى سعيد بن منصور وابن أبي داود بإسناده عن عبد الله بن أبي الهذيل التابعي المعروف رضي الله عنه قال : ( كانوا يكرهون أن يقرؤوا بعض الآية ويتركوا بعضها ) .
- السكَتاتُ الواجبةُ عندَ حفصٍ من طريقِ الشاطبية
1 - على الألف من : {عِوَجًا * (1) قَيِّمًا} في الكهف الآية (1) .
ويجوزُ للقارئِ أيضاً أن يَقِفَ على {عِوَجا (1) } لأنها رأسُ آية .
2- على الألف من : {مِنْ مَرْقَدِنَا * هَذَا} في يس الآية (52) .
ويجوزُ للقارئ أيضاً أن يَقِفَ على {مِنْ مَرْقَدِنَا * } لتمامِ المعنى عندَه .
3- على النون من : {وَقِيلَ مَنْ * رَاقٍ} في القيامة الآية (27) .
4- على اللام من : {كَلَّا بَلْ * رَانَ } [المطففين: 14]
الشرح : - السكَتاتُ الواجبةُ عندَ حفصٍ من طريقِ الشاطبية
?رُوي السَّكْت وجوبًا عن حفص من طريق الشاطبية في أربعة مواضع بمعنى إذا وصل الكلمة بما بعدها فليس له إلا السَّكت، ويجوز الوقف عليها ويتنفس ، وفيما يلي بيان هذه المواضع :
أولا: السكت على ألف: "عوجًا" من قوله تعالى: {عِوَجًا * قَيِّمًا} [الكهف: 1، 2] ، وحكمته: أن الوصل من غير سكت يوهم أن "قَيِّمًا" صفة لـ "عوجًا" ولا يستقيم أن يكون القيم صفة للمعوج.
ثانيًا: السَّكْت على ألف: "مرقدنا" من قوله سبحانه: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا * هَذَا} [يس: 52] ، وحكمته أن الوصل من غير سكت يوهم أن قوله تعالى {هَذَا} من مقول المشركين المنكرين للبعث.
ثالثًا: السَّكْت على نون: "من" من قوله: {وَقِيلَ مَنْ * رَاقٍ } [القيامة: 27
رابعًا: السَّكت على لام: "بل" من قوله تعالى : {كَلَّا بَلْ* رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [المطففين: 14] ، وحكمة السكت في هذين الموضعين أن الوصل فيهما من غير سكت يوهم أن كلاً منهما كلمة ، واحدة بل هما كلمتان.
?- علامة السكت في المصحف وضع "س" على الكلمة المطلوب السكت عليها ، وقد أشار الإمام الشاطبي إلى هذه المواضع :
?وَسَكْتَةُ حَفْصٍ دُونَ قَطْعٍ لَطِيفَةٌ
عَلَى أَلِفِ التَّنْوِينِ فِي عِوَجاً بَلاَ
?وَفِي نُونٍ مَنْ رَاق وَمَرْقَدِناَ وَلاَمِ
بَلْ رَانَ وَالْبَاقُونَ لاَ سَكْتَ مُوصَلاَ
✏تَنْبِيه
حكمُ الكلمةِ المَسكُوتِ عليها كحُكمِ الكلمةِ الموقُوفِ عليها :
?فالوقفُ على {عِوَجًا} هو {عِوَجَا} بِمَدِّ العِوَض .
?والسكتُ على : {عِوَجًا} هو : {عِوَجَا * (1) قَيِّمًا} بمدِّ العوض كذلك .
الشرح : تَنْبِيه
?الكلمة المسكوت عليها ، تعامل معاملة الكلمة الموقوف عليها ، فإن وقفت على كلمة {عِوَجًا} ، تقف عليها بمد العوض عن التنوين ، يمد بمقدار حركتين ، وإن وصلتها ، تصلها بالسكت عليها ، فتمد الألف أيضاً بمقدار حركتين مد العوض مع الوصل .
✏ - السكتَتَانِ الجائِزتان
?1- بينَ آخرِ الأنفالِ وأوَّلِ التَّوبة :
{إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * (75) } سكت { بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } [الأنفال: 75 ، التوبة: 1]
ويَصِحُّ – بالإضافةِ إلى السَّكتِ – بينَ هاتَين السُّورتَين الوقفُ والوصلُ ، وسيأتي بيانُ ذلك في اللَّوحةِ التالية
?2- بينَ الآيتين (28،29) من سورةِ الحاقَّة : ({مَالِيَهْ * (28) هَلَكَ} والوجه الثاني هو الوصلُ مع إدغامِ الهاءِ في الهاء .
الشرح :روي السكت عن حفص جوازًا في موضعين:
أولا: السَّكت بين سورتي الأنفال وبراءة، وهو أحد أوجه ثلاثة وهي القطع والسكت والوصل ، قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) * ( بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [الأنفال/75] [التوبة/1] .
ثانيًا: السكت على الهاء في "ماليه" من قوله تعالى {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ} [الحاقة: 28، 29] ، فيجوز لحفص السكت وعدمه في حالة الوصل، والسكت هو المقدَّم في الأداء .
ويجوز الادغام ، أي إدغام الهاء في الهاء ، إدغاماً كاملاً ، وذلك بتجريد الهاء الأولى من السكون مع وضعِ علامةِ التشديد على الهاء الثانية .
وقد ضبط هذا الموضع في المصحف على وجهِ الإظهار مع السكت ، لأنه هو الذي عليه أكثرُ أهلِ الأداءِ ، وذلك بوضع علامة السكونِ على الهاءِ الأولى مع تجريدِ الهاء الثانيةِ من علامةِ التشديد للدلالةِ على الإظهار
ووضعُ حرفِ السينِ على هاء ( ماليهْ ) للدلالة على السكت عليها سكتةً يسيرةً بدون تنفسٍ لأن الإظهار لا يتحققُ وصلاً إلا بالسكتِ .
✏ - الأوجُه الجائزةُ بين سورتي الأنفال والتَّوبة
1- الوقفُ على آخرِ الأنفالِ ، ثمَّ البَدءُ بأوَّلِ التَّوبة .
{إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)} وقفُ { بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ }
2- السَّكتُ على آخرِ الأنفالِ بدون تنفُّس ، ثمَّ البدءُ بأوَّلِ التوبةِ .
{إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)} سكتٌ { بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ }
3- الوصلُ : وصلُ آخِرِ الأنفالِ بأوَّلِ التوبةِ بنفسٍ واحد .
{إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)} وصلٌ { بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ }
الشرح : الأوجه الجائزة بين الأنفال وبراءة
• إذا وصل القارئ آخر سورة الأنفال ، بأول سورة " براءة " فيجوز له ثلاثة أوجه:
?1- الوقف : أي الوقف على آخر الأنفال مع التنفس .
?2- السكت : أي قطع الصوت لمدة يسيرة بدون تنفس .
?3- الوصل : أي وصل آخر الأنفال بأول التوبة مع القلب .
اقرأ بكل الأوجه (إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
✏تنبيه : هذه الأوجه الثلاثة جائزة بين آخر أي سورة وأول " براءة " ، بشرط أن تكون تسبق سورة براءة في ترتيب المصحف ، أما عند قراءة سورة بعد براءة في ترتيب المصحف ، ثم قراءة براءة ، فليس لنا إلا الوقف ثم البدء في براءة بدون بسملة .
✏ - علامةُ السَّكتِ في المصحف
وضعُ سينٍ صغيرةٍ ( س ) فوقَ الحرفِ الأخيرِ من بعضِ الكلماتِ يدلُّ على السَّكتِ على تلك الكلمةِ حالةَ وصلِها بما بعدَها سكتةً يسيرةً دونَ زمنِ التنفُّسِ ، وقد وردَ ذلك عن حفصٍ من طريق الشاطبيَّةِ في أربعِ كلماتٍ تقدَّمَ ذِكرُها ص 460 .
الشرح : - علامةُ السَّكتِ في المصحف
?1- وضع حرفِ السينِ فوقَ الحرفِ الأخيرِ في بعض الكلماتِ يدُلَ على السكتِ في حَال وَصْلِه بما بعدَه سَكتَةً يسيرةً مِنْ غير تَنَفُّسٍ .
?2- وورد عن حفصٍ عن عاصمٍ السكتُ بلا خلافٍ من طريق الشاطبية على ألف (عوجا) بسورة الكهف ، وألفِ (مرقدنا) بسورة يس ، ونونِ (منْ راق) بسورة القيامة ، ولام (بلْ رانَ) بسورة المطففين .
الاِبْتِدَاءُ
الشرح : تعريف الابتداء
?الابتداء هو الشروع في القراءة سواء كان بعد قَطْعٍ وانْصِرافٍ عنها أو بعد وقف، فإذا كان بعد قطع فلا بد فيه من مراعاة أحكام الاستعاذة والبسملة ، وأما إذا كان بعد وقف، فلا حاجة إلى ملاحظة ذلك؛ لأن الوقف إنما هو للاستراحة وأخذ النَّفَس فقط ،
? والابتداء لا يكون إلا اختياريًّا؛ لأنه ليس كالوقف تدعو إليه ضرورة ، فلا يجوز إلا بكلام مستقل في المعنى موفٍّ بالمقصود ، بحيث لا يغير ما أراده الله .
✏أنواعُ الابتداء بتلاوةِ القُرآنِ الكريم
1- اختياري : ابتداءٌ حقيقيٌّ: وقعَ في أوَّلِ التلاوةِ سواءٌ في الصَّلاةِ أو غيرِها
?أ- جائز ( تامٌّ ) يجبُ أن يكونَ بآيةٍ مستقلَّةٍ بالمعنى عمَّا سبقَها
?ب- غيرُ جائز البدءُ من وسَطِ موضوعٍ يجعلُ السامِعَ لا يَفهمُ أوَّلَ الكلامِ
2 - اختباري : ابتداءٌ إضافيٌّ : تقدَّمَه تلاوةٌ ووقفٌ في المجلسِ نفسِه
?أ- جائز : تامٌّ ، كاف ، حسن .
?ب- غير جائز : قبيح
الشرح : أنواع الابتداء
?(الابتداء) (أو البدء) ، تعريفه: لغة: هو الشروع ، واصطلاحها: الشروع في القراءة بعد قطع أو وقف.
?أنواعه: هو نوعان بدء اختياري، وبدء اختباري، وليس هناك بدء اضطراري.
وما نخصه ببحثنا هنا هو البدء الاختياري.
?البدء الاختياري: نوعان جائز وغير جائز.
?والبدء الجائز: هو أيضا نوعان: بدء حقيقي، وبدء إضافي.
?البدء الحقيقي: هو ما كان بعد قطع للقراءة السابقة، والانتهاء منها، أو الانصراف عنها إلى أمور أخرى غير القراءة. فعند العودة للقراءة مرة أخرى يكون البدء حينئذ بدءا حقيقيا. لذا يستحب معه مراعاة أحكام الاستعاذة والبسملة ، وينقسم إلى قسمين :
?1- جائز ( تامٌّ ) : يجبُ أن يكونَ بآيةٍ مستقلَّةٍ بالمعنى عمَّا سبقَها ، نحو {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} [الواقعة: 27]
?2- غيرُ جائز : البدءُ من وسَطِ موضوعٍ يجعلُ السامِعَ لا يَفهمُ أوَّلَ الكلامِ ، نحو : {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} [الواقعة: 28]
?البدء الإضافي: وهو ما كان بعد وقف على آخر كلمة قرآنية زمنا يسيرا، يتنفس فيه عادة، بنية استئناف القراءة لا بنية الإعراض عنها .
?البدء الإضافي نوعان:
?(1) جائز1- تام2- كافي3- حسن
?(2) غير جائز قبيح
✏البَدءُ التَّامُّ
?هو البدءُ بكلمةٍ قرآنيةٍ ليسَ بينها وبينَ ما قبلَها تعلُّقٌ لفظيٌّ ولا معنويٌّ ، نحوُ البَدءِ بأوَّلِ السُّور، ونحوُ : {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (24) * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [هود: 24، 25]
⁉تنبيه : في أوَّلِ كُلِّ سورةٍ من سُورِ القرآنِ الكريمِ بَدءٌ حقيقيٌّ جائزٌ تامٌّ.
?الشرح : الابتداء الجائز ثلاثة أنواع
? 1- الابتداءُ التــــامُّ
?1- هو البدء بكلمة قرآنية ليس بينها وبين ما قبلها تعلقٌ لفظيٌّ ولا معنويٌّ .
?2- حكمه : بدء تام .
?3- الأمثلة : بداية السور أو القصص ، وكذلك أول كل مقطع لا تعلق بينه وبين ما سبقه لفظا ولا معنى ، نحو : {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ } [الشعراء: 123]، {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [هود: 25] ، ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ .. ) [آل عمران : 33] ، أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ... [النحل: 1] ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ [البقرة: 258] ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... [الأنفال: 20].
✏البَدءُ الكافي
?هو البدءُ بكلمةٍ قرآنيةٍ بينها وبينَ ما قبلَها تعلُّقٌ معنويٌّ ، لا لفظيٌّ ، نحو:
{إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) * فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [هود: 26، 27]
يَصحُّ في البدءِ الإضافيِّ ولا يصحُّ في البدءِ الحقيقيِّ.
?الشرح :
? 2- الابتداء الكافي
?1- هو البدء بكلمة قرآنية بينها وبين ما قبلها تعلقٌ معنويٌّ فقط لا لفظيٌّ .
?2- حكمه : ابتداء كافي.
3?- الأمثلة : {أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ } [البقرة: 6، 7] ، {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ * فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ } [هود: 26، 27] .
?4- يَصحُّ في البدءِ الإضافيِّ الذي تقدمه وقف ، ولا يصحُّ في البدءِ الحقيقيِّ ، فلا يصح أن يستفتح المجلس بتلاوة أو يبدأ في الركعة الأولى بقوله { فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ } ، وقد يجوز في البدء الإضافي ما لا يجوز في البدء الحقيقي ، فالبدء الحقيقي لا بدّ أن يكون بموضوع مستقل متكامل .
البَدءُ الحَسَنُ
?هو البدءُ بكلمةٍ قرآنيةٍ بينها وبينَ ما قبلَها تعلُّقٌ لفظيٌّ ومعنويٌّ ، إلا أنَّ البدءَ بها يُعطي معنىً تامَّاً * ، ويكونُ ذلك بعدَ وقفٍ اضطراريِّ يَرجعُ القارئُ قبلَه لِيربطَ المعنى ، نحوُ ، {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ} [الزمر: 33] يَقِفُ ثمّ يبدأُ : {أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر: 33]
?* المرادُ بالمعنى التامِّ مَجيءُ الفعلِ والفاعلِ في الجملةِ الفعليَّةِ ، أو المبتدإِ والخبرِ في الجملةِ الاسميَّةِ أو ما هو في تقديرهما ، ويَؤُولُ بالتأويلِ إليهما ، كنائبِ الفاعلِ واسمِ إنَّ.
الشرح :3- الابتداء الحسن
?أ- هو البدء بكلمة قرآنية بينها وبين ما قبلها تعلقٌ لفظي ومعنويٌ ولا يصح ذلك إلا على رؤوس الآي فقط ، شرط أن يكون بدءا إضافيا بعد وقف ، فلا يصح البدء به بدءا حقيقيا، أي بعد قطع رغم كونه رأس آية.
?ب- حكمه : بدء حسن .
?ج- أمثلة: للبدء الحسن الذي سوغه كونه رأس آية:
?1 - قوله تعالى: إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ ..... بعد قوله تعالى ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ [المؤمنون: 45]
?2 - البدء بقوله تعالى: نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ ... بعد قوله تعالى: أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ [المؤمنون: 55، 56].
?3 - البدء بقوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ} بعد قوله {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}
?4 - البدء بقوله تعالى: {فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ } ... بعد قوله [ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } [البقرة: 219، 220]
?5 - قوله تعالى: [وَبِاللَّيْلِ] بعد قوله:{ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ } .
?6- { قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) * مِنْ دُونِهِ } [هود: 54، 55]
?7- {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) * وَزُخْرُفًا} [الزخرف: 34، 35]
?فإن لم يكن رأس آية فلا مسوغ للبدء بكلمة قرآنية متعلقة بما قبلها من حيث المعنى والإعراب ، فإن كانت الآية طويلة لا يسعها نفس القارئ فعليه أن يقف ثم يعيد ويصل ما قبل الوقف بما بعده حتى لا يبدأ بدءا قبيحا.
✏البَدءُ القَبِيحُ
هو البدءُ بكلمةٍ قرآنيةٍ بينها وبينَ ما قبلَها تعلُّقٌ لفظيٌّ ومعنويٌّ ، والبدءُ بها يُعطي معنىً ناقصاً أو مرفوضاً ، لا يَصِحُّ البدءُ به إلا أن يكونَ رأسَ آيةٍ ، نحوُ :
{لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) * فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [البقرة: 219-220] فيُبدأُ به بدءاً إضافياً فقط .
ومثالُ ما لا يَصِحُّ البدءُ به نحوُ :
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} يقفُ ثم يَبدأُ { فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ} [البقرة: 17]
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا} يَقِفُ ثمَّ يَبدأُ { مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: 26]
الشرح : الابتداء الغير جائز ( الابتداء القبيح )
1- هو الابتداء بكلمة قرآنية بينها وبين ما قبلها تعلقٌ لفظي ومعنويٌ لأنه يفسد المعنى أو يغيره ، في غير رؤوس الآي ، حكمه : لا يحوز الابتداء به .
2- الأمثلة : ( تَبَتْ يَدآ * أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) ، فالابتداء بـ {أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ، ابتداء قبيح ؛ لأنه يجعل المعنى مبتوراً ، ولا بدّ من الابتداء بما قبله ،
? ونحو قوله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ * يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ ) ،
?( وَقَالَتِ اليهودُ * عُزيرٌ بنُ اللهِ وقالتِ النَّصَارى * الْمَسيحُ بنُ الله ) ،
? {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا * إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [المائدة: 73]لأنه يغير المعنى ،
?وقوله تعالى : ( وَمَا لِيَ * لآ أَعْبُدُ الذي فَطَرَنِي ) ، فهذا أشد قبحاً ،
? ونحو قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ * وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43] ،
? ونحو قوله تعالى : {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ * وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا } [البقرة: 127]
3- وحكمه : يجب على القارئ أن يتجنبه ما استطاع إلى ذلك سبيلا
أمثلةٌ على الابْتِدَاءِ الاخْتِبَارِيِّ
?{ثُمَّ لْيَقْطَعْ } [الحج: 15] : يُبدَأُ بها : { لِيَقْطَعْ }
?{وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ } [ص: 13] : يُبدَأُ بها : { اَلْأَيْكَةِ }
?{بِئْسَ الِاسْمُ } [الحجرات: 11] : يُبدَأُ بها : {اَلِاسْمُ}أو{لِاسْمُ}
?{قُلِ اللَّهُمَّ } [آل عمران: 26] : يُبدَأُ بها : { اَللَّهُمَّ }
الشرح :أمثلةٌ على الابْتِدَاءِ الاخْتِبَارِيِّ
?1- {ثُمَّ لْيَقْطَعْ } : فعل مضارع دخلت عليه لام الأمر الساكنة ، وسبقت بثم ، حكمها الإظهار في الوصل ، يُبدَأُ بها{ لِيَقْطَعْ } بكسر اللام ، لأن العرب لا تبدأ بساكن .
?2- {وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ } رسمت في المصحف بحذف همزة الوصل ، لأن هناك قراءة أخرى بفتح اللام وفتح التاء المربوطة ( لَيْكةَ ) .
?3- تدخل همزة الوصل على حرف واحد هو لام التعريف فقط ، وحكمها عند البدء بها :الفتح دائماً نحو : { اَلْأَيْكَةِ } {اَلِاسْمُ}أو{لِاسْمُ} ، { اَللَّهُمَّ }
?{الَّذِي اؤْتُمِنَ} [البقرة: 283] : يُبدَأُ بها : { اُوتُمِنَ}
?{إِنِ امْرُؤٌاْ} [النساء: 176] : يُبدَأُ بها : { اِمْرُؤٌاْ}
?{عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} [آل عمران: 45] : يُبدَأُ بها : { اِبْنُ مَرْيَمَ}
?{وَإِنِ امْرَأَةٌ} [النساء: 128] : يُبدَأُ بها : { اِمْرَأَةٌ}
الشرح :
?تكسر همزة الوصل عند البدء فيها في الأسماء السماعية السبعة ، وهي : ابن، ابنة، امرؤ، امرأة، اثنين، اثنتين، اسم ، نحو : { اِمْرُؤٌاْ} ، { اِبْنُ مَرْيَمَ} ، { اِمْرَأَةٌ}
?{أَنِ امْشُوا} [ص: 6] : يُبدَأُ بها : { اِمْشُوا} *
?(*) يُبدأُ بهذه الأفعالِ بهمزةِ وصلٍ مكسورةٍ لأنَّ الحرفَ الثالثَ منها مضمومٌ ضمَّاً عارضاً ،
الشرح :
?إذا كان ثالث الفعل مضمومًا ضمًّا عارضًا : فيجب فيه حينئذ البدء بكسر همزة الوصل نظرًا لأصله ، وهو في القرآن في خمسة أفعال فقط كيفما وردت ،
? {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ } يونس71، {وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} الحجر 65 ، {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا} الكهف21 ، {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} طه64، {أَنِ امْشُوا } ص6.
⁉تنبيه 1 : أما كلمة: (امضوا) حال الابتداء بها فإنها تكون بالكسر في غير القرآن الكريم، لأنها وردت فيه بالواو "وَامْضُواْ".
⁉تنبيه 2 : فإن الأصل في ذلك كله: "اقضيوا، وامضيوا، ابنيوا، امشيوا" بكسر عين الفعل ، والدليل على عروض الضمة أنك إذا خاطبت الواحد أو الاثنين قلت: اقض، واقضيا ، وامض وامضيا، وابن وابنيا، واتِ وائتيا، وامش وامشيا ، فتجد عين الفعل مكسورة فتعلم حينئذ أن الضمة عارضة ليست أصلية كلزوم الضمة في نحو: "انظر" التي لو خاطبت بها الواحد أو الاثنين أو الجماعة قلت: "انظر، انظرا، انظروا" فنجد أن ضم الثالث لا يزول
?{ثُمَّ اقْضُوا } [يونس: 71] : يُبدَأُ بها : {اقضوا}
{?فَقَالُوا ابْنُوا} [الكهف: 21] : يُبدَأُ بها : { اِبْنُوا}
{فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي} [الأحقاف: 4] : يُبدَأُ بها : { اِيتُونِي}
الشرح :
?ثبوت مد البدل عند الابتداء فقط في سبع كلمات [اجتمع في كل منها همزتان الأولى همزة وصل والثانية همزة قطع] وهي :
?( الَّذي اؤْتُمِنَ ) [البقرة/283]، ( وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا ) [فصلت/11] ( يَقُولُ ائْذَن لِّي ) [التوبة/49] ، (ائْتِ ) [يونس/15 – الشعراء /10] ( ائْتِنَا ) [الأنعام/71 - الأعراف/77 – الأنفال/32 – العنكبوت/29 ] ، ( ائْتُونِي ) [يونس/79 – يوسف/59،54،50 - الأحقاف/4] ، ( ائْتُوا )[طه/64 – الجاثية/25] ،
?فإذا وصلت الكلمة بما قبلها حذفت همزة الوصل ، وبقيت همزة القطع ساكنة ،
? أما إذا ابتدىء بها فحينئذ تثبت همزة الوصل وتبدل همزة القطع حرف مد من جنس حركة ما قبلها ، لأن العرب لا تجمع بين همزتين الثانية منهما ساكنة .
الرَّومُ والإشْمَامُ
?الشرح :
الوقف على أَواخر الكلم
?1- العرب لا يبتدئون بساكن، كما لا يقفون على متحرك؛ لأن الابتداء بالساكن متعسِّر؛ ولأن الوقف بالسكون أخف من الوقف بالحركة.
?2- لا تقفُ العربُ بالحركة الكاملةِ ، بل يقِفُونَ :
?أ- بالسُّكونِ المُجَّردِ .
?ب- أو بالرَّومِ .
?ج- أو بالإشمامِ (فيما يُصحان فيه) .
⁉3- تنبيه : فالروم لا يصح في الفتحة ، سواء أكانت علامة بناء أو علامة إعراب ، وتعليل ذلك أن الفتحة لا تكاد تتبعض ، أي لا يقفون بفتحة صوتها منخفض ، بل يقفون بالسكون , ولكن قد ورد في بعض الكلمات الروم في الحرف المفتوح ، نحو : {يَخِصِّمُونَ } [يس: 49] ، {أَمَّنْ لَا يَهِدِّي} [يونس: 35]
?1- الوقف بالسكون المحض
?1- السكون المحض : هو السكون الخالص الذي لا حركة فيه، وهو الأصل في الوقف، (نَسْتَعِينُ ) نقف عليها بالسكون ( نَسْتَعِينْ ) ، ( الدِّينِ ) نقف عليها بالسكون ( الدِّينْ ) ، ( الْمُسْتَقِيمَ ) نقف عليها بالسكون (الْمُسْتَقِيم ) ، وإلى هذا يشير الإمام ابن الجزري في الطَّيِّبَة بقوله: " والأصل في الوقف السكون ".
⁉2- مسألة : فإن قيل: الأصل هو الحركة لا السكون ، فبأي علة يصير السكون أصلا في الوقف؟ والجواب على ذلك: أنه لما كان الغرض من الوقف الاستراحة، والسكون أخف من الحركة كلها، وأبلغ في تحصيل الاستراحة، لذا صار أصلا بهذا الاعتبار.
?3- إذا كان الموقوف عليه بالسكون مشددًا فيراعى معه التشديد مثل: {مَنْ حَيَّ} [الأنفال: 42].
✏الرَّومُ
?هو خفضُ الصوتِ عندَ الوقفِ على الضَّمةِ أو الكسرةِ بحيثُ يَذهبُ معظمُ صوتِهما ، نحو :
?{نَسْتَعِينُ } [الفاتحة: 5] ، {الرَّحِيمُ} [البقرة: 37] ، {اللَّهُ} [البقرة: 7]
?{الدِّينِ} [الفاتحة: 4] ، {مَالِكِ} [الفاتحة: 4] ، {الْفِيلِ} [الفيل: 1].
?الشرح : 2- الوقف بالروم
?1- هو خفضُ الصوتِ عندَ الوقفِ على الضَّمةِ أو الكسرةِ [ أي على الحرف الأخير الموقوف عليه ] الضمة سواء أكانت علامة بناء أو علامة إعراب ، والكسرة سواء أكانت علامة بناء أو علامة إعراب ، بحيثُ يَذهبُ معظمُ صوتِهما [ فالصوت الباقي قليل بمقدار الثلث ، والمحذوف أكثر ، يكون بمقدار الثلثين ] .
?2- الرَّوم هو تضعيفك الصوت بالحركة [أو خفض الصوت بالحركة] وقيل [هو الإتيان بثلث الحركة]حتى يذهب معظم صوتها فتسمع لها صوتًا خفيًّا، هذا الصوت يسمعه القريب المصغي دون البعيد ، نحو : {نَسْتَعِينُ } ، {الدِّينِ}
?3- وقد أشار الإمام الشاطبي إلى هذا المعنى بقوله:
ورَوْمُكَ إسماع المحرك واقفًا ... بصوت خفي كل دان تنولا
?4- أمثلة للروم للكلمات التي آخرها ضمة :{نَسْتَعِينُ } ، {الرَّحِيمُ} ، {اللَّهُ} .
وأمثلة للروم للكلمات التي آخرها كسرة : {الدِّينِ} ، {مَالِكِ} ، {الْفِيلِ}
✏قَاعِدَة
?عند الوقفِ بالرَّومِ على الحرفِ المُنونِ المَضمومِ أوِ المَكسورِ فإنَّنا نحذفُ التَّنوينَ ، ونقِفُ ببعضِ الضمَّةِ في المضموم ، وبِبَعضِ الكسرةِ في المكسور ، ?نحو :
{حَكِيمٌ } [البقرة: 209] : يُوقَف عليها : {حَكِيمُ }
?{عَظِيمٌ } [البقرة: 7] : يُوقَف عليها : {عَظِيمُ }
?{كَصَيِّبٍ} [البقرة: 19] : يُوقَف عليها : {كَصَيِّبِ}
?{حَاسِدٍ} [الفلق: 5] : يُوقَف عليها : {حَاسِدِ}
?الشرح : قَاعِدَة
?قاعدة : عند الوقف بالروم لا بد من حذف التنوين؛ لأن التنوين المجرور أو المرفوع يحذف في حالة الوقف ، ونقف ببعض الضمة في المضموم ، وبعض الكسرة في المكسور .
?التنوين المضموم نحو {عَظِيمٌ } عبارة عن ميم مضمومة بعدها نون ساكنة ، فعند الوقف نحذف النون الساكنة ، ونقف على ميم مضمومة صوتها منخفض .
?والتنوين المكسور نحو : (يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ) [النازعات : 8] ، يوقف عليها هكذا ( يَوْمَئِذٍ = يَوْمَئِذِ ) ، ( وَاجِفَةٌ = وَاجِفَةُ ) ، بصوتٍ منخفض .
✏قَاعِدَة : الرَّوْمُ حُكْمُهُ حُكْمُ الوَصْلِ
?1- فلا يُمَدُّ معه العارضُ للسُّكونِ ، بل يُقصَرُ كالوَصل .
?الشرح :
قَاعِدَة : الرَّوْمُ حُكْمُهُ حُكْمُ الوَصْلِ
?يعني الحرف الموقوف عليه بالروم يعامل معاملة الحرف الموصول .
?1- الرومُ حكمه حكم الوصل [فلا يمدُّ معه العارض للسكون]، وهو لا يكون إلا مع القصر في حالة الوقف فقط ، نحو ( الرَّحْمَنُ ) ، فتمد عند الوقف بمقدار حركتين فقط ، مع الروم .
?2- لقول الإمام الشاطبي: ورومهم كما وصلهم .
?3- ويدخل في المجرور والمكسور نحو: {الرَّحِيمِ} ( الفاتحة : 4 ) ، {هَؤُلاءِ} ( البقرة : 31 ) ، فعندما أقف عليها بالروم ، أقف عليها بكسرة صوتها منخفض ، وكذا المرفوع والمضموم نحو : {نَسْتَعِينُ} ( الفاتحة : 4 ) ، { حَيْثُ} ( البقرة : 149 ) عندما أقف عليها بالروم ، أقف عليها بضمة صوتها منخفض .
?2- ويُعامَلُ الحرفُ الموقوفُ عليهِ من حيثُ التفخيمُ والترقيقُ كما يُعامَلُ في الوَصل ، نحو :
?{فَيَغْفِرُ } [البقرة: 284] : عند الوَصل : الراء مفخَّمة
?{فَيَغْفِرُ }: عند الوقفِ بالرَّوم : الراء مفخَّمة
?{فَيَغْفِرْ } عند الوقفِ بالسُّكون : الراء مرقَّقة
?{فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } [القدر: 1] : عند الوَصل : الراء مرقَّقة
?{فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } : عند الوقفِ بالرَّوم : الراء مرقَّقة
?{فِي لَيْلَةِ الْقَدْرْ } : عند الوقفِ بالسُّكون : الراء مفخَّمة
?الشرح :
?تعامل الحروف الموقوف عليها من حيث التفخيم والترقيق كما تعامل في الوصل ، ( فَيَغْفِرُ ) عند الوصل والوقف بالروم تفخم الراء لأنها مضمومة ، وعند الوقف عليها بالسكون ترقق الراء ، لأنها سكنت وقبلها مكسور .
?الفرق بين الروم والاختلاس؟
الرَّوم والاختلاس يشتركان في تبعيض الحركة ويختلفان فيما يلي :
?أ- يكون الروم في المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور ، أما الاختلاس فيكون في الحركات الثلاث .
?ب- الثابت في الرَّوم من الحركة أقل من المحذوف، وقدَّره بعضهم بالثلث، أما الاختلاس فالثابت فيه من الحركة أكثر من المحذوف وقدَّره بعضهم بالثلثين وكل ذلك لا يضبط إلا بالمشافهة.
الإشْمَامُ
?لغةً : مأخوذٌ من أشمَمْتُهُ الطِّيب ، أي أوصَلتُ إليه شيئاً يسيراً من رائحته .
?واصطلاحاً : هو ضَمُّ الشَّفتَين بُعَيدَ تسكينِ الحرفِ المضمومِ كهَيئتِهِما عند النُّطقِ بالضمَّة ، من غيرِ صوتٍ ، ولا يُدركُه المكفوفُ ، نحو :
?{نَسْتَعِينُ } [الفاتحة: 5] ، {الرَّحِيمُ} [البقرة: 37] ، { أَلِيمٌ } [البقرة: 10]
?انظر شكل [479] منظرٌ أماميٌّ لشكلِ الشفتين أثناءَ النُّطقِ بالإشمامِ .
?الشرح : 3- الوقف بالإشمام
?1- تعريف الإشمام : هو ضمُّ الشَّفتين بُعَيدَ [ بعده مباشرة] إسكان الحرف عند الوقف على الضمة دون تَرَاخٍ على أن يترك بينهما فُرْجَة لخروج النفس بحيث يراه المبصر دون الأعمى [لأن الإشمام يرى ولا يسمع ، فيدرك بالبصر ولا يدرك بالسمع ] .
?2- وهو في الوقف لا يكون إلا في المضموم والمرفوع فقط ، ( يَخْطَفُ ) [البقرة : 20] ، { حَيْثُ} ( البقرة : 149 )
?3- كيفية الإشمام : نحو ( نَسْتَعِينُ ) بمجرد تسكين النون ، أضم الشفتين ، أي بقي من الضمة صورتها وهو ضم الشفتين ..
?4- وقال فيه الإمام الشاطبي : والإشمامُ إطباقُ الشفاه بُعيد ما
يُسكَّن لا صوتٌ هناك فَيصْحَلا
?5- فائدة الروم والإشمام هي : بيان الحركة الأصلية التي تثبت في الوصل للحرف الموقوف عليه؛ ليظهر للسامع في حالة الرَّوم، وللناظر في حالة الإشمام كيفية تلك الحركة ، وحينئذٍ فلا روم ولا إشمام في الْخَلْوة ،
? كما يعلم أن الرَّوم والإشمام لا يضبطان إلا بالتلقي والسماع من أفواه الشيوخ المتقنين.
✏قَاعِدَة : الإشْمَامُ حُكْمُه حُكْمُ الوَقْفِ بالسُّكونِ
?1- فيُمَدُّ معَه العارضُ للسُّكونِ (2) أو (4) أو (6) حركات.
?الشرح : قَاعِدَة : الإشْمَامُ حُكْمُه حُكْمُ الوَقْفِ بالسُّكونِ
?أي أعامل الكلمة التي وقفت عليها بالإشمام معاملتي لها عند الوقف عليها بالسكون المجرد .
?1- فيُمَدُّ معَه العارضُ للسُّكونِ (2) أو (4) أو (6) حركات ، نحو {نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]
?2- ويُعامَلُ الحرفُ الموقوفُ عليه بالإشمامِ مِن حيثُ التفخيمُ والترقيقُ كما يُعاملُ في الساكنِ ، نحو :
?{فَيَغْفِرُ } [البقرة: 284] : عند الوَصل : تُفخَّمُ الراء
?{فَيَغْفِرْ }: عند الوقفِ بالسُّكون: تُرقَّقُ الراء
?{فَيَغْفِرْ }: عند الوقفِ بالإشمام: تُرقَّقُ الراء
?الشرح :
?2- ويُعامَلُ الحرفُ الموقوفُ عليه بالإشمامِ مِن حيثُ التفخيمُ والترقيقُ كما يُعاملُ في الساكنِ ، نحو :
{?فَيَغْفِرُ } : عند الوَصل : تُفخَّمُ الراء ، لأنها مضمومة .
?{فَيَغْفِرْ } : عند الوقفِ بالسُّكون : تُرقَّقُ الراء ، لأنها ساكنة وقبلها مكسور .
?{فَيَغْفِرْ } : عند الوقفِ بالإشمام : تُرقَّقُ الراء ، لأن حكمه حكم الوقف بالسكون ، فتكون الراء ساكنه وقبلها مكسور .
?
قَاعِدة : لا يكونُ الرَّوْمُ والإشْمَامُ في :
?1- هاءِ التأنيثُ المكتوبةِ هاءً .
?2- ميمِ الجمعِ على قراءةِ الصِّلَة .
?3- الحركةِ العارضة .
✏وتفصيلُ ذلك في اللوَّحاتِ التالية :
✏1- هاءُ التَّأنِيثِ المكتُوبَةُ هَاءً
?هي هاءٌ تَلحَقُ آخِرَ الأسماءِ للدَّلالةِ على تأنيثِها ، تكونُ في الوصلِ تاءً ، وفي الوقفِ هاءً ساكنةً ، ولا يدخلُها الرَّومُ ولا الإشمام ، نحو :
?{رَحْمَةٍ} [آل عمران: 159]: يُوقَف عليها : {رَحْمَهْ}
?{نِعْمَةٌ} [الشعراء: 22] : يُوقَف عليها : {نِعْمَهْ}
✏هاءُ التَّأنِيثِ المكتُوبَةُ تَاءً
?كُتِبَتْ بعضُ هاءاتِ التأنيثِ في المصحفِ الشريفِ بالتاء المبسوطة ، على لهجة بعضِ العربِ الذين يَقِفُونَ عليها بالتاء .
?وَروى حفصٌ الوقفَ عليها – اضطراراً أوِ اختباراً – بالتاءِ كذلك ، ويدخلُها الرَّومُ والإشمام .
✏أَمْثِلَةٌ على هاءِ التَّأنِيثِ المكتُوبَةِ تَاءً
?{امْرَأَتُ عِمْرَانَ} [آل عمران: 35]: يوقف عليها بالسكون أو بالإشمام أو بالرَّوم: {امْرَأَتُ }
?{وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ} [النحل: 72] : يوقف عليها بالسكون أو بالرَّوم: {وَبِنِعْمَتِ}
?{رَحْمَتَ رَبِّكَ} [الزخرف: 32] : يوقف عليها بالسكون فقط لأنها منصوبة: {رَحْمَتْ }
✏2- مِيمُ الجَمْعِ على قراءَةِ الصِلَةِ
?قرأَ بعضُ القرَّاءِ العشَرَةِ بصِلةِ ميمِ الجمعِ بواوٍ لفظاً في حالةِ الوصلِ على لهجةِ بعضِ العربِ ، نحو :
?{عَلَيْهِمُو غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمُو وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، فإذا وَقَفُوا سكَّنوا الميمَ ، هكذا : {عَلَيْهِمْ } ، ولا يدخلُ الرَّومُ ولا الإشمامُ على هذه الميم .
✏3- الحركةُ العَارِضَةُ
?لا يَدخلُ الرَّومُ ولا الإشمامُ على الحركةِ العارضة ( غيرِ الأصليَّة ) ويوقفُ عليها بالسُّكونِ فقط ، نحو :
?{قُلِ اللَّهُمَّ} [آل عمران: 26]: يُوقَف عليها: {قُلْ }
?{وَإِذِ ابْتَلَى } [البقرة: 124]: يُوقَف عليها: {وَإِذْ}
?{حِينَئِذٍ } [الواقعة: 84]: يُوقَف عليها: {حِينَئِذْ }
?الشرح :مواضع امتناع الرَّوم والإشمام في أواخر الكلم ، وهي خمسة :
?1- أن يكون آخر الكلمة متحركاً بالفتح غير منون : (خَلَقَ ) [الفلق/2] ، ( الصِّرَاطَ ) [الفاتحة : 6]
?2- أن يكون آخر الكلمة ميمَ الجمع عند من يصلها من القراء كقالون بخلف عنه وابن كثير ، ( إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) [البقرة : 23] لأنها تُحَرَّكُ بواوٍ مدية لفظا لا خطا نحو ، ( كُنْتُمو صَادِقِينَ ) ، فإذا وقف عليها امتنع الروم والإشمام
?3- طارِي الشَّكْلِ : أن يكون آخر الكلمة متحركاً بحركة عارضة في الوصل لالتقاء الساكنين : {قُمِ اللَّيْلَ} ( المزمل : 2 ) ، {وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ} ( محمد : 35 ) .
?4- أن يكون آخر الكلمة هاء التأنيث وهي التي تكون في الوصل تاء وفي الوقف هاء : (الزَّكَاةَ) ، [البقرة/83] ،{الْجَنَّةَ} ( البقرة : 35 ) ، ( بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) [النحل : 125]
تنبيه : أما هاءُ التَّأنِيثِ المكتُوبَةُ تَاءً ، يدخلُها الرَّومُ والإشمام ، نحو : {امْرَأَتُ عِمْرَانَ} ، {وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ} ، {رَحْمَتَ رَبِّكَ}
?5- أن يكون آخر الكلمة ساكناً سكوناً أصلياً ، نحو :( فَلَا تَقْهَرْ ) [الضحى/9] ، انْشَقَّتْ [الإنشقاق : 1]
?قال صاحب منظومة السلسبيل الشافي :
?وامنعْ لوجهِ الرَّوْمِ والإِشمامِ (122)
في خَمْسَةٍ تَأتيكَ بالتَّمامِ
?في النَّصبِ ميمِ الجمعِ طارِي الشَّكْلِ
(123) هاءِ مؤنَّثٍ سُكُونٍ اصْليْ
هاءُ الضمير : هي الهاءُ التي يُكْنَى بها عن الغائبِ المُفرَدِ المذكَّر ، وتكونُ مضمومةً أو مكسورةً ، نحو : {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}
?ولأئمةِ القراءةِ في دخولِ الرَّومِ والإشمامِ عليها ثلاثةُ مذاهب :
1- المنعُ مطلقا.
2- الجوازُ مطلقاً .
3- مذهبُ التفصيل .
مَذهبُ التفصيلِ للرَّومِ والإشمامِ في هاءِ الضميرِ
لا يأتي الرَّومُ ولا الإشمامُ في هاءِ الضميرِ إذا سُبِقتْ :
1- بياءٍ ساكنة .
2- أو كسرة .
3- أو واوٍ ساكنةٍ .
4- أو ضمَّة ،
نحو :
{فِيهِ} ، {وَكُتُبِهِ} ، {فَعَلُوهُ } ، {يُخْلِفُهُ }
?ويأتي الرَّومُ والإشمامُ في هاءِ الضميرِ إن سُبِقتْ :
1- بساكنٍ صحيح
2- أو فتحةٍ .
3- أو ألفٍ ،
نحو :
{مِنْهُ } ، {لَنْ تُخْلَفَهُ} ، {اجْتَبَاهُ}
الشرح : اختلف أهل الأداء في الإشمام والروم في هاء الضمير: ( إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ) على ثلاثة مذاهب
1) منعهما مطلقاً .
2) جوازهما مطلقاً .
3) مذهب التفصيل :
?أ) منعهما : إذا كان قبل هاء الضمير :
1) ياء مدية أو لينة ، مثل (فِيهِ ) ، عَلَيْهِ .
2) أو واو مدية أو لينة ، نحو (قَتَلُوهُ ، رَأَوْهُ )
3) أو ضم مثل(وَأَمْرُهُ ) . 3) أو كسر مثل( بِهِ )
?ب) جوازهما : إذا كان قبل هاء الضمير :
1) فتح ، نحو : ( لَهُ ) ، {لَنْ تُخْلَفَهُ}
2) أو ألف ، نحو : ( اشْتَرَاهُ ) ، {اجْتَبَاهُ}
3) أو ساكن صحيح ، نحو : (عَنْهُ ) ، {مِنْهُ }
?قال صاحب منظومة السلسبيل الشافي :
?والْخُلْفُ في هاءِ الضميرِ بَعْدَ يا
أو واوٍ او ضَمٍّ وَكَسْرٍ رُوِيا
✏كيفِيَّةُ الوقفِ على أوَاخِرِ الكلماتِ القُرْآنيَّةِ
1- الحركة : السُّكونُ الأصليُّ : مثال : {مَنْ} : كيفيَّة الوقف عليها : بالسُّكونِ فقط.
2- الحركة : الفتحة : مثال : {إِيَّاكَ} : كيفيَّة الوقف عليها : بالسُّكونِ فقط .
3- الحركة : الكسرة : مثال : {الرَّحِيمِ} : كيفيَّة الوقف عليها : بالسُّكونِ أوِ الرَّومِ.
4- الحركة : الضمة : مثال : {نَعْبُدُ}: كيفيَّة الوقف عليها : بالسُّكونِ أوِ الرَّومِ أوِ الإشمام
✏كيفِيَّةُ الوقفِ على أوَاخِرِ الكلماتِ القُرْآنيَّةِ المُنَوَّنَةِ
1- تنوينُ : الرَّفعِ مثال : {حَكِيمٌ} يُوقفُ عليهِ بحذفِ التنوينِ مع : السكونِ أو الرَّومِ أوِ الإشمام
2- تنوينُ : الجَرِّ مثال : {حَاسِدٍ } يُوقفُ عليهِ بحذفِ التنوينِ مع : السكونِ أو الرَّومِ
3- تنوينُ النَّصبِ: مثال : { عَلِيمًا } يُوقفُ عليهِ بحذفِ التنوينِ مع : التَّعويضِ عنِ التنوينِ بألف
الشرح :
خلاصة القول في الموقوف عليه ثلاثة أقسام
?1- ما يوقف عليه بالسكون المحض ولا يجوز فيه رومٌ ولا إشمامٌ ،إذا كان ساكناً نحو :( فَلَا تَقْهَرْ ) [الضحى/9] ، أو متحركاً بالفتح غير منون : ( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ) [الفلق/2] ، أو متحركاً بحركة عارضة في الوصل لالتقاء الساكنين : {قُلِ اللَّهُمَّ}، {وَإِذِ ابْتَلَى } ، {حِينَئِذٍ } أو آخره هاء التأنيث الموقوف عليها بالهاء : (الزَّكَاةَ) ، [البقرة/83] ،{الْجَنَّةَ} ( البقرة : 35 ) ، [بخلاف ما يوقف عليه بالتاء موافقة للرسم العثماني نحو: {رَحْمَتُ } ،
?وإلى ذلك يشير الإمام الشاطبي بقوله:
وفي هاء تأنيث وميم الجمع قل
وعارض شكل لم يكونا ليدخلا
?2- ما يوقف عليه بالسكون والرَّوم فقط، ولا يجوز فيه الإشمام : وهو ما كان في الوصل متحركًا بالكسرة نحو: {الرحيمِ} ، {هَؤُلاءِ} .
?3- ما يوقف عليه بالسكون والروم والإشمام، وهو ما كان في الوصل متحركًا بالضمة نحو: {نَسْتَعِينُ} ، {يَا صَالِحُ} ( هود : 62 ) .
?4- ولقد أشار الإمام ابن الجزري إلى عدم جواز الوقف بالحركة الخالصة وجواز ما عداها بقوله:
?وَحَـاذِرِ الْـوَقْـفَ بِـكُـلِّ الحَـرَكَـهْ (104)
إِلاَّ إِذَا رُمْــتَ فَـبَـعْـضُ حَـرَكَــهْ
?إِلاَّ بِـفَـتْـحٍ أَوْ بِـنَـصْـبٍ وَأَشِــمْ (105)
إِشَـارَةً بِالضَّـمِّ فِـي رَفْــعٍ وَضَــمْ
?5- تدريب : اشرح ما قاله صاحب لآلئ البيان:
كَيْفِيَّةُ الوَقْفِ عَلَى أَوَاخِرِ الكَلِمِ
?وَالأصْلُ فِي الوَقْفِ السُّكُونُ وَيُشَمّ (93)
كَذَا يُرَامُ عِنْدَ ذِي رَفْعٍ وَضَمّ
?وَرُمْ لَدَى جَرٍّ وَكَسْرٍ وَكِلاَ (94)
هَذَيْنِ فِي نَصْبٍ وَفَتْحٍ حُظِلا
?وَعِنْدَ هَا أُنثَى وَمِيمِ الجَمْعِ أَوْ (95)
عَارِضِ تَحْرِيكٍ كِلَيْهِمَا نَفَوْا
?وَالخُلْفُ فِي هَاءِ الضَّمِيرِ وَالأتَمّ (96)
دَعْ بَعْدَ يَا وَالوَاوِ أَوْ كَسْرٍ وَضَمّ